أطفال الأوسكار.. نجاحات مضيئة وانكسارات حياتية صامتة
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
كانوا صغارا لكنهم حملوا على أكتافهم وهج الأضواء وثقل الحلم؛ أطفال الأوسكار الذين دخلوا شاشة السينما كما يدخل العطر نسيم الصباح، مبهورين بالتصفيق ومدهوشين بالسحر. مضت السنوات، وتشعبت الحكايات، منهم من ظل يركض في دروب المجد، يلمع اسمه كنجمة لا تنطفئ، ومنهم من تعثّر تحت ثقل التجربة أو انحنى أمام رياح الحياة، فتراجع خطوة أو ابتعد عن الخشبة.
نفتح هنا دفاترهم، لنقرأ فصول التحول والدهشة والانكسار، ونصغي إلى الإيقاع الإنساني الذي شكّل ملامح مسيرتهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رحيل مفجع لمدير تصوير مصري أثناء إنقاذ ابنه من الغرقlist 2 of 2ترامب رشحه للتكريم.. توم كروز يعتذر عن عدم قبول جائزة مركز كينيديend of listلعل تجربة الطفل الأشهر ماكولي كلكين تعد مثالا حيا على تلك التحولات الدرامية في حياة أطفال النجومية، رغم عدم فوزه بالأوسكار. فبعد أن أسعد الملايين بدوره في فيلم "وحدي في المنزل" Home Alone) 1990)، واجه تدهورا نفسيا واجتماعيا نتيجة الشهرة المفاجئة والضغط النفسي، مما أدى إلى توقفه عن التمثيل فترات طويلة وابتعاده عن الأضواء، قبل أن يحاول العودة مرة أخرى في مسار فني مختلف.
وفي المقابل، فإن نموذجا مثل جودي فوستر التي لمعت في التاسعة من عمرها ورشحت للأوسكار، استطاعت أن تستمر في طريق الأضواء، في حين تعثر بعض هؤلاء وبهتت موهبتهم، كأنها ارتبطت فقط ببراءة الطفولة.
أوسكار في العاشرةتعد تاتوم أونيل ممثلة ومؤلفة أميركية من أصغر الفائزين بجائزة أوسكار، فقد نالت جائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة في سن العاشرة عن دور آدي لوغينز في فيلم "قمر ورقي" (Paper Moon) عام 1973. الفيلم، الذي شارك في بطولته والدها رايان أونيل، أطلقها نحو النجومية فورا، وجعلها من أبرز ممثلات الأطفال في عصرها.
بعد نجاحها المبكر، واصلت أونيل التمثيل في أفلام مثل "دببة الأخبار السيئة" 1976(Bad News Bears) و"المخمل الدولي"1978 (International Velvet)، إلا أن حياتها المهنية والشخصية غالبا ما طغت عليها طفولة مضطربة، وحياة عائلية اتسمت بالشهرة، ومعاناتها مع الإدمان، وسلطت وسائل الإعلام الضوء على علاقاتها بوالدها وزوجها السابق نجم التنس جون ماكنرو.
إعلانفي العقد الأول من القرن 21، بدأت أونيل الكتابة بصراحة عن حياتها. فمذكراتها "حياة من ورق" (A Life of Paper)، المنشورة عام 2004، تناولت بالتفصيل طفولتها وعلاقتها المتوترة مع والدها، وأثارت جدلا واسعا. ومنذ ذلك الحين، ظهرت في أدوار تلفزيونية متنوعة، وكانت مدافعة عن التعافي من الإدمان، وشاركت رحلتها مع الجمهور. ولا يزال إرثها قصة معقدة لنجمة طفلة حققت نجاحا باهرا في بداياتها، لكنها واجهت تحديات شخصية عميقة في نظر الجمهور.
واشتهرت آنا باكين، الممثلة النيوزيلندية من أصل كندي، عالميا في 11 من عمرها فقط، إذ فازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن أدائها المؤثر لشخصية فلورا ماكغراث في فيلم "البيانو" (The Piano) عام 1993. مما جعلها هذا الفوز ثاني أصغر فائزة بجائزة الأوسكار في التاريخ، لتنطلق في مسيرة فنية امتدت عقودا في السينما والتلفزيون والمسرح.
قدمت باكين مجموعة متنوعة من الأدوار الناجحة في أفلام مثل "الطيران بعيدا عن المنزل" 1996 (Fly Away Home) و"مشهورة تقريبا" 2000 (Almost Famous)، حيث أظهرت براعة ميزتها عن أقرانها من نجوم الأطفال. ولعل الأشهر لدى الجمهور المعاصر دورها الرئيسي في دور النادلة سوكي ستاكهاوس في مسلسل "دماء حقيقية" (True Blood)، ونالت عنه جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثلة في مسلسل درامي عام 2009، ولا تزال آنا باكين تجمع بين التمثيل والإنتاج حتى الآن.
