قال الدكتور إسماعيل تركي أستاذ العلوم السياسية، إن نجاح المفاوضات المصرية واللقاءات المكثفة التي تمت في شرم الشيخ، تؤكد نجاح الرؤية المصرية لوقف العدوان وإدخال المساعدات واستعادة الأسرى هذه الرؤية التي أصبح لها دعم إقليمي ودولي منقطع النظير بعد تحول الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأكبر لدولة الاحتلال من دعم إسرائيل لدعم السلام والمفاوضات، مؤكدًا أن هذا الأمر يدلل على قدرة الدولة المصرية على إدارة الصراع بالادوات الدبلوماسية في رفع صوت السلام وإحقاقًا لمقولة أكدت عليها مصر منذ اللحظة الأولى "أن لا حلول عسكرية لأزمات الإقليم، وأن حل الصراع يكمن في إعطاء الفلسطينيين حقوقهم التاريخية بالمساعدة في إقامة دولة فلسطينية تتمنع بالسلام".

 

وأضاف تركي في تصريحه لـ"الوفد"، أن لقاءات شرم الشيخ والتي استطاعت مصر من خلال إداراتها الناجحة بالتوصل لوقف إطلاق النار، هو نجاح كبير ويضاف لمكانة الدولة المصرية وقوتها، إذ يؤكد ثبات الموقف المصري أن دور مصر أساسي وراسخ في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية. 

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مصر يوم الإثنين المقبل، ليشهد الاحتفالية التي ستنظمها مصر للتوقيع على الاتفاق، أيضًا هو دعم كبير واعتراف بمكانة مصر على أنها رمانة الميزان والدولة صاحبة الدور الرئيسي في مشاريع السلام في المنطقة ركيزة للأمن والاستقرار ومحور كبير للسلام.

وتابع: وجود "ترامب" وعدد من قادة العالم الذي تم توجيه الدعوة إليهم ضمانة دولية لإلزام الطرفين بالاستمرار في تنفيذ التزاماتهم في هذا الاتفاق لأن رؤية مصر أوسع من وقف جزئي لإطلاق النار ولا حتى إدخال المساعدات، إذ تسعى من خلال رؤيتها الشاملة لهذا الصراع بالمضي قدمًا من خلال هذا الاتفاق ليكون خريطة طريق لاعتراف دولي كامل بالدولة الفلسطينية التي يجب أن تكون على أرض الواقع على كامل التراب الفلسطيني في قطاع غزة وفي أراضي الضفة والقدس ضمن الرؤية الشاملة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذا الأمر أيضًا يسبقه جهود مصرية في إعادة الإعمار وفي جمع ولم الشمل الفلسطيني لتوحيد الصف.

وأوضح أن مصر تنوي استضافة اجتماعات مكثفة للفصائل الفلسطينية للتوافق وتوحيد الصف الفلسطيني، هذه النقطة التي تراها مصر أساسية حتى يكون هناك طرفاً فلسطينياً فاعلاً ومعترف به دولياً لحصد المكاسب الآتية من الزخم الدولي بالاعتراف بالحقوق الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

واستكمل: الجميع يؤكد أن هناك مخاطر كبيرة من تخلي إسرائيل عن تعهداتها وأن تعاود العدوان، ولكن مصر استعدت لهذا الأمر بمحاولة نزع كافة الذرائع التي من الممكن أن تتذرع بها إسرائيل، حتى إنه هناك تشكيل لجنة دولية لمساعدة الطرفين للالتزام بهذا الاتفاق.

وقال تركي، إن مصر مستعدة لتقديم كل الدعم اللوجستي حتى أن بعض المركبات والجرافات المصرية دخلت من معبر رفح ضمن قوافل الإغاثة لفتح الشوارع وإعادة تهيئة المرافق سواء كانت مرافق البنية التحتية من محطات الكهرباء والمياه والمخابز، وتثبيت سكان قطاع غزة على أرضهم وتقدير صمودهم الأسطوري الذي بذلوه في خلال حرب استمرت عامين هي حرب إبادة وحرب تطهير عرقي. 

وأكد أن هذا الأمر يثبت بشكل واضح نجاح مصر في فرض رؤيتها وأن إسرائيل خسرت في تحقيق أهدافها في قطاع غزة وكم الخسائر التي جنتها إسرائيل بسبب عزلتها الدولية وجعلها دولة منبوذة، حتى أن الرئيس دونالد ترامب شعر بالخطورة على مستقبل إسرائيل وبالتالي دفع الجميع للتوصل لهذا الاتفاق. 

