فيديو: زفاف يُنقذ قرية مغربية كاملة من الزلزال المدمر!
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
تمكن سكان قرية مغربية من النجاة بأعجوبة من الزلزال المدمر الذي وقع الجمعة الماضية ودمر منازلهم المبنية من الحجر والطوب.
وفي الوقت الذي وقع فيه الزلزال المدمر، كان أهل القرية يستمتعون بالموسيقى الشعبية الأمازيغية في فناء خارجي أثناء حفلة عرس.
وكان من المقرر إقامة حفل زفاف حبيبة أجدير “22 عاما” ومزارع التفاح محمد بوضاض “30 عاما” في قريته كطو يوم السبت.
وأقامت عائلة العروس حفلة تقليدية قبل الزفاف بيوم في قرية العروس “إيغيل نتلغومت”، وفقا للعادات والتقاليد.
وخلال تواجد أهل القرية في الحفلة وقع الزلزال، الأمر الذي أنقذ حياتهم جميعا من هول انهيار البيوت في كل مكان.
وأصيب شخص واحد فقط في إيغيل نتلغومت، هو أحمد آيت علي أوبلا البالغ من العمر 8 سنوات، في الزلزال عندما سقطت صخرة على رأسه وأصابته بجرح قطعي.
وكان والد العروس محمد أجدير، قد نصب خيمة كبيرة في باحة منزله لضيوف الحفل. غير أن هذه الخيمة تُستخدم الآن كمأوى للقرويين.
وقال بوضاض الثلاثاء، إن الزلزال أصابه بالخوف على زوجته وهو ينتظرها في قريته.
وأضاف قائلا: “أردنا أن نحتفل. ثم وقع الزلزال. لم أكن أعرف ما إذا كان علي أن أقلق على قريتها أم على قريتي”.
وقال السكان إن قرية أجدير الفقيرة، “إيغيل نتلغومت”، تحولت إلى أنقاض، وأصبح الكثير من سكانها بلا مأوى الآن.
وأسفر الزلزال الأكثر عنفا في المغرب منذ عام 1960 عن مقتل أكثر من 2900 شخص، معظمهم في تجمعات سكانية نائية في سلسلة جبال الأطلس الكبير بجنوب مراكش.
WARNING: GRAPHIC CONTENT
A wedding celebration saved all the people of a village during Morocco’s deadly earthquake, which destroyed their stone and mud-brick houses while they were enjoying traditional music in an outdoor courtyard https://t.co/wnBhbr9Q4C pic.twitter.com/YxsOplQh65
— Reuters (@Reuters) September 13, 2023
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
ثريا الشاوي أول طيارة مغربية وعربية وأفريقية
ثريا الشاوي أصغر امرأة عربية مسلمة وأفريقية تحصل على شهادة في الطيران، وُلدت عام 1936 بمدينة فاس، ونشأت في أسرة مثقفة منفتحة على الفنون والتعليم. حصلت على شهادة الكفاءة في الطيران عام 1951 وهي في سن السادسة عشرة، وذلك بعد تدريبها في مدرسة "تيط مليل" للطيران بمدينة الدار البيضاء، وبذلك أصبحت من أوائل النساء في العالم العربي والإسلامي اللواتي اقتحمن مجال الطيران.
وإلى جانب ذلك برزت بوصفها ناشطة وطنية في مرحلة الحراك من أجل الاستقلال، وساهمت في العمل المجتمعي، وشاركت في حملات تعليم الفتيات، وكانت من أوائل الداعيات لتحرير المرأة المغربية، وتعرضت لعدد من محاولات الاغتيال، قبل أن تُغتال في الأول من مارس/آذار 1956 في ظروف غامضة.
المولد والنشأةوُلدت ثريا الشاوي في 14 ديسمبر/كانون الأول 1936 بحي القلقليين بمدينة فاس، وسط أسرة مثقفة تقدّر دور المرأة وتؤمن بأهمية تعليمها ومشاركتها في الحياة العامة.
كان والدها، عبد الواحد الشاوي، من أبرز رواد الحركة المسرحية في المغرب، وقد أشركها منذ صغرها في بعض مسرحياته، مما جعلها أول فتاة مغربية تقف على خشبة المسرح.
