هل يجب على مدخن السجائر المضمضة قبل الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي بشأن حكم المضمضة بعد تدخين السجائر وقبل الدخول في الصلاة وما إذا كان التدخين يؤثر على صحة الوضوء ويستوجب إعادته فأوضحت أن شرب السجائر وإن كان محرما شرعا لما فيه من أضرار مؤكدة على صحة الإنسان وإهدار واضح للمال إلا أن التدخين لا يعد من نواقض الوضوء وبالتالي لا يلزم المتوضئ بإعادة وضوئه إذا دخن سيجارة بعده لأن نواقض الوضوء محددة في الشريعة ولم يذكر من بينها التدخين
وأضافت دار الإفتاء أن المضمضة بعد التدخين ليست واجبة من الناحية الفقهية ولكن يستحب فعلها لمن شرب السجائر وكان يريد الدخول في الصلاة وذلك لإزالة الرائحة الكريهة التي يتركها التدخين في الفم والتي قد تؤذي المصلين من حوله أو تسيء إلى وقوفه بين يدي الله وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم مما يدل على أهمية الحرص على الطهارة الحسية والمعنوية عند أداء الصلاة
وأوضحت دار الإفتاء أن الحكم الفقهي في هذه الحالة يتمثل في التمييز بين التحريم والبطلان فشرب السجائر محرم لأنه يؤدي إلى الهلاك البدني والضرر المالي لكنه لا يبطل الطهارة التي أتمها المسلم قبل التدخين فلو توضأ شخص ثم دخن سيجارة فإن وضوءه يظل صحيحا ولا يلزمه إعادته لكنه إذا أحب أن يتوضأ مرة أخرى أو يكتفي بالمضمضة فذلك من باب الاستحباب وليس الوجوب حرصا على أدب الوقوف بين يدي الله عز وجل في أفضل حال.
نواقض الوضوء
وفي سياق توضيح الأحكام المرتبطة بنواقض الوضوء أشارت دار الإفتاء إلى أن العلماء حصروا النواقض في أمور محددة من أبرزها
أولا خروج شيء من السبيلين سواء كان بولا أو غائطا أو ريحا وهو ما دل عليه قول الله تعالى أو جاء أحد منكم من الغائط النساء 43 وقوله صلى الله عليه وسلم لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا متفق عليه
ثانيا خروج الدم الكثير أو القيح أو الصديد وكذلك القيء الكثير بحسب رأي بعض الفقهاء كأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رغم ضعف الحديث المروي في هذا الباب عند بعض أهل العلم مما يجعل القول بعدم النقض راجحا عند جمهور العلماء
ثالثا زوال العقل سواء بالجنون أو الإغماء أو السكر وكذلك النوم الكثير وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ إلا أن النوم اليسير من الجالس أو القائم لا ينقض الوضوء كما ثبت من حال الصحابة رضي الله عنهم
رابعا مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل استنادا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم من مس فرجه فليتوضأ
خامسا تغسيل الميت وقد ورد عن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء كما قال أبو هريرة أقل ما فيه الوضوء
سادسا الردة عن الإسلام لأن الله تعالى قال لئن أشركت ليحبطن عملك الزمر 65 ومن العمل الصالح الطهارة
سابعا أكل لحم الإبل وهو من المسائل التي وقع فيها خلاف لورود حديث عن جابر بن سمرة قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم توضؤوا من لحوم الإبل رواه مسلم
ثامنا لمس المرأة بشهوة بناء على قول الله تعالى أو لامستم النساء النساء 43 وهو مذهب بعض العلماء
تاسعا خروج المذي أو الودي فالمذي ماء أبيض رقيق يخرج عند التفكير في الجماع أو الملاعبة أما الودي فهو ماء أبيض غليظ يخرج بعد البول
أما فيما يتعلق بفرائض الوضوء وسننه فقد بين العلماء أن للوضوء سبعة فرائض لا تصح الطهارة إلا بها وثلاثة عشر سنة يستحب فعلها ومن هنا كان الوضوء هو الركن الأساس الذي لا تقبل الصلاة إلا به وقد أمر الله تعالى بإحسانه وإتمامه كما ورد في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) المائدة 6
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السجائر المضمضة دار الإفتاء نواقض الوضوء الصلاة صلى الله علیه وسلم دار الإفتاء الله تعالى
إقرأ أيضاً:
حكم صلاة الجنازة على أكثر من متوفى مرة واحدة وثوابها؟.. الإفتاء توضح
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها مضمونه: "ما حكم صلاة الجنازة على أكثر من متوفى مرة واحدة وثوابها؟".
