يواصل مسار التطبيع السعودي الإسرائيلي الاستحواذ على مزيد من الاهتمام في أوساط دولة الاحتلال، لاسيما بعد الكشف عن مطالب المملكة الخاصة بالحصول على برنامج نووي سلمي.

ويرى الإسرائيليون أن أمام الرياض، الكثير من البدائيل إذا كانت مهتمة بهذا البرنامج، لكن الطلب غير المعتاد الذي قدمته مقابل التطبيع يكشف خطط المملكة مستقبلا.



وتتصاعد التوصيات الإسرائيلية بعدم التوقيع على ذلك، وكسر الخط الأحمر الذي تم وضعه في أيام رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيغن، حتى لو كان على حساب هذا الاتفاق التاريخي.



القناة 12 نشرت مقالا مشتركا لسلسلة من الخبراء الإسرائيليين، بمن فيهم كبار القادة السابقين في هيئة الطاقة الذرية، جاء فيه أنه "في إطار الاتفاق الذي يجري تشكيله بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، تسعى الرياض للحصول من واشنطن على تصريح لتطوير دورة كاملة لإنتاج الوقود النووي في أراضيها.

ورأوا أن المعنى الرئيسي لذلك هو وضع البنية التحتية لتطوير البرنامج النووي العسكري السعودي في المستقبل، وقد تكون النتيجة الأخرى هي سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط، سيشمل أولاً وقبل كل شيء، إيران ومصر وتركيا".

المسئولون الإسرائيليون الأربعة السابقون، الذين كتبوا المقال المشترك هم: الجنرال عاموس غلعاد الرئيس السابق للدائرة الأمنية السياسية بوزارة الحرب، وغدعون فرانك رئيس اللجنة التنفيذية بمعهد التخنيون والمدير التنفيذي السابق للجنة الطاقة الذرية، وأفرايم أشولاي العضو البارز السابق بهيئة الطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وشاي هار-تسفي رئيس المجال الدولي والشرق الأوسط بمعهد السياسات والاستراتيجية بجامعة رايخمان.

وأضافوا في مقال ترجمته "عربي21" أن "الموافقة على تخصيب اليورانيوم في المملكة ستشكل إلغاء لعقيدة بيغن، وبموجبها ستعمل إسرائيل على منع أي دولة في الشرق الأوسط من تطوير وامتلاك أسلحة نووية، لأن هذه التطورات سيكون لها عواقب سلبية على استقرار المنطقة، وعلى صورة القوة والردع الإسرائيلية، ونظام منع الانتشار النووي (NPT)، رغم أن تطوير القدرات النووي يشكل ركيزة أساسية في رؤية المملكة للتحول لقوة عالمية، مستفيدة من التدخلات الأمنية الأمريكية، وإمكانية الوصول للأسلحة النووية".

وأكدوا أن "محمد بن سلمان ولي العهد يهدف لخلق وضع لا تتخلف فيه السعودية عن إيران في السباق للحصول على قدرات نووية عسكرية، وعبّر عن ذلك بتصريحاته العامة بأنه إذا طورت إيران قنبلة نووية، فإن المملكة ستحذو حذوها، ولا يوجد أي معنى اقتصادي لإنشاء بنية تحتية لتخصيب اليورانيوم، وتجنب الخيار الأبسط المتمثل بشراء اليورانيوم المخصب، خاصة في ظل ضعف قدرات السعودية النووية، فإن علامات الاستفهام تتعلق بكميات رواسب اليورانيوم الموجودة فيها، وطالما أنها لا تمتلك أكثر من عشرة مفاعلات".

وأشاروا إلى أنه "يجب التأكيد أن السعودية رفضت حتى الآن التوقيع على اتفاقية التفتيش الكامل العادية والبروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يعني تشديد رقابتها على أنشطة المملكة بالمجال النووي، ويضاف للمنشورات المتعلقة بعلاقات السعودية وباكستان في المجال النووي، والادعاء الذي يتداول أن المملكة لديها بدائل أخرى غير الولايات المتحدة لإنشاء دائرة الوقود النووي، مع أن هذا الادعاء غير صحيح، فالقوى النووية، خاصة الولايات المتحدة وروسيا والصين، لم توفر إمكانية الوصول وقدرات التخصيب لدول أخرى".

وأكدوا أن "الولايات المتحدة ذات المفهوم الأكثر صرامة وفقا لسياسة المعيار الذهبي، تحظر أنشطة وتخصيب اليورانيوم وفصل الوقود المشع كشرط لبيع مفاعلات الطاقة، كما حدث في اتفاقياتها مع الإمارات 2009 وكوريا الجنوبية 2015، وبالمثل، فإن روسيا موالية لسياسة منع نقل قدرات التخصيب، بما ينعكس في نشاطها لإنشاء مفاعلات الطاقة في إيران وتركيا ومصر، وبموجب عقود خاصة، وتبقى الاستثناءات ممثلة بباكستان وكوريا الشمالية، اللتان باعتا سرا قدرات نووية عسكرية لإيران وسوريا وليبيا".

