جوجل تعيد ابتكار البحث بالصور عبر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
أعلنت جوجل عن تحديث كبير لوضع الذكاء الاصطناعي (AI Mode) داخل محرك البحث، يهدف إلى تحسين الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع الصور والفيديوهات أثناء البحث.
التحديث الجديد، الذي بدأ طرحه تدريجيًا هذا الأسبوع، يُحوّل تجربة البحث إلى رحلة مرئية تفاعلية تعتمد على فهم السياق البصري بشكل أعمق، وليس مجرد نصوص تقليدية.
منذ إطلاق وضع الذكاء الاصطناعي في مارس الماضي، تعمل جوجل باستمرار على تطوير ميزاته لتوسيع قدراته من مجرد الإجابة النصية إلى تجربة أكثر شمولًا.
ومع هذا التحديث الجديد، تستهدف الشركة جعل الذكاء الاصطناعي المخصص للبحث أكثر دقة في تفسير الصور وفهم نوايا المستخدمين من خلالها.
روبي شتاين، نائب رئيس إدارة المنتجات في بحث جوجل، أشار إلى أن الشركة لاحظت أن الروبوت كان يميل إلى تقديم إجابات نصية طويلة حتى عند التعامل مع استفسارات بصرية بحتة، وهو ما قد يبدو غير عملي في بعض الأحيان.
وأضاف شتاين أن هذا ما دفع جوجل إلى إعادة تصميم النظام ليكون أكثر قدرة على “التفكير بصريًا”، مستفيدًا من تقنية “توزيع الاستعلامات” التي تتيح للذكاء الاصطناعي تنفيذ عمليات بحث متعددة في الخلفية لفهم المقصود الحقيقي من طلب المستخدم.
فعلى سبيل المثال، إذا طلبت من جوجل العثور على صور “لغرف نوم مريحة ولكن فاخرة”، فلن يكتفي النظام بعرض صور عشوائية من الإنترنت. بدلاً من ذلك، سيقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل مفهوم “الراحة” و“الفخامة” وتنفيذ بحث متعدد الجوانب لتوليد مجموعة صور تعكس بدقة نيتك من الطلب، مما يجعل النتائج أكثر انسجامًا مع ما تتخيله بالفعل.
ولأن جوجل تؤمن بأن البحث يجب أن يكون تجربة طبيعية ومتعددة الوسائط، فقد صُمم التحديث الجديد ليتيح للمستخدمين بدء المحادثة بصورة أو فيديو مباشرة. يمكن للمستخدم الآن رفع صورة لمنتج أو مشهد معين وطلب معلومات عنه أو اقتراحات مرتبطة به، ليقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل المحتوى البصري وإعطاء نتائج دقيقة وفورية.
وترى جوجل أن هذا النوع من البحث البصري سيكون له تأثير قوي في مجال التسوق عبر الإنترنت. فبينما كان بإمكان المستخدمين سابقًا استخدام وضع الذكاء الاصطناعي للمقارنة بين المنتجات أو اقتراح خيارات، فإن التحديث الجديد يُضيف بعدًا بصريًا للتجربة، يجعل الروبوت قادرًا على تقديم نتائج أكثر واقعية وملائمة لاحتياجات المستهلك.
على سبيل المثال، يمكنك الآن أن تطلب من جوجل شيئًا معقدًا مثل “أريد بنطال جينز قصيرًا جدًا يناسب الإطلالة الصيفية”، ليقوم الذكاء الاصطناعي بعرض صور لخيارات مختلفة، مع إمكانية طرح أسئلة متابعة لتضييق نطاق البحث أكثر بناءً على الذوق أو السعر أو اللون. هذه الميزة تجعل عملية التسوق عبر محرك البحث أقرب إلى تجربة المحادثة الطبيعية مع مستشار شخصي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ولا تقتصر أهمية التحديث على التسوق فقط، بل تمتد إلى مجالات مثل التصميم الداخلي، السفر، الأزياء، وحتى التعليم، حيث أصبح بإمكان المستخدمين استخدام الصور والفيديوهات كمحفزات للحوار مع الذكاء الاصطناعي، بدلاً من الاكتفاء بالنصوص.
وكما هو معتاد مع تحديثات جوجل، فإن نشر الميزات الجديدة سيحدث تدريجيًا خلال الأيام المقبلة، لذا قد لا يلاحظ بعض المستخدمين التغييرات فورًا. وتؤكد الشركة أن التجربة البصرية الجديدة لوضع الذكاء الاصطناعي ستصل أولًا للمستخدمين في الولايات المتحدة، على أن تتوسع إلى مناطق أخرى لاحقًا.
