صمت رسمي بشأن هدنة ترامب .. نتنياهو يحاول ضبط إيقاع المرحلة الحرجة باجتماع وزاري مصغر
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، اجتماعاً وزارياً على نطاق أقل عدداً بعد انتهاء اجتماعه الكبير مع "الكابينت"، المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، وذلك وفقاً لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية ضمنها القناة 12 الاسرائيلية.
جاء الاجتماع في سياق التحركات الأمنية والدبلوماسية الحثيثة التي أعقبت إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي تم بموجبه توقيع اتفاق تهدئة يبدأ تنفيذه خلال ست ساعات من الإعلان، ويُنتظر أن تُصبح الحرب "منتهية رسمياً" بعد مرور 24 ساعة
وبحسب تقارير القناة 12، فإن نتنياهو أصدر تعليمات لوزرائه بعدم الإدلاء بأي تصريحات تتعلق بإعلان ترامب حول وقف إطلاق النار، ما يعكس حرصه على إبقاء الصورة مستقرة أمام الرأي العام وتعزيز الانسجام السياسي الداخلي في هذه المرحلة الحاسمة.
وشملت التعليمات الإدارية تأخير أو تقليص اللقاءات الإعلامية لمنع أي انحراف في الموقف الرسمي الذي تنسّقه الآن غرفة عمليات تمهّد للخطوات القادمة، لا سيما إدماج التهدئة على جبهة العمل السياسي مع المحيط الإقليمي والدولي
ويعكس هذا الانتقال إلى اجتماع مصغر بعد ختم الكابينت عدة دلالات. أولها: رغبة الحكومة الإسرائيلية بتقييم سريع ومرن للموقف الأمني من دون الحاجة إلى حضور الوزراء كافة. وثانيها: رغبة نتنياهو في احتواء أية خلافات داخلية محتملة، خاصة حول الشهادة الإعلامية أثناء مرحلة حرجة قد تلقى أنظار الجمهور المحلي والدولي.
وفي هذا الصدد، تسري تقارير عن وجود عدة سيناريوهات قيد الدراسة، تتراوح بين تمديد وقف النار أو الانتقال لمرحلة تفاوضية موسعة بمبادرات خليجية وغربية.
من ناحية أخرى، يعكس الاجتماع ضغوطاً داخلية حقيقية تعرض لها نتنياهو من مجموعته الوزارية المناصرة للحرب، والتي يخشى أن تتراجع عن الدعم إذا ظنت أن التهدئة جاءت بسرعة أو بأوامر خارجية. ولهذا، جاء الاجتماع لتبدأ بلورة مواقف ملموسة، وتحديد خارطة طريق داخلية متينة سترافق أي انسحاب أو وقف للعمليات العسكرية.
على المستوى الفني، ذكر الإعلام الإسرائيلي أن جلسة الكابينت الأمس تضمنت معلومات استخبارية محدثة عن قدرات الرد الإيراني وأهداف التصعيد المحتملة؛ بينما يهدف الاجتماع الحالي للمصغّر لوضع آليات واضحة لتفعيل أي تحرك عسكري أو إعلامي لاحق، في حال خرق الهدنة أو محاولة إيران تنفيذ هجمات إضافية.
وفي المحصلة، يُعد اجتماع نتنياهو المصغّر علامة على ضبط إسرائيلي للفوضى السياسية أثناء أزمة وقف إطلاق النار، ويظهر كيف ينسق رئيس الحكومة بين فريق أمنه ومساراته الرسمية والإعلامية. هذه الخطوات المكثفة تسبق وحسب المراقبين مرحلة حساسة بين استمرار التهدئة وتحديد موعد لمفاوضات ترمي لتثبيت ما تحقق، أو إطلاق عملية ساخنة جديدة إذا تصاعدت الأوضاع في الأيام المقبلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي المجلس الوزاري المصغر القناة 12 الاسرائيلية الرئيس الأمريكي إسرائيل وإيران نتنياهو الكابينت وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يدعو واشنطن لزيادة الضغط على موسكو.. روسيا تدرس هدنة جوية مع أوكرانيا
البلاد (كييف، موسكو)
في تصعيد جديد يعكس خطورة الوضع الميداني والدبلوماسي في الحرب المستمرة منذ 2022، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة والدول الغربية إلى تكثيف الضغوط على روسيا، بالتزامن مع تنفيذ موسكو هجوماً صاروخياً استهدف منشآت طاقة حيوية في منطقة أوديسا جنوب البلاد، وهو ما وصفه زيلينسكي بـ”الضربة الخبيثة” التي تهدف إلى حرمان الأوكرانيين من التدفئة مع اقتراب الشتاء.
وقال زيلينسكي، في رسالة عبر تطبيق “تيليغرام”: إن الهجوم الروسي طال منشأة غاز إستراتيجية في قرية نوفوسيلسكي، قرب الحدود الرومانية، حيث يقع خط الربط “أورلوفكا” المتصل بأنابيب “ترانس بلقان”، مشيرًا إلى أن هذه المنشآت تُعد من الأعمدة الأساسية لإمدادات الغاز إلى بلاده. وأضاف أن الضربة تأتي ضمن”نهج ممنهج” يستهدف البنية التحتية الحيوية، في وقت تعاني فيه البلاد من نقص حاد في الطاقة بفعل الهجمات الروسية المتكررة.
من جانبه، أكد حاكم منطقة أوديسا وقوع الهجوم، مشيرًا إلى أن فرق الطوارئ تعمل على احتواء تداعياته، وسط غياب معلومات رسمية حول حجم الضرر أو تأثيره على عمليات ضخ الغاز.
وفيما أعلن ترامب عزمه فرض عقوبات على الدول التي تواصل استيراد النفط والغاز من روسيا، كشفت تقارير أميركية عن نية البيت الأبيض رفع الرسوم الجمركية على الهند بسبب استمرارها في التعاون التجاري مع موسكو، ضمن حملة لتضييق الخناق على الاقتصاد الروسي وتمويله للحرب.
وعلى الجانب الروسي، أنهى الرئيس فلاديمير بوتين جلسة مفاوضات استمرت ثلاث ساعات مع المبعوث الأمريكي ويتكوف أمس في موسكو، وسط تكتم حول نتائجها المباشرة. ونقلت وكالة”بلومبيرغ” عن مصادر مطلعة أن الكرملين ناقش خلال اللقاء احتمالية تقديم تنازلات محدودة تشمل “هدنة جوية” مع أوكرانيا، كجزء من مقترحات أولية لوقف التصعيد العسكري، دون أن يشمل ذلك إنهاء الحرب بالكامل.
التقرير أشار إلى أن موسكو، رغم تمسكها بأهدافها الاستراتيجية، بدأت تدرك أهمية تخفيف الضغط الدولي، لا سيما مع تلويح ترامب بإجراءات قد تؤثر على حلفاء روسيا الاقتصاديين.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد صرّح قبيل اللقاء بأن”تحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة سيستغرق وقتاً طويلاً”، في إشارة إلى عمق الأزمة السياسية بين الطرفين.