يتزايد الوعي بالدور الحيوي الذي تلعبه اللغات في التنمية البشرية، وفي ضمان التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، وتحقيق التعليم الجيد للجميع وبناء مجتمعات المعرفة الشاملة، فضلا عن تعبئة الإرادة السياسية لتطبيق فوائد العلم والتكنولوجيا لمصلحة التنمية المستدامة.
يأتي الاحتفال السنوي باليوم الدولي للترجمة لتذكير المستخدمين من المترجمين وخدمات الترجمة للأعمال الهامة التي يقوم بها المترجمون بإتقان ومثالية، حيث يغفل كثير من الناس جهود هذه الفئة التي تمارس دورها اللغوي من أجل إخصاب الحقول المعرفية.


وساهمت الترجمة في تناقل المعارف بين اللغات العديدة، حيث شكلت قيمة أساسية للأمم المتحدة التي جعلت يوم الـ30 من سبتمبر يوما عالميا للترجمة، وأعلن الاتحاد الدولي للترجمة أن شعار اليوم العالمي للترجمة لعام 2023 هو «عالم بلا حدود»، لأن الترجمة ليست فنا جانبيا من حياتنا، فهي تحتل أهمية استراتيجية للناس وكوكب الأرض بما تمنحه من سبل للتواصل بين الشعوب والثقافات.
وفي البحث التاريخي، تشير الآثار والمنحوتات إلى أن أول حضارة عرفت الترجمة هي حضارة ما بين النهرين، وكانت عبارة عن معجم مكتوب فيه مجموعة كلمات وتقابلها معانيها، بالإضافة إلى ترجمة أجزاء من ملحمة جلجامش السومرية، إلى عدة لغات آسيوية منذ الألفية الثانية قبل الميلاد، ثم ازدهرت الكتابة بعد ذلك في بلاد ما بين النهرين ومصر القديمة.
وفي العالم العربي، وانطلاقا من أهمية الترجمة، فقد وضعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» الاهتمام بهذه الفئة مبكرا، خطة قومية للترجمة أقرها مؤتمر وزراء الثقافة العرب خلال مؤتمر بالجزائر عام 1983، ووجهت «الألكسو» المراكز والإدارات التابعة لها نحو إغناء المكتبة العربية بالترجمات الأدبية والثقافية والعلمية من مختلف اللغات، ووضع الكثير من المعاجم المتخصصة التي تساعد المترجمين على نقل المعارف من مختلف الثقافات إلى لغتنا العربية.
وفي هذا السياق التطويري للاهتمام ببناء جسور التفاهم والتواصل بين مختلف الثقافات والمجتمعات الإنسانية، بادرت دولة قطر بتأسيس «جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» عام 2015، إسهاما منها برعاية الترجمة بين اللغة العربية ومختلف لغات العالم، لدفع مسار المثاقفة ودعم حركة الترجمة في العالم من اللغة العربية وإليها، لتصبح هذه الجائزة بعد سنوات قليلة من انطلاقها، أهم وأكبر جائزة ترجمة في المنطقة.
وقد تأسست الجائزة بالتعاون مع منتدى العلاقات العربية والدولية، وهي جائزة عالمية يشرف عليها مجلس أمناء مستقل، ولجان تحكيم محايدة، ولجنة تسيير احترافية تشكلت لهذا الغرض.
وتسعى الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم عربيا وعالميا في مد جسور التواصل بين الأمم والشعوب، وفي تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، ومكافأة التميز، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح، كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي عبر فعاليات الترجمة والتعريب.
وتهدف الجائزة لتشجيع الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية على الاهتمام بالترجمة والتعريب والحرص على التميز والإبداع فيهما، والإسهام في رفع مستوى الترجمة والتعريب على أسس الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية، وإغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وتقدير كل من أسهم في نشر ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي، أفرادا ومؤسسات.
وتنقسم فئات الجائزة إلى ثلاث فئات، فالفئة الأولى تختص بجوائز الترجمة، وتنقسم إلى الفروع الأربعة التالية: الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، والترجمة إلى اللغة العربية من اللغة الإنكليزية، والترجمة من اللغة العربية إلى إحدى اللغات الأجنبية الأخرى، وأخيرا الترجمة إلى اللغة العربية من إحدى اللغات الأجنبية الأخرى.
أما الفئة الثانية فهي جوائز الإنجاز، وتمنح لترجمات من لغات مختارة إلى اللغة العربية ومن اللغة العربية إلى تلك اللغات التي تشمل الأوردية، والأمهرية، والهولندية، واليونانية الحديثة، بالإضافة إلى اللغة السندية التي أضيفت ضمن جوائز مسابقة هذا العام 2023 في دورتها التاسعة، فيما خصصت الفئة الثالثة لجائزة التفاهم الدولي، وتمنح تقديرا لأعمال قام بها فرد أو مؤسسة، وأسهمت في بناء ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي، حيث تقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه أو عن طريق المؤسسات المختصة.
كما تمنح الجائزة بناء على مجموعة أعمال تم إنجازها في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، وساهمت في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي، ويبلغ مجموع الجوائز مليوني دولار، وتتوزع على ثلاث فئات: جوائز الترجمة 800 ألف دولار، وجوائز الإنجاز مليون دولار ، وجائزة التفاهم الدولي 200 ألف دولار.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الحوار بين الثقافات اليوم الدولي للترجمة من اللغة العربیة إلى اللغة

