يورو نيوز: الزراعة المائية في جنوب ليبيا حل لمواجهة الحرارة المرتفعة
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
سلط تقرير ميداني نشرته شبكة تلفزيون “يورو نيوز” الأوروبية الضوء على تدمير المحاصيل الزراعية في ليبيا بسبب الموجات الحرارية.
أشار التقرير لاضطرار المزارعين لوضع آمالهم في سلة تقنية زراعية جديدة شائعة تتمثل في الزراعة المغطاة متطرقا لحرارة الصيف القاتلة في مدينة أوباري إذ قد تتجاوز أحيانا الـ50 درجة مئوية.
ونقل التقرير عن المزارع من المدينة خليفة محمد ذو الـ35 عاما قوله:” الحرارة الشديدة مسألة حياة أو موت بالنسبة للفواكه والخضروات المزروعة وعلى مدى السنوات الـ5 الماضية أثرت درجاتها المرتفعة بشكل سيء على محصولنا”.
وبين التقرير إن ليبيا واحدة من أكثر دول العالم عرضة لتغير المناخ إذ تعرضت لفترات أطول من الجفاف وزيادة العواصف الرملية وارتفاع معدلات التبخر وتفاقم التصحر ما قاد لفشل غير مسبوق لنمو المحاصيل الزراعية وقوض الأمن الغذائي.
وبحسب التقرير يلجأ المزارعون مثل محمد في ظل هذه الظروف القاسية لزراعة الغذاء مائيا عبر إنبات المحاصيل مباشرة في الماء بدلا من التربة ومن داخل خيام بلاستيكية خاصة يمكن التحكم في درجة حرارتها فيما واصل المزارع من أوباري عرض وجهة نظره.
وقال محمد بينما كان يتفقد 900 شتلة زرعها في خيمته البلاستيكية للزراعة المائية:”لقد ساعدنا على إنتاج خضروات صحية فهي تنمو بشكل أسرع ولها ألوان أنقى ومذاق أفضل من تلك المزروعة بالطرق التقليدية وهي بمثابة هبة من السماء بعد سنوات من فشل المحاصيل”.
وتحدث التقرير عن دور منظمة “غرين بارادايز” منذ إطلاقها في العام 2020 المتمثل في تدريب أكثر من 120 مزارع في ليبيا على الزراعة المائية في ظل حصول 2% من من أراضي البلاد على ما يكفيها من الأمطار لدعم الزراعة التقليدية ويجعل المائية بديلا مثاليا.
ونقل التقرير عن عبد الله توفيق مؤسس شركة “أوربان غرينز إيجيبت” في القاهرة تأكيده أن انخفاض حاجتها للمياه جعل الزراعة المائية لا تحتاج إلى أراض صالحة للزراعة فالنباتات مرتفعة عن الأرض وتزرع في ركائز خاصة وتحصل على عناصر غذائية سائلة.
وتابع توفيق قائلا أن هذا يجعل طريقة الزراعة هذه مثالية لليبيا لكون نحو 95% من مساحتها عبارة عن صحراء وأقل من ذات النسبة من أراضيها تحصل على ما يكفي من الأمطار لدعم الزراعة التقليدية لعدم وجود أنهار طبيعية والحصول على جل مياه الري العذبة من الطبقات الجوفية.
وبحسب التقرير تم إطلاق مبادرة المنظمة غير الحكومية لمساعدة مزارعين متضررين بشدة عبر تدريب أكثر من 120 منهم ومن بينهم محمد على تقنيات الزراعة المائية وتزويدهم بأنظمة توفير مياه وبناء مزارع مقاومة للمناخ بمدن سبها وغات والعوينات ووادي عتبة وأوباري.
وقال المزارع من أوباري خالد إبراهيم:”مكنتني الزراعة المائية من إنبات محاصيل لم يكن من الممكن تصورها بسبب الحرارة مثل الطماطم والخيار والكوسا بعد أن طلبت المساعدة من غرين بارادايز في العام 2022 بعد موسم زراعي سيء”.
