يا وجع القلب.. والدة ضحيتي فيضانات درنة: واحد دفناه والتاني ضاع| فيديو
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
خرجوا من قريتهم بمحافظة بني سويف قاصدين مدينة درنة الليبية، باحثين عن لقمة العيش لكسب القوت وتجهيز شقيقتهم للزواج، إلا أن أحدهم عاد في كفنه الأبيض والأخر ما زال مفقودا جراء فيضانات مدينة درنة في ليبيا.
. «صدى البلد» في عزاء ضحايا إعصار ليبيا |فيديو
وقالت والدة ضحايا إعصار دانيال الذي إجتاح مدينة درنة الليبية، محمد وعماد ولادي خرجوا عشان ياكلوا عيش في ليبيا، عماد سافر الأول من سنة تقريبا، وبعدها محمد سافر وبقاله 3 شهور هناك، شغالين هما الأتنين في المعمار عشان يجيبوا فلوس عشان الأخير يتجوز ويجوزوا أختهم.
وتابعت والدة ضحايا فيضانات مدينة درنة الليبية، قائلة «دفنت واحد والتاني مش لقياه يابوي، مش عارفة أعمل أيه، العيال راحت مني، كلنوا إيدي ورجلي وكل حاجة في حياتي، وراحوا مني في لحظة واحدة، حتى مش عارفة أدفن التاني ولا عارفة هو فين عايش ولا ميت».
جدة ضحايا درنة: دفنا واحد والتاني ضاع خلاصوأكملت جدة ضحايا درنة، قائلة «واحد أتجوز وبعدها قالوا هنسافر عشان التاني يتجوز ونجهز أختنا، ومرجعوش هما الأتنين، راحوا مع بعض بس دفنا واحد والتاني مش موجود ولا عارفين هو راح فين، وعايزين نعرف هو فين حتى لو هندفنه بس نلاقيه».
وتابعت جدة ضحايا إعصار درنة، «اخر مرة كلموني كان يوم الحد، سلموا عليا وقالولي عايزين نشوفك افتحوا الكاميرا، واحنا كويسين وقالولي كان في شوية مطر عندنا، سألني عاملين ايه واخباركم ايه، وقولتله الجو هنا حر يامحمد قالي والله ياجدتي الجو هنا مطر وشتوي».
القصة المأساوية لـ ضحايا فيضانات درنة75 اسما وصل إلى قرية الشريف بمحافظة بني سويف، 75 شابا ورجلا من ابنائهم فقدوا في أحداث فيضانات مدينة درنة الليبية، وخرجت الأهالي صوب المطار لاستلام جثامين ابنائهم، وأنتظرت القرية بأكملها في ساحة كبيرة بـ قرية قمبش المجاورة لها، وظلت «الشريف» طوال الليل ما بين الصرخات والإغماءات، فكلما خرجت صرخة عادت أصوات الصراخ والعويل إلى أرجاء القرية بالكامل، حتى حل شروق يوم الأربعاء.
المشهد في الصباح لم يكن طبيعيا.. أعدادا غفيرة في مدخل القرية وبمحيط المقابر، الجميع ينتظر وصول الجثامين والدموع تغطي الوجوه، والأسود ينتشر بين البيوت، حتى حانت لحظة وصول الشهداء إلى مسقط رأسهم، فقد عادوا رجال قرية الشريف إلى وطنهم في أكثر من 50 سيارة إسعاف، ذلك المشهد الرهيب الذي اقتحم القرية في موكب مهيب، فقد دخلت سيارات الإسعاف خلف بعضها إلى إحدى الساحات الكبيرة في قرية قمبش بالقرب من المقابر، وتوقفت جميعها بالقرب من بعضها، وأقيمت صلوات الجنازة على أرواح الشهداء، ثم بدأت عمليات تسليم الجثامين إلى ذويهم، فقد كانت الجنازات تخرج من سيارات الإسعاف صوب المقابر.
وقبل أن تدق الساعة الثانية عشر ظهرا، كانت الأهالي قد انتهت من دفن جثامين جميع الشهداء، وبدأت القصص تخرج من البيوت والدموع تنهال من العيون، والصرخات تخرج مع الأحاديث، فقد فقد أحدهم أبنائه أحدهم 20 سنة والآخر 26 عاما، حيث قال «واحد بقاله 3 سنين شغال هناك في ليبيا، والتاني بقاله 9 شهور، الأخير مخلص شقته وكان نازل يدور على عروسة عشان يتجوزها وأخوه سافر يشتغل عشان يجيب 50 الف جنيه يتجوز بيها، وداخل منزلهم كانت شقة محمود في الطابق الثاني، صغيرة الحجم إلا أنه مجهزة وتنتظر عروستها والعفش، وفي الطابق الثالث كانت شقة شقيقه «على المحارة والجبس» حيث سافر إلى ليبيا لإحضار أموال لتجهيز شقته.
