الصوت والكلمة .. يرحلان في جنازة واحدة
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
بقلم: فراس الغضبان الحمداني ..
ياس خضر صوت فراتي أثير غنى للأرض والوطن والقلوب ، غادرنا بعد رحلة عراقية محفوفة بالأغاني والحزن وعاش فترات متقلبة من تاريخ العراق الحضاري وكان معبراً عن الإنسان المحب لبلده وربما يكون رحيله في فترة تشبه فترات الجفاف
حين يغيب المطر
وتيبس الأرض والشجر
وتذبل الورود
ويغيب النهر
حين لا حياة
وحين يأفل القمر
عاش ياس خضر فترة إزدهار الأغنية العراقية التي مزجت بين الغناء الريفي وغناء المدينة وتفرد بأداء مختلف عن غيره بالرغم من معاصرته لأسماء مهمة كحميد منصور وسعدون جابر وقحطان العطار وكمال محمد وسعدون جابر وفؤاد سالم ورياض أحمد وسواهم من روائع الفنانين الذين شهدوا مراحل سياسية صعبة وحروب وحصارات وكانوا جزءاً من المحنة التي غالبها العراقيون وغالبتهم وكسروها حيناً وكسرتهم حيناً حتى عادوا أقوياء شجعان ، لكن وللأسف فحين يغيب جيل مبدع لا يمكن تعويضه فمن يعوض صوتاً كياس خضر أبدع في التلفزيون وليس في الملاهي الليلية والنوادي الخاصة حيث ترمى النقود على رؤوسهم ، بل يرحل الفنان الكبير ويترك مكانه أرضاً لا يستطيع أحد أن يقف عليها فليس لديه أقدام راسخة ولا يتمكن أحداً أن يملأ مكانه مهما حاول أن يكون مبدعاً وقوياً في الصوت واللحن والكلمة ، فنحن منذ عقدين قاحلين نجد الفن معذباً يائساً محبطاً لا يكاد يهتدي إلى مكانته الحقيقية في المجتمع مع إنتشار التفاهة والإنحطاط والدونية وزمن الفاشستنات والبلوغرات وبنات الليل وسيدات البث المباشر والخلاعة والنابحون .
ولعلها صدفة وقدر أن يرحل الصوت في نفس وقت رحيل الكلمة فالصوت الحقيقي حين يرحل لا يعود للكلمة من معنى والأفضل أن يرحلا سوية ويعيشا في فضاء الذاكرة وعتاب الزمن والأيام الخوالي والحنين إلى الأزمنة الجميلة فالأصوات ماتت والشعراء رحلوا فقد رحل عريان السيد خلف ورحل كاظم إسماعيل الكاطع ورحل من الجيل الذي تعلم منهم رحيم المالكي وسمير صبيح ، وها هو كريم العراقي شاعر الكلمة المبدعة يرحل بعد صراع مع المرض ويترك كلماته تطرق مسامعنا وتخترق قلوبنا الحزينة النابضة بالرغبة بالجمال والمحبة والسلام حيث الكلمات تحارب التخلف والفساد والسلاح والهمجية وزراعة الشر الذي يقتات عليها المأبونون والسراق والذين يتكاثرون كالبكتريا في المياه الراكدة التي تنتشر وتصيب الناس بالمرض والخيبات والأوجاع التي تهتك الأجساد و الأرواح والضمائر .
أبدع ياس خضر في أغاني لا مثيل لها في ذاكرة الفن الغنائي العراقي كالبنفسج وإعزاز وتايبين ومسافرين والهدل ومغربين وأحبك ودنيانا شكد متغيرة وكذاب وما يصل إلى ثلاثة وأربعين أغنية حفظتها الذاكرة العراقية وشكلت أرثاً ثقافياً جميلا ورائعاً ، وقد كتب كريم العراقي روائع القصائد العاطفية والوطنية ، وقد جاء في سيرته إن كريم العراقي ولد في منطقة الشاكرية كرادة مريم في بغداد عام 1955، وظهرت موهبته منذ الطفولة حيث بدأ الكتابة والنشر منذ كان طالباً في المرحلة الإبتدائية في عدد من المجلات العراقية ومنها الراصد ، الإذاعة والتليفزيون ، إبن البلد ، وغيرها وحصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد .
عمل كريم العراقي معلماً في مدارس بغداد لسنوات عدة ، ثم عمل مشرفاً متخصصاً في كتابة الأوبريت المدرسي .
بدأ كتابة الأغاني في منتصف السبعينات ، إذ قدم أغنيتين للأطفال هما الشميسة ، ويا خالتي الخياطة . وفي مطلع الثمانينيات حدثت له نقلة فنية كبرى بالتعاون مع المطرب العراقي الأشهر سعدون جابر ، ومن بعدها تعاون خلال مسيرته الفنية مع مجموعة من أبرز المطربين العرب ومنهم : صابر الرباعي ، فضل شاكر ، ديانا حداد ، وسميرة سعيد ، وأصالة نصري .
كان كريم العراقي أشهر من كتبوا أغاني المطرب العراقي كاظم الساهر ، حيث قدم له العديد من الأعمال منها يا الحبيب ، دلع ، المستبدة ، أفراح ، كل ما تكبر تحلى ، وغيرها . ولعب مع الساهر دوراً كبيراً في إنتشار الأغاني العراقية بكافة ربوع الوطن العربي . وداعاً لأعذب صوت وأجمل كلمة .
