أخبار ليبيا 243 – خــاص

في ظل الصراع الدائر في السودان بين طرفي النزاع منذ أبريل الماضي.. تجاوز عدد السودانيين المُهجّرين بسبب الحرب المستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع عتبة أربعة ملايين نازح ومُهجّر، حسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، حيثُ أظهرت البيانات المعنية بتتبع حركة النزوح الخاصة بالمنظمة أن الحرب تسببت في نزوح عدد هائل من المواطنين، إذ لجأ أكثر من 926 ألف شخص إلى خارج البلاد، بينما نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص داخليًا.

ولا شكّ بأن الأوضاع المأساوية هناك هي من دفعت صاحب قصتنا اليوم لاتخاذ هذه الخطوة المُميتة، وسلّك الطرق الملتوية والخطرة والوثوق بتجار ومهربي البشر، للوصول على برّ الأمان بحثًا عن حياةٍ أفضل، بعيدًا عن الحروب والصراعات والأوضاع الاقتصادية الصعبة.

يبدأ المهاجر التعريف بنفسه قاصًا أسباب ودوافع هجرته، وحيثياتها.. بدءً من نشوب الصراع في السودان، واحتدام الحرب، وصولاً إلى التعرف على أحد مهربي البشر الذي أقنعهُ بالهجرة، ومن ثمّ خوض غمار هذه الرحلة الخطرة، والمخاطرة بحياته وسلك المسار الصحراوي بين ليبيا والسودان… وأخيرًا إلى مناشدة صادقة منه لطرفي الصراع في السودان.

المهاجر: أنا عبد الرحيم محمد عبد الله، سوداني الجنسية، من سكان شمال دارفور

يبرّر المهاجر أسباب ودوافع هجرته بالقول.. إنها الحرب، الحرب المشتعلة في السودان هي من دفعتني للهجرة إلى ليبيا، وسلك هذا الطريق الخطير، فبسبب الصراع المحتدم منذ أبريل الماضي، لا نستطيع عيش حياتنا بشكل طبيعي، فلا نستطيع ممارسة أعمالنا ولا مزاولة أي مهنة، ويردف قائلاً: الأمن.. الأمن والأمان أساس كل شيء، وهذا الأساس لم يعد موجود في السودان.

ويوضح أسباب مجيئه إلى ليبيا بالقول: لقد جئت إلى ليبيا عبر الصحراء وسلكتُ الطرق الملتوية، حتى أتمكن من تحسن حياتي عبر الوجود في ليبيا والبحث عن عمل.. ولقد دفعت مقابل ذلك ما يقربُ من 150 مليون جنيه سوداني، إذ يأخذ المهربون مقابل التهريب من 150 مليون إلى 200 مليون جنيه سوداني، ويبررّ: اضطررت لسلك هذه الطريق لقلة حيلتي.

يواصل الحديث لوكالة اخبار ليبيا 24.. لقد واجهنا في المخازن ظروفًا صعبة وقاسية لا تمتُ للإنسانية بأي صلة، فعلى غرار أننا كنا مكدسين في المخازن بأعداد هائلة، فالغرفة الواحدة كان بها حوالي خمسون شخصًا، فلم نكن نحصل على الطعام بشكل جيد، والمياه لم تكن نظيفة، ناهيك عن الضرب والشتم والسرقة التي تعرضنا لها تحت قبضة مهربي البشر… إلى أن حررتنا العناصر الأمنية من تحت سيطرة هؤلاء المجرمين، ولكننا الآن نواجه خطر الترحيل لبلدنا التي فررنا منها بسبب الحرب والصراع والظروف المعيشية القاسية جدًا.

ومن منبركم هذا.. أوجه نداء استغاثة إلى الحكومة، أرجوكم أوقفوا الحرب، أرجوكم أوقفوا تدفق المهاجرين إلى دول الجوار، وأشدد على أن الشعب السوداني هو شعب مسالم.. وأن الشعب الليبي لطالما تعامل بشكل جيد معنا.

المصدر: أخبار ليبيا 24

إقرأ أيضاً:

مفقودو حرب السودان.. مأساة أسر كاملة في كردفان

في ركن منسي بولاية شمال كردفان حيث تتلاشى الحدود بين النزوح والفقد، تجلس نساء سودانيات قهرتهن الحرب مرتين؛ مرة حين سلبتهم الديار، وأخرى حين ابتلعت فلذات أكبادهن وذويهم في طرقات المجهول.

