صحف عالمية: فشل إستراتيجية إسرائيل بغزة وإنكار دنيء للمجاعة
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
تناولت صحف عالمية مؤثرة المأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مسلطة الضوء على أزمة حليب الأطفال وانعدام المساعدات، وسط اعترافات إسرائيلية بفشل الإستراتيجية العسكرية المتبعة.
وفي تقرير يعترف بفشل الإستراتيجية الإسرائيلية، رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن تغيير إسرائيل تكتيكاتها في غزة وفتح ما سمته ممرات لتوزيع المساعدات جاءا نتيجة إدراكها بأن تحقيق أهداف الحرب في القطاع غير ممكن دون الحفاظ على قدر من الشرعية الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ضوء انتشار صور الأطفال الجوعى كان على إسرائيل أن تغير سرديتها قبل أن تخسر آخر ما تبقى لها من هذه الشرعية.
وجزمت بأن الإعلان الإسرائيلي الأخير كان اعترافاً واضحاً بأن الإستراتيجية السابقة قد فشلت.
وفي تناقض صارخ مع هذا الاعتراف، وفي انتقاد لاذع للموقف الإسرائيلي الرسمي والشعبي، رأى الكاتب جدعون ليفي في صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل تشهد موجة إنكار دنيئة للمجاعة في غزة تفشت بين الجمهور الإسرائيلي، وتشاركه فيه جميع وسائل الإعلام تقريباً.
وقال ليفي إن هذا الإنكار لا يقل قبحاً عن إنكار الهولوكوست، مضيفاً أن الإنكار رافق إسرائيل منذ نكبة عام 1948 واستمر طوال عقود من الاحتلال والفصل العنصري.
وأشار ليفي -في توصيف للواقع الإسرائيلي- إلى أنه لا توجد دولة في العالم تمارس هذا القدر من الإنكار الذاتي، مؤكداً أن ما حدث الأسابيع الأخيرة حطم جميع أرقام الانحطاط الأخلاقي.
وفي نفس السياق، رأت الكاتبة آنا بارسكي -في صحيفة "معاريف"- أن حركة حماس نجحت في تصوير إسرائيل قوةً قمعية عبر تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة، بينما تُهمل قضية الأسرى الإسرائيليين.
وأضافت بارسكي أن إسرائيل تفتقر إلى إستراتيجية واضحة للتعامل مع الصراع، مما يعزز عزلتها الدولية، وحذرت الكاتبة من أن فقدان إسرائيل إستراتيجية واضحة قد يفرض عليها حلولاً غير مؤاتية مثل الاعتراف بدولة فلسطينية.
إعلان
مناشدة أصحاب الضمائر
وفي انتقال من الانقسام الإسرائيلي إلى الرؤية الدولية، ومن منظور إنساني دولي، قال مؤسس منظمة "مطبخ العالم المركزي" خوسيه أندريس -في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز"- إن ضمائر العالم اهتزت قبل 40 عاماً لصور موت الأطفال جوعاً بين أحضان أمهاتهم في إثيوبيا.
وفي مقارنة بين الماضي والحاضر، أكد أندريس أنه بعد عقود من ذلك، على أصحاب الضمائر أن يتدخلوا لوقف المجاعة بغزة، مشدداً على أنها ليست نتاج كارثة طبيعية أو جفاف أو فشل بالمحاصيل، بل أزمة من صنع الإنسان وكارثة يتسبب بها رجال الحرب.
وحمّل أندريس إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، مسؤولية ضمان الحد الأدنى من بقاء المدنيين في غزة على قيد الحياة، وفق ما تنص عليه القوانين الدولية.
وفي السياق القانوني الدولي المرتبط بالمأساة الإنسانية، تساءلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن مبرر تأجيل محكمة العدل الدولية إصدار حكمها بشأن الإبادة الجماعية في غزة، ونقلت عن خبراء توقعهم ألا يصدر قرار بهذا الشأن قبل عام 2028.
