عقد  وزير الأوقاف  محمد مختار جمعة   حلقة نقاشية حول موضوع المؤتمر، ذلك على هامش مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي سينعقد غدا  بالقاهرة ويستمر يومي 9و10 ديسمبر 2023م تحت عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني.. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة".

بعد ترحيب جمعة بالحاضرين، أكد أن هذا المؤتمر ليس مؤتمرًا تقليديًّا، وكما قال الإمام أبو حامد الغزالي: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله، وعندما اخترنا موضوع المؤتمر كان من باب المشاركة في تجديد الخطاب الديني والاستفادة بوسائل العصر المتاحة، ولكن عندما دخلنا في عمق الموضوع وجلسنا مع المتخصصين وناقشنا أبعاده، وجدنا أننا أمام واقع هام وجديد، وعندما ناقشت ذلك مع شوقي علام مفتي الجمهورية قال هذا واجب الوقت، وأرى أنه من فروض الكفايات، مشيرًا إلى أن الوسائل والأدوات لا يمكن الحكم عليها بالقبول لذاتها مطلقًا ولا الرفض المطلق دون تجربة وتعامل، فالسكين التي تقطع وتذبح لا غنى عن منافعها، والسلاح الذي يفتك ويقتل لا غنى عنه لحماية أمن المجتمعات والأوطان والدفاع عنها، وحتى القلم فإنه قد يكون وسيلة هداية ورشاد أو آلة هدم أو قذف أو سباب، وهذا هو الحال نفسه في سائر وسائل الاتصال الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء وسائر التقنيات الحديثة التي يمكن أن نستخدمها في كل ما يخدم العلم، والدعوة، والبشرية، كما يمكن استخدامها للهدم على نحو ما يفعل أهل الشر.

وتابع  وزير الأوقاف  قائلا عن تجربة الذكاء الاصطناعي إنه تحدثت مع أحد المختصين في مجال الذكاء الاصطناعي، فقال هل لديك مانع في أن نطلب من الذكاء الاصطناعي أن يكتب لنا خطبة الجمعة القادمة بذات العنوان الذي حددته وزارة الأوقاف: "حديث النبي (ﷺ) عن نفسه"، وكان التقييم الأولى اعتماد الذكاء الاصطناعي في كتابة الخطبة على بعض المأثورات، كما أن مقدمة الخطبة كانت تنم عن اتجاه محدد، وعندما طلبنا كتابة خطبة ثانية وكتابة خطبة ثالثة جاءت جميعها بنفس المقدمة، إلى جانب أن الذكاء الاصطناعي يعطينا بقدر من 8 إلى 10 في المائة من المادة العلمية المطلوبة، ولا يمكن الاعتماد المطلق على هذه الوسائل، كما لا يمكن تجاهلها ولذلك قلنا هي إضافة وليست بديلا عن العقل البشري.

وأكد جمعة أن عدد الأبحاث التي تمت الموافقة عليها قد بلغت 41 بحثًا، تم طبعها لأول مرة في إصدارين بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب هما: أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني، والذكاء الاصطناعي والوسائل غير التقليدية في مجال الخطاب الديني، مشيرًا إلى أن إجمالي إصدارات الأوقاف قد بلغ إلى الآن 445 إصدارًا منها 180 إصدارًا ضمن سلسلة (رؤية) للفكر المستنير بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب.

مبينًا أن من أهم هذه الإصدارات التي نحرص أن تكون بين أيدي حضراتكم ما أصدرته وزارة الأوقاف في مجال التجديد، ومن أهمها كتاب المختصر الشافي في الإيمان الكافي، وهو مختصر شافٍ ووافٍ في تحقيق معنى الإيمان الذي أرشدنا إليه الحق سبحانه وتعالى في قوله (عز وجل): "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"، وعلمنا إياه نبينا (ﷺ) عندما سأله الأمين جبريل (عليه السلام) عن الإيمان، فأجابه (ﷺ) بقوله: "أَنْ تُؤْمِنَ بالله، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"، وقد نأيتُ به عن أي مسائل جدلية أو خلافية، وضمنته ما لا يُسْتَغْنَى عنه من أصول الإيمان.

فعقيدتنا هي أن الله عز وجل هو خالق الخلق، ومالك الملك، وأنه سبحانه وتعالى قادر، له القدرة المطلقة، وأنه سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة "وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى"، وأنه سبحانه لا يعزب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه جل وعلا هو الحق المبين، وأن سيدنا محمدًا بن عبد الله عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، وأن القيامة حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، حيث يقول نبينا (ﷺ): "مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ".

عقيدتنا هي أن الله عز وجل واحد أحد، حيث يقول سبحانه: "قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ"، ليس له شريك، ولم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، حيث يقول سبحانه: "‌وَقُلِ ‌الْحَمْدُ ‌لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا"، ويقول سبحانه: "وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا"، ويقول تعالى: "‌مَا ‌اتَّخَذَ ‌الله ‌مِنْ ‌وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ".

وأعرب مختار جمعة عن سعادته بالحضور الكريم، متمنيًا لهم طيب الإقامة، مؤملًا أن نخرج من هذا المؤتمر بنتائج قابلة للتطبيق، مشيرًا إلى أننا في مصر كان هدفنا هو تخليص المساجد من كل أنواع التشدد والتطرف، ورسخنا أن الولاية على المساجد من الولايات العامة، فهي لرئيس الدولة، مثلها مثل الولاية على الجند، مؤكدًا أن السيطرة على الفضاء الإلكتروني فكريًّا لا تقل عن السيطرة عليه تقنيًّا، وكذلك ضبط شئون المساجد جزء من الأمن القومي لأي دولة، وكما استطعنا بفضل الله أن نغل أيدي المتطرفين والمتشددين عن مساجدنا، فنعمل على تحجيم نفوذهم في مواقع التواصل، وإحداث التوازن المطلوب، فأهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق، فإذا عرضت على أي إنسان سماحة الإسلام عرضًا منطقيًا فإنه بفطرته سيختار سماحة الإسلام.