ولا تروي الخيام قصص الجوع والعطش فحسب، بل تضج بصمت ثقيل لأمهات وزوجات ينتظرن غائبين لم يتبقَ منهم سوى "أسماء في الذاكرة" وصور يتيمة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تجدد القتال غربي كردفان وأزمة نازحي السودان تتفاقمlist 2 of 4تصاعد موجات النزوح في شمال دارفور وغرب كردفانlist 3 of 4مدينة الأبيض.. "عروس الرمال" في شمال كردفانlist 4 of 4تفاقم الوضع الإنساني جنوب كردفان بسبب الجوع والأوبئةend of list

تجلس السيدة "خديجة" وهي مثقلة بالهموم أمام خيمتها التي أوتها بعد النزوح القسري، إذ فقدت زوجها وعددا من أفراد أسرتها، لتجد نفسها وحيدة في مواجهة مصير 8 أطفال يعتمدون عليها كليا.

وتروي خديجة للجزيرة فصول مأساتها بصوت يغالبه الانكسار: "عانينا ما لا يوصف؛ هربنا من جحيم المعارك في بابنوسة إلى الفولة، ومنها قذفتنا الأقدار إلى هنا".

لكن النزوح لم يكن نهاية المطاف، فالمأساة تكمن في الغياب؛ إذ تضيف: "نفتقد الوالد، والأخ، وزوج ابنتي الذي يطلب الخاطفون فدية تعجيزية لإطلاق سراحه، بينما لا نملك عن والدنا خبرا ولا أثرا".

صور يتيمة وأسئلة بلا إجابات

خديجة ليست وحدها في هذا العراء؛ ففي كل خيمة غصة، ولكل نازح قصة اختفاء قسري. تحكي السيدة "أم شريم" عن الصورة الفوتوغرافية الوحيدة لابنتها المفقودة وكيف أنها تتمسك بها كطوق نجاة، وتقول إنها لا تحمل سوى أمنية وحيدة وبسيطة استعصت على التحقيق: "أريد فقط أن أعرف أين هي.. هل هي باقية على قيد الحياة؟".

وعلى مقربة منها، تجلس "عزة" تحدق طويلا في ملامح شقيقها عبر صورة صامتة، وإلى جوارها يجلس طفله الصغير، يتقاسم مع عمته مرارة الانتظار.

قالت عزة: "فقدنا أخي منذ يوم الجمعة، وهذا طفله يجلس معنا ينتظر.. لا خبر، لا اتصال، ولا شيء يطمئننا".

أرقام مفزعة

الفاجعة في شمال كردفان تتجاوز القصص الفردية لتتحول إلى ظاهرة جماعية، فبحسب إفادات مسؤولين في وزارة التنمية الاجتماعية، فإن أعداد المفقودين في تزايد مقلق، حيث تجاوزت البلاغات حاجز الـ100 أسرة تبحث عن ذويها في الوقت الراهن.

إعلان

وتشير التقارير الرسمية إلى أن الفقد لم يقتصر على الرجال، بل طال النساء والأطفال وأسر كاملة اختفت في محلية "بارا"، وسط عجز عن حصر دقيق لمن تاهوا في دروب الحرب الوعرة.

وبينما تتلقى بعض الأسر أخبارا مفجعة تقطع الشك باليقين، يظل آخرون معلقين بخيط أمل واه، لا يملكون سوى الانتظار في محطات خلت من المسافرين، ولم يبق فيها سوى صدى الأسماء.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. الجمهور السعودي يهتف باسم السودان أثناء توجهه لمساندة منتخب بلادها: (حيوا السوداني..سوداني ما شاء الله)
  • الدولية للهجرة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم
  • “الدولية للهجرة” تجدد دعوتها لوصول المساعدات بشكل آمن ودون أي عوائق إلى غزة
  • 6 عوامل.. أسباب انحراف المركبة على الطريق بشكل مفاجئ
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني
  • السودان يحصل على اكثر من 600 مليون دولار لتمويل مشروعات جديدة بعد الحرب
  • 30 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة
  • مفقودو حرب السودان.. مأساة أسر كاملة في كردفان
  • تحطم طائرة شحن عسكرية في السودان يفاقم الأزمة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: يجب العمل على تسوية الصراع في أوكرانيا واحترام الاتفاقات