مقر المؤثرين يستضيف معسكراً إقليمياً لصناع المحتوى
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
دبي: «الخليج»
أعلن مقر المؤثرين و«تيك توك» إطلاق (CreatorsHQxTikTok#) أول معسكر تدريبي إقليمي، وذلك في مقر المؤثرين، والذي يستمر 5 أيام ويهدف إلى تزويد صناع المحتوى المبدعين بالمهارات والأدوات اللازمة لنجاحهم في الفضاء الرقمي، بالتركيز على مجالات التصوير والمونتاج وصناعة محتوى عالي الجودة.
ويستضيف المعسكر نخبة من مسؤولي وخبراء تيك توك ومسؤولي شركات متخصصة في صناعة المحتوى، وعدداً من أهم صناع المحتوى في المنطقة، يستعرضون قصصهم ومهاراتهم وخطواتهم إلى النجاح، وكيف تمكنوا من تقديم محتوى هادف حقق ملايين المشاهدات.
ويشارك خليل شطارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي ل«استوديو سكون»، وأنس شطارة الشريك المؤسس ومدير العمليات التنفيذي في «استوديو سكون»، وعبد آغا الرئيس التنفيذي لشركة سوشاتا، وصانع المحتوى وليد المصراتي، وصانع المحتوى هوبيرت سيبيدنام صاحب مدونة «مستر تيستر»، والثنائي صانعي المحتوى ميلاد وميليسا، والشيف شهرزاد الحجار صانعة المحتوى المتخصصة بالطهي.
اللقطة الجذابة
يطلع المشاركون في المعسكر على كيفية الارتقاء بالمحتوى الهادف عبر اقتناص اللقطة الجذابة المثالية، ويتعلمون أساليب التحرير الاحترافي واستكشاف الأساليب الرائجة، وسرد القصص بطريقة احترافية، إضافة إلى التعاون مع العلامات التجارية للحصول على الرعاية وفرص تحقيق الدخل، والتعلم من نخبة صناع المحتوى الناجحين على «تيك توك».
وقالت كندة إبراهيم، المدير العام الإقليمي للعمليات في «تيك توك» بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا وباكستان وجنوب آسيا: «تجسد شراكتنا مع مقر المؤثرين التزامنا المتواصل بدعم مجتمع المبدعين في الشرق الأوسط. ونسعى من خلال المعسكر التدريبي إلى تزويد صناع المحتوى الناشئين بتدريب عملي وبالأدوات والتدريب والدعم اللازم لتجسيد أفكارهم على أرض الواقع في مجالات التصوير والتحرير وسرد القصص».
فيما قالت عالية الحمادي، نائب رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات ومدير قمة المليار متابع: «يمثل تعاوننا مع تيك توك في تنظيم أول معسكر تدريبي من نوعه في الشرق الأوسط، خطوة نوعية تهدف إلى تمكين صناع المحتوى والمؤثرين من مهاراتهم الإبداعية، لصناعة محتوى هادف مبني على أسس إنتاجية قوية، تسهم في بناء اقتصاد إبداعي مستدام».
المواهب المحلية
يعكس أول معسكر تدريبي ينظمه مقر المؤثرين بالشراكة مع تيك توك، التزام الأخير برعاية المواهب المحلية ودعم الاقتصاد الإبداعي في المنطقة، ويسهم في رسم ملامح مستقبل صناع المحتوى بالإمارات، ومساعدتهم على تنمية مهاراتهم، وتمكينهم من سرد قصص ذات مغزى، بالإضافة إلى إطلاق العنان لأفكارهم.
وسيتمكن المشاركون من استخدام معدات استوديو احترافية والتدرب على يد خبراء «استوديو سكون» بما يدعم قصصهم التي سيعملون على نشرها عبر «تيك توك»، ويكسبهم مهارات جديدة في تصوير وتحرير وإنتاج محتوى عالي الجودة.
ويخوض المنتسبون تحديات في نهاية اليوم الثالث للمعسكر، تؤهلهم للفوز بجوائز قيمة في اليوم الختامي، حيث ينال 5 فائزين جائزة نقدية تبلغ 3 آلاف دولار لكل منهم، بينما يحصل جميع المشاركين على عضوية مميزة في مقر المؤثرين تؤهلهم للحصول على الإقامة الذهبية.
ويتدرب المشاركون على صناعة محتوى احترافي هادف، تبدأ مع خبراء «استوديو سكون»، الذين يستعرضون خلال جلسات تدريبية أساليب تطوير المحتوى، وآليات استخدام الكاميرا والإضاءة وتقنيات تحسين الرؤية، بما يمكن من التقاط اللحظة المثالية للارتقاء بالمحتوى الخاص بهم، ويستمعون إلى نصائح لإنتاج الصوت وإعداد الميكروفون للحصول على صوت احترافي ونقي، بالإضافة إلى تعلم سرد القصص بتحليل المحتوى.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات تيك توك مقر المؤثرین صناع المحتوى تیک توک
إقرأ أيضاً:
نجاة عبد الرحمن تكتب: ما وراء البريق الخادع للشهرة السريعة
في زمنٍ أصبحت فيه الشهرة تُقاس بعدد المشاهدات، وتصنعها الخوارزميات لا الجدارة، لم يعد مستغربًا أن نرى بثًا مباشرًا يتجاوز دخله مئات الآلاف من الجنيهات خلال دقائق، دون أن يحمل أي مضمون حقيقي أو قيمة معرفية.
