بوابة الوفد:
2025-12-12@17:35:19 GMT

تاريخ شعب فلسطين

تاريخ النشر: 12th, December 2025 GMT

شاهدت وسمعت فيديو في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان:
Where did Palestines come from?
"من أين جاء الفلسطينيون؟"
أعجبت بسرد هذا التاريخ، ولذلك قمت بتحويل هذا الحديث إلى نص كتابي وترجمته إلى اللغة العربية ويقول المتحدث: لا تصدم عندما أقول هذا، لكنّ الشعب الذي تعرفه اليوم باسم الفلسطينيين لم يظهر فجأة في القرن العشرين.

لم يكونوا غرباء عن الأرض، ولم يهاجروا إليها بالأمس. في الواقع، لقد كانوا هناك لآلاف السنين، قبل الحدود الحديثة، قبل الممالك، وقبل حتى أن تظهر الأسماء "إسرائيل" أو "فلسطين". ولكن، من هم حقا؟، من أين جاؤوا في الأصل؟، ولماذا يستمر العالم في الجدال حول هويتهم؟، لنعود إلى الوراء، بعيدا آلاف السنين قبل عالمنا الحديث، كان يعيش هناك قوم يُعرفون بالكنعانيين. زرعوا الأرض، وبنوا المدن، وعبدوا آلهتهم على نفس التربة التي يسير عليها الفلسطينيون اليوم. ثم جاء الفلسطينيون القدماء (الفلسطيون)، وهم قوم بحّارة استقروا على الساحل منذ أكثر من ٣٠٠٠ عام. اسمهم تردّد عبر التاريخ وتحوّل تدريجيا إلى كلمة "فلسطين". وفي الوقت نفسه، ظهرت قبائل ناطقة بالعبرية تُعرف بالإسرائيليين، أسست ممالك وهياكل، وتعايشت أحيانا، وتصادمت أحيانا أخرى مع الشعوب الأخرى في تلك الأرض. ومع ذلك، ظلّت هذه البقعة من الأرض مفترق طرق للحضارات. مرّ بها المصريون، الآشوريون، البابليون، الفرس، اليونان، والرومان. لكن أياً منهم لم يمحُ السكان الأصليين. وبعد ثورة يهودية كبيرة عام ١٣٥م، قام الإمبراطور الروماني هادريان بتغيير اسم المنطقة إلى "سوريا فلسطين"، وكان ذلك بقصد قطع صلة اليهود بالأرض. لكن الناس الذين عاشوا هناك لم يختفوا. ظلّوا فلاحين، تجارا، رعاة، ينقلون بيوتهم من جيل إلى جيل. ثم جاءت الفتوحات الإسلامية في القرن السابع. ويتبنّى أهل البلاد تدريجيا اللغة العربية والثقافة العربية، وتحوّل كثير منهم إلى الإسلام. لكنهم لم يختفوا ولم يأتوا من مكان آخر، لقد كانوا نفس الشعب القديم الذي غيّره الزمن وتطورت هويته. وتحت حكم الأمويين والعباسيين والعثمانيين وغيرهم، كانوا يُعرفون باسم "أهل فلسطين". وعلى مدى قرون، عاشوا كالسكان المحليين، وطنهم هو هذه الأرض، لكن في أواخر القرن التاسع عشر، عندما بدأت موجات من المهاجرين اليهود تصل تحت راية الصهيونية، بدأ السكان العرب يرون أنفسهم شيئا جديدا: أمّة، وصاروا يسمّون أنفسهم "فلسطينيين"، ليس كاسم جغرافي فحسب، بل كهوية شعب له تاريخ وثقافة ومصير مشترك. وعندما سيطرت بريطانيا على البلاد بعد الحرب العالمية الأولى، كان اسم المنطقة هو "فلسطين"، وكل من عاش فيها، عربا ويهودا، كان يُسمّى "فلسطينيا". لكن بعد عام ١٩٤٨، عندما أُقيمت دولة إسرائيل وتمّ طرد أكثر من ٧٥٠ الف فلسطيني أو فرّوا من بيوتهم في مأساة تُعرف بالنكبة، تحولت الهوية الفلسطينية إلى شيء أعمق، ذاكرة، نضال، وصوت يطالب بالانتماء. وإليك الحقيقة التي يرفض الكثيرون سماعها: الفلسطينيون ليسوا غرباء، ليسوا دخلاء، إنهم الامتداد الحي لكل حضارة مرّت فوق هذه الأرض، في دمهم تسري ذاكرة الكنعانيين، الفلسطينيين القدماء، العبرانيين، الرومان، البيزنطيين، العرب، سلسلة بشرية لم تنقطع منذ أكثر من ٥٠٠٠ عام. لذلك، في المرة القادمة التي يسأل فيها أحدهم: "من أين جاء الفلسطينيون؟"، قل لهم: لقد جاؤوا من تراب الأرض تحت أقدامهم، من أشجار الزيتون التي زرعها أجدادهم. من غبار الإمبراطوريات التي قامت وسقطت من حولهم. لم يأتوا، بل بقوا. وتلك حقيقة لا يستطيع أيّ حدود، ولا جدار، ولا حرب أن تمحوها.