وفي عام 1948، انتقلت العائلة إلى مدينة الدار البيضاء، وهناك التحقت بمدرسة الطيران في منطقة تيط مليل، وبدأت رحلتها مع عالم الطيران، وهو مجال غير مألوف للنساء آنذاك. ورغم التحديات المرتبطة بصغر سنها وجنسها وسياقها الوطني تحت الاستعمار، نجحت ثريا في الحصول على شهادة الكفاءة في الطيران عام 1951 وهي لم تتجاوز بعد السادسة عشرة من عمرها، وبذلك دخلت التاريخ باعتبارها أول مغربية تلامس قمرة القيادة وتُحلّق بأجنحة الطموح.
أظهرت ثريا منذ صغرها شغفا لافتا بالاكتشاف والإبداع، فكانت تمضي وقتها في تفكيك الألعاب وإعادة تركيبها، كما أحبّت صناعة الطائرات الورقية إلى جانب اهتماماتها التقنية، وبرزت موهبتها الأدبية فكتبت القصص القصيرة والشعر، وشاركت في عدد من المسابقات الأدبية.
ولم تقتصر مواهبها على الكتابة، بل امتدت إلى التمثيل، إذ وقفت على خشبة المسرح للمرة الأولى وهي في الثامنة من عمرها في أحد عروض والدها المسرحية، وأصبحت بذلك أول فتاة مغربية تعتلي الخشبة. كما شاركت لاحقا في فيلم سينمائي بعنوان "الباب السابع" للمخرج الفرنسي أندريه زوبادا، إلى جانب والدها.
الدراسة والتكوين العلميأبدى والد ثريا اهتماما بتعليمها منذ الصغر، فاستقدم لها أستاذا من جامعة القرويين إلى المنزل لتدريسها الفقه والنحو والتاريخ والخطابة، ثم ألحقها بمدرسة دار عديل وهي مؤسسة تعليمية حرة، حصلت منها على الشهادة الإعدادية عام 1946.
إعلانأصيبت في طفولتها بمرض صدري حاد، فنصح الطبيب والدها بأن أفضل علاج لها هو ركوب طائرة صغيرة في وقت مبكر من الصباح لاستنشاق الهواء النقي.
لم يتردد والدها في تنفيذ نصيحة الطبيب، فاصطحبها إلى مدرسة الطيران في فاس وطلب من أحد الربابنة أن يأخذها في جولة جوية، وهو ما ولّد الشغف لديها لتصبح ربانة طائرة.
كسرت قيود الاستعمار والتمييزعندما انتقلت ثريا الشاوي مع أسرتها للإقامة في مدينة الدار البيضاء عام 1948، ألحت على والدها لتسجيلها في مدرسة "تيط مليل" للطيران، رغم أن المؤسسة كانت حكرا على أبناء الأوروبيين، وأن حلمها بدا مستحيلا لصغر سنها وكونها فتاة في مجتمع محافظ وتحت استعمار فرنسي متعصب.
وبفضل دعم والدها وإصرارها تمكنت من الالتحاق بالمدرسة، وهناك لم تستسلم لنظرات التمييز والازدراء التي واجهتها من زملائها الأوروبيين الذكور، بل اجتهدت وأثبتت كفاءتها في التدريبات.
وبعد أربعة أشهر من التدريب المكثف، استعدت لخوض امتحان الكفاءة في الطيران رغم العراقيل والمماطلات التي افتعلتها إدارة المدرسة. ورغم سوء الأحوال الجوية يوم الامتحان، والذي لم يكن ملائما للطيران، أصرت اللجنة على إجرائه خلافا للعادة. ومع ذلك، أقلعت بثبات، وحلقت بطائرتها على ارتفاع 3000 متر وسط الضباب، وقطعت مسافة على شكل دائرة محيطها 40 كيلومترا ثم هبطت بنجاح.
أذهلت اللجنة بأدائها، ونالت شهادة الكفاءة في الطيران عام 1951، وهي لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، وأصبحت أول فتاة مغربية، وعربية، ومسلمة، وأفريقية تنال هذا الشرف في هذا السن المبكر.