كانت أبريل كينيدي زميلة آنا باكين في مسلسل "الدم الحقيقي" هي أيضا ممثلة، لكن مسارها المهني كان مختلفا تماما. وتشتهر كينيدي في المقام الأول بأعمالها على المسرح وفي الأفلام المستقلة، مع تركيز خاص على أدوار الشخصيات التي تتعمق في حالات نفسية معقدة.
واكتسبت شهرة واسعة لأدائها في مسرحية "الغرفة الهادئة" (The Quiet Room)، فقد نالت إشادة النقاد لتجسيدها المكثف والدقيق لامرأة تعاني من فقدان الذاكرة. ورغم أنها لا تحظى بشهرة عالمية واسعة كنظيرتها في "الدم الحقيقي"، فإن كينيدي بنت سمعة طيبة كممثلة تحظى باحترام كبير في المشهد المسرحي في نيويورك. غالبا ما تستكشف أعمالها السينمائية مواضيع الهوية والذاكرة، وهي معروفة بروحها التعاونية، حيث تعمل باستمرار مع مخرجين وكتاب ناشئين.
شيرلي تيمبل.. اكتشاف متأخراكتشفت الممثلة والمغنية والراقصة الأميركية شيرلي تيمبل شغفها بعد نجاحها في عالم مختلف عنه تماما. كانت قد أصبحت أشهر نجمة طفلة في تاريخ السينما. وبرزت خلال فترة الكساد الكبير، وكانت ابتسامتها ذات الغمازات، وشعرها المجعد، وتفاؤلها المعدي مصدر أمل وتسلية للملايين.
ولعبت دور البطولة في أكثر من 40 فيلما بين عامي 1934 و1940، منها أفلام شهيرة مثل "عيون مشرقة" و"العقيد الصغير" و"القمة المجعدة". ولا تزال أغنيتها المميزة "على متن السفينة الصالحة" جزءا لا يتجزأ من ثقافة البوب. وبعد أن حصلت على جائزة الأوسكار الخاصة بالأطفال عام 1935 لإسهامها المتميز كممثلة شابة تراجعت.
اعتزلت شيرلي تيمبل التمثيل السينمائي في سن 22. وفي فصل ثان مميز، انطلقت في مسيرة مهنية في الخدمة العامة والدبلوماسية. وتحت اسم شيرلي تمبل بلاك أصبحت شخصية سياسية جمهورية بارزة، وشغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى غانا وتشيكوسلوفاكيا، ورئيسة المراسم في الولايات المتحدة. قصة حياتها قصة فريدة لطفلة نابغة نجحت في تحويل شهرتها إلى إرث من العمل السياسي والإنساني.
إعلانبدأت تاتيانا ماسلاني التمثيل في المسرح المحلي والإنتاج التلفزيوني خلال طفولتها، وقد وفّر لها عملها المبكر في المسلسلات التلفزيونية والأفلام الكندية تجربة أساسية، ودفعتها مسيرتها التمثيلية بعد الطفولة إلى دائرة الضوء العالمية.
وجاءت انطلاقة ماسلاني مع مسلسل الخيال العلمي "أورفان بلاك" 2013-2017 (Orphan Black) الذي نال استحسان النقاد. وفي عرض رائع لتنوعها جسّدت شخصيات متعددة ومتميزة، لكل منها سلوك ولهجات فريدة ومشاهد عاطفية مميزة. بهذا الأداء المتميز نالت جائزة إيمي برايم تايم لأفضل ممثلة رئيسية في مسلسل درامي عام 2016، معززا سمعتها كواحدة من أكثر الممثلات موهبة في جيلها. وانضمت ماسلاني لاحقا إلى عالم مارفل السينمائي بدور البطولة في فيلم "شي-هالك: حامية" (She-Hulk: Attorney).
مواجهة الوحوشرشحت جودي فوستر لجائزة الأوسكار في سن 14 عن دورها في "سائق التاكسي" (Taxi Driver)، لكنها لم تفز بجائزة الأوسكار، واستمرت في مسيرتها ممثلة ومخرجة، وحققت نجاحا كبيرا.
أما هايدي جيه غولدفينغ فقد رشحت لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "الشجاعة الحقيقية" 2010 (True Grit) في عمر 13 سنة، ولم تفز بالجائزة لكنها استمرت في مسيرة فنية متكاملة تجمع بين التمثيل والغناء.
وتركت الممثلة الأميركية كوفينزاني واليس بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما بأدائها المذهل في أول ظهور لها. ففي السادسة من عمرها فقط اختيرت لدور البطولة في فيلم "وحوش البرية الجنوبية" (Beasts of the Southern Wild) عام 2012، وهو لفتاة صغيرة تخوض غمار عالم خيالي زاخر بالتحديات، لما اتسمت به من مشاعر عفوية ونضج عميق.
