ترامب يتعهد بإصدار أمر تنفيذي لتصدير الذكاء الاصطناعي: أمريكا أولاً في سباق الثورة الرقمية
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
في تطور لافت يعكس تصاعد السباق العالمي في مجال التكنولوجيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال كلمته في قمة الذكاء الاصطناعي بواشنطن يوم الثلاثاء 23 يوليو 2025، عن عزمه توقيع أمر تنفيذي جديد يهدف إلى توسيع تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي الأمريكية إلى الحلفاء، وتعزيز مكانة الولايات المتحدة بوصفها قوة عالمية رائدة في هذا المجال.
ترامب، الذي ألقى خطابه أمام نخبة من صناع القرار والخبراء في التكنولوجيا، أكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن "خطة وطنية لإعادة أمريكا إلى موقع الريادة في الابتكار"، متعهدًا بإزالة العوائق التنظيمية التي تعيق تصدير هذه التقنيات، خاصة فيما يتعلق بتراخيص الذكاء الاصطناعي وبرمجياته المتقدمة.
فضيحة إبستين تعود لتطارد ترامب.. إحاطات داخلية تُفجر موجة غضب في البيت الأبيض
ترامب: الرسوم الجمركية على بضائع اليابان ستكون 15%
كما شدد على أهمية تسريع بناء مراكز البيانات والبنية التحتية الرقمية داخل الأراضي الأمريكية، من خلال إجراءات تنفيذية ستُبسّط التصاريح وتُخفّف القيود البيئية.
يتضمن القرار المنتظر كذلك بنودًا تشترط ألا تعتمد الحكومة الفيدرالية الأميركية على أنظمة ذكاء اصطناعي يصفها ترامب بـ"المستيقظة"، في إشارة إلى ما يعتبره تحيّزًا أيديولوجيًا في بعض نماذج الذكاء الاصطناعي التي تطورها شركات وادي السيليكون.
وأوضح ترامب أن حكومته القادمة ستمنع شراء أي منتج تقني يتبنى "توجها سياسيًا ليبراليًا"، معتبرًا أن "الذكاء يجب أن يكون حياديًا، لا أداة أيديولوجية".
وعلى مستوى السياسة الفيدرالية، كشف ترامب أنه سيسعى إلى تقييد الدعم الموجه إلى الولايات التي تفرض قيودًا قانونية على استخدام الذكاء الاصطناعي، ما لم ترفع تلك القيود.
واعتبر أن مثل هذه التشريعات تقف حجر عثرة أمام التقدم التكنولوجي والاقتصادي الذي تحتاجه البلاد في مواجهة القوى الدولية الصاعدة، وعلى رأسها الصين.
وقوبلت تصريحات ترامب بردود فعل متباينة. فرحب بها عدد من الشركات التكنولوجية الكبرى التي كانت تطالب منذ سنوات بتحرير قيود التصدير وتيسير بناء البنية التحتية، فيما حذرت منظمات حقوقية وبيئية من مخاطر هذه السياسات، معتبرة أنها قد تؤدي إلى تهميش القضايا الأخلاقية والرقابية التي يجب أن ترافق تطور الذكاء الاصطناعي.
ويبدو أن ترامب، الساعي للعودة إلى البيت الأبيض، يضع الذكاء الاصطناعي في قلب أجندته الاقتصادية والسياسية، مدفوعًا بمخاوف من التفوق التكنولوجي الصيني، ورغبة في جذب دعم وادي السيليكون وتحقيق نقلة نوعية في اقتصاد ما بعد الثورة الرقمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجال التكنولوجيا قمة الذكاء الاصطناعي تقنيات الذكاء الاصطناعي الأمريكية قوة عالمية رائدة الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.