ذاع صيتها عالميا، وتصدرت إنجازاتها عناوين كبريات الصحف والإذاعات، وأقام النادي الجوي لـ"الأجنحة الشريفة" حفلا تكريميا لها. وتلقت برقيات تهنئة من شخصيات بارزة داخل المغرب وخارجه، من بينها محمد بن عبد الكريم الخطابي من منفاه في القاهرة، وعلال الفاسي، والاتحاد النسوي الجزائري والتونسي، والطيارة الفرنسية جاكلين أوريول، إلى جانب ملك تونس وملك ليبيا.
كما استقبلها ملك المغرب محمد الخامس بعد عودته من المنفى في قصره رفقة بناته الأميرات لتهنئتها وتكريمها.
رمز النضال الوطنيأصبحت ثريا الشاوي رمزا للمرأة المغربية الجديدة الطموحة والمتعلمة، وانخرطت في العمل الوطني بتأثير والدها، وشاركت بفاعلية في التجمعات والحملات التي تهدف إلى تشجيع تعليم الفتيات وتحفيز النساء على الانخراط في النضال الوطني من أجل الاستقلال والعمل العام.
لعبت دورا رياديا في تأسيس عدد من الجمعيات، منها جمعية "أخوات الإحسان" التي ترأستها، كما كانت عضوا فاعلا في مؤسسة للّا أمينة التي تركز على تعليم الفتيات ودعم تحرير المرأة.
وعند عودة الملك محمد الخامس من المنفى عام 1955، حلّقت ثريا بطائرتها ذات المحرك الواحد على ارتفاع منخفض، وألقت منشورات ترحيبية بعودته، ولأنها لم تأخذ الاحتياطات الكافية لحماية نفسها وكانت ترتدي ملابس خفيفة وتركت نافذة الطائرة مفتوحة، أصابها مرض صدري حاد. فاستجاب الملك بسرعة وأرسلها للعلاج في مصحة خاصة في سويسرا مدة ستة أشهر.
إعلانوبعد شفائها وعودتها، أسست ثريا أول مدرسة للطيران العسكري والمدني في المغرب، وكتبت كتابا لتعليم الطيران باللغة العربية.
محاولات اغتيال فاشلةتعرضت ثريا لسلسلة من محاولات الاغتيال الفاشلة على يد الاحتلال الفرنسي، وبدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 1954 حين وضعت مجموعة إرهابية فرنسية قنبلة أمام منزل عائلتها، مما ألحق أضرارا مادية جسيمة بالمكان. وبعد شهر فقط أُطلقت عليها النيران أثناء عودتها إلى المنزل برفقة والدها.
وفي أغسطس/آب 1955، أقدم شرطيان فرنسيان على محاولة اغتيالها بإطلاق النار عليها وهي في سيارتها مع والدتها.
ولم تمضِ أسابيع حتى اعترضها شرطيان آخران وهي في سيارتها وحاولا إرغامها على نقلهم إلى وجهة مجهولة، غير أن تدخل المارة حال دون تنفيذ مخططهم.
نجاح المحاولةوفي الأول من مارس/آذار 1956، وبعد مشاركتها في احتفالية بمناسبة استقلال المغرب، تعرّضت ثريا الشاوي لعملية اغتيال غادرة أثناء عودتها إلى المنزل برفقة شقيقها الصغير. فقد باغتها مجهول بإطلاق رصاصة من الخلف أصابت رأسها مباشرة، لتفارق الحياة على الفور أمام أنظار والدتها وشقيقها، وهي لم تتجاوز بعد التاسعة عشرة من عمرها.
ظلّ مقتلها محاطا بالغموض، وتعدّدت الروايات بشأن دوافع الجريمة، وأشارت بعض المصادر إلى أن الجاني كان رجلا يُدعى محمد الطويل ينتمي إلى إحدى المليشيات المسلحة، وأن دافعه كان انتقاميا بعد أن رفضت ثريا الزواج منه.
وفي المقابل، ترجّح روايات أخرى أن الطويل لم تكن سوى أداة استخدمتها جهات أرادت إسكات صوتها التحرري ونشاطها المدافع عن حقوق المرأة في مرحلة مفصلية من تاريخ المغرب.
وفي اليوم التالي، الثاني من مارس/آذار، شُيّعت ثريا الشاوي في جنازة مهيبة بمدينة فاس، شارك فيها نحو 60 ألف شخص، وسجلت بذلك أول جنازة سياسية في تاريخ المغرب المستقل.