تنتشر مشاهد لفتيات وشباب يحتفلون بما يُسمى "النجاح الرقمي"، وهم يتلقون سيلًا من الهدايا الافتراضية: ورود، نجمات، وأيقونات رقمية تبلغ قيمة بعضها عشرات الآلاف من العملات داخل التطبيق. عند هذا الحد، تبدأ الأسئلة:
من أين تأتي هذه الأموال؟ ولماذا تُمنح بهذا السخاء لمحتوى سطحي؟
خلف الستار: صناعة الترند
ما يبدو للمتابعين كنجاح عفوي، تقف خلفه منظومة منظمة تديرها ما يُعرف بـ"الوكالات الرقمية"، وهي جهات تمثل بعض صانعي المحتوى وتتحكم في ظهورهم، ومسارهم، وحجم أرباحهم.
تقوم هذه الوكالات باختيار أشخاص بعينهم ممن يمكن دفعهم إلى مقدمة المشهد، بغض النظر عن نوعية المحتوى الذي يقدمونه، وتعقد معهم اتفاقات يُقتطَع بموجبها جزء كبير من العوائد، مقابل الترويج والدعم المستمر.
غير أن الخطر الحقيقي لا يكمُن فقط في الترويج للسطحية، بل في توظيف هذه المنصات كوسيلة حديثة لعمليات غسيل الأموال، وهي ظاهرة باتت تثير قلق المهتمين بالشأن الاقتصادي والأمني.
كيف تتم العملية؟
يبدأ السيناريو من طرفٍ يمتلك أموالًا نقدية يصعب إدخالها إلى النظام المصرفي نتيجة غياب مصدر قانوني واضح. يبحث هذا الطرف عن قناة تُخرج أمواله في صورة شرعية، فيلجأ إلى بعض الوكالات الرقمية التي تتولى تحويل هذه المبالغ إلى "دعم" ظاهر على المنصة.
يُقدَّم الدعم لصناع محتوى مختارين مسبقًا على هيئة هدايا رقمية، تُحتسب كأرباح رسمية تصل إلى حساباتهم المصرفية. ثم تُعاد غالبية هذه الأموال إلى المصدر الأصلي، بعد اقتطاع نسبة بسيطة منها كأرباح شكلية لصانع المحتوى، بينما تدخل الأموال إلى النظام المالي وقد تم "غسلها" رقميًا.
الخوارزميات وتفكيك الوعي الجمعي
لا يمكن فصل ما يحدث على منصات التواصل عن السياق الأوسع الذي يُعيد تشكيل وعي الشعوب وفق مخططات دقيقة وممنهجة. فالخوارزميات التي ترفع بعض الشخصيات السطحية إلى صدارة المشهد، لا تفعل ذلك اعتباطًا، بل تعمل وفق معايير تستهدف إعادة توجيه الذوق العام، وتشويه منظومة القيم، وإضعاف البناء الثقافي للأمة.
هذه الاستراتيجية تتقاطع — بشكل أو بآخر — مع ما ورد في ما يُعرف بـ"بروتوكولات حكماء صهيون"، تلك الوثائق المثيرة للجدل التي، وإن اختلف البعض حول مصدرها، فإنها تُظهر بوضوح نوايا استهداف الشعوب من خلال إغراقها في اللهو، وتشتيت وعيها، وتفريغ مفاهيم القدوة والمعرفة والعمل من معناها الحقيقي.
إن صناعة نجوم من فراغ، والترويج لمحتوى فارغ من المعنى، وتمرير الأموال عبر قنوات تبدو ترفيهية، ليست مجرد عوارض رقمية، بل جزء من منظومة أوسع تسعى — ربما بوعي أو دون وعي — إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط ثقافيًا واجتماعيًا، بما يخدم مصالح القوى التي ترى في وعي الشعوب خطرًا على مشاريعها التوسعية.
أثر اجتماعي مدمِّر
تكمن الخطورة في الأثر الاجتماعي والنفسي الذي تخلّفه هذه المشاهد.
فالشباب الذين يجتهدون في دراستهم أو يعملون بكدّ لا يمكنهم إلا أن يشعروا بالخذلان حين يرون من يُحَقق مكاسب طائلة دون جهد معرفي أو إبداع حقيقي.
ويُعاد تشكيل الوعي العام ليُصدِّق أن "الظهور السهل" طريق للنجاح، وأن الجهد لم يعد شرطًا لنيل التقدير.
الثمن الحقيقي
المال الذي يُكتسب عبر طرق غير مشروعة، ولو بدا لامعًا في ظاهره، فإنه يحمل في طياته ثمنًا باهظًا:
ثمنًا أخلاقيًا، وربما قانونيًا، ناهيك عن التآكل الداخلي الذي يصيب صاحبه.
فمن يُستخدم أداةً في منظومة كهذه سرعان ما يُستغنى عنه، وقد يدفع وحده ثمن التورط.
بوصلة الوعي
في عالم يزداد ضجيجه يوماً بعد يوم، ينبغي علينا أن نُعيد الاعتبار للمعنى، لا للرقم.
أن نُعلّم أبناءنا أن الرزق لا يُقاس بالسرعة، بل بالنزاهة،
وأن المال حين يُكتسب من باطل، فلا بركة فيه ولا استقرار.
الطريقان لا ثالث لهما:
طريق الحلال، وإن طال، يمنح صاحبه الطمأنينة وكرامة النفس.
وطريق الحرام، وإن سهل، يُفضي إلى التيه والندم.
فلنختر الطريق الذي يُشبهنا، لا ذاك الذي يُغري بريقه ويُخفي خيبته.