في ذكرى رحيل هشام سليم.. تاريخ فني بدأ بـ«إمبراطورية ميم» وانتهى بـ«هجمة مرتدة»
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل النجم هشام سليم، الذي وافته المنية في 22 سبتمبر من العام الماضي، وحينها امتلأت حسابات أهل الفن بالدعوات له بالرحمة والمغفرة، والتعبير عن فقدان واحد من أبرز نجوم الوسط، الذي رحل مصابًا بمرض السرطان بعدما واجهه ببسالة وشجاعة، إذ علم بإصابته به أثناء تصوير مسلسل «هجمة مرتدة».
نشأ الفنان هشام سليم في أسرة فنية بارزة، فهو ابن اللاعب والممثل الشهير صالح سليم، وشقيق الفنان خالد سليم الزوج السابق للنجمة يسرا.
ولد هشام بمدينة القاهرة عام 1958، وأحب التمثيل منذ صغره، ولفت إليه الأنظار من أول أعماله الفنية، وكانت بدايته عام 1972 من خلال فيلم «إمبراطورية ميم» مع فاتن حمامة وأحمد مظهر وإخراج حسين كمال، ثم توالت أعماله بعد ذلك مثل «أريد حلاً» و«عودة الابن الضال» في مطلع سبعينيات القرن الماضي.
واجتهد هشام سليم في سبيل تطوير موهبته الفنية، فبعد تخرجه من معهد السياحة والفنادق عام 1981، سافر إلى لندن والتحق بالأكاديمية الملكية لدراسة الفنون من خلال دراسات حرة، كما درس اللغة الفرنسية أثناء إقامته هناك، وبعد عودته إلى مصر، استأنف مشواره الفني من خلال المشاركة في أفلام مثل «تزوير في أوراق رسمية» و«لا تسألني من أنا» الذي كان آخر أعمال الفنانة الراحلة شادية.
مواقف إنسانية لهشام سليمفي لقاء نادر أجرته الإعلامية منى الحسيني مع الفنان الراحل هشام سليم، سألته عما إذا فاز بجائزة مالية ماذا سيفعل بها، فأجاب بأنه سيتبرع بها لمعهد أبحاث السرطان، موضحًا أن هذا المرض شديد الخبث، ومن يصاب به بحاجة إلى فترة علاج طويلة وباهظة التكاليف، واعتبر أن التبرع بتلك الجائزة للمعهد ستكون خطوة جيدة منه.
الرد على الانتقاداتوكان انتماء هشام سليم لعائلة فنية بارزة نقطة يتهمه بها بعض النقاد بالوصولية واستغلال علاقات والده، خاصةً عند اختياره في أفلام مهمة مثل «الأراجوز» و«إمبراطورية ميم»، لكن رده كان قاطعًا عندما أكد -في أحد الحوارات التلفزيونية- أنه لو كانت تلك الادعاءات صحيحة لما استطاع إثبات نفسه أمام عمالقة أمثال عمر الشريف وفاتن حمامة، فموهبته هي من أهلته لنيل ثقتهم وليست الواسطة كما ادّعى البعض ظلمًا وحسدًا.
ويظهر من كلام هشام سليم شعوره بالامتنان العميق تجاه أسامة أنور عكاشة ومحمد فاضل، اللذان أصرا على اختياره لبطولة مسلسل «الراية البيضاء» رغم محاولات البعض إقناعهما بعكس ذلك، وعندما سُئل: «لو معاك شهادة تقدير تحب تهديها لمين»، أجاب: «لأسامة أنور عكاشة ومحمد فاضل، لأنهما منحاني الفرصة ووقفا قدام ناس كتير قالولهم بلاش هشام سليم مش هيبقى كويس.. والحمد لله إنى استغليت الفرصة كويس وأثبت نفسى هما وللجمهور».
نصحية صالح سليمواعترف هشام سليم بأنه شعر ببعض الغرور في بداية مشواره الفني، خاصة بعد نجاح فيلم «إمبراطورية ميم» الذي جعل الأنظار تتجه إليه كشاب ناشئ موهوب. ودائما كان والده الكابتن والفنان صالح سليم يحذره من الغرور ويقول له «فوق لنفسك» وينصحة من الوقوع في هذا المطب، مؤكدًا له أن المغرور هو آخر من يكتشف غروره. مؤكدًا أنه سرعان ما انتبه للأمر، وأن من يعرفه عن قرب يعرف أنه ليس مغرورا ، نظرًا لطباعه الخجولة ما جعل البعض يظن أن تحفظه ناتج عن الغرور، ولكنه في الحقيقة ليس كذلك على الإطلاق.
