استضافت منصة "أزهر بودكاست"، التابعة لصفحات الأزهر الشريف، الإذاعية هاجر سعد الدين، أول امرأة تترأس إذاعة القرآن الكريم، وذلك في حوار شامل يكشف عن مسيرتها الإذاعية الثرية بالذكريات والدروس والإلهام، أدار اللقاء الإذاعي سعد المطعني.

وكشفت الإذاعية هاجر سعد الدين، عن أسرار من حياتها الشخصية والعملية، وكواليس تروى لأول مرة حول رحلتها في العمل الإذاعي، وكيف بدأ شغفها بالبرامج الدينية الموجهه للمرأة، إلى جانب المواقف التي شكّلت شخصيتها المهنية ورسّخت حضورها المميز، لافتة إلى أن أسرتها وزوجها كان لهما الفضل الأكبر في التوفيق بين حياتها المهنية وأداء مسؤوليات بيتها كزوجة وأم.

وسلّطت الإذاعية هاجر سعد الدين الضوء على محطات مهمة في رحلتها داخل عالم الإذاعة، بدايةً من اللحظة الأولى التي أمسكت فيها الميكروفون، مرورًا بالتحديات التي واجهتها كامرأة تخوض مجالًا ظل لسنوات طويلة مقتصرًا على الرجال، مؤكدة أن القيود المفروضة على مشاركة المرأة في العمل الإذاعي لم تكن عائقًا أمام إصرارها على إثبات صوتها وحضورها، مدفوعةً برغبتها في تقديم رسالة حقيقية وهادفة.

هل يجب على المرأة خدمة زوجها؟ عالم أزهري يجيبأعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية يشيدون بمسيرة الأزهر في بناء الجسور بين الثقافاتملتقى المرأة بالجامع الأزهر يستعرض التشخيص النفسي والعلاج الديني لمواجهة التفكك الأسريوكيل الأزهر يهنئ وزير الرياضة برئاسة لجنة التربية البدنية باليونسكو

وكشفت الإذاعية هاجر سعد الدين أن انطلاقتها الحقيقية كانت من خلال برنامج "دنيا ودين"، والتي قدّمته برؤية جديدة، سعت فيها إلى ربط الدين بالعلم والحياة اليومية، مؤكدة أن البرنامج لم يكن مجرد مساحة إذاعية تقليدية، بل تجربة رائدة في وقت كان الظهور النسائي في الإذاعة محدودًا، لافتة إلى أن الفكرة الأساسية للبرنامج اعتمدت على تقديم آية قرآنية يتبعها تفسير علمي وديني يُخاطب المستمع بوعي ومعرفة.

وأشارت الإذاعية هاجر سعد الدين إلى أن نجاحها لم يكن نتاج الموهبة وحدها، بل ثمرة الإخلاص، والاجتهاد، والإيمان العميق برسالة الإعلام، والتي كانت العوامل التي مكّنتها  من تجاوز الكثير من التحديات المرتبطة بصوت المرأة في بدايات وجودها داخل هذا المجال، لافتة إلى أنها قدّمت عددًا من البرامج في شبكات مختلفة، قبل أن تتولى منصب أول امرأة ترأس إذاعة القرآن الكريم، والتي أدت فيها دورًا بارزًا في تطوير المحتوى الديني والإذاعي، وإدخال تجديدات أثرت شكل البرامج وأساليب العمل داخل الإذاعة.

وتابعت الإذاعية هاجر سعد الدين أن دعم زوجها كان عنصرًا أساسيًا في استمرارها وتقدمها المهني، مؤكدة أنه أسهم بدور كبير في مشاركتها رعاية الأبناء، مما أتاح لها بعض التفرغ للرسالة الإعلامية التي حملتها لسنوات.

وتطرّقت الإذاعية سعد الدين إلى واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في مسيرتها، حين نجحت في نقل صلاة العشاء من المسجد الحرام وصلاة الفجر من المسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج، وهو الإنجاز الذي وصفته بالأعظم في حياتها المهنية، لافته إلى أنها سجدت سجدة شكر لله بعد هذا الحدث، مشيرة إلى أن تلك اللحظة كانت من أقرب اللحظات إلى قلبها.