إقرأ أيضاً:

جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعلن تشكيل لجنة التحكيم لدورة 2026

أعلنت «جائزة زايد للأخوّة الإنسانية» تشكيل لجنة تحكيم دورتها السابعة، والتي سيختار أعضاؤها أفراداً وكيانات ومؤسسَّات من مختلف الخلفيات من جميع أنحاء العالم، لتكريمهم بالجائزة الدولية المستقلة التي تبلغ قيمتها المالية مليون دولار أميركي، تقديراً لجهودهم في ترسيخ قيم الأخوّة الإنسانية، وتحقيق إنجازات بارزة لتعزيز التفاهم والتعايش بين الشعوب والثقافات. تحمل الجائزة اسم الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، الذي عُرِفَ بإنسانيته وتفانيه في العمل الخيري ومدّ يدِ العون للشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات.

ويمثّل أعضاء لجنة التحكيم خلفيات متنوعة وخبرات عدّة، ما يُسهم في تعزيز قدراتهم على تقييم الترشيحات الواردة من أكثر من 60 دولة، والتي تشمل مجموعة واسعة من الموضوعات والمبادرات الإنسانية، بما في ذلك العمل المناخي، والحدّ من الفقر، وتنمية المجتمعات، وتوفير الرعاية الصحية.

وتضمُّ لجنة التحكيم الجديدة للجائزة في نسخة عام 2026 كلاً من كاثرين راسل، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومعالي شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي السابق، ورئيس وزراء بلجيكا الأسبق، ومعالي موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السابق، ورئيس وزراء تشاد الأسبق، ومعالي سعيدة ميرزيوييفا، رئيس الإدارة الرئاسية في جمهورية أوزباكستان، ونيافة الكاردينال خوسيه تولينتينو دي مندوسا، رئيس دائرة الثقافة والتعليم في الكرسي الرسولي في الفاتيكان، وسعادة المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجائزة.

وقال المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجائزة: «ينتسب أعضاء لجنة تحكيم الجائزة في دورتها السابعة إلى قارات وخلفيات متنوعة تشمل إفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط والأمريكيتين، ويمثِّلون مجالات متنوعة تتضمَّن تقديم المساعدات الإنسانية للأطفال، والعمل الدبلوماسي، وتعزيز التبادل المعرفي والحوار بين الثقافات، وتطوير التعليم، والإعلام، والقانون»، مؤكداً سعادته أن هذا التنوع يُجسّد الأهداف النبيلة للجائزة، ورسالتها العالمية السامية.

وأضافَ سعادته: «نتطلع إلى تكريم الأفراد والكيانات الذين يخدمون البشرية، ويجسّدون القيم الإنسانية التي رسَّخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسِّس دولة الإمارات العربية المتحدة، ويسير على نهجه الكريم في العمل الإنساني المبني على تقديم العون والدعم للجميع، من دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس أو العرق أو الجنسية، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، راعي الأخوة الإنسانية».

وقالت كاثرين راسل، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف): «يشرفني الانضمام إلى لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوّة الإنسانية، ذات الالتزام الراسخ بتحسين جودة حياة الأطفال والأجيال المُقبلة. إن رسالة الجائزة في تعزيز المبادئ التي تضمنتها وثيقة الأخوة الإنسانية، بما في ذلك حقوق الطفل وتعزيز رفاهيته، تنسجم بشكل وثيق مع مهمة اليونيسف في حماية حقوق أطفال العالم».

وقال معالي شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي السابق، رئيس وزراء بلجيكا الأسبق: «إن جائزة زايد للأخوّة الإنسانية هي أكثر من مجرد جائزة؛ إنها منصة تُلهم العالم وتعرض نماذج متنوعة للتعايش السلمي والتقدم»، وأضاف معاليه: «بصفتي من الداعمين للجائزة منذ انطلاقها، يشرفني بكل تقدير أن أكون جزءاً من لجنة تحكيم الدورة السابعة».

أخبار ذات صلة «زايد الإنسانية» تستضيف محاضرة «ازرع الإمارات» هزاع بن زايد: نقف بكل اعتزاز أمام الإرث الإنساني الكبير للأب المؤسس الشيخ زايد

وأكَّد معالي موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السابق، ورئيس وزراء تشاد الأسبق، أن انضمامه إلى لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية يُعدُّ شرفاً كبيراً، مُشيراً إلى أن مسيرته المهنية كانت دائمة التركيز على تعزيز الوحدة داخل القارة الإفريقية وعلى مستوى العالم. وأضاف أن أعضاء لجنة تحكيم الجائزة، التي كرَّمت حتى الآن خمسة فائزين من قارة إفريقيا، سيعملون معاً لتسخير الجهود نحو الفصل القادم من مسيرة الأخوة الإنسانية، وترسيخ قيمها عالمياً.

