مهاجر أفريقي يثير إعجاب الفرنسيين بشجاعته ويكشف عنصرية المجتمع
تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT
الحادثة وقعت مساء الجمعة الرابع من يوليو/تموز، وبينما كانت باريس تستعد لعطلة نهاية الأسبوع، دوى إنذار حريق في مبنى سكني بشارع "دو لا شابيل" في الدائرة رقم 18.
واندلع الحريق في الطابق الثاني، وسرعان ما التهمت ألسنة اللهب الشقق العلوية، محاصرة السكان في طوابق عليا مع تصاعد كثافة الدخان والنيران التي أغلقت طرق الهروب التقليدية.
ووسط هذا المشهد المرعب، وجدت عائلة مكونة من أم وأطفالها نفسها عالقة في الطابق السادس، بينما كانت النيران تقترب منهم بسرعة مخيفة.
وفي هذه اللحظة الحرجة، لم ينتظر فوسينو سامبا المهاجر من أصول أفريقية -الذي يقطن في المبنى المجاور- وصول فرق الإنقاذ الرسمية.
فقام سامبا بفتح نافذة شقته وخرج منها ليجد نفسه واقفاً على حافة ضيقة لا يتجاوز عرضها بضعة سنتيمترات، تفصل بين الحياة والموت.
وبخطوات حذرة ومحسوبة، سار على هذه الحافة الضيقة حتى وصل إلى الشقة المشتعلة، حيث التقط أولاً رضيعاً ومرره إلى شخص كان ينتظر في الشقة التي خرج منها.
ولم يكتف سامبا بهذا الإنجاز المذهل، بل عاد مرة أخرى وأنقذ رضيعاً ثانياً، ثم طفلاً ثالثاً، في وقت كان الدخان الأسود يتصاعد من حوله ويشكل خطورة على حياته.
وعن هذه المغامرة الاستثنائية، قال سامبا لوسائل الإعلام "كنت مضطراً لفعل ذلك، كان هناك رضيعان، أمسكت بالطفل الأول، وكان يمكن أن يسقط من بين ذراعي، لكنها كانت مخاطرة لا بد منها".
ولم تمر هذه البطولة الاستثنائية دون اعتراف رسمي، حيث وصف وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان سامبا بأنه "بطل حقيقي" مضيفاً "في مجتمع يميل نحو الفردية، ما فعله سامبا يلهمنا جميعاً".
تعقيدات المجتمع الفرنسي
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً وانقساما إلى عدة اتجاهات متباينة تعكس تعقيدات المجتمع الفرنسي المعاصر.
حيث اتفق معظم المتفاعلين على شجاعة الرجل الاستثنائية وإنسانيته العالية، لكنهم اختلفوا حول تقييم طريقته في الإنقاذ ودوافع التركيز الإعلامي على هويته، وهو ما أبرزته حلقة (2025/7/7) من برنامج "شبكات".
إعلانوعبرت المغردة نورة عن إعجابها وتقديرها لما قام به، وغردت تقول "بطل حقيقي! قليلون يملكون الشجاعة للخروج على حافة ضيقة لإنقاذ أطفال وسط النيران".
وفي نفس السياق الإعجابي، كتب الناشط سمير "ما أظهره سامبا من شجاعة وإنسانية موقف يُدرس، لا يهم أصله ولا جنسيته، بل يكفي أنه أنقذ أرواحاً بريئة من موت محقق، كل التحية له".
وعلى الجانب الآخر، عبر المغرد بيير عن موقف أكثر حذراً، وكتب يقول "لا أحد ينكر شجاعة سامبا، لكن ما فعله كان مغامرة قد تودي بحياة الأطفال أو حياته هو نفسه، أحياناً يكون الانتظار لحين وصول المختصين أكثر أماناً".
ومن زاوية أخرى، طرحت الناشطة أولين تساؤلا نقديا، وكتبت تقول "لماذا يركز الإعلام على كونه مهاجراً من أصل أفريقي؟ هناك كثير من الفرنسيين قاموا بأعمال بطولية ولم يُسلط عليهم الضوء هكذا، البطولة لا جنسية لها".
وقد أسفر الحريق عن إصابة 13 شخصاً باختناق بسبب الدخان، نُقل منهم ثمانية إلى المستشفى، في حين وُضعت العائلة التي أنقذها سامبا تحت الرعاية الطبية.
وفي إطار التعامل مع تداعيات الحادث، أعلنت بلدية باريس توفير مساكن بديلة لـ18 شخصاً من المتضررين، بينما تواصل السلطات تحقيقاتها لكشف ملابسات الحريق وأسبابه.