محافظ المنوفية الأسبق

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تاريخ شعب فلسطين محافظ المنوفية الأسبق وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينيون اللغة العربية الهوية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

يورتشيتش: مواجهة فلامنجو مهمة في تاريخ بيراميدز

أكد الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش، المدير الفني لفريق بيراميدز، حماسه الشديد لمواجهة فلامنجو البرازيلي غدًا السبت في الدور قبل النهائي من بطولة كأس القارات للأندية، التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة على ملعب "أحمد بن علي".

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الجمعة، أعرب يورتشيتش عن فخره بما حققه بيراميدز حتى الآن، مشيراً إلى أن وصول فريق حديث التأسيس إلى نصف نهائي بطولة عالمية بهذا الحجم يُعد إنجازًا كبيرًا يستحق الإشادة، وأضاف أن مواجهة فريق عملاق مثل فلامنجو تمثل مصدر فخر ودافعًا لمواصلة المسيرة حتى النهاية.

وأوضح المدرب الكرواتي أنه تابع فلامنجو جيدًا، وكان حاضرًا في مدرجات مباراة الفريق البرازيلي أمام كروز أزول المكسيكي، مشيرًا إلى امتلاك منافسه مجموعة من اللاعبين أصحاب الجودة العالية. ومع ذلك، شدّد على ثقته الكبيرة في لاعبي بيراميدز، مؤكدًا أن تتويج الفريق بلقب دوري أبطال إفريقيا لم يكن وليد الصدفة، وإنما ثمرة عمل شاق بذله الفريق على مدار الموسمين الماضي والحالي.

وتحدث يورتشيتش عن الغيابات داخل صفوف فريقه، مبينًا أن بيراميدز اعتاد التعامل مع الظروف الصعبة، وتمكن رغم ذلك من مواصلة مسيرته بثبات، وعن أهمية المباراة قال: "مواجهة فلامنجو مهمة في تاريخ النادي، لكن تبقى مباراة صن داونز هي الأهم، لأنها منحت بيراميدز لقب أفريقيا وكانت الأساس لوصولنا إلى هنا".

وكان فلامنجو بطل أمريكا الجنوبية قد تأهل إلى نصف النهائي بعد فوزه على كروز أزول 2-1 في الدور الثاني، بينما صعد بيراميدز بطل أفريقيا عقب تغلبه على أهلي جدة السعودي 3-1 في المرحلة نفسها.

وسيواجه الفائز من مباراة بيراميدز وفلامنجو فريق باريس سان جيرمان بطل أوروبا في النهائي المقرر إقامته الأربعاء المقبل على ملعب "أحمد بن علي".

مقالات مشابهة

  • يورتشيتش: مواجهة فلامنجو مهمة في تاريخ بيراميدز
  • مسابقة توظيف الأساتذة في قطاع التربية.. هذا هو تاريخ التسجيل
  • تعرف على أهم المراحل في تاريخ سيارة فورد موستانج
  • حل لغز القراءات الغريبة التي سجلتها مركبة “فوياجر 2” لأورانوس عام 1986
  • أكثر حالات الطرد غرابة في تاريخ كرة القدم
  • محمد إمام: صلاح من أهم وأحلى الحاجات في تاريخ مصر
  • روبرتسون: صلاح أعظم اللاعبين في تاريخ ليفربول
  • من التأسيس إلى الالتباس.. أيُّ تاريخ لم يُكتب بعد عن الثورة التونسية؟
  • هاجر سعد الدين تروي قصة أول برنامج عن فقه المرأة في تاريخ الإذاعة