موهوبو المملكة يحققون ثلاث جوائز عالمية في أولمبياد المعلوماتية الدولي 2023 بالمجر
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
جدة : البلاد
أضاف فرسان المنتخب السعودي للمعلوماتية 3 جوائز عالمية إلى سجل الوطن العلمي،وذلك في أولمبياد المعلوماتية الدولي 2023،في دورته 35 المقامة حالياً في سيجيد عاصمة جمهورية المجر،وسط تنافس 360 طالباً وطالبة يمثلون 90 دولة حول العالم.
وحقق الطالب حميد الهذلي،في الصف الثاني الثانوي من تعليم الشرقية، الميدالية البرونزية،وحصل الطالب أديب الشهري،في الصف الثاني الثانوي من تعليم الشرقية،على شهادة تقدير،وشهادة مماثلة للطالب عيسى الموسى، في الصف الثاني الثانوي من تعليم الأحساء.
وأكد الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” الدكتورة آمال الهزاع،أن هذا التألق والإنجاز تحقق بتوفيق من الله تعالى،ثم بدعم القيادة الرشيدة؛لمواصلة المسير نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتعزيز الثقة في القدرات والطاقات السعودية على المنافسة العالمية في مجال المعلوماتية، وبناء جيل مبدع قادر على التعامل بلغة علمية واستشراف المستقبل.
وقدَّمت الدكتورة الهزاع، جزيل الشكر والتقدير لمعالي وزير التعليم على دعمه مؤسسةَ “موهبة” وبرامجَها لاكتشاف ورعاية وتمكين الموهوبين السعوديين في مدارس التعليم العام،مضيفةً أن هذا الفوز جاء نتاج تعاون مثمر وبنَّاء بين”موهبة” والتعليم، وتجسيداً لهذه الشراكة الفاعلة،التي تنعكس إيجاباً على مجتمع الموهبة والإبداع في المملكة،وتتيح تقديم خدمات أكبر لرعاية وتدريب وتأهيل الموهوبين،وإيجاد بيئة محفزة للموهوبين والموهوبات من طلبة التعليم العام.
ويستهدف أولمبياد المعلوماتية الدولي،طلبة المرحلة الثانوية الموهوبين في مجال علم المعلوماتية على مستوى العالم، ويقام مرة كل عام ولمدة 8 أيام، وتقوم إحدى الدول سنوياً باستضافة المسابقة وإعداد الأسئلة النظرية والعملية،حيث يتم اختبار مهارات الطلاب مع حل المشكلات الحيوية في مختلف فروع علم المعلوماتية.
يذكر أن الأولمبياد الدولي للمعلوماتية أكبر مسابقة دولية سنوية في مجال المعلوماتية والأعرق في العالم،وتستهدف الطلاب دون سن العشرين،وهي مسابقة برمجة تنافسية لطلاب المدارس من المرحلة الثانوية،ويتنافس فيها الطلاب لصقل مهاراتهم المعلوماتية،من خلال تحليل المشكلات وتصميم الخوارزميات وهياكل البيانات والبرمجة والاختبار،وعلى كل متسابق التعامل مع ثلاث مهام،تتضمن مشكلات يتعين عليه حلها في غضون خمس ساعات.
وعقد أول أولمبياد للمعلوماتية على مستوى العالم في بلغاريا عام 1989م، برعاية اليونيسكو والاتحاد الدولي لمعالجة المعلومات IFIP،وكانت أولى مشاركات المملكة في عام 2019م، وهو واحد من أولمبيادات العلوم الدولية الخمسة التي يتم تنظيمها حول العالم،ومن أعرق مسابقات علوم الحاسب الآلي،كما يعد ثاني أكبر مسابقات الأولمبياد بعد أولمبياد الرياضيات الدولي من حيث عدد الدول المشاركة، ويتنافس الطلاب في المسابقة على أساس فردي،حيث تتاح المشاركة لأربعة طلاب فقط من كل دولة لتمثيلها في المنافسة الدولية.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: أولمبياد المعلوماتية الدولي
إقرأ أيضاً:
القانون الدولي ودروس التاريخ
لم يعد العالم يملك تلك القواعد التي توافق عليها بعد الحرب العالمية الثانية، وعادت إلى المشهد الدولي تلك الموازين التي تعتمد على السلاح والخطاب الإعلامي المتغوّل الذي لا يقيم أي اعتبار للقيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية. ففي غزة -كما في مناطق أخرى في العالم- تسقط العدالة سقوطا كاملا ومدويا تحت وقع التفجيرات، والإبادة الجماعية والتجويع، وتغيب الشرعية القانونية خلف جدار من المسوغات الجاهزة التي باتت منكشفة أمام العالم أجمع رغم بقائها مكتوبة في المواثيق المعلقة على جدران المنظمات الدولية.