7/7/2025-|آخر تحديث: 21:05 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
خوجة في مكة يستعرض تاريخ الصحافة السعودية ومستقبلها الرقمي ويكشف قصة إطلاق قناتي القرآن والسنة
مكة المكرمة – الجزيرة – سليمان وهيب
استعرض معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وزير الثقافة والإعلام الأسبق، رحلته الطويلة في وزارة الثقافة والإعلام والسلك الدبلوماسي، وسلّط الضوء على تاريخ الصحافة السعودية منذ عهد المؤسس لهذه البلاد الطاهرة، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، ومراحل التطور التي شهدتها الحركة الصحفية في المملكة على مدار قرن من الزمان، بدءاً من تأسيس صحيفة أم القرى وصولاً إلى الوقت الراهن.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظّمه فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة مكة المكرمة في مقر غرفة مكة المكرمة، والذي جمع معاليه بأعضاء الهيئة تحت عنوان: “الصحافة في المملكة: رؤى وتطلعات، فرص وتحديات”.
وأكد الدكتور خوجة أن الصحافة السعودية تمتلك فرصاً كبيرة إذا أحسنت قراءة الواقع واستغلت أدوات العصر، مشيراً إلى أن التحول نحو الإعلام الرقمي بات ضرورة أمام المؤسسات، وموضحاً انتهاء عصر الصحافة الورقية وضرورة انتقال المؤسسات الإعلامية إلى نماذج أكثر استدامة تتوافق مع المرحلة الحالية والثورة التقنية التي يعيشها العالم.
وأضاف أن المرحلة الراهنة تتطلب من الصحف الورقية العمل على بناء مشاريع استثمارية جديدة تتواءم مع التحولات المتسارعة وتضمن موارد مالية تدعم استمراريتها.
وكشف خوجة خلال حديثه للصحفيين عن قصة انطلاق قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية إبان عمله في الوزارة، فقال: “إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، أبدى سروره حينما نقلت له فكرة إنشاء قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية وبثهما على مدار اليوم، وطلب مني، رحمه الله، اطلاعه على التصور فوافق عليه فوراً”.
ودعا الله أن يجزي قادة هذه البلاد المباركة خير الجزاء، منوهاً بجهودهم القيادية والريادية من عهد المؤسس، طيب الله ثراه، إلى العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رعاه الله، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، واهتمامهم بكل ما يتعلق بخدمة الحرمين الشريفين ونشر هدي وسماحة الإسلام إلى العالم بأسره.
كما قدّم معاليه شكره لرئيس هيئة الصحفيين السعوديين، الأستاذ عضوان بن محمد الأحمري، وللجهود التطويرية المبذولة في هيئة الصحفيين، ولفرع الهيئة بمنطقة مكة المكرمة على تنظيم هذا اللقاء.
وكان اللقاء قد بدأ بكلمة ترحيبية من مدير فرع الهيئة بمنطقة مكة المكرمة، الأستاذ فهد بن عبدالعزيز الإحيوي، الذي أشاد بالجهود الكبيرة التي قدمها معاليه لخدمة القطاع الثقافي والإعلامي خلال فترة عمله بالوزارة. وأشار إلى أهمية هذا اللقاء وما تشهده المملكة العربية السعودية من تطور في كافة القطاعات، وفي قلب هذا التطور تبرز صحافة المملكة وريادتها العربية والشرق أوسطية، موضحا بأن هذا اللقاء يمثل إضافة نوعية وإثراءً معرفياً كبيراً لما يتمتع به معاليه من خبرة عريقة ورؤية ثاقبة في مجال الثقافة والإعلام.
اقرأ أيضاًالمجتمعتدخين عدد أقل من السجائر غير كاف للحد من الأضرار التي يتسبب بها التدخين
وحظي اللقاء، الذي حضره عدد من المسؤولين وجمع من الإعلاميين والإعلاميات، بتفاعل ونقاشات ثرية، عكست اهتمام الوسط الإعلامي في مكة المكرمة بمستقبل الصحافة السعودية في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها الساحة الإعلامية.
وفي ختام اللقاء، قدّم مدير فرع الهيئة بمنطقة مكة المكرمة الإحيوي درعاً تذكارياً للدكتور الخوجة، كما تم تكريم عدد من شركاء النجاح: غرفة مكة المكرمة، لدورهم الرائد في تنظيم ونجاح هذا اللقاء