أوكرانيا تنسحب من اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفراد
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
أوكرانيا تنسحب رسمياً من اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفراد، بعد استخدام روسيا المكثف لهذه الأسلحة في الحرب المستمرة منذ 40 شهراً. القرار يُعدّ استجابةً للواقع العسكري وسط دعوات دولية لإعادة تقييم فعالية الحظر في النزاعات المسلحة. اعلان
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد عن توقيعه مرسوماً يقضي بانسحاب أوكرانيا من "اتفاقية أوتاوا" لحظر الألغام المضادة للأفراد، واصفاً القرار بأنه "خطوة ضرورية نظراً للواقع الحربي القائم"، خاصةً مع استخدام روسيا الواسع لهذه الأسلحة في الحرب المستمرة منذ أكثر من 40 شهراً.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي إن روسيا التي لم تنضم أبداً إلى الاتفاقية، تستخدم الألغام المضادة للأفراد "بمنتهى الوقاحة"، إلى جانب أسلحة أخرى مثل الصواريخ الباليستية، معتبراً ذلك سمةً مميزةً للقوات الروسية التي "تسعى لتدمير الحياة بكل الوسائل المتاحة".
وأشار زيلينسكي إلى أن دولًا حدودية مع روسيا مثل فنلندا وبولندا والدول البلطيقية الثلاث (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) قد انسحبت أو أعلنت عزمها الانسحاب من الاتفاقية، مؤكداً أن الخطوة الأوكرانية تأتي لإرسال رسالة سياسية واضحة إلى الشركاء الدوليين، وخصوصاً تلك الدول التي تشترك مع روسيا في حدود جغرافية.
فيما لايزال البرلمان الأوكراني مطالباً بإقرار المرسوم لتصبح عملية الانسحاب نافذة فعلياً، وهو ما أكد عليه النائب رومان كوستينكو، أمين لجنة الأمن القومي والدفاع والاستخبارات في البرلمان، الذي وصف القرار بأنه "استجابة طال انتظارها لواقع الحرب".
وقال كوستينكو عبر صفحته على موقع "فيسبوك": "روسيا ليست طرفاً في هذه الاتفاقية وتستخدم الألغام بشكل واسع ضد جنودنا ومدنيينا. لا يمكننا أن نبقى مقيدِين في بيئة لا تخضع فيها القوات المعادية لأي قيود".
وأضاف أن هذا الإجراء "سيعيد حق أوكرانيا في الدفاع الفعّال عن أراضيها". فيما لم يذكر متى سيتم مناقشة القضية داخل البرلمان.
Relatedهجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب استراتيجيةصواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى أن بوتين يبحث عن مخرجأوكرانيا.. مقتل وإصابة 16 شخصاً بهجمات روسية على مبنى سكني في أوديساوتهدف الاتفاقية، التي وُقعت عام 1997 وتُعرف رسمياً باسم "اتفاقية حظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد والتخلص منها"، إلى القضاء على أحد أكثر الأسلحة فتكاً بالأفراد المدنيين.
وقد صادقت أوكرانيا على الاتفاقية عام 2005، لكنها الآن ترى أن الالتزام بها أصبح عائقاً أمام قدرتها الدفاعية في ظل تصاعد العمليات العسكرية الروسية واستخدامها الكثيف للألغام.
وأوضح زيلينسكي أن الألغام المضادة للأفراد تبقى "أداة لا غنى عنها في الدفاع الوطني"، مشدداً على أن أوكرانيا تدرك أهمية تنظيف المناطق الملوثة بالألغام بعد الحرب، إلا أنها لا تستطيع التخلي عن استخدامها في الوقت الحالي.
وقد كثّفت روسيا عملياتها الهجومية في الأشهر الأخيرة، مستخدمةً تفوقاً عددياً كبيراً في العتاد البشري، مما زاد من الحاجة لدى أوكرانيا لاعتماد أدوات دفاعية متعددة، من ضمنها الألغام المضادة للأفراد.
ويأتي قرار الانسحاب في وقت تواجه فيه أوكرانيا تحديات أمنية متزايدة، وسط تصاعد التوترات في الجبهات وازدياد الخسائر البشرية والمادية، مما يدفع بالحكومة إلى إعادة النظر في التزاماتها الدولية بما يتماشى مع متطلبات الدفاع عن السيادة والأرض.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل سوريا إيران ضحايا فرنسا دونالد ترامب إسرائيل سوريا إيران ضحايا فرنسا فولوديمير زيلينسكي روسيا هجمات عسكرية معاهدة الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل سوريا إيران ضحايا فرنسا غزة بنيامين نتنياهو أطفال أحمد الشرع بودابست الحرس الثوري الإيراني الألغام المضادة للأفراد
إقرأ أيضاً:
تصعيد متبادل بين العقوبات والمواقف السياسية.. روسيا تشن أعنف هجوم جوي على أوكرانيا
البلاد (كييف)
في تصعيد غير مسبوق منذ اندلاع الحرب بين موسكو وكييف قبل أكثر من ثلاث سنوات، شنت القوات الروسية خلال الساعات الماضية أكبر هجوم جوي على الأراضي الأوكرانية، ما ألقى بظلال قاتمة على جهود السلام، التي كانت قد بدأت في التحرك ببطء خلال الفترة الماضية.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت فجر أمس (الأحد)، أكثر من 500 سلاح جوي على الأراضي الأوكرانية؛ من بينها 477 طائرة مسيرة، وطائرات خداعية، بالإضافة إلى 60 صاروخاً باليستياً وعابراً. وأوضحت أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت من إسقاط 249 طائرة مسيرة، في حين يُرجح أن بقية الطائرات فقدت بفعل أنظمة الحرب الإلكترونية.
