قرعة "الكأس الغالية" تسفر عن مواجهات متوازنة.. وعبري والشباب في قمة اللقاءات التمهيدية
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
الرؤية- أحمد السلماني
أجريت مساء أمس الإثنين مراسم قرعة كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم، تحت رعاية صاحب السمو السيد لؤي بن غالب آل سعيد، وبحضور سالم بن سعيد الوهيبي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد ورؤساء الأندية المشاركة في مسابقة الكأس الغالية.
ويشارك في مسابقة الكأس الغالية هذا العام 24 فريقا وهي: النهضة بطل الكأس الغالية، ظفار، السيب، الرستاق، النصر، صحار، نادي عمان، بهلا، وهي أندية دوري عمانتل والتي ستتواجد في دور الـ16 مباشرة، إضافة إلى أندية أندية أخرى.
وأسفرت قرعة مباريات الدور التمهيدي عن المواجهات التالي: الوحدة والطليعة، صحم ونزوى، السلام وفنجا، نادي مسقط ونادي صور، نادي الخابورة ونادي الاتحاد، وعبري والشباب (من أندية دوري عمانتل)، وصلالة وأهلي سداب، وقريات والمضيبي.
وكانت القرعة بالنظام المطلق بين أندية دوري عمانتل وأندية دوري تمكين بنظام خروج المغلوب، علما بأنه سيتم تطبيق مباراتي الذهاب والإياب في دور الثمانية والمربع الذهبي، الأمر الذي يمنح فرصة كافية للفرق للتواجد في المراحل المتقدمة تباعا ومنها للمباراة النهائية المنتظرة.
وتعد مسابقة كأس حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم من أقدم المسابقات بالسلطنة وأغلاها، والتي انطلقت في عام 1971 واستمرت دون توقف، وتتنافس عليها جميع أندية السلطنة من أجل نيل شرف الوصول إلى المباراة النهائية.
ويهيمن نادي ظفار على قائمة السجل الذهبي للأندية المتوجة بلقب مسابقة كأس جلالة السلطان لكرة القدم برصيد 10 ألقاب، يليه نادي فنجاء برصيد 9 ألقاب، ثم ناديي النصر وأهلي سداب برصيد 5 ألقاب، ثم صور والعروبة والسيب برصيد 4 ألقاب، يعقبهم نادي السويق برصيد 3 ألقاب، ويتشارك ناديا عمان وصحم برصيد لقبين، وأندية مسقط والطليعة والنهضة برصيد لقب وحيد.
ومرّت المسابقة بالعديد من المحطات الهامة، حيث أقيمت البطولة على مستوى فرق محافظة مسقط، وفي عام 1972 بعد أن أُشهرت الأندية شاركت جميعها في المسابقة من خلال تصفيات في المحافظات والمناطق، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى تم إشهار موسم 1978 وتغيير نظام المسابقة لتكون بنظام القرعة وبمشاركة جميع الأندية، كما لعبت المباريات بخروج المغلوب.
وأسهمت هذه المسابقة في تطوير مستوى كرة القدم في السلطنة بفضل الاهتمام والرعاية والدعم الذي تقدمه الحكومة للأندية، وأقيمت مباريات البطولة في بدايتها على ملاعب ترابية وكان موسم 1974 نقطة انطلاقة جديدة للمسابقة حيث أقيمت لأول مرة على استاد الشرطة بدلا من ملعب نادي السيب الترابي.
وخلال الحفل، أبدع الإعلاميان سعيد الخروصي ومشاعل القاسمية في تقديم فقرات حفل القرعة في قالب حواري ممتع وشيق أضاف جمالًا على جمالية الاحتفال.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الکأس الغالیة أندیة دوری
إقرأ أيضاً:
سلطنة عُمان.. علاقات دبلوماسية متوازنة وثقة صلبة من الجميع
محمد المعتصم **
في منطقة تمتلئ بالتوترات والتحالفات التي تتبدل بحسب توافقات ومصالح، برزت سلطنة عُمان كاستثناء لافت؛ بعد أن اختارت منذ عقود سياسة الحياد الإيجابي، مع مزيج من الدبلوماسية المتوازنة والوساطة الصامتة. هذا المسار جعل من العاصمة مسقط مركزًا دبلوماسيًا يُمكن أن «يُهمس فيه» مع الجميع ويستمع إليه الجميع، وهم يدركون أنهم يتحدثون مع دولة أمينة في الطرح وفي التدخل، الولايات المتحدة، إيران، الدول الخليجية، وحتى القوى الدولية الكبرى يدركون أهمية هذا الدور الذي جعل السلطنة تحظى باحترام واسع، وثقة متجددة، وقدرة على لعب دور محوري عندما تشتد الأزمات.