القصص المأساوية في قرية الشريف بمحافظة بني سويف كانت كتيرة جدا، والدة 3 شباب قالت «رصتهم زي الملوخية في قبرهم»، ولادي راحوا كلهم، أبوهم لسه ميت من سنة، وهما ماتوا، مرددة «أنا عندي 3 عيال أحمد ومحمود توأم وعبدالرحمن الصغير، كلمناهم قبل العاصفة وقالوا أنهم كويسين وأن الأمور كويسة بس ماتوا هما التلاتة»، ورددت سيدة أخرى قائلة «أنا جوزي شغال في ليبيا ولسه مش عارفة عنه حاجة وعايزة أي حد يطمني بس عليه هو فين، أنا مش عارفة أوصله».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: درنة بني سويف فيضانات ليبيا قرية الشريف مدینة درنة اللیبیة ضحایا درنة مش عارفة فی لیبیا بنی سویف
إقرأ أيضاً:
العيزرية قرية مقدسية سميت على اسم نبي
العيزرية هي إحدى بلدات محافظة القدس، يحيط بها جدار الفصل الإسرائيلي من أغلب جهاتها، ويعزلها عن البلدات والمدن المحيطة بها.
الموقعتقع قرية العيزرية على بعد كيلومترين شرق مدينة القدس. تحدّها من الجنوب بلدة أبوديس، ومن الغرب رأس العامود والمسجد الأقصى، وعلى أراضيها من ناحية الشّرق أقيمت مستوطنة معاليه أدوميم والخان الأحمر، ومن الشّمال قرية الزعيم ومن الشّمال الغربي جبل الزيتون.
التسميةتقول بعض الروايات إن العيزرية سميت نسبة إلى نبي الله عزير، الّذي أماته الله 100 عام كما جاء في سورة البقرة في قوله تعالى "أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير (259)".
ويقال أيضا إنها سُميت بهذا الاسم نسبة إلى "لعازر"، وهو شخصية إنجيلية مرتبطة بقصة قيامة لعازر على يد السيد المسيح، وفق المعتقدات المسيحية، ولهذا السبب كانت القرية محطة للحجاج المسيحيين على مر العصور.
وقد ذُكرت العيزريّة في الإنجيل والتوراة باسم بيت عنيا ومعناه بيت البؤس أو بيت التّمور.
وكانت قرية العيزرية تعرف عند الفرنجة في العصر الوسيط باسم "بنتانينا سانت لازار".
السكانحسب التعداد العام للسكان والمساكن الذي أجراه الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء عام 2023، بلغ عدد سكان العيزرية نحو 23 ألفا و692 نسمة، لكن عدد السكان الفعلي فيها يتجاوز 50 ألف نسمة.
ويعود هذا الاختلاف إلى عدد السكان الذين يحملون الهوية الإسرائيلية (الزرقاء) ويرفضون التسجيل في الإحصاء الفلسطيني، لأن ذلك يؤثر على وضعيتهم القانونية وإقامتهم في القدس.
بدأ الوجود البشري في العيزرية منذ العصور الكنعانية، كما كشفت التنقيبات عن آثار رومانية وبيزنطية تعود للقرنين الرابع والخامس الميلاديين، من بينها بقايا أديرة وكنائس ومعاصر زيتون وأحواض مياه.
إعلانفي الفترة البيزنطية (القرن الرابع-القرن السابع ميلادي)، أصبحت البلدة مركزا دينيا مهما. إذ أمرت الإمبراطورة البيزنطية أوفيميا ببناء كنيسة على قبر العازر حوالي عام 480م، مما عزّز مكانتها بين مراكز الحج المسيحي في فلسطين، إلى جانب القدس وبيت لحم والناصرة.
مع فتح صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس عام 1187م، دخلت العيزرية ضمن السيطرة الإسلامية، وشهدت فترة من التجديد والبناء في إطار مشروع صلاح الدين لإعادة إحياء المدينة المقدسة ومحيطها بعد طرد الصليبيين منها.
وفي الفترة الأيوبية (1187–1250م)، جُددت بعض الكنائس وحُوّلت أخرى إلى مساجد، وجرى الحفاظ على المعالم الدينية المسيحية الكبرى بدافع التعايش الديني الذي شجّع عليه صلاح الدين.
كما أُقيمت في العيزرية منشآت تعليمية ودينية إسلامية، ومنها زوايا صوفية ومدارس شرعية لخدمة المجتمع المسلم المتنامي في المنطقة.
