عبر محمد بنعليلو، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، اليوم الإثنين، عن تثمينه « عاليا » لـ »الشراكة القائمة بين الهيئة وشبكة « أريج » )إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية(، وذلك في افتتاح دورة تدريبية حول « صحافة البيانات ودورها في مكافحة الفساد »، بمشاركة نحو 20 صحافيا وصحافية من مختلف المنابر الإعلامية.

وقال بنعليلو في كلمته الافتتاحية للدورة التدريبية، صباح اليوم بضاية الرومي، إن « ميثاق الشفافية لا يكتب فقط في تقارير الدولة والمؤسسات، بل يكتب أيضا على صفحات الصحف والمواقع الجادة، ويُبث في منصات الإعلام المسؤول ».

وتؤطر الدورة التدريبية المنظمة من طرف هيئة النزاهة والوقاية من الرشوة، بشراكة مع شبكة « أريج »، عضو هيئة تحرير « أريج »، إيثار العظم، وهي مدربة صحافة البيانات.

 

وتابع بنعليلو، « نراهن عليكم -كصحفيات وصحفيين- أن تكونوا جزءًا من دينامية وطنية لا تهادن الفساد، ولا تتواطأ مع الصمت، وأيضا لا تنجر وراء السطحية والإثارة، بل تسعى إلى تعزيز الثقة بين المواطن والدولة من خلال معبر الحقيقة ».

وعبر رئيس الهيئة، عن يقينه بأن « صحافة البيانات أداة مركزية لترجمة الحق في المعرفة إلى واقع ملموس، وتحرير النقاش العمومي من التعتيم والسطحية وتحويله نحو وجهة تضمن عمق الفهم المبني على جودة المعطيات ودقة الوقائع المقدمة ».

وشدد المتحدث على أن « صحافة البيانات، ليست مجرد جنس صحفي تقليدي، بل تحول نوعي في آليات التتبع، والتوثيق، والتحليل، والكتابة الصحفية »، مؤكدا أنها « منهجية اشتغال ترتكز على التحليل الإحصائي، وتقاطع المعطيات، والاستقصاء الوثائقي، بالاعتماد على قواعد بيانات مفتوحة، هدفها إعادة بناء المعلومة المجردة ضمن سردية صحفية قائمة على معطيات دقيقة، تُعرض في شكل قصة مدعومة بالأدلة الرقمية ».

وشدد المتحدث، على أن « الحق الدستوري في المعلومة، يظل ناقصًا ما لم يصاحبه تمكين المواطن من أدوات الفهم والتحليل والاستيعاب »، مضيفا، « وهنا يبرز دور هذا الجنس الصحفي، القائم على تحليل البيانات، وقدرته على تحويل الأرقام الجافة إلى قصص صحفية حقيقية، تجسد شفافية المعلومة وتُقرب الحقيقة من المواطن ».

وقال المتحدث أيضا، « إن الممارسة الصحفية المرتكزة على البيانات، تنتقل في موضوع لقائنا من مجرد الرصد السلبي للوقائع إلى صناعة الوعي بالمعلومة المؤسِّسة للمساءلة، وتساهم في تحويل المعطيات الرقمية إلى سلطة مضادة فاعلة، تكون بمثابة رادار مجتمعي يلتقط مظاهر الانحراف، ويعيد توجيه البوصلة نحو الإصلاح بعيدا عن مظاهر الاختلاق والإشاعة ».

وأوضح بنعليلو أن صحافة البيانات، بمثابة « شكل جديد من أشكال تفكيك شبكات المصالح، وتتبع مسارات المال العام، وبالتالي مكافحة الفساد، شكلا، يُقرّب المواطن من آليات الرقابة والمحاسبة الواعية، ويمنحه أدوات الفهم والتفسير، بدل تركه أسير العناوين المبهمة والأرقام الجافة ».

إن المادة الخام لصحافة البيانات ليست دائمًا سرًّا محميا، أو معلومة مسربة، يؤكد رئيس الهيئة، « بل هي موجودة في قواعد البيانات العمومية، وفي التقارير الرسمية، وفي المعطيات المفتوحة، التي تستدعي من الصحفي التحلي بالمهنية والمهارة والأخلاق، وبالقدرة على استخراج المواضيع ذات الصلة بالمصلحة العامة ».

