تفعيل العمل لتسجيل البروكار في التراث السوري خلال محاضرة في ثقافي أبو رمانة
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
دمشق-سانا
تناولت المحاضرة، التي أقامها المركز الثقافي العربي في أبو رمانة اليوم، بعنوان “البروكار الدمشقي بين التراث والهوية”، للمهندس المعماري والباحث في التراث الشعبي محمد دبور، أهمية حرفة البروكار كأحد أبرز مكونات التراث اللامادي في سوريا.
وأوضح دبور، خلال المحاضرة، أن البروكار قماش حريري فاخر عُرفت به دمشق منذ مئات السنين، ويُعدّ من الحرف المتفردة في سوريا، لافتاً إلى أن هذا النسيج، المصنوع من الحرير الطبيعي والمطعّم أحياناً بخيوط الذهب، يمثل جزءاً جوهرياً من الهوية الثقافية السورية، التي يجب الحفاظ عليها وصونها من الاندثار.
وحذّر دبور من وجود محاولات من جهات خارجية لطمس هوية البروكار ونسبه لثقافات أخرى، وهو ما يستدعي تحركاً رسمياً وشعبياً للدفاع عن هذه الحرفة.
واستعرض دبور، أمام الحضور، المراحل الدقيقة لصناعة البروكار، بدءاً من تربية دودة القز وتغذيتها بأوراق التوت، وصولاً إلى غزل الخيوط الحريرية والعمل عليها على النول التقليدي، موضحاً أن هذه الصناعة تعود إلى نحو أربعة آلاف عام قبل الميلاد، وارتبطت بمدن مثل إيبلا، مصياف، ودير ماما، حيث ازدهرت زراعة التوت وصناعة النسيج.
ودعا دبور وزارة الثقافة إلى تكثيف دعمها للحرف التراثية وتوسيع نطاق المحاضرات والنشاطات التي تروّج لها، كما طالب بتفعيل التواصل مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) لإعادة طرح ملف تسجيل البروكار ضمن قائمة التراث اللامادي العالمي، موضحاً أن هذا الملف كان قد تم العمل عليه عام 2016 قبل أن يتوقف لأسباب غير معلومة.
وأشار دبور، في محاضرته، إلى أن حماية التراث مسؤولية وطنية تتطلب تعاوناً بين المؤسسات الرسمية والخبراء المحليين، معتبراً أن صون الهوية الثقافية يبدأ من حماية الحرف التقليدية التي تمثل ذاكرة المدينة وروحها الحقيقية.
تابعوا أخبار سانا علىالمصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
من سقوط بغداد إلى حصار دمشق.. سيوف العرب ينعش الذاكرة التاريخية للمشاهد
حظي مسلسل "سيوف العرب" بتفاعل كبير من الجمهور في الوطن العربي منذ عرض أولى حلقاته على قناة قطر ومنصة شاهد، وذلك لما يتناوله من أحداث تاريخية مشوقة، من أبرزها سيرة فارس العرب عمرو بن معديكرب، وحصار دمشق، وسقوط بغداد، وغيرها من اللحظات المفصلية في التاريخ العربي.
وجاء الإعلان الرسمي عن المسلسل -عبر منصة شاهد- مستخدما الوسم "كيف يغير سيف واحد مصير أمة" مما أثار موجة من النقاشات وردود الفعل المتباينة بين المشاهدين منذ انطلاق عرضه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرنlist 2 of 2"نيوتوبيا".. دراما كورية تطرح أسئلة لا تجيب عنها التكنولوجياend of listواعتبر متابعون أن الحلقة الثالثة أعادت فتح جرح قلب كل عربي، من خلال تجسيد سقوط بغداد على الشاشة، كما أشادوا بأداء الممثل الأردني منذر رياحنة في مشاهده داخل العمل.
لا تُفَوّتوا الحلقة الثالثة من #سيوف_العرب في لحظه تدون بالحروف الغاضبة و الدموع الحارة وفي مشهد يعيد فتح جرح قلب كل عربي #سقوط_بغداد يجسد على الشاشة. كما لن نره من قبل والفنان #منذر_رياحنه في اقوى المشاهد .. ترقّبوا اللحظة التي سيصمت فيها الجميع، لتتكلم الدراما بلغة التاريخ pic.twitter.com/gABmvtq6V8
— Sabrina_cch (@lilyane2308) June 13, 2025
وأشاد كثيرون بأداء الممثلين في حلقة "سقوط بغداد" واعتبروها مؤثرة ونهاية أسطورية.
#منذر_رياحنه ونحيب بغداد ابكيتنا يا منذر #سيوف_العرب #سقوط_بغداد pic.twitter.com/65yRt0DPPF
— Sabrina_cch (@lilyane2308) June 14, 2025
سقوط بغداد من مسلسل #سيوف_العرب
أداء عظيم من الممثلون
حلقة مؤثرة ونهاية أسطورية
من مسلسل سيوف العرب pic.twitter.com/if2sK1m1gT
— انتراوي قصيمي Inter ???????? (@lnter16) June 14, 2025
إعلانوجاءت الحلقة الثانية تحت عنوان "حصار دمشق" وقد تميزت بتطور لافت في الأحداث، مع إشادة واسعة بأداء الممثلة السورية رهام القصار في تجسيد شخصية خولة بنت الأزور، إلى جانب الثناء على جودة الكتابة التي اتسمت بالمنطق والسلاسة.