تعود جذور سياسة الحياد العُماني إلى فهم واقعي لطبيعة المنطقة، عُمان رأت في عدم الانحياز إلى أحد الأطراف مخرجًا للحفاظ على استقرارها الداخلي وعلى مصالحها الاقتصادية أولًا.
الحياد العُماني ليس مجرد موقف مرحلي؛ بل هو جزء من هوية دبلوماسية: «الحياد الإيجابي» كما تصفه الدوائر الرسمية. نهج يعتمد على احترام سيادة الدول، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، الالتزام بالقانون الدولي، والعمل الدبلوماسي الهادئ بعيدًا عن التصعيد.
هذا التوجه ساعد عُمان على تجنب الانخراط في النزاعات الإقليمية، وفتح لها باب الوساطة حين تتصاعد الأزمات.
وقد حافظت السلطنة على الحياد عبر أدواتها الدبلوماسية المتوازنة، مكنتها من بناء علاقات خارجية متعددة الأبعاد، حيث حافظت السلطنة على علاقات مفتوحة مع طيف واسع من الدول: من دول الخليج، إلى إيران، إلى الغرب (أوروبا، الولايات المتحدة)، بل وحتى الدول الناشئة. هذا «التوازن» يمنحها موضع ثقة من الأطراف المتناقضة.
أضف إلى ذلك هو اعتمادها على الوساطة خلف الكواليس، فبدلًا من التصريحات النارية والإدانات العلنية، تختار مسقط «القناة المغلقة» للحوار. في كثير من القضايا - من النووي الإيراني إلى أوضاع اليمن - وغيرها من القضايا التي تتحرك فيها بصمت بعيدًا عن الضجيج وبعيدًا عن المزايدات، حيث تعتمد على السرية والحيطة؛ فالدخول في التفاصيل علانية قد يُفسد الوساطة.
مبدأ «الحياد الصامت» منح عُمان مصداقية لدى الجميع... عُمان لا تدخل في نزاع عسكري أو تحالف مسلح. اقتصادها ما يزال يعتمد بنحو 70% على النفط والغاز، لكنها منذ سنوات بدأت خطوات فاعلة ومؤثرة لتنويع الاقتصاد. وهذا النهج العُماني الأصيل منحها مساحةً للمناورة الدبلوماسية بعيدًا عن التحزبات والتحالفات العسكرية.
الوساطة في الملف النووي الإيراني من أبرز الملفات التي أدرك فيها العالم حجم الدبلوماسية العُمانية، مارست عُمان دورًا محوريًا في وساطة سرية بين إيران والغرب. وفي 2025، أعلنت عُمان أنها عرضت عناصر من مقترح أمريكي على الجانب الإيراني خلال زيارات دبلوماسية قصيرة، في إطار جهود لإنهاء الجمود حول الملف النووي.
هذا الدور يعكس ثقة الطرفين بمسقط، الولايات المتحدة، لإيصال رسائلها إلى طهران. طهران، لكونها ترى في مسقط قناة آمنة وموثوقة تفتح لها أفق تفاهم بديل عن المواجهة.
ثاني الأزمات التي تدخلت فيها السلطنة كانت أثناء الأزمة اليمنية وتصاعد التوتر في البحر الأحمر وباب المندب، تدخلت عُمان كوسيط لطرح هدنة وقبول التفاوض بين الأطراف، وفي مايو 2025، أعلنت سلطنة عُمان أنها نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة أنصار الله في اليمن، وهو تحرك يُظهر قدرتها على التعامل باحترافية شديدة مع جبهات التوتر بلباقة.
إنَّ السياسة العُمانية لم تكن وليدة اللحظة؛ فخلال الحرب العراقية - الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، حافظت مسقط على حيادها، ولم تساند أي طرف. كذلك، أثناء احتلال الكويت ثم تحريرها، اتخذت موقفًا متوازنًا، أكّد على احترام السيادة، دون الانزلاق في محاذير الانحياز.
وعندما قاطعت الدول العربية مصر بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل رفضت سلطنة عُمان المقاطعة، وبقيت على علاقات مع مصر، وهو الموقف الذي ما تزال مصر تذكره إلى الآن، واستمر صداه بدايةً من حكم الرئيس محمد أنور السادات والرئيس محمد حسني مبارك؛ وصولًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحمل تقديرًا خاصًا لسلطنة عُمان.
باختصارٍ.. سجل سلطنة عُمان في التعامل الهادئ مع القضايا الكبرى، جعلها أقرب لأن تكون «سويسرا الخليج»، أو كما وصفها بعض الباحثين بأنها: «دولة مؤثرة للغاية عبر ذكائها الدبلوماسي».
** كاتب صحفي مصري