كما لفتت إلى اهتمامها الدائم بقضايا المرأة، وإيمانها بأن المرأة تحتاج إلى إعلام متخصص ومسؤول، وهو الأمر الذي دفعها لتبني برامج مثل فقه المرأة كأول نوعية من هذه البرامج لتقديم المعرفة الدينية الصحيحة والإجابة عن استفسارات النساء بعلم ووضوح.

طباعة شارك منصة أزهر بودكاست الإذاعية هاجر سعد الدين هاجر سعد الدين هاجر سعد الدين تروي قصة أول برنامج عن فقه المرأة هاجر سعد الدين تروي قصة أول برنامج عن فقه المرأة في تاريخ الإذاعة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: منصة أزهر بودكاست الإذاعية هاجر سعد الدين هاجر سعد الدين فقه المرأة المرأة فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

مستشار شيخ الأزهر للوافدين: مسؤولية الفتاة في العصر الحالي جسيمة

واصل مجمع البحوث الإسلامية فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامية الخامس عشر» الذي تنظمه الأمانة العليا للدعوة بالمجمع، بالتعاون مع جامعة عين شمس، تحت شعار «الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب»، وذلك برعاية من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني،  والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي؛ حيث عُقد اليوم اللقاء الثاني بكلية البنات جامعة عين شمس، تحت عنوان: «محاولات استقطاب المرأة وسبل مواجهتها»، بمشاركة نخبة من علماء الأزهر، وبحضور عدد من قيادات وأعضاء هيئة التدريس بالكلية.

البحوث الإسلامية يستهلّ فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية الـ ١٥ بندوة عن «التغريب» الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية: الأحداث المؤسفة تنذر بخلل قيمي

وفي مستهل الندوة، تقدمت الدكتورة أسماء زعزع، وكيل كلية البنات بجامعة عين شمس، بالشكر والتقدير إلى الأزهر الشريف على جهوده المبذولة من أجل الحوار مع الشباب لأجل صيانة هويتهم، والوقوف على التحديات والقضايا التي تواجه المرأة، وبخاصة أن المرأة هي حجر الزاوية في بناء المجتمع، وأن تحصينها الفكري هو خط الدفاع الأول ضد الأفكار الوافدة التي تسعى لـ "تذويب" دورها الأصيل، مشددة على ضرورة التفريق بين الدعوات المشروعة للتنمية والتمكين، وبين أجندات التغريب التي تخالف قيمنا وتخدم مصالح غير وطنية.

فيما أكدت أ.د. نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، أن الإسلام رفع شأن المرأة وخصها بمكانة سامية تفوق ما منحته إياها الحضارات الأخرى، فالتكريم الإلهي للمرأة وتصويرها في أحسن صورة في القرآن والسنة يغنيها عن الحاجة إلى تبني مظاهر الحضارات الأخرى لتكتمل، ولو أدركت المرأة جوهر هذا التكريم، لعلمت أنها في غنى عن أي مداد خارجي، مشددة على أن فهم المرأة لذاتها يتحقق بالاطلاع على كتاب الله، الذي سميت فيه سور باسمها، والتعمق في فهم نماذج النساء الفضليات اللاتي أشرقن في التاريخ الإسلامي بجوانب متعددة، مستندات في تفوقهن إلى الفهم العميق لرسالة المولى سبحانه وتعالى لا إلى أفكار الحضارات الدخيلة.