#سيوف_العرب الحلقة 2 " حصار دمشق "
بطولة رهام القصار بشخصية " خولة بنت الأزور "
…
حلقة ككل جميلة وفاقت بكثير الحلقة الأولى
كتابة منطقية وسلسة
أداء جيد جدا وبدون مبالغة وخاصة من النجمة رهام اللي أبهرتني حقيقة بأداءها ولغتها
حلقة تبعث الأمل بباقي الحلقات ???????? https://t.co/EWWsqSCUsj pic.twitter.com/vRDr4huFGl
— Zeyad (@zeyad1r) June 8, 2025
من جانب آخر، وجّه عدد من المتابعين انتقادات للمسلسل، مشيرين إلى أن تقنياته تشبه إلى حد كبير أساليب الإنتاج التي كانت سائدة مطلع الألفية، ولا تتماشى مع معايير العصر الحالي من حيث جودة التصوير أو أسلوب السرد واستخدام المؤثرات البصرية.
ورغم ذلك، أكد بعضهم الحرص على متابعة العمل نظرا لاهتمامه بقصص فرسان العرب وتركيزه على البطولات والمجد العربي وأسماء سيوف الفرسان. كما طالت الانتقادات أداء الممثل باسم ياخور في دور عمرو بن معديكرب، ووُصف بأنه مسرحي ومبالغ فيه.
السلام عليكم جميعا ????
عودة بعد غياب تزامنا مع عرض مسلسل #سيوف_العرب من أكثر الأعمال اللي متحمس لها واراهن عليه بشدة نظرا لشبه اكتمال عوامل نجاح العمل التاريخي وسيكون بأسلوب جديد " درامي + دكيودراما "
أيضا لامست اجتهاد وحرص كبير على تقديم أحداث تاريخية لم تُذكر من قبل
بالتوفيق ???? pic.twitter.com/dnoR63SYQ4
— Zeyad (@zeyad1r) May 29, 2025
من الجاهلية لفجر الدولة الأمويةينطلق المسلسل التاريخي "سيوف العرب" من أجواء الجاهلية، ويواصل رحلته حتى بزوغ فجر الدولة الأموية، مستعرضا مسيرة السيف العربي كرمز للقوة والشرف، ودوره الجوهري في تشكيل معالم الحضارة العربية والإسلامية. ويعتمد العمل على سرد درامي مدعوم بالتوثيق، يُبرز من خلاله أبرز التحولات السياسية والعسكرية التي مر بها العرب، مسلطاً الضوء على لحظات حاسمة في التاريخ.
إعلانوقد جرى تصوير المسلسل بالمغرب، وتحديدا مدينتي مراكش وورزازات، حيث تنسجم البيئة الطبيعية مع الأجواء التاريخية التي يتناولها العمل، مما منح المشاهد طابعاً بصرياً نابضاً بالواقعية. وهذا المسلسل من إنتاج المؤسسة القطرية للإعلام، وقد كتب نصه الدكتور محمد البطوش، وأخرجه سامر جبر.
ويضم المسلسل أكثر من 80 فنانا من مختلف أنحاء الوطن العربي، في مقدمتهم جمال سليمان، سلوم حداد، باسم ياخور، منذر رياحنة، عاكف نجم، نضال نجم، محمد مفتاح، ناصر عبد الرضا، غازي حسين، محمد خويي، عز العرب الكغاط، عبد الكريم القواسمي، ريهام القصار، سميرة مقرون، محمد الإبراهيمي، خالد نجم، محمد مراد.
إحياء التاريخ العربي برؤية عصريةمن جانبه، أكد مدير تلفزيون قطر علي بن صالح السادة أن "سيوف العرب" يمثل امتدادا طبيعيا لمسيرة درامية عربية نجحت في ترسيخ حضورها، مثل مسلسلي "الحجاج" و"عمر". وأشار إلى أن العمل -الذي أنتجته المؤسسة القطرية للإعلام- يأتي استكمالا لهذه السلسلة من الإنتاجات التي أعادت إحياء التاريخ العربي برؤية منصفة وشاملة تقدم السرد كما يراه العرب، لا كما يكتبه الآخرون.
وأضاف السادة -خلال فعالية خاصة جمعت مسؤولي المؤسسة القطرية للإعلام وفريق عمل المسلسل قبل أسابيع من العرض- أن "سيوف العرب" يشكل تجربة درامية وتوثيقية متميزة على مستوى الإنتاج العربي تعكس قدرة الدراما التاريخية في المنطقة على الجمع بين الإبداع البصري والدقة في استحضار الأحداث والشخصيات.
أما مخرج المسلسل سامر جبر، فقد أوضح أن "سيوف العرب" يمثل مشروعا فكريا وتوثيقيا يسعى إلى إعادة إحياء الحكايات العربية والإسلامية التي تشكل جزءا أصيلا من الهوية الثقافية. وأكد أن فريق العمل حرص على تقديم تلك القصص بروح معاصرة تحاكي الأجيال الجديدة، مع الحفاظ على صدقيتها وعمقها الحضاري.
وأشار جبر إلى أن هذا العمل استند إلى مراجع متعددة، ولم يقتصر على الرؤية المحلية، بل استعان بآراء مؤرخين من خارج العالم العربي، من بينهم باحثون من الولايات المتحدة وإسبانيا، بهدف تقديم صورة أكثر شمولية للتاريخ. ولفت إلى أن "سيوف العرب" يطرح قضايا فكرية حاضرة بقوة في بنية المسلسل، ويعكس إيمانا بأن التاريخ يجب ألا يروى من زاوية المنتصر فقط، بل من منظور يعلي من قيمة الحقيقة والعدالة.
إعلانواعتبر أن المسلسل يشكل خطوة نحو إنتاج تاريخي عربي جاد، يتجاوز الترفيه إلى بناء وعي وإحياء ذاكرة.