وأوضحت دار الافتاء، أنه إذا تعددت الجنائز يجوز الصلاة عليها دفعةً واحدةً، وللمُصَلِّي عليها قيراطٌ مِن الأجر والثواب عن كلِّ جنازة منها كما لو صلى عليها منفردة؛ لأنَّ الشرع قد ربط هذا الأجر والثواب بوصف الصلاة على الجنازة، وهو حاصلٌ في كلِّ ميتٍ يُصَلَّى عليه وإن تعدَّدت الجنائز، بالإضافة إلى أنَّ كلَّ ميتٍ ينتفع بصلاة المصلِّي عليه ودعائه له؛ فحصل له تعدُّد الأجر، وفضل الله واسع.
وأضافت دار الإفتاء المصرية، أن الصلاة على الميت فرض كفاية، وقد حثَّ الشرع الشريف على صلاة الجنازة ورتَّب عليها الأجر والثواب، وجعلها من حقِّ المسلم على أخيه.
وأكدت دار الإفتاء، في فتوى لها عبر موقعها الإلكتروني، على أهمية صلاة الجنازة وأنها حق على كل مسلم تجاه أخيه المتوفى، بما رَواه الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «خَمْسٌ مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ: رَدُّ التَّحِيَّةِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ»
حكم الصلاة على الميت الذي عليه دين
وأكدت دار الإفتاء أنه لا فرق في الصلاة على الميت الذي عليه دين أو غير مدين، وليس فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم من التوقف أو الامتناع عن الصلاة على صاحب الدَّيْنِ ما يُفيد عدم مشروعيتها لـعموم الأمة.
وأوضحت الإفتاء أن المقصود من الحديث هو الندب إلى المبادرة إلى سداد دين الميت المدين، وحثًّا للقادرين على ذلك، وتنبيهًا للحاضرين على عِظم أمر الدَّيْنِ وضرورة المسارعة إلى قضائه حال الحياة، فضلًا عن كون الحديث منسوخًا.
سبب ترك النبي الصلاة على الميت المدين
وتابعت الإفتاء أن ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة على من مات مدينًا وهو معسر؛ إنما كان لحث المسلمين على قضاء الدَّيْنِ عن الميت، حتى تبرأ ذمته وتطمئن روحه، وهو ما بينه لهم بقوله: «رُوحُهُ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ».
وأشارت الإفتاء ما حثهم عليه بطلب القضاء عنه، ثم لكي يطمئن صاحب الدَّيْنِ على ماله، ويتجدد أمله في الإيفاء به، فلا يكون موت المدين ضياعًا لحقوق الناس، فيتخذ الناس ذلك ذريعة لترك معاونة بعضهم بعضًا في حاجتهم تخوفًا من ضياع حقوقهم.
كيفية صلاة الجنازة
صلاة الجنازة تكون عبارة عن أربع تكبيرات، لا يتم الزيادة عن ذلك، أو النقص في عدد التكبيرات، وكل تكبيرة تعد وكأنها ركعة من ركعات الصلاة، وسيتم ذكر ما الذي يتم بعد كل تكبيرة فيهم فيما يلي:
التكبيرة الأولى يتم قولها وبعد ذلك يتم قراءة سورة الفاتحة.
التكبيرة الثانية يتم قولها وبعد ذلك يتم قراءة النصف الثاني من التشهد كالآتي: (اللّهمَّ صل على محمدٍ وعَلَى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنكَ حَميدٌ مَجيد، اللّهمَّ بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركتَ على إِبراهيم وعلى آلِ إبراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيد) وإن اقتصر على قوله: (اللهم صلِّ على محمد) فإنه يجوز.
التكبيرة الثالثة وبعدها يتم الدعاء للمتوفاة بكل الأدعية التي يرغب بها ومنها هذا الدعاء (اللهمَّ اغْفِرْ لَهُا وَارْحَمْهُا وَعافِهِا وَاعْفِ عَنْهُا، وَأَكْرِمْ نَزْلَهُا وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُا وَاغْسِلْهُا بالماءِ والثلج وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِا مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُا داراً خَيراً من دارِها وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِا، وَزَوْجَ خَيْراً مِنْ زَوْجِهِا، وَأَدْخِلْهُا الجَنَّةَ وَنَجِّهِا مِنَ النّارِ، وَقِها عَذابَ القَبْرِ).
التكبيرة الرابعة والأخيرة يتم قولها وبعد ذلك يتم قول الدعاء التالي “اللهم لا تحرمنا أجره ولا تَفتِنـّا بعده واغفر اللهم لنا وله”، ويدعو الشخص المصلى للمتوفى، ولكل المسلمين جميعا، وينهي صلاته بالتسليم على يمينه، ثم على شماله.