وقالت معالي سعيدة ميرزيوييفا، رئيس الإدارة الرئاسية في جمهورية أوزباكستان: «يشرفني الانضمام إلى هذه اللجنة الموقّرة كأول عضو من آسيا الوسطى في لجنة تحكيم الجائزة. وبالتعاون مع زملائي في اللجنة، سنسعى إلى تسليط الضوء على أبطال الإنسانية المجهولين الذين يعملون من أجل الارتقاء بجودة حياة المجتمعات، وإيجاد حلول للتحديات العالمية المُلحّة».

وقال الكاردينال خوسيه تولينتينو دي مندوسا، رئيس دائرة الثقافة والتعليم في الكرسي الرسولي في الفاتيكان: «إن تعييني في لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية يأتي ضمن الرسالة النبيلة والمسار الإنساني الذي وضعه الراحل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق، الذي كان مصدر إلهام لتأسيس الجائزة وأحد المُكرّمين بها فخرياً. وإنني أقبل هذه المسؤولية التي أوكلها إليّ قداسة البابا فرنسيس، والتي أتشاطرها مع جميع أعضاء اللجنة، لتكريم أولئك الذين يُجسّدون قيم الأخوة الإنسانية من خلال أفعالهم الخيرة والنبيلة».

وأضاف: «واستجابة لتوجيهات البابا ليو الرابع عشر، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ودعمه المستمر، أتطلع إلى مراجعة الترشيحات التي تستقبلها اللجنة، والتعرّف على الأفراد والكيانات الذين يُحدثون فارقاً حقيقياً في عالمنا».

يمكن للمُرشَّحين المؤهّلين تقديم ترشيحاتهم لدورة 2026 من الجائزة حتى الأول من أكتوبر المقبل عبر الموقع الرسمي لجائزة زايد للأخوّة الإنسانية: zayedaward.org.

ويُذكَر أن الجائزة أسِّسَت عام 2019 تخليداً للقاء التاريخي في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي جمع فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالراحل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق، حيث وقَّعا «وثيقة الأخوة الإنسانية»، واحتفت الجائزة منذ ذلك الحين بـ16 مُكرَّماً من 15 دولةً، داعمةً جهودهم الإنسانية في مجالات متنوّعة تشمل الرعاية الصحية والتعليم وتنمية المجتمع وإعادة توطين اللاجئين، وتمكين النساء والشباب.

ومنذ انطلاقها، كرَّمت الجائزة عدداً من الشخصيات والمنظمات المؤثرة في مسيرة الأخوة الإنسانية، ومنهم فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف (حائز على الجائزة فخرياً)، وقداسة الراحل البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق (حائز على الجائزة فخرياً)، والسيد أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، والناشطة المناهضة للتطرف، لطيفة ابن زياتن، وصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وقرينته الملكة رانيا العبد الله، والمنظمة الإنسانية الهايتية مؤسسة المعرفة والحرية (فوكال)، ومنظمة سانت إيجيديو، وصانعة السلام الكينية شمسة أبو بكر فاضل، والمنظمتان الخيريتان الإندونيسيتان نهضة العلماء والمحمدية، وجراح القلب العالمي البروفيسور السير مجدي يعقوب، والراهبة نيلي ليون كوريا، الرئيسةُ والمؤسِسة المشاركة لمؤسَسة »المرأة الصامدة« في تشيلي، ومعالي ميا أمور موتلي، رئيسة وزراء بربادوس، ومنظمة «المطبخ المركزي العالمي»، والشاب المبتكر هيمان بيكيلي.

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • جائزة زايد للأخوّة الإنسانية تشكل لجنة تحكيم دورتها السابعة
  • تعرف إلى تشكيل لجنة جائزة زايد للأخوّة الإنسانية
  • ماريانا ماسا: كيف حررت الترجمة اللغة العربية من كهوف الماضي وقادتها إلى الحداثة؟
  • تنصيب أعضاء لجنة تنظيم جائزة المجتمع المدني.. بايتاس يشيد بانفتاح الجائزة على مغاربة العالم
  • جائزة زايد للأخوّة الإنسانية تعلن تشكيل لجنة تحكيم دورتها السابعة 2026
  • جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعلن تشكيل لجنة التحكيم لدورة 2026
  • منح دولية وجهود قطرية لدعم قطاع الكهرباء في سوريا
  • الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية بالجزائر.. آفاق واعدة لحركية صاعدة
  • تكريم 29 فائزًا في الدورة الأولى من جائزة محمد بن حم للتطوع التخصصي
  • جائزة الشارقة للاتصال الحكومي تضيء على القيم والتضامن والهوية