ونقلت الصحيفة تحذير خبير حقوقي في دبلن من التركيز على مصطلح الإبادة، قائلاً إن ذلك يعني ضمنياً أن ما دون فعل الإبادة يمكن التساهل معه، وهذا خطير بحد ذاته.
ودعا الخبير الحقوقي إلى عدم انتظار حكم الإبادة من المحكمة حتى يتحرك العالم لوقف ما يحدث في غزة، مؤكداً أن الأوضاع الإنسانية الكارثية لا تحتمل المزيد من التأخير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات فی غزة
إقرأ أيضاً:
«زايد الدولية للبيئة»: مكافحة التلوث البلاستيكي قضية عالمية تتطلب تحركاً جماعياً
دبي (وام)
أخبار ذات صلةأكدت «مؤسسة زايد الدولية للبيئة» سعيها لإرساء مبادرات فاعلة لمواجهة أحد أخطر التحديات البيئية المعاصرة، ممثلاً في التلوث بالمخلفات البلاستيكية الضارة، والذي أصبح قضية عالمية تؤثر بشكل كبير على البيئة والصحة العامة، في ضوء انتشار مخلفات وجزيئات البلاستيك في البحار والمحيطات وتراكمها في الكائنات الحية، مما ينعكس سلباً على التنوع البيولوجي وصحة الإنسان نتيجة استهلاك المنتجات الملوثة بالميكروبلاستيك والنانوبلاستيك.
وقال الدكتور محمد أحمد بن فهد، رئيس مؤسسة زايد الدولية للبيئة، بمناسبة الاحتفاء باليوم العربي للبيئة الذي يصادف الرابع عشر من أكتوبر، إن هذا اليوم يمثّل مناسبة لتعزيز الوعي البيئي وإشراك مختلف فئات المجتمع في حماية كوكب الأرض والحد من التحديات البيئية التي تواجه البشرية، منوهاً إلى أن الاحتفاء بهذه المناسبة يجسّد وحدة الهدف نحو بيئة آمنة ومستدامة، ويعزّز روح المسؤولية المشتركة لحماية كوكبنا من المخاطر المحدقة به.
وأشار إلى أن تزايد معدلات إنتاج واستهلاك البلاستيك، خصوصاً أحادي الاستخدام، يستدعي اتخاذ إجراءات حاسمة وتبنّي استراتيجيات مبتكرة للحد من هذا التلوث وتقليل آثاره السلبية، مؤكداً أن مكافحة التلوث بالبلاستيك مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأفراد.
ودعا ابن فهد إلى تكثيف حملات التوعية لتغيير سلوكيات الاستهلاك، وتبنّي أنماط حياة أكثر استدامة تقوم على رفض استخدام المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام، وتقليل الأنواع الأخرى، وتشجيع إعادة الاستخدام والتدوير، إلى جانب تحفيز الصناعات على اعتماد المواد الصديقة للبيئة والتكنولوجيا النظيفة.
وشدّد على أهمية إبرام اتفاقية دولية للتخلص التدريجي من صناعة البلاستيك غير القابل للتحلل، ووضع سياسات صارمة للحد من إنتاجه واستخدامه، ودعم مشاريع معالجة النفايات البلاستيكية بشكل مسؤول وبيئي.
وأكد رئيس مؤسسة زايد الدولية للبيئة أن الابتكار يمثل السبيل لإيجاد الحلول المستدامة لمشكلة التلوث بالبلاستيك، لافتاً إلى أن دعم الأبحاث والتطوير في مجالي التصنيع والتدوير، والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، يُسهم في تقليل الأثر البيئي للبلاستيك، ويفتح آفاقاً جديدة لنشر ثقافة الاقتصاد الدائري وخلق فرص عمل خضراء.
ونوّه إلى أن حماية البيئة مسؤولية أخلاقية ووطنية وإنسانية، وأن مواجهة تحدي التلوث بالبلاستيك تتطلب تضافر جهود جميع فئات المجتمع وتكثيف التعليم والوعي البيئي، معرباً عن تطلعه إلى مستقبل يكون فيه كوكب الأرض أكثر نظافة واستدامة، وبيئة العالم أكثر صحة وسلامة للأجيال الحالية والمقبلة.