بهذه الخطوة، تواصل جوجل تعزيز مكانتها كقائدة لتجربة البحث الذكي، عبر تحويل عملية البحث من مجرد إدخال كلمات مفتاحية إلى حوار بصري غني يعتمد على الفهم المتعدد الوسائط. ومع تسارع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، يبدو أن البحث في المستقبل لن يكون مجرد عملية استعلام، بل تجربة تفاعلية متكاملة تجمع بين النص والصورة والفيديو لفهم الإنسان بشكل أعمق من أي وقت مضى.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
مع تصاعد الطلب العالمي على الطاقة، يزداد الاعتماد على الطاقة النووية، إلا أن إنشاء مفاعلات جديدة أو تمديد تراخيص التشغيل القائمة يتطلب كميات هائلة من الوثائق والإجراءات التنظيمية المعقّدة. وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة قادرة على التعامل بكفاءة مع هذا العبء الورقي الثقيل.
وطوّرت شركة أتوميك كانيون الناشئة (Atomic Canyon)، بالشراكة مع محطة ديابلو كانيون النووية (Diablo Canyon) في ولاية كاليفورنيا الأميركية، نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة باستخدام الحاسوب الفائق فرونتير (Frontier) في مختبر أوك ريدج الوطني التابع لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة.
وتهدف هذه النماذج إلى تقليص الوقت والجهد والموارد التي ينفقها القطاع النووي في البحث ضمن ملايين الوثائق المتعلقة بالصيانة والهندسة والتقييمات التنظيمية وإجراءات التشغيل.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يتوقع الهزّات الارتدادية للزلازل في ثوانٍ
عبء تنظيمي ضخم
تخضع الصناعة النووية لإشراف هيئة التنظيم النووي الأميركية (NRC)، المسؤولة عن الترخيص ومراجعة تصاميم المفاعلات ومراقبة الأثر البيئي وخطط إيقاف التشغيل.
وتوفر محطة ديابلو كانيون الكهرباء لأكثر من 4 ملايين شخص، وتمثل نحو 8% من إجمالي طاقة كاليفورنيا.
وبعد أن كان من المقرر إيقاف المحطة في عام 2025، قررت الولاية في عام 2022 تمديد تشغيلها حتى عام 2030، ما استلزم إعداد طلب ترخيص ضخم تجاوز 3 آلاف صفحة.
وأوضحت مورين زاوليك، نائبة رئيس المحطة، أن الموظفين يقضون نحو 15 ألف ساعة سنوياً فقط في البحث عن الوثائق داخل قواعد بيانات تضم ما يقرب من ملياري صفحة.
الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الملاحة البحرية
ذكاء اصطناعي متخصص
جرّبت الشركة نماذج ذكاء اصطناعي جاهزة، لكنها أخفقت في التعامل بدقة مع المصطلحات النووية المعقدة، وأنتجت في بعض الحالات معلومات غير دقيقة. لذلك قرر الفريق تطوير نموذج متخصص، وهو ما تطلب قدرات حوسبة هائلة.
ومن خلال برنامج مخصص في مختبر أوك ريدج، حصل المشروع على 20 ألف ساعة تشغيل من وحدات المعالجة الرسومية (GPU) على الحاسوب العملاق فرونتير، وهي قدرة حوسبية ضخمة تُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
واستُخدمت هذه الموارد لتدريب منصة Neutron، التي تعتمد على نماذج تضمين الجمل لفهم المصطلحات النووية وسياقها بدقة، بدل توليد محتوى جديد.
وجرى تدريب هذه النماذج، المعروفة باسم FERMI، على قاعدة بيانات ADAMS الوطنية التابعة لـ(NRC)، والتي تضم أكثر من 3 ملايين وثيقة و53 مليون صفحة توثّق تاريخ المفاعلات النووية الأميركية منذ عام 1980.
الذكاء الاصطناعي يسلّح المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة السرطان
نتائج أولية وخطط مستقبلية
بدأ موظفو المحطة النووية بالفعل ملاحظة تحسّن لافت في سرعة البحث ودقة الوصول إلى المعلومات، سواء من سجلات المحطة أو من قاعدة ADAMS، بحسب ما نقل موقع Tech xplore.
وقال جوردان تايمان، مدير المشروع في ديابلو كانيون، إن الأداة الجديدة ستتيح للمهندسين التركيز على حل المشكلات التقنية بدل الانشغال بالأعباء الإدارية.
وتخطط شركة أتوميك كانيون لتطوير إصدارات إضافية من نماذج FERMI، فيما يعمل باحثو أوك ريدج على دمجها مستقبلاً مع نماذج لغوية توليدية متقدمة.
وفي يوليو الماضي، وقّعت الشركة والمختبر اتفاقية تعاون لتعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي في القطاع النووي.
أمجد الأمين (أبوظبي)