وأوضحت أ.د. نهلة الصعيدي أن إدراك المرأة لمسؤوليتها هو الركيزة التي تقوم عليها الحياة المتفاهمة، ويمكنها من اتخاذ قرارات حكيمة في حياتها، فلا تخدعها المظاهر المادية البراقة، واستشهدت بالقدوة التاريخية للسيدة "بوهيسة" التي استطاعت بحكمتها البالغة أن تنهي حربًا استمرت أربعين عامًا من خلال زواجها، مؤكدة على ضرورة أن يكون نظر الفتيات موجهًا نحو الجوهر الثابت لا الشكل الزائل، وأشارت إلى أن التمسك بمنهج أمهات المؤمنين والنساء الصالحات اللاتي ساهمن في بناء الحضارة العظيمة هو الأساس المتين، مشددة على أن الذمة المالية المستقلة التي كفلها الإسلام للمرأة لا ينبغي أن تكون سببًا للاستعلاء أو الخلاف داخل الأسرة، بل قد تكون مصدر عطاء وإنفاق كما فعلت كثير من نساء التاريخ دون ادعاء فضل.

من جانبها قالت أ.د. هالة رمضان، مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن المرأة تمثل الركن الأساسي في بناء المجتمع، نظرًا لدورها الجليل في التربية وتكوين الأجيال، وبما أنها تحمل هذه المسؤولية المحورية، فإن كثيرًا من التحديات والمشاكل التي تواجه المجتمع، وكذلك المحاولات الخارجية للنيل من استقراره، تكون موجهة بشكل رئيس نحو المرأة، وأشارت إلى أن تكريم ومكانة المرأة في ثقافتنا وقيمنا يجعلها هدفًا لأعدائنا الذين يسعون إلى استهداف وعيها وتشويه صورتها، لأن أي تأثير سلبي عليها سينعكس بالضرورة على بنية المجتمع ككل ووحدته الثقافية والقيمية.

كما سلطت الضوء على مجموعة من التحديات التي تهدد الهوية الأصيلة للمرأة، بدءًا من الانسياق وراء ثقافة الشكل والمظهر تحت ذريعة الموضة، مشيرة إلى أن ظاهرة الإفراط في عمليات التجميل وتغيير الشكل غير الضرورية، والتي لا تتسق مع هويتنا، ورصد المركز القومي للبحوث الجنائية العديد من المشاكل المترتبة على اللجوء المبالغ فيه لهذه العمليات، بالإضافة إلى ذلك، رصد المركز استشراء الإفراط في الاستهلاك غير الضروري بين بعض النساء، وفي سياق آخر، رصد المركز مشكلة تدهور لغة الحوار و"القاموس المصري الأصيل"، الذي يعكس هويتنا الثقافية، وهي ظاهرة بدأت تنتشر بين الشباب عموماً.

وأضافت الدكتورة هالة ومضان أن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية رصد  تحولًا سلبيًا في الذوق الموسيقي للشباب، حيث أصبح هذا الذوق مخالفًا للهوية الثقافية ويتضمن رسائل تتعارض مع قيم المجتمع، كما لوحظ تراجع مستوى اللغة العربية بين الشباب نتيجة الميل إلى لغات أخرى بدافع التقليد غير المبرر للغرب، بالإضافة إلى قضاء أوقات الفراغ في أنشطة ضارة أو خطرة، مشددة على أن الزواج رباط مقدس وشراكة كاملة يجب أن تتجرد من الصراع والعنف، وأن يكون مبنيًا على القيم لا على المظاهر المادية والخداع، وأشارت إلى أن الإفراط في وضع معايير مادية أو شكلية للزوج هو أحد أسباب تأخر سن الزواج بين الفتيات، كما رصد المركز أن تدخل الأهل يلعب دورًا كبيرًا في زيادة حالات الطلاق المبكر.

من جانبه أكد الدكتور حسن يحيى، أمين اللجنة العليا للدعوة، على أن المرأة ثروة غالية لا تقدر بثمن، فهي تمثل الركائز الأساسية للمجتمع: الأم، والأخت، والبنت، والزوجة، انطلاقًا من هذه المكانة المحورية، تبرز ضرورة صيانتها وحمايتها من أي تأثيرات سلبية تأتي تحت مظلة التغريب، لأن أبرز أهداف التغريب هو العبث بفطرة المرأة السوية، ومحاولة وصفها بأوصاف قد تبدو براقة في ظاهرها، لكنها في جوهرها لا تتناسب مع طبيعتها ودورها الحقيقي.