علاقة هشام سليم بكرة القدمحاول الفنان هشام سليم في بداية شبابه احتراف كرة القدم تأثرًا بنجاح والده الكبير اللاعب صالح سليم، لكنه سرعان ما أدرك صعوبة المقارنة واستحالة وصوله لمستوى والده الرفيع في هذه الرياضة. لذا اتخذ قرارًا حكيمًا بتركها والتفرغ لدراسته ثم احتراف التمثيل الذي برع فيه، وعلق على ذلك بأن والده لاعب استثنائي لم يصل إلى مستواه أحد حتى الآن في كرة القدم، لكنه هو أفضل منه في مجال التمثيل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هشام سليم ذكرى هشام سليم وفاة هشام سليم هشام سلیم فی صالح سلیم
إقرأ أيضاً:
رحيل لطفي لبيب.. مصر تودع أيقونة الفن عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض
فقد الوسط الفني المصري والعربي اليوم واحدًا من رموزه البارزة، برحيل الفنان القدير لطفي لبيب عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، لتطوى بذلك صفحة أحد أكثر الممثلين حضورًا وتأثيرًا في تاريخ الفن المصري المعاصر.
وكان نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي قد أعلن في وقت سابق عن تدهور حاد ومفاجئ في الحالة الصحية للراحل، مشيرًا إلى أنه نُقل مجددًا إلى غرفة العناية المركزة بعد تراجع استجابته للعلاج خلال الساعات الأخيرة، وسط حالة من القلق والترقب من زملائه ومحبيه. كما أصدرت النقابة بيانًا طالبت فيه بالدعاء له، مؤكدة أن “حالته كانت حرجة للغاية”.
وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، ترددت أنباء عن التدهور الصحي للفنان، حيث كشف مصدر مقرب أن لبيب خضع للعلاج بالمستشفى نتيجة أزمة صحية متقدمة، قبل أن يغادرها مؤخرًا صباح 17 يوليو بعد تحسن طفيف، أوصى الأطباء بعده بخضوعه لفترة نقاهة في المنزل. إلا أن حالته لم تستقر طويلاً.
وكان مدير أعمال الفنان الراحل قد صرّح بعد خروجه من المستشفى قائلاً: “الفنان تحسّنت حالته، ونشكر كل من تواصل ودعا له”، لكن القدر لم يمهله طويلًا، ليُعلن اليوم عن وفاته التي أثارت موجة من الحزن والأسى في الأوساط الفنية والشعبية.
ويُعد لطفي لبيب من أعمدة الفن المصري، وقد ترك بصمة لا تُنسى في السينما والمسرح والتلفزيون على مدى عقود. تميّز بأدائه المتقن، وتنوع أدواره بين الكوميديا والدراما، ما جعله من الممثلين القلائل القادرين على الانتقال السلس بين الجدّ والهزل.
وبدأت رحلته مع التمثيل في سبعينيات القرن الماضي، وتراكم رصيده إلى أكثر من 100 فيلم سينمائي، إلى جانب أكثر من 30 عملاً دراميًا تلفزيونيًا، بالإضافة إلى أعمال مسرحية شكلت علامات في تاريخ المسرح المصري الحديث.
ومن أبرز أعماله التي لا تُنسى: شخصية السفير الإسرائيلي في فيلم السفارة في العمارة مع عادل إمام، والتي أداها ببراعة جعلت الدور محفورًا في الذاكرة الجماعية، ومشاركته اللافتة في مسلسلات مثل صاحب السعادة وعفاريت عدلي علام، حيث حاز إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء.
ولم يكن لطفي لبيب فنانًا فحسب، بل إنسانًا محبوبًا في الوسط الفني، ووجها مألوفًا في بيوت المصريين والعرب، بفضل حضوره الطبيعي وصوته الهادئ وأدواره التي جمعت بين الحسّ الإنساني والعمق الفني، ونعاه عدد كبير من الفنانين والإعلاميين والمحبين على وسائل التواصل الاجتماعي، مستذكرين مواقفه الفنية والإنسانية، ومؤكدين أن غيابه خسارة لا تعوّض.