وقد أشاد الحضور بموضوع المؤتمر وجهود وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزير الأوقاف الخطاب الديني محمد مختار جمعة مختصين خطبة الجمعة مختار جمعة وزارة متشدد تجديد الخطاب الديني حلقة نقاشية الذكاء الاصطناعي المجلس الاعلي تطرف مجلس المجتمع الدفاع الدين عرض الجمهورية اوقاف المختصين ثورات المؤتمر شوقى علام مفتى الجمهورية المجلس الأعلى للشئون الذکاء الاصطناعی الله ع

إقرأ أيضاً:

عائدات AT&T تتضاعف نتيجة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي

في وقت أصبحت فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي تسيطر على مشهد التكنولوجيا – من Galaxy AI إلى Apple Intelligence – يبدو أن شركات الاتصالات بدورها تراهن بقوة على هذه الثورة، وعلى رأسها شركة AT&T التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهدافها التشغيلية والمالية.

 عائد مضاعف واستراتيجية تقود إلى توفير 3 مليارات دولار

بحسب تصريحات الشركة، فإن كل دولار استثمرته AT&T في الذكاء الاصطناعي التوليدي عاد عليها بعائد مضاعف، في خطوة تعكس النجاح الفعلي لهذه الاستثمارات.

وتستهدف الشركة تحقيق وفورات مالية تصل إلى 3 مليارات دولار سنويًا بحلول نهاية عام 2027، عبر دمج حلول الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعاتها.

 دمج الذكاء الاصطناعي في جميع مستويات العمل

تحدث آندي ماركوس، كبير مسؤولي البيانات والذكاء الاصطناعي في AT&T، لمجلة Forbes، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حكرًا على الفرق التقنية، بل أصبح جزءًا من سير العمل اليومي في كافة أقسام الشركة. 

ومنذ انضمامه إلى AT&T عام 2020، يقود ماركوس استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تشمل الخدمات الموجهة للمستهلكين، والأعمال، والوظائف الداخلية.

وحتى الآن، أكمل أكثر من 50,000 موظف تدريبات رسمية على الذكاء الاصطناعي، بينما تُشغّل الشركة أكثر من 600 نموذج من نماذج التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي ضمن بيئاتها الإنتاجية، وتُراجع آلاف حالات الاستخدام الخاصة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

 تطبيقات عملية تعزز الكفاءة وتحسّن تجربة العملاء

تشمل استخدامات الذكاء الاصطناعي في AT&T مجالات مثل كشف الاحتيال، منع المكالمات المزعجة، تحسين عمليات التوزيع الميداني، وأداة موظفين تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي تحمل اسم Ask AT&T. 

وتهدف هذه التطبيقات إلى رفع كفاءة العمل الداخلي وتحسين تجربة العملاء على حد سواء.

وتُدار هذه الجهود من خلال إطار حوكمة صارم وتعاون بين الأقسام المختلفة، مع التركيز على سلامة البيانات، لا سيما وأن الشبكة تنقل يوميًا نحو 900 بيتابايت من البيانات، ما يستدعي إدارة مسؤولة وحذرة.

 المرحلة القادمة: أنظمة ذكية تتخذ قرارات ذاتية

تُخطط AT&T للدخول في المرحلة التالية من تطوير الذكاء الاصطناعي، وهي الأنظمة العاملة ذاتيًا (Agentic Systems)، والتي يُمكنها اتخاذ قرارات بشكل مستقل. ويرى ماركوس أن إمكانيات الذكاء الاصطناعي لا سقف لها، مؤكدًا أن الشركة تواكب هذه التطورات بتفاؤل مدروس.

 تحذيرات من فقاعة محتملة في سوق الذكاء الاصطناعي

ورغم التفاؤل الذي تبديه الشركات، تزداد التحذيرات من جهات متعددة بشأن فورة الذكاء الاصطناعي في الأسواق. 

يرى بعض المحللين أن شركات التكنولوجيا اليوم مبالغ في تقييمها بشكل يُذكّر بفقاعة الإنترنت في مطلع الألفية، مع ارتفاع في نسب السعر إلى الأرباح، واستثمارات بمليارات الدولارات في البنية التحتية والمواهب، دون خارطة طريق واضحة أو نهاية محددة.

ومع اشتداد المنافسة العالمية، هناك قلق متزايد من أن حمى الذهب الخاصة بالذكاء الاصطناعي قد تنتهي بانفجار اقتصادي مؤلم، إن لم يتم توجيه هذه الاستثمارات بحكمة.

طباعة شارك الذكاء الاصطناعي Apple Intelligence Galaxy AI

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي لا يُفتي.. والفتوى تحتاج لعقل راجح
  • بي بي سي تختار مديرة تنفيذية من ميتا لإدارة الذكاء الاصطناعي
  • وضع الذكاء الاصطناعي يصل إلى الشاشة الرئيسية في هواتف أندرويد
  • عائدات AT&T تتضاعف نتيجة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • مؤتمر الذكاء الاصطناعي.. روبوتات شبيهة بالبشر تلعب وترسم وتنجز المهام
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • هل الحر الشديد غضب إلهي؟.. عضو الأزهر للفتوى يجيب
  • دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
  • حكم استخدام الموسيقى للمساعدة في التعليم .. الإفتاء تجيب