ارتفع عدد المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من 232 ألف شخص، خلال الفترة بين يناير وأغسطس من العام الجاري، بزيادة قدرت بحوالي 18 بالمئة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأفادت بيانات أولية للوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود والسواحل "فرونتكس"، بأن المعدلات المسجل خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري، هي الأعلى منذ عام 2016.

ولفت المصدر ذاته إلى أن هذه الزيادة كانت مدفوعة في المقام الأول بعدد الوافدين عبر وسط البحر الأبيض المتوسط، الذي يظل طريق الهجرة الرئيسي والأخطر إلى الاتحاد الأوروبي، وشكل نصف عمليات العبور غير النظامية نحو أوروبا.

وفي شهر أغسطس لوحده، تم تسجيل حوالي 57 ألف محاولة هجرة غير نظامية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، بزيادة قدرها 39 بالمئة على أساس سنوي، وهي النسبة الأعلى أيضا منذ فبراير 2016.

ويظل وسط البحر الأبيض المتوسط الطريق الأكثر نشاطا في عمليات الهجرة نحو الاتحاد الأوروبي هذا العام، حيث تم الإبلاغ عن تسجيل من 114.300 محاولة هجرة في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023، الرقم الأعلى خلال 7 سنوات الأخيرة.

وفي حين أشارت فرونتكس إلى أن نقاط الانطلاق الرئيسية للمهاجرين عبر السواحل الوسطى للبحر الأبيض المتوسط كانت تونس وليبيا، إلا أن معظم المهاجرين من دول كوت ديفوار ومصر وغينيا.

وأوضحت الوكالة الأوروبية أن ضغط الهجرة سيتزايد على هذه الطريق، في الأشهر المقبلة، حيث يعرض المهربون أسعارا أقل للمهاجرين المغادرين من ليبيا وتونس، وذلك وسط منافسة شرسة بين الجماعات التي تنظم هذه العمليات.

وعرف عدد الوافدين على معظم طرق الهجرة الأخرى حتى الآن، انخفاضات سنوية، تتراوح بين 5 بالمئة على طريق غرب أفريقيا و19 بالمئة على طريق غرب البلقان.

ووفقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة، فقد أكثر من 2325 شخصاً في البحر الأبيض المتوسط حتى الآن هذا العام، معظمهم على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط.

وخلال الفترة من يناير إلى أغسطس، شهد طريق غرب البلقان، ثاني أكثر الطرق نشاطًا مع أكثر من 70550 حالة هجرة، بانخفاض بنسبة 19 بالمئة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تشديد سياسات التأشيرات.

وعبر قناة المانش، وصل إلى بريطانيا في أغسطس الماضي فقط، ما يقرب من 9 آلاف مهاجر،  ليصل إجمالي عدد الأشخاص الذين عبروا القناة الإنكليزية في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 إلى 36250، بنسبة أقل بـ 13 بالمئة، عما كان عليه الحال في نفس الفترة من العام الماضي.

من جانبها، أشارت الحكومة الإيطالية، الخميس، إلى أن نحو 126 ألف مهاجر وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية منذ بداية العام، مقارنة بـ 66 ألفا خلال الفترة نفسها من العام الماضي. 

وفي يوليو، وقع الاتحاد الأوروبي بحضور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، مذكرة تفاهم لإرساء "شراكة استراتيجية شاملة" مع تونس بهدف تقليص عدد المهاجرين الوافدين من هذا البلد، وتوفير مساعدات تبلغ مئات الملايين من اليورو. 

لكنّ الاتفاق أثار انتقادات بسبب طريقة تعامل السلطات التونسية في الآونة الأخيرة مع المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: البحر الأبیض المتوسط الاتحاد الأوروبی من العام

إقرأ أيضاً:

انتشار البرباشة في شوارع تونس يعكس الأزمة الاقتصادية في البلاد

يزداد عدد "نبّاشي القمامة" أو "البرباشة" باللهجة العامية في تونس، والذين يجوبون الشوارع بلا كلل في القيض والبرد بحثا عن أي قارورة بلاستيكية، مما يشكل انعكاسا للأزمة الاقتصادية وأزمة الهجرة.

يضع حمزة الجباري منشفة على رأسه تقيه أشعة الشمس الحارقة، ويثبت كيسين مليئين بالقوارير البلاستيكية على ميزان في نقطة تجميع في حي البحر الأزرق الشعبي في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس.

كان قد جاب منذ الرابعة صباحا، شوارع عدة قبل أن يقوم عمّال النظافة بتفريغ حاويات القمامة.ويقول الرجل الأربعيني الذي يعيش من جمع البلاستيك منذ خمس سنوات "هذا هو العمل الأكثر توفرا في تونس في غياب فرص العمل".



لكن هذا العمل مرهق جدّا فيما يُباع الكيلوغرام الواحد من القوارير البلاستيكية الموجهة لإعادة التدوير ما بين 500 و700 مليم (16 إلى 23 سنتا).

ولذلك فهو في سباق لا ينتهي مع الزمن والمكان لملء أكبر عدد ممكن من الأكياس للحصول على بضعة دنانير لتوفير قوته اليومي.

انتشرت في تونس خلال السنوات الأخيرة مهنة جمع المواد البلاستيكية وبيعها للتدوير. فبات من المألوف رؤية نساء يبحثن عن القوارير المستعملة على جوانب الطرق، أو رجال يحمّلون أكواما من الأكياس على دراجاتهم النارية يجوبون الشوارع ويقفون عند كل ركن تلقى فيه القمامة للبحث فيها.