وأضافوا أن "أحد الأسئلة الرئيسية بدرجة استقرار النظام السعودي، وأمن المنشآت النووية في أراضيه، في ضوء دروس الماضي بعد انهيار نظام الشاه في إيران، وصعود جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر قبل عقد من الزمن، وفي سيناريو الانقلاب والأزمة الداخلية العميقة، فإن كافة الالتزامات التي ستتعهد بها المملكة، بما فيها الاستعداد لإنشاء محطة خارج حدودها الإقليمية تحت السيطرة الأمريكية، والإشراف الدقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ستكون كافية ليس لها أي تأثير".

وأشاروا إلى أنه "بعد أن يستقر غبار اتفاق التطبيع، قد تجد إسرائيل نفسها في واقع محفوف بالمخاطر الاستراتيجية، ونظرا لهذا يجب عليها معارضة أي إمكانية لإنشاء دورة وقود نووي كاملة في السعودية، مع وجود نماذج مختلفة يمكن لها استخدامها للحصول على اليورانيوم المخصب للاستخدامات المدنية، دون القيام بالتخصيب على أراضيها، بحيث يكون ذو ملكية جزئية لمصنع التخصيب خارجها، في الولايات المتحدة أو دولة أوروبية، مع خيار آخر يتمثل بشراء اليورانيوم المخصب من سوق الطاقة الدولية، كما تفعل إسبانيا أو فنلندا".

الخلاصة الإسرائيلية من الحديث المتزايد عن إنجاز اتفاق التطبيع مع السعودية أن يعتبر لبنة مركزية في الأمن القومي لدولة الاحتلال، وسيكون له آثار إيجابية بعيدة المدى عليها، ومع ذلك، فإذا تضمن هذا الاتفاق تطوير القدرات اللازمة لإنشاء دورة وقود كاملة في المملكة، فإن المخاطر على الاحتلال واستقراره ستكون كبيرة، مما يستدعي منها منعها من تطوير هذه القدرات الخطيرة، بزعم أن أي خيار آخر يمكن أن يكون بكاء لأجيال إسرائيلية عديدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة التطبيع الاحتلال برنامج نووي السعودية السعودية الاحتلال تطبيع برنامج نووي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بالنصف الأول من 2025.. ارتفاع عدد المسافرين جوًا في المملكة لأكثر من 66 مليون مسافر

نمت أعداد المسافرين والرحلات الجوية خلال النصف الأول من العام 2025 م مقارنة بنفس الفترة من العام 2024 م، إذ ارتفع عدد المسافرين بنسبة 7% خلال الأشهر الستة الماضية ليصل إلى أكثر من 66 مليون مسافر، مقارنة بـ 62 مليون مسافر خلال نفس الفترة من العام الماضي، ووصل عدد الرحلات قرابة 463.8 ألف رحلة تقريبًا بزيادة 4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، التي بلغت نحو 445.8 ألف رحلة.

وشهد حجم الشحن الجوي في الأشهر الستة الأولى لعام 2025 م انخفاضًا بنسبة 4% ؛ ليصل إلى 575 ألف طن مقارنة بـ597 ألف طن بنفس الفترة لعام 2024 م، في حين ارتفع عدد الوجهات بمقدار 8 وجهات حيث بلغت 140 وجهة مقارنة بنفس الفترة لعام 2024 التي كانت 132 وجهة، بحسب الهيئة العامة للطيران المدني.

ونوه رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، في كلمة له خلال خلال الاجتماع السابع عشر للجنة التوجيهية لتفعيل برنامج الطيران، بالدعم الكبير الذي يحظى به قطاع الطيران من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.

‏‎واستعرض أبرز المنجزات على الصعيدين المحلي والدولي منها؛ إطلاق الخطة الإستراتيجية لمطارات الدمام التي تهدف إلى خدمة أكثر من 19.3 مليون مسافر سنويًا في مطار الملك فهد الدولي بحلول عام 2030، 2022، إضافة إلى رفع القدرة الاستيعابية للشحن الجوي إلى أكثر من 600 ألف طن سنويًا، وإعلان الهيئة عن ترسية شركة طيران وطنية اقتصادية لتحالف بقيادة العربية للطيران مع نسما القابضة وكون القابضة لتشغيل رحلات داخلية ودولية من مطار الملك فهد الدولي وإليه في الدمام.

ويسهم التحالف في زيادة الخيارات المتاحة للمسافرين، إذ سيخدم 24 وجهة محلية و57 وجهة دولية؛ ما يعزز الربط الجوي للمملكة، ونقل ما يقارب 10 ملايين مسافر سنويًا من مطار الملك فهد الدولي بالدمام وإليه فقط بحلول عام 2030م، وتوفير ما يزيد عن 2.400 وظيفة مباشرة ودعم الناتج المحلي الإجمالي لمستهدفات برنامج الطيران، ودعم النمو الاقتصادي وتعزيز السياحة في مدينة الدمام والمنطقة الشرقية.