ولا يجد القانون الدولي طريقا للتطبيق إلا حين يتوافق مع مصالح الكبار الذين يملكون القوة المطلقة في العالم، سواء القوة العسكرية أو القوة الاقتصادية، ولا عزاء للضعفاء الذين يحاولون الاحتماء بالقوانين الدولية التي لم يشاركوا حتى في وضعها.
رغم ذلك فإن العودة مرارا للحديث عن القانون وعن أهمية أن يسود بين الدول ليست عودة الضعفاء؛ فالأمر في غاية الأهمية، وضرورة واقعية لتجنب الانحدار الكامل نحو عالم تسوده شريعة الهيمنة. وأظهرت التجارب الحديثة - من غزو العراق إلى تفكيك ليبيا - أن إسقاط الأنظمة من الخارج دون مسارات شرعية لا يمكن أن نتج ديمقراطيات، ولكنه يخلّف فراغا أمنيا يستدعي الفوضى بالضرورة، ويمنح القوى المتربصة فرصة لإعادة التشكل الأمر الذي يحول الدول إلى دول فاشلة قابلة لتشكيل بؤر إرهاب وتطرف وتراكم مع الوقت قدرا كبيرا من الأحقاد والضغائن التاريخية التي لا تتآكل بسهولة، ولكنها تتراكم مع تراكم الندوب والجروح والمآسي.
كان ميثاق الأمم المتحدة بكل ما فيه من قصور محاولة لتقييد اندفاع القوة، وإرساء حد أدنى من الضوابط التي تحول دون تكرار مآسي النصف الأول من القرن العشرين. لكن غياب الإرادة السياسية، وتغوّل المصالح، أضعفا هذا الإطار وجعلاه أداة انتقائية تُستخدم أحيانا لتسويغ التدخل، وتتجاهل في أحيان أخرى الإبادة، والتجويع، والتطهير العرقي.
وأكثر ما يزيد المشهد تعقيدا هو صعود سرديات جديدة تُضفي على التدمير شرعية إعلامية تحت عناوين كـ«الدفاع عن النفس»، أو «مكافحة الإرهاب» بينما تُهمّش جرائم الإبادة الجماعية، والتهجير القسري، وتُسكت أصوات الضحايا، وتُعاد صياغة الحقيقة؛ وفقًا لما تقرره غرف الأخبار في العواصم القوية.
ورغم ما في القانون الدولي من ثغرات فالحل ليس في سقوطه، ولكن في ترميمه؛ حيث يبقى المسار الوحيد الممكن لبناء علاقات مستقرة لا تقوم على موازين السلاح، بل على موازين المسؤولية والمساءلة. لكنه بحاجة إلى إرادة جماعية؛ لتجديد شرعيته، وتوسيع قاعدته الأخلاقية، ووقف استغلاله كسلاح إضافي في يد الأقوياء.
وإذا كان التاريخ لا يُعيد نفسه فإنه يعيد تحذيراته، ومن لا يستمع لها سيجد نفسه في الدائرة ذاتها من العنف، والفوضى، وغياب الأفق. فلنتعلم هذه المرة قبل أن يُصبح القانون ذكرى من الماضي، ومجرد حلم جميل في كُتب العلاقات الدولية.