وفي أعقاب النكبة عام 1948، وبعد اتفاقات الهدنة لعام 1949، أصبحت قرية العيزرية تحت الحكم الأردني، لكن بعد النكسة عام 1967 سقطت بيد الاحتلال الإسرائيلي.
من أبرز معالم القرية كنيسة أليعاز للاتين، التي تعود إلى القرن الرابع الميلادي، وقد شيدت في عهد الإمبراطور قسطنطين، وهي الفترة التي تم الاعتراف فيها بالديانة المسيحية، وبدأ فيها بناء الكنائس في فلسطين.
وتم اكتشاف بقايا أرضيات فسيفسائية في الساحة الرئيسية للدير تضم زخارف هندسية تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم جنوب القدس، ويضم الموقع أيضا قبورا تعود للفترة البيزنطية.
وتضم البلدة القديمة في العيزرية الآن بقايا 4 كنائس وخامسة شُيّدت فوق 3 كنائس أثرية، وعلى مقربة من كنيسة أليعاز تقع كنيسة الروم، ويتوسط الكنيستين جامع العُزير الذي بُني في عهد القائد صلاح الدين الأيوبي.
ومن المعالم الأخرى قبر أليعازر، وهو مبنى لقبر شخصية تاريخية مقدسة لدى المسيحيين موجود في العيزرية، وتحديدا على طرف سفح جبل الزيتون. وهو مكان يحج له المسيحيون من جميع أقطار العالم، فبحسب إنجيل يوحنا حصلت به معجزة إحياء يسوع لعازر من الأموات. القبر موجود في كنيسة الروم الأرثوذكس، ويلاصقه مسجد العزير، الذي يلاصق بدوره كنيسة الروم الكاثوليك.
وأيضا القناطر وهو برج صليبي، بني إلى الجنوب الغربي من الدير القديم، بطول (14.6 مترا) وعرض (14.8 مترا)، وتبلغ سماكة جدرانه 4 أمتار، ويعتقد أنهما كانا برجين للدفاع عن خزان مياه روماني في الحقبة الصليبية.
بين عامي 1949 و1953، وجد باحثون حفريات أثرية عبارة عن كهوف في الجهة الجنوبية للبرج الصليبي، إضافة إلى أساسات الغرف، وأماكن لتخزين احتياجات السكان وحفظ المياه، وكذا تخزين الأعلاف للدواب.
كما وجد المنقبون لُقى أثرية أخرى كالأسرجة والجرار وعملات معدنية، واعتبروا ذلك أدلة على أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ القرن السادس والخامس قبل الميلاد.
شكّلت العيزرية المدخل الشرقي الطبيعي والتاريخي لمدينة القدس، إذ كانت طريقها الرئيسي نحو أريحا ووادي القلط والأغوار، ومعبرا للقوافل التجارية والحجاج القادمين من الضفة الشرقية لنهر الأردن. وكان من الممكن الوصول منها في دقائق فقط إلى باب الأسباط أو جبل الزيتون.
إعلانبعد إغلاق مدينة القدس في بداية التسعينيات من القرن العشرين وعزلها عن الضفة الغربية بالحواجز العسكرية، حدث نوع من الانتقال في الاستثمار الاقتصادي والتجاري والعمراني، إلى الضواحي مثل الرام والعيزرية.
ومن ناحية أخرى، فإن سياسات الاحتلال تجاه الفلسطينيين في القدس في ما يتعلّق بالضرائب الباهظة المفروضة على السكن والأملاك وضرائب الدخل، وسوء الوضع الاقتصادي للتجار في القدس مع عزلها عن الضفّة، دفع بكثيرين منهم إلى الانتقال للعمل والسكن في الضواحي مثل العيزرية والرام وبير نبالا.
وشهدت هذه الضواحي في السّنوات الماضية حركة عمرانية ضخمة، إذ ازدادت المنشآت السكنيّة والتجارية والورش فيها، وأصبح يسكنها عشرات الآلاف من حملة الهوية المقدسية، بينما انتقل آلاف من مناطق مختلفة من محافظات الضفة الغربية للسكن والعمل فيها لقربها من القدس، ولازدياد الحركة التجارية فيها.
مخطط "إي 1" الاستيطانيمن أبرز المخططات الإسرائيلية الجارية في المنطقة ما يسمى "مشروع إي 1″، الذي يهدف إلى ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس الغربية عبر امتداد عمراني استيطاني، يمر عبر أراضي العيزرية وأبو ديس والسواحرة.
يعد هذا المشروع من أخطر ما يهدد مستقبل العيزرية والقدس، إذ يُقسم الضفة الغربية فعليا إلى قسمين شمالي وجنوبي، ويُجهز على إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا. كما يُحاصر التجمعات الفلسطينية شرق القدس، ويمنع أي توسع عمراني طبيعي لها.