ووفقا لإبراهيم والعديد من المزارعين الآخرين في المنطقة فقد فقدوا نحو نصف محاصيلهم في الموسم 2020-2021 بسبب موجة الجفاف الممتدة ودرجات الحرارة المرتفعة مضيفا بالقول:”كان حجم وشكل وطعم ما زرعته متسقا ما جعله يحظى بشعبية لدى المستهلكين المحليين”.
وتابع التقرير إن التكلفة الأولية الباهظة لإنشاء خيام الزراعة المائية هي أحد العوامل الرئيسية المعيقة لانتشار هذا النوع الزراعي مشيرا إلى أن تكلفة الواحدة منها 7 آلاف دينار فالعديد من مكوناتها وتتطلب مواد تبريد للحفاظ على برودة النباتات والمياه بدرجة كافية لتزدهر.
المصدر: قناة ليبيا الحدث
كلمات دلالية: الزراعة المائیة
إقرأ أيضاً:
إطلاق مشروع "مزارع الخضر الذكية" لإنتاج المحاصيل الورقية
مسقط- الرؤية
أطلقت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه مشروع تطبيق تقنية الزراعة الرأسية الداخلية لإنتاج المحاصيل الورقية "مزارع الخضر الذكية"، وذلك بدعم من الشركة العُمانية الهندية للسماد (أوميفكو)، بهدف تعزيز منظومة الأمن الغذائي في سلطنة عُمان وإدخال تقنيات زراعية مبتكرة تواكب التوجهات العالمية في الإنتاج المستدام.
وتأتي هذه المبادرة في إطار التعاون الاستراتيجي المستمر بين وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وأوميفكو لتنفيذ مشاريع نوعية تعتمد على البحث والتطوير وتجارب الابتكار الزراعي، بما يمكّن القطاع من تبني حلول حديثة تواكب التحول نحو الزراعة الذكية والمستدامة.
ويعد المشروع من أوائل المبادرات الوطنية التي تعمل على تطبيق تقنية مصنع النبات (Plant Factory)، وهي نظام زراعي مغلق يتم من خلاله التحكم صناعيًا في الإضاءة ودرجة الحرارة والرطوبة وتركيزات ثاني أكسيد الكربون بما يلائم احتياجات النبات، مع الاعتماد على الزراعة الرأسية بدلاً من النظم الأفقية التقليدية، مما يسهم في رفع كفاءة استخدام المساحات وزيادة الإنتاجية وجودة المحصول على مدار العام.
وأكد المهندس وليد بن سالم العبري رئيس قسم بحوث البستنة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية، أن المشروع يهدف إلى إدخال وتقييم ونشر تقنية المزارع الذكية بما يسهم في تحقيق نسب أعلى من الاكتفاء الذاتي من الخضر الورقية، إلى جانب دعم وتشجيع المزارعين والشباب وروّاد الأعمال على تبني هذه التقنيات الحديثة، وتحويل مخرجات الدراسات التطبيقية إلى مشاريع تجارية مبتكرة ذات مردود اقتصادي مباشر، الأمر الذي يُسهم في تحسين دخلهم وفتح آفاق جديدة للاستثمار الزراعي.
كما يركز المشروع على بناء القدرات الوطنية من خلال تدريب وتأهيل الفنيين والمزارعين على تشغيل وإدارة أنظمة مصنع النبات، بما يعزز جاهزية القطاع الزراعي للتحول نحو الإنتاج الذكي والمعتمد على تقنيات التحكم البيئي.
وأضاف العبري: "من المتوقع أن يحقق المشروع إنتاجًا مستمرًا وعالي الجودة من المحاصيل الورقية، بخلوّها من المبيدات وتقليل كلفة الإنتاج، مما يلبي احتياجات المستهلكين ويدعم جهود سلطنة عمان في تعزيز الأمن الغذائي، كما يسهم في نشر الفكر الاستثماري للزراعة الحديثة وخلق فرص عمل جديدة للشباب في مختلف محافظات سلطنة عمان".
وأكد العبري أن دعم أوميفكو يأتي ضمن شراكات مستدامة تهدف إلى تمكين الابتكار الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي الوطني، مشيراً إلى أن المشروع يمثل نموذجًا عمليًا لتحويل التقنيات الحديثة إلى مشاريع ذات أثر اقتصادي واجتماعي مباشر.