واعتقد أستاذ العلوم السياسية، أن هذا النتائج الكارثية على إسرائيل من خلال عدوانها وتغير الرأي العام العالمي ومواقف الدول لدعم الحقوق الفلسطينية، تعد ضمانات على أن يلتزم الجميع بوقف إطلاق النار وإتمام اتفاق سلام الذي يثبت حقيقة الدور والرؤية المصرية التي دعت منذ اللحظة الأولى لرفع مسار السلام وترسيخ مسار سلام دائم، وهذا ما أكده الرئيس السيسي ومن بعده الرئيس ترامب عندما أكد أنه سيتعامل بعدالة مع جميع الأطراف.

واختتم: ما حدث هو انتصار كبير للدبلوماسية المصرية وترسيخ أكبر لمكانة الدولة المصرية التي أصبحت دولة فاعلة في صنع السياسات الخاصة بالإقليم وفي العالم، مكانة الدولة المصرية تزداد يومًا بعد يوم وتعود للعب الدور المأمول منها الذي يلاقي قدراتها، لطالما كانت مصر تحاول أن تصل لهذه المكانة بدعم إقليمي ودولي، ويرى الجميع أن مصر محور كبير للسلام وركيزة أساسية للأمن والاستقرار، وكما قال الرئيس ترامب أن العيون على مصر في خلال هذه المرحلة لتنفيذ اتفاق السلام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفاوضات شرم الشيخ الأهداف الإسرائيلية المفاوضات المصرية الدولة المصرية وقف إطلاق النار الحقوق الفلسطينية الدولة الفلسطينية الدولة المصریة هذا الاتفاق هذا الأمر من خلال

إقرأ أيضاً:

برلماني: اتفاق شرم الشيخ انتصار جديد للدبلوماسية المصرية ودعم ثابت لحق الشعب الفلسطيني

قال النائب هاني خضر، أمين محافظة المنوفية بحزب الإصلاح والنهضة، إن اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة يعكس نجاح الدبلوماسية المصرية في أداء دورها التاريخي والثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا الاتفاق يُعد انتصارًا جديدًا لمصر ولنهجها المتوازن القائم على السلام العادل وصون الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

وأوضح خضر أن ما تحقق لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة جهد مصري متواصل منذ السابع من أكتوبر، قادته الدولة المصرية بكل مؤسساتها بحكمة وحنكة، حفاظًا على الأرواح ودعمًا للحق الفلسطيني. وأشار إلى أن القاهرة أثبتت مجددًا أنها الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، وصوت الضمير العربي في مواجهة آلة الحرب والعدوان.

3 فصائل فلسطينية: نرفض الوصاية الدولية على غزةمصدر فلسطيني يكشف موعد فتح معبر رفح ودخول المساعدات إلى غزة

وأضاف أن اتفاق شرم الشيخ يمثل بداية جديدة لمسار سياسي عربي تقوده مصر بروح المسؤولية والتاريخ المشترك، بما يعزز وحدة الموقف العربي ويفتح آفاقًا حقيقية لتحقيق السلام العادل والدائم.

واختتم النائب هاني خضر تصريحه بالتأكيد على أن الطريق نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني لم ينتهِ بعد، وأن ما تحقق في شرم الشيخ يجب أن يكون قاعدة للبناء عليه حتى استعادة كامل الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مجددًا دعم حزب الإصلاح والنهضة الكامل للموقف المصري وجهوده الصادقة في نصرة الحق والكرامة الإنسانية.

طباعة شارك البرلمان غزة شرم الشيخ اتفاق شرم الشيخ اتفاق غزة

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: انسحاب نتنياهو من حضور قمة شرم الشيخ انتصار لمعسكر سلام انطلق من المملكة
  • محلل سياسي: التمسك بالورقة المصرية المخرج من الأزمة الفلسطينية المقبلة
  • النائبة هند حازم: قمة شرم الشيخ انتصار جديد للدبلوماسية المصرية وإرادة السلام
  • سياسي: قمة شرم الشيخ انتصارًا للدبلوماسية المصرية ورؤية الرئيس السيسي
  • أنظار العالم تتجه لشرم الشيخ.. قمة دولية بحضور ترامب للتوقيع على الاتفاق بين إسرائيل وحماس
  • انفراجة مرتقبة في صفقة التبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية خلال ساعات|تفاصيل
  • الإصلاح والنهضة: اتفاق شرم الشيخ انتصار للدبلوماسية المصرية ويؤسس لواقع جديد في المنطقة
  • كيف نجحت تركيا في دخول المعادلة الفلسطينية رغما عن إسرائيل؟
  • برلماني: اتفاق شرم الشيخ انتصار جديد للدبلوماسية المصرية ودعم ثابت لحق الشعب الفلسطيني