أدى هذا الأداء المتميز إلى إنجاز تاريخي، حيث أصبحت واليس في التاسعة من عمرها أصغر ممثلة تُرشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة على الإطلاق، ورسّخت هذه اللحظة الرائدة مكانتها كموهبة فنية بارزة، وواحدة من أشهر الممثلات الشابات في جيلها.
واصلت واليس مسيرتها الفنية في فيلم "آني" المقتبس عن المسرحية الموسيقية الكلاسيكية عام 2014، حيث أظهرت مهاراتها في الغناء والرقص في الدور الرئيسي. واصلت منذ ذلك الحين مسيرتها المهنية في السينما والتلفزيون، بما في ذلك أداء الأصوات والظهور في أعمال مثل المسلسل الدرامي "سكر" (Sugar).
وإلى جانب التمثيل، أصبحت أيضا مؤلفة لكتب الأطفال، وتشهد مسيرتها المهنية على موهبتها الفذة التي أسرت قلوب الجماهير والنقاد منذ ظهورها الأول على الشاشة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات لجائزة الأوسکار بجائزة الأوسکار جائزة الأوسکار لأفضل ممثلة من عمرها فی مسلسل فی فیلم
إقرأ أيضاً:
حقيقة العثور على ألعاب أطفال مفخخة في غزة بعد انسحاب الاحتلال
عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق عدة في قطاع غزة، انتشرت على منصات التواصل صور قيل إنها تُظهر ألعاب أطفال وعلب طعام مفخخة عُثر عليها في الأحياء المدمّرة، بعد أن تركها الجيش خلفه.
الصور أثارت موجة من الذعر والغضب، ورافقتها منشورات تزعم أن الاحتلال لجأ إلى "خداع" جديد، عبر زرع قنابل في أغراض مدنية تستهدف المدنيين، وخصوصًا الأطفال.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تسبب الفيضان الأخير في انهيار الثروة الحيوانية بالسودان؟list 2 of 2حقيقة براءة فضل شاكر بعد تسليم نفسه للجيش اللبنانيend of listومع تصاعد الجدل حول الصور المنتشرة، تتبع فريق "الجزيرة تحقق" مصدرها، وحللها بصريا وزمنيا للتحقق من أصلها وسياقها والتأكد من مدى ارتباطها الفعلي بالأحداث الأخيرة في غزة.
الرواية المنتشرةبدأ انتشار الصور في 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على المنصات محققة ملايين المشاهدات، حيث تُظهر ألعابا قيل إن داخلها متفجرات تركها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحابه من مناطق عدة بغزة، حسبما زعم ناشروها.
BREAKING — Gaza Civil Defense: We found booby-trapped children’s toys and canned food that the occupation deliberately planted to cause more casualties pic.twitter.com/tg3qHpphXj
— Emelia (@blondfighter20) October 11, 2025
ونسبت الحسابات القصة لمصادر رسمية داخل القطاع، حيث رافق الصور تعليق فحواه "الدفاع المدني بغزة عثر على ألعاب أطفال مفخخة ومعلبات طعام تعمد الاحتلال زرعها للتسبب بمزيد من الضحايا"، مما يشير إلى علم السلطات المحلية في القطاع بالقضية.
BREAKING — Gaza Civil Defense: We found booby-trapped children’s toys and canned food that the occupation deliberately planted to cause more casualties pic.twitter.com/m2OQiweVHA
— Eye on Gaza (@arisaqz1) October 11, 2025
الاحتلال الاسرائيلي المجرم يترك في مناطق انسحابه ألعاب أطفال مفخخة!
مجرمين نازيين! pic.twitter.com/KTb7iPIrBt
— هدى نعيم Huda Naim (@HuDa_NaIm92) October 11, 2025
ما الحقيقة؟أظهر التحقيق البصري والبحث العكسي الذي أجراه فريقنا أن الصور المتداولة لا تمتّ بصلة لقطاع غزة ولا للأحداث الجارية فيه، إذ تبيّن أن أصلها يعود إلى مقطع فيديو نُشر عام 2017 على منصة "يوتيوب" يوثّق العثور على أجسام متفجرة داخل ألعاب أطفال في اليمن.
إعلانأما التصريح المنسوب إلى الدفاع المدني الفلسطيني حول العثور على ألعاب مفخخة في غزة فهو صحيح، وقد نشرته وسائل إعلام فلسطينية في ساعة مبكرة من اليوم الأحد.
ودعت وزارة الداخلية في قطاع غزة، في بيان نشرته الجمعة الماضية عبر حسابها بتليغرام، المواطنين إلى الحذر والانتباه الشديد عند العودة إلى منازلهم ومناطق سكناهم من وجود أجسام مشبوهة ومخلفات خطرة وقنابل غير منفجرة، وعدم العبث بها بأي حال من الأحوال، مطالبة بإبلاغ الجهات المختصة للقيام بواجبها في إزالة الخطر بطريقة آمنة.