وقال رئيس قسم الاتصالات في القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات، إن الهجوم الجوي الروسي الأخير يُعد “الأضخم على الإطلاق” منذ بداية الحرب في فبراير 2022، مشيراً إلى أنه استهدف مناطق واسعة في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك مناطق بعيدة عن خطوط الجبهة في غرب أوكرانيا.
الهجوم الجوي الذي وصفه المسؤولون الأوكرانيون بأنه “غير مسبوق”، يأتي في سياق حملة عسكرية روسية تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى تزايد الضغط العسكري على القوات الأوكرانية، وإثارة المخاوف من موجة دمار جديدة تطال البنية التحتية المدنية والعسكرية على حد سواء.
ورغم الضربات الجوية المكثفة، لا تزال كييف تتلقى دعماً عسكرياً غربياً متواصلاً، في وقت يعكف فيه الطرفان على تقييم ميداني مستمر لما آلت إليه الأوضاع على الأرض.
وفي خضم التصعيد العسكري، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده للدخول في جولة جديدة من محادثات السلام مع أوكرانيا في إسطنبول. وخلال مؤتمر صحفي عقده في مينسك، العاصمة البيلاروسية، أعرب بوتين عن تقديره للجهود التركية، مشيراً إلى أن مذكرات التفاهم بين موسكو وكييف ستكون على رأس جدول المفاوضات المحتملة.
وكان الجانبان قد عقدا جولتين من المحادثات في إسطنبول في وقت سابق من الحرب، لكن دون أن تفضي تلك الجلسات إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار.
وفي جانب آخر من المشهد، جددت روسيا رفضها للضغوط الأوروبية المستندة إلى العقوبات الاقتصادية، مؤكدة أن هذه الإجراءات لن تدفعها إلى طاولة المفاوضات.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن تشديد العقوبات الأوروبية لن يؤثر على موقف موسكو التفاوضي، واصفاً العقوبات بأنها “غير قانونية” و”سلاح ذو حدين”، محذراً من أن العقوبات الأشد ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية سلبية على أوروبا نفسها.
وأضاف بيسكوف أن روسيا أصبحت أكثر قدرة على مقاومة العقوبات الغربية، مستبعداً أن تتمكن أوروبا من تحقيق أهدافها السياسية من خلال الضغوط الاقتصادية.
ورغم تضرر روسيا من موجات العقوبات التي فُرضت عليها منذ اندلاع الحرب في 2022، فإن الاقتصاد الروسي أظهر مرونة واضحة خلال عامي 2023 و2024، في حين لم تحقق العقوبات الغربية النتائج المرجوة في كبح قدرات موسكو العسكرية والاقتصادية.
وفي العاشر من يونيو الجاري، اقترحت المفوضية الأوروبية حزمة جديدة من العقوبات تستهدف القطاعات الحيوية للاقتصاد الروسي، بما في ذلك عائدات الطاقة والبنوك والمؤسسات العسكرية. غير أن الولايات المتحدة لا تزال تتردد في تشديد عقوباتها الخاصة على موسكو حتى الآن.
وتأمل أوروبا أن تؤدي جولات العقوبات المتتالية إلى إجبار الكرملين على تغيير استراتيجيته تجاه أوكرانيا، إلا أن التصريحات الروسية الأخيرة تؤكد أن موسكو مستمرة في مقاومة هذه الضغوط، وأن قرار إنهاء الحرب لن يكون نتاج العقوبات، بل رهين بحسابات ميدانية وسياسية معقدة.
ومع استمرار أعنف هجوم جوي منذ بداية النزاع، وتبادل الرسائل الصارمة بين موسكو وأوروبا، يبدو أن مستقبل الحرب لا يزال غامضاً. فبينما يدفع الرئيس الروسي باتجاه محادثات جديدة في إسطنبول، تتواصل الضغوط العسكرية والاقتصادية على الأرض بوتيرة متسارعة، ما يجعل مسار التصعيد أكثر ترجيحاً من التهدئة في المدى القريب.