[email protected]
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات کریم العراقی
إقرأ أيضاً:
في بولندا.. العثور على فارس من العصور الوسطى مدفونًا تحت متجر آيس كريم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف علماء الآثار رفات فارس من العصور الوسطى، مدفونًا تحت محل آيس كريم مغلق في مدينة غدانسك البولندية.
وقد عمل الخبراء في المكان الواقع بحي Śródmieście (وسط المدينة) التاريخي منذ العام 2023، حيث اكتُشف بداية شاهد قبر من العصور الوسطى مزين بصورة محفورة لفارس، وفق بيان صادر عن مؤسسة الآثار البولندية "ArcheoScan" أُرسل إلى CNN، الثلاثاء.
وفي وقت سابق من شهر يوليو/ تموز، رفع شاهد القبر، ليتم الكشف عن هيكل عظمي كامل لرجل بالغ يُعتقد أنه عاش في القرن الثالث عشر أو الرابع عشر.
وأشارت سيلفيا كورزينسكا، عالمة آثار ومديرة مؤسسة "ArcheoScan"، في البيان إلى أنّ هذا الاكتشاف "ذو أهمية استثنائية" ويُعد "من أهم الاكتشافات الأثرية ببولندا في السنوات الأخيرة".
والضريح مصنوع من حجر غوتلاند الجيري، الذي كان يُعتبر ثمينًا جدًا في العصور الوسطى، ويُظهر النقش البارز فارسًا يرتدي درعًا من حلقات السلسلة، وسراويل مدرعة، ويحمل سيفًا وترسًا.
ويبلغ طول اللوح حوالي 150 سنتيمترًا، ولا تزال التفاصيل المهمة في العمل الفني مرئية، رغم تعرّضه لضرر جزئي.
وأوضحت كورزينسكا أن "شاهد القبر محفوظ بشكل رائع، بالنظر إلى أنه نُحت من حجر جيري ناعم وظل مدفونًا تحت الأرض لقرون".
وأضافت: "يظهر الفارس واقفا منتصبًا وهو يحمل سيفًا مرفوعًا، وهي وضعية يُرجح أنّها ترمز إلى السلطة والمكانة الاجتماعية الرفيعة".
وبحسب كورزينسكا، فإن هذا ما يميز شاهد القبر عن غالبية فنون القبور في أواخر العصور الوسطى، التي كانت تقتصر غالبًا على نقوش تأبينية، أو لوحات شعارات نبالة، أو صلبان مسيحية.
ومن الغريب أيضًا أن العمل الفني وسياقه الأثري لا يزالان سليمين.
وبعد رفع الحجر، وجد علماء الآثار بقايا رجل كان طوله يتراوح بين 170 و180 سنتيمترًا ، وهو أطول بكثير من المتوسط في العصور الوسطى، وفقًا لما ذكرته كورزينسكا.
وقالت: "كانت العظام مرتبة بشكل طبيعي، ما يؤكد أن شاهد القبر يحدد موقع الدفن الأصلي، وتشير التحليلات الأولية إلى 'حالة حفظ ممتازة'".
وأضافت كورزينسكا: "رغم عدم العثور على أي مقتنيات جنائزية، فإن جميع الأدلة المتاحة تشير إلى أن المتوفى كان شخصًا يتمتّع بمكانة اجتماعية رفيعة، ويُرجح أن يكون فارسًا أو قائدًا يحظى بتقدير واحترام كبيرين".
وكان القبر جزءًا من مقبرة تضم نحو 300 مدفن، وكانت ملحقة بأقدم كنيسة معروفة في غدانسك.
وبُنيت الكنيسة من خشب البلوط الذي تبيّن أنه قُطع في العام 1140، وكانت تقع في معقل من العصور الوسطى المبكرة، استُخدم من أواخر القرن الحادي عشر حتى مطلع القرن الرابع عشر، وفق ما جاء في البيان.
وأوضحت كورزينسكا: "كان هذا مكانًا للقوة والإيمان والدفن، مساحة تكتسب أهمية رمزية واستراتيجية في تاريخ غدانسك".
وأضافت أن الاكتشاف الأخير "يوفر مصدرًا لا يُقدّر بثمن من المعرفة حول حياة وموت النخبة العسكرية في غدانسك خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وعن تقاليد الدفن في العصور الوسطى، وعن الروابط الثقافية عبر بحر البلطيق".
ويعمل الخبراء الآن على إجراء المزيد من التحاليل لكل من شاهد القبر والهيكل العظمي.
ويتم تنظيف اللوح الحجري وتثبيته بحيث يمكن توثيقه ومسحه ضوئيًا بتقنية ثلاثية البعد للسماح بإعادة بناء الأجزاء المفقودة رقميًا، في حين سيخضع الهيكل العظمي لتحليل أنثروبولوجي وجيني للكشف عن المزيد حول حياة الفارس، كما سيتم إجراء إعادة بناء لملامح الوجه استنادًا إلى الجمجمة.
بولنداآثاراكتشافاتنشر الثلاثاء، 29 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.