وشاركت منظومة القطاع في يونيو بمعرض باريس الجوي، إذ أعلنت شركات الطيران السعودية عن طلبات شراء بارزة لأساطيلها، ما يعزز طموحاتها طويلة الأجل في مجال الربط وزيادة الطاقة الاستيعابية، منها توقيع شركة طيران الرياض طلبًا لشراء 25 طائرة إيرباص A350 1000، مع خيارات لشراء 25 طائرة إضافية.

وقدمت شركة أفيليس أول طلب شراء مباشر لها مع إيرباص لما يصل إلى 77 طائرة، بعد بضعة أيام، إلى جانب إعلان مجموعة السعودية في معرض فارنبورو الجوي عن طلبية لشراء عشر طائرات من طراز A330-900 من شركة إيرباص لشركتها التابعة فلاي أديل، علاوة على مشاركة الهيئة بشهر يوليو الحالي في أسبوع الطيران رفيع المستوى بسنغافورة، وحضور توقيع مذكرة تفاهم بين شركة مطارات جدة ومجموعة مطار شانغي، إضافة إلى زيارة لمدينة أولان باتور، وتوقيع اتفاقية خدمات النقل الجوي بين حكومتي المملكة العربية السعودية وجمهورية منغوليا.

وأكد الدعيلج أهمية تكثيف الجهود وبذل المزيد لتحسين الأداء العام للقطاع، وتمتين دور الطيران المدني في سبيل الرفع من مستوى القطاع وزيادة قيمته التنافسية لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة في استثمار هذا القطاع وتطويره لخدمة المواطنين والمسافرين بوجه عام، مشيدًا بجميع العاملين بمنظومة قطاع الطيران المدني على الجهود والعمل المشترك والجاد في ظل التحديات التي تواجه القطاع.‏

‎وناقش الاجتماع أبرز مستجدات تفعيل برنامج الطيران، وما أُنجز حيال توصيات الاجتماع السادس عشر للجنة التوجيهية لتفعيل البرنامج، وإنجازات إستراتيجيات الشركات والناقلات الوطنية العاملة بمطارات المملكة، وأولوياتها وأهدافها واتجاهاتها ومواءمتها مع برنامج الطيران.

وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني نتائج برنامج "التقييم الشامل لجودة خدمات المطار" للعام 2024م، إلى جانب استعراض نتائج البرنامج، إذ كرم رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المطارات الفائزة تقديرًا لجهودها المبذولة خلال العام الماضي وتعزيزًا للتنافسية الإيجابية، ومبدأ الشفافية، وتلبية للأداء المتميز الذي شهدته مطارات المملكة.

ووُزّعت الجوائز للمطارات الفائزة على نوعين: "الجوائز الرئيسة " للمطارات الأعلى تقييمًا لكل فئة حسب أعداد المسافرين التي تحتوي على تقييم المطارات بناء على جميع عناصر برنامج التقييم الشامل (معايير الأداء التشغيلي، وتقييم جودة مرافق وخدمات المطار واستبيان رضا المسافرين، وشكاوى المسافرين)، إضافة إلى "الجوائز الثانوية" التي يتم من خلالها تقييم المطارات بناء على أفضل المناطق الأساسية في رحلة السفر أو الإجراءات التي يخضع لها المسافر داخل المطار والتي تتضمن المناطق التالية؛ إنهاء إجراءات السفر، والجوازات، والتفتيش الأمني، والتفتيش الجمركي، واستلام الأمتعة، وخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة، وأفضل مطار تحسنًا مقارنة بعام 2023م.

+66 مليون مسافر عبر 463 ألف رحلة جوية خلال النصف الأول من عام 2025.. نمو متسارع يسهم في تحقيق مستهدفات #برنامج_الطيران.#معًا_لآفاق_جديدة✈ pic.twitter.com/ShyF2PlgRO

— هيئة الطيران المدني (@ksagaca) July 31, 2025 الهيئة العامة للطيران المدنيالطيران المدنيعبدالعزيز بن عبدالله الدعيلجقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • ترامب يجدد التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء
  • غواصات النووي الأمريكي تتحرك.. تراشق بالتصريحات بين ميدفيديف وترامب يتحول لتهديد نووي
  • بالنصف الأول من 2025.. ارتفاع عدد المسافرين جوًا في المملكة لأكثر من 66 مليون مسافر
  • في 6 أشهر.. ارتفاع المسافرين جوًا في المملكة إلى أكثر من 66 مليونا
  • عراقجي يضع شرطين على واشنطن لاستئناف محادثات النووي
  • أي دور لأوروبا في الملف النووي الإيراني؟
  • إيران تطالب الولايات المتحدة بتعويضات قبل الدخول في محادثات نووية
  • سفير فلسطين لدى المملكة: الاتفاقيات الموقعة بين السعودية وبلادنا رسالة واضحة للعالم
  • خبراء: توقعات صندوق النقد شهادة ثقة دولية في الاقتصاد المصري ورسالة إيجابية للمستثمرين
  • الولايات المتحدة تفرض رسومًا 50% على الواردات من النحاس