وذكر أمين اللجنة العليا للدعوة أن نظرة الإسلام للمرأة هي نظرة تكريم وتقدير، فهو لم يحرمها من شيء أساسي في الحياة الاجتماعية أو العلمية أو الاقتصادية، بل قام الإسلام بتوجيهها نحو الأدوار التي تتناسب مع طبيعتها واهتماماتها الفطرية وقدرتها على تحقيق التوازن في المجتمع والأسرة، ولو نظرنا في التاريخ الإسلامي، نجد أدوارًا عظيمة قامت بها المرأة، منها على سبيل المثال لا الحصر، موقف الخنساء وتحفيزها لأبنائها ليلة موقعة القادسية، مما يوضح الدور الكبير والتأثير العميق الذي يمكن أن تحدثه المرأة في صناعة الرجال والأجيال.

وأضاف فضيلة الدكتور حسن يحيى أن المرأة هي من تشكل المجتمع بأكمله؛ لكونها القاعدة والأصل الذي نخرج منه جميعًا، لذلك، يجب الحذر الشديد مما يقدم على أنه نماذج للمرأة العصرية، بينما هي في حقيقتها نماذج لا تتناسب مع هويتنا الإسلامية والعربية الأصيلة، مشددًا على أهمية التزام الفتيات بالزي الذي يناسب ثقافتنا الإسلامية وقيمنا، وعدم الانصياع وراء الدعوات الزائفة التي يروج لها بدعوى "تحرير المرأة"، هذه الدعوات هي في الحقيقة قيود جديدة توضع فيها المرأة بهدف واضح هو فك ارتباطها بتراثنا الإسلامي الذي لطالما صانها وحفظ كرامتها، وهذا التراث ليس مجرد عادات، بل هو ترجمة للوحي الإلهي الذي جاء من عند الله، وهذه الدعوات المطلقة لحرية المرأة هي دعوات مغرضة، لأن المرأة لم تكن يومًا مقيدة في الإسلام، بل كانت مكرمة،  وقد أكد المنهج القرآني على التزام المرأة بالعفة والستر، ومن ذلك قوله تعالى: "ولا يُظهرن زينتهن"، مما يعكس حرص الشرع على حماية المرأة والحفاظ على كرامتها وكيان الأسرة.

ومن المقرر أن تستمر فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامية خامس عشر» والذي يحمل شعار «الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب»، بخطة شاملة على مدار خمسة أيام تبدأ من الأحد ٧ ديسمبر وحتى الخميس ١١ ديسمبر، في مختلف كليات جامعة عين شمس، بمجموعة من المحاول تشمل: «التغريب مظاهره ومخاطرة وسبل مواجهته»، و«محاولات تغريب المرأة وسبل ومواجهتها»، و«أزمة الشباب بين التطرف والانحلال»، «الحفاظ على الوطن في ظل موجات التعريب»، و«بناء الشخصية السوية ودوها في مواجهة التغريب».

 

مقالات مشابهة

  • قومي المرأة يشارك في حفل ختام برنامج من أجل المرأة في العلم
  • هاجر سعد الدين تروي لجمهور أزهر بودكاست أكثر اللحظات تأثيرًا في مسيرتها الإذاعية
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: أحذر من الانسياق خلف مستجدات العصر دون الالتزام بقيم الدين الحنيف
  • شيخ الأزهر: الإسلام لا يمنع المرأة من تقلد أعلى المناصب
  • مستشار شيخ الأزهر للوافدين: مسؤولية الفتاة في العصر الحالي جسيمة
  • قصة الإمام الأكبر.. بين تاريخ الأزهر وعصر الفتوى في مئوية دار الإفتاء
  • خبيرة للجزيرة نت: أهم التحديات التي تواجه المرأة في القدس