السائل الأمنيوسي أو الأمنيوتي أو السلوي كلها مترادفات لإسم السائل الذي يحيط بالجنين عندما يكون داخل رحم أمه.
يمكن تشبيه وجود الجنين داخل الرحم بوجود حيوان بحري يحيط به الماء ، وكلاهما موجودان في بالون ، يتكون جدار البالون من مجموعة من الأغشية، وجود هذا السائل داخل البالون له فوائد فهو يعمل كعازل يعزل الجنين عن الوسط الخارجي ، و يحمي أعضاءه من ضغط عضلة الرحم على جسمه ، و يسمح بنموه دون مقاومة من وسط خارجي ، كما يسمح لأطرافه بالتحرك ، فتنمو عضلاته نمواً سليماً، و لا تلتصق أصابعه بعضها ببعض ، وحيث أن الجنين لا يحتاج إلى التنفس عن طريق الرئة فإن دخول السائل الأمنيوسى الى كل أجزاء الرئة لا يؤدى الى اختناق كما يحدث مع الإنسان اذا غرق، بل إن دخول السائل الأمنيوسي إلى الرئة يساعد في تدريب الحويصلات الهوائية على تبادل الغازات الأكسجين و ثانى أكسبد الكربون بين الهواء الجوي و بين الدم، و هذا هو الهدف الرئيسى من التنفس، و لو لم يكن هناك سائل أمنيوسى كاف قبل الأسبوع الثاني والعشرين للحمل ، فإن الجنين غالباً ما يعجز عن التنفس إذا وُلد ، حتى و لو أتم مدة الحمل ، و السبب أن الحويصلات الهوائية في الرئة لم تنضج بشكل يؤهلها للتعامل مع غازات الهواء .
لنفترض أن الأم استلقت على بطنها ، هل يضغط وزن جسمها على الجنين ، الإجابة بالنفي ، لأن السائل الأمنيوسى يعزل الطفل فلا يتأثر.
السائل الأمنيوسي يتكون من ارتشاح سوائل من جسم الطفل و من المشيمة في مراحل الحمل المبكرة. و لكن بعد الأسبوع الحادي عشر تنمو طبقة القرنية التى تغطي الجلد فتمنع ارتشاح السوائل ، و يبدأ عمل كلية الطفل فيخرج البول من الجسم و يصبح بول الطفل هو المكوّن الرئيس للسائل الأمنيوسى.
وككل سائل ، فإن حيويته تحتاج الى دورة في التجدّد، فإن السائل الأمنيوسي يتكون من بول الطفل ، يخرج إلى الكيس السلوي “البالونى” المحيط بالطفل، ثم يعود إلى جسم الجنين بالبلع بالفم إلى الجهاز الهضمى، و منه إلى دم الجنين الموجود في شريان الحبل السري، و تلك تعيده إلى دم الام ، و هكذا. أي خلل في هذا المسار يؤدى الى زيادة أو نقص ضار في حجم السائل الأمنيوسي.
فلو لاحظنا أن هناك تناقصاً في كمية السائل الأمنيوسي في فترة مبكّرة من الحمل ، فإن هذا ينذر بعدم تكون كلية الطفل أو عدم قدرتها على العمل. و لكن لو كانت الكلية صحيحة ،فإن السبب قد يكون تمزقاً في الأغشية المكوِّنة لجدار البالون ، فيتسرب منها السائل الأمنيوسي إلى الخارج. وقد يكون السبب وجود قصور في قدرة المشيمة على تزويد الجنين بالغذاء ، فينقص حجم السائل لأن كلية الجنين لا تتلقى كمية كافية من السوائل فلا تستطيع إنتاج بول كاف ، الصائم فترة طويلة تقل كميات بوله بالتدريج.
زيادة حجم السائل الأمنيوسي ربما تحدث لأن هناك ما يسدّ طريق السائل عبر القناة الهضمية ، مثل وجود ورم في الرقبة ، أو انسداد في البلعوم أو المعدة او الأمعاء الدقيقة.
إذن فإن الإضرابات في حجم السائل الأمنيوسي مؤشر حسّاس على صحة الجنين.
(يتبع)
SalehElshehry@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
أسباب وأعراض تؤكد إصابة الطفل بالتوحد
التوحد أحد أمراض العصر التي تصيب الأطفال وخصوصا في السنين الأولي من ولادتهم.
إليك أبرز أسباب إصابة الأطفال بالتوحد كما تشير الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة:
أولاً: الأسباب الجينية (الوراثية)
العامل الوراثي من أقوى العوامل المرتبطة بالتوحد.
وجود حالات توحد في الأسرة (خاصة الأشقاء) يزيد من احتمالية إصابة الطفل.
بعض الطفرات الجينية النادرة تؤثر على تطور الدماغ ووظائفه.
ثانياً: العوامل العصبية والبيولوجية
اضطرابات في نمو الدماغ أو عمل بعض المناطق المرتبطة بالتواصل والسلوك الاجتماعي.
وجود خلل في التوازن الكيميائي للناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين.
ثالثاً: العوامل قبل وأثناء الولادة
عمر الأم أو الأب المتقدم عند الحمل.
مشاكل الحمل مثل السكري، أو التعرض للعدوى الفيروسية.
نقص الأكسجين أثناء الولادة أو الولادة المبكرة (الخداج).
استخدام بعض الأدوية أثناء الحمل (مثل بعض أدوية الصرع).
???? رابعاً: العوامل البيئية
التعرض لمواد سامة أو ملوثات أثناء الحمل (مثل الرصاص أو المبيدات).
بعض اللقاحات كانت محل جدل سابقًا، لكن الأبحاث أكدت عدم وجود علاقة بين اللقاحات والتوحد.
خامساً: عوامل غير معروفة
في كثير من الحالات، لا يوجد سبب واحد واضح للتوحد، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين عدة عوامل.
العلامات المبكرة للتوحد عند الأطفال والتي يمكن ملاحظتها خلال مراحل النمو الأولى:
- أولاً: علامات التوحد في عمر 6 أشهر إلى سنة
لا يبتسم أو لا يظهر تعبيرات سعيدة ومتفاعلة.
لا يصدر أصوات مناغاة (مثل "غا غا") أو يقلد الأصوات.
لا يستجيب لاسمه عند مناداته.
لا يتواصل بالعين (نادرًا ما ينظر في عيني الأم أو الأب).
لا يستخدم الإشارات مثل التلويح أو الإشارة للطلب.
ثانياً: علامات التوحد في عمر سنة إلى سنتين
لا يقول كلمات بسيطة مثل "بابا" أو "ماما".
لا يحاول التقليد أو اللعب التفاعلي (مثل التصفيق أو الاختباء).
لا يظهر اهتمامًا بالأطفال الآخرين.
يكرر حركات معينة بشكل مفرط (مثل رفرفة اليدين أو الدوران).
يتمسك بروتين معين بشدة أو ينزعج من التغييرات البسيطة.
ثالثاً: سلوكيات تُلاحظ لاحقًا (بعد سن 3 سنوات)
تأخر ملحوظ في الكلام أو التواصل اللفظي.
استخدام اللغة بطريقة غريبة (مثل تكرار نفس الجملة أو صدى الكلام).
اللعب بطريقة غير معتادة (مثل ترتيب الألعاب بدل اللعب بها).
اهتمام مفرط بموضوع معين أو أشياء غير مألوفة (مثل المراوح أو عجلات السيارات).
حساسية مفرطة أو انخفاض الإحساس تجاه الأصوات، الروائح، اللمس أو الأضواء.