وشدد بنعليلو على أن « مكافحة الفساد ليست شأنًا حكوميًا أو مؤسساتيًا داخليًا فقط، بل هي قضية مجتمع بكل مكوناته »، مؤكدا على دور « الإعلام المهني المسؤول، بما يملكه من قوة تأثير على الرأي العام، وقدرة على تحويل قضايا الفساد إلى نقاش عمومي عميق ومنتج، لا إلى مجرد زوابع سطحية أو حملات ظرفية ».

وخلص المسؤول عن الهيئة، إلى أن الانخراط في هذا الورش التكويني، « هو دليل على وعي جماعي بدور الإعلام في بناء منظومة النزاهة، مضيفا، « فإذا كننا في الهيئة مطالبين بإنتاج المؤشرات والأرقام، فنحن دون أدنى شك محتاجون أكثر إلى وسطاء مهنيين محترفين لإبلاغ الرسائل التي تحملها تلك المؤشرات والأرقام، ونقلها إلى الرأي العام بلغة واضحة، دقيقة ومسؤولة ».

مؤكدا من جديد، أن « صحافة البيانات ليست ترفًا تقنيًا، بل معركة مجتمعية دفاعًا عن الحق في المعرفة، وعن الحق في العيش في بيئة نزيهة »، مجددا التزام الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، بـ »مواكبة كل المبادرات التي تستهدف تمكين الصحافة الوطنية من أدوات تحليل البيانات ومراقبة الشأن العام، بما يعزز مكانة الإعلام كفاعل رئيسي في محاربة الفساد، لا كمجرد ناقل للخبر ».

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: صحافة البیانات

إقرأ أيضاً:

نقابة العلاج الطبيعي تكرم نقيب الأشراف لدوره في محاربة التطرف

كرّمت النقابة العامة للعلاج الطبيعي، اليوم الجمعة، السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف ووكيل مجلس النواب السابق، تقديرًا لإسهاماته الوطنية في محاربة التطرف وترسيخ الوسطية ودعم ذوي الإعاقة، وذلك خلال مؤتمر "تحدي الإعاقة" في نسخته السابعة.

وأكد الدكتور سامي سعد، نقيب العلاج الطبيعي، أن تكريم الشريف جاء تتويجًا لدوره البارز في خدمة المجتمع، مشيدًا بإسهاماته عبر موقعه كنقيب للأشراف ومسيرته البرلمانية، ودوره في دعم الفكر المستنير ومحاربة التطرف والإرهاب، إضافة إلى دعمه المستمر لقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأوضح سعد أن الشريف أسهم في دعم مبادرات دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، وساند جهود تطوير مهنة العلاج الطبيعي والدفاع عن حقوق العاملين بها، بما يعكس رؤية شاملة للعمل المجتمعي.

من جانبه، أعرب محمود الشريف عن تقديره للتكريم، مؤكدًا أن خدمة الوطن مسؤولية مشتركة، وأن مواجهة التطرف تتطلب عملًا مؤسسيًا وتكاتفًا مجتمعيًا لدعم الفئات الأكثر احتياجًا.

وحضر الاحتفالية عدد من أعضاء النقابة وشخصيات عامة في أجواء عكست تقدير المجتمع المهني لدور الشريف الإنساني. وجاءت الفعالية ضمن مؤتمر "تحدي الإعاقة" الذي تنظمه النقابة برعاية ثلاثة وزراء: خالد عبدالغفار، ومحمد أيمن عاشور، ومايا مرسي، وتستمر أعماله حتى غدٍ السبت.

مقالات مشابهة

  • قرار القضاء العراقي بين سندان القانون ومطرقة الفساد
  • نيامي.. التحالف الإسلامي يختتم برنامج محاربة تمويل الإرهاب
  • هيئة مكافحة الفساد: الانقسامات ليست ذريعة والتحديات لن توقف العمل
  • نقابة العلاج الطبيعي تكرم نقيب الأشراف لدوره في محاربة التطرف
  • «التحالف الإسلامي» يختتم البرنامج المتقدم في محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال بنيجيريا
  • أين الشرعية؟.. المنصات تتساءل بعد سيطرة أميركا على ناقلة نفط فنزويلية
  • ويبينار وطني في وزارة التربية لشرح آليات جمع البيانات وتوحيدها في المدارس الرسمية
  • صحافة عالمية: أوروبا قادرة على قيادة المفاوضات ووضع شروط ترهب موسكو
  • الرئيس اللبناني لـ"العُمانية": نتطلع لتحقيق شراكة استراتيجية مبنيّة على المصالح المشتركة
  • عون: نتطلع لتحقيق شراكة استراتيجية مبنيّة على المصالح المشتركة