"عمل إضافي"

تؤكد منظمات غير حكومية محلية أنه من الصعب تحديد عدد "البرباشة"، إذ إن نشاطهم غير منظم قانونا.

لكن وفق حمزة الشاووش، رئيس الغرفة الوطنية لمجمعي النفايات البلاستيكية، التابعة لمنظمة التجارة والصناعة، فإن هناك 25 ألف "برباش" في تونس ينشط 40% منهم في العاصمة.يقول الجباري إن "الجميع أصبحوا برباشة!".

ويوضح الشاوش الذي يدير أيضا مركز تجميع للمواد البلاستيكية في ضاحية تونس الجنوبية، أن "عددهم ازداد في السنوات الأخيرة بسبب غلاء المعيشة".

ويلفت إلى تحول في القطاع الذي كان "من ينشطون فيه بالأساس أشخاصا بلا دخل" لكن "منذ نحو سنتين، بدأ عمال ومتقاعدون وخادمات في المنازل في ممارسة هذا النشاط كعمل إضافي".

في العام 2024، تجاوزت نسبة الفقر في تونس 16%، بحسب الأرقام الرسمية.وما تزال الأزمة الاقتصادية تلقي بثقلها في تونس مع نسبة بطالة تناهز 16% ونسبة تضخم تقارب 5,4% في العام 2025.

ومنذ العام الفائت، بدأ عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء أيضا بجمع القوارير البلاستيكية وبيعها لتحصيل رزقهم.يعيش معظم هؤلاء المهاجرين في فقر مدقع.




وقد عبروا دولا كثيرة بهدف واحد هو الوصول إلى أوروبا عبر البحر، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين في تونس التي شدّدت الرقابة على السواحل بعد إبرامها اتفاقا بهذا الخصوص مع الاتحاد الأوروبي.

"منافسة"

يقول المهاجر الغيني عبد القدوس إنه صار "برباشا" لكي يتمكن من العودة إلى بلده.ويعمل الشاب البالغ 24 عاما منذ شهرين في محطة لتنظيف السيارات ولكنه يحتاج إلى تكملة لراتبه المتدني.

يساعد جمع النفايات القابلة لإعادة التدوير الشاب الذي حاول مرتين عبور البحر إلى أوروبا بشكل كبير في حياته ويمكنه من دفع الإيجار وشراء أغراض مثل الأدوية.يقول عبد القدوس لفرانس برس متنهدا بعمق "الحياة هنا ليست سهلة".

اضطر الشاب إلى مغادرة مدينة صفاقس الساحلية الكبيرة في الوسط الشرقي إلى العاصمة تونس بعد أن تلقى "الكثير من التهديدات".

وقد شهدت بلدات قريبة من صفاقس تفكيك عدة مخيمات غير منظمة للمهاجرين هذا العام.في العام 2023، تفاقمت أزمة المهاجرين بعدما اعتبر الرئيس قيس سعيّد أن "جحافل المهاجرين من جنوب الصحراء" تهدد "التركيبة الديموغرافية" لتونس.

وانتشرت بعد ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي خطابات حادة وعدائية ضد المهاجرين.ألقت هذه التوترات بظلالها على قطاع جمع القوارير البلاستيكية.

ويقول حمزة الجباري "هناك منافسة قويّة في هذا العمل"، في إشارة إلى المهاجرين.

ويضيف "هؤلاء الناس جعلوا حياتنا أكثر صعوبة... لم أعد أستطيع جمع ما يكفي من البلاستيك بسببهم".




ويذهب الشاوش أبعد من ذلك، فمركز التجميع الذي يشرف عليه "لا يقبل الأفارقة من جنوب الصحراء" ويمنح "الأولوية للتونسيين".

في المقابل، يؤكد عبد الله عمري وهو صاحب مركز تجميع في البحر الأزرق على أنه "يقبل الجميع".ويضيف الرجل البالغ 79 عاما "من يقوم بهذا العمل هم بحاجة" سواء "كانوا تونسيين أو من جنوب الصحراء أو غيرهم".

ويختم بفخر "نحن ننظّف البلاد ونوفر لقمة العيش للعائلات".

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يمهد الطريق لتسهيل قواعد السوائل في المطارات
  • تونس وإيطاليا تتفقان على تعزيز التعاون بـ«مكافحة الهجرة» والاتجار بالبشر
  • احتياطي البنك المركزي التركي يقترب من مستويات قياسية
  • نصف الألمان يفكرون بالهجرة.. هذه أهم الأسباب والجهات الجديدة
  • خفر السواحل الليبي يتدرب في اليونان لمكافحة الهجرة
  • كابيتال بنك يحقق نموًا قويًا وأرباحًا قياسية في النصف الأول من 2025
  • البحر يبتلع عشرات المصريين.. كارثة غرق مأساوية قبالة سواحل ليبيا
  • انتشار البرباشة بشوارع تونس يعكس الأزمة الاقتصادية في البلاد
  • انتشار البرباشة في شوارع تونس يعكس الأزمة الاقتصادية في البلاد
  • مدير الأمن العام يفتتح مصنع “لوحات أرقام المركبات في مشاغل الأمن العام/ الموقر