الرئيس التشادي يزور المستشفي الميداني الإماراتي في أمدجراس
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
قام فخامة محمد إدريس ديبي إنتو رئيس المجلس الانتقالي رئيس جمهورية تشاد بزيارة للمستشفي الإماراتي الميداني في مدينة أمدجراس التشادية يرافقه عدد من المسؤولين في تشاد .. وكان في استقباله الدكتور علي سلطان السناني القائم بأعمال مدير المستشفي والفريق الطبي العامل به.
وتجول الرئيس التشادي في المستشفى واستمع إلى شرح مفصل من الدكتور علي سلطان السناني عن سير عمل المستشفي والمهام والواجبات التي يضطلع بها وطبيعة الخدمات الطبية والعلاجية والإنسانية التي يقدمها وما يحتويه من أقسام مختلفة وثلاث مناطق رئيسية تشمل المنطقة الحمراء (قسم الطوارئ) والمخصص لعلاج الحالات الحرجة والتي تحتاج إلى تدخل فوري وسريع وهذه المنطقة مجهزة بأحدث الأجهزة من أشعة سينية وتلفزيونية وغيرها من الأجهزة الدقيقة.
وأشاد الرئيس التشادي بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العمل الإنساني والخيري معربا عن شكر وتقدير بلاده للإمارات قيادة وحكومة وشعبا على إنشاء هذا المستشفي وأكد أن الإمارات بلد العطاء والخير والإنسانية وهذا ليس بغريب عليها.
وبهذه المناسبة قال الدكتور علي سلطان السناني إن المستشفى يستهدف مد يد العون والمساندة والدعم الإنساني للاجئين من الأشقاء السودانيين المتأثرين بالأوضاع الصعبة التي تسبب بها الصراع في جمهورية السودان الشقيقة ولدعم جهود جمهورية تشاد في هذا الصدد وذلك في إطار الحرص الدائم على تقديم الخدمات الطبية الضرورية خصوصا للفئات الأكثر تأثرا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.
أخبار ذات صلةوبلغ عدد المرضي الذين تم إدخالهم إلى المستشفي والذي تبلغ مساحته 200 في 200 متر مربع أكثر من 9283 مريضا وتم إجراء 116 عملية جراحية مختلفة .
يدير المستشفي طاقم طبي مكون من 59 طبيباً وممرضاً وأخصائياً وفنياً في جميع التخصصات من مختلف الجنسيات ويستقبل يوميا مابين 100 إلى 150 مراجعا . كان قد تم افتتاح المستشفى في شهر يوليو الماضي تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" دعما للاجئين من الأشقاء السودانيين المتأثرين بالأوضاع الصعبة التي تسبب بها الصراع في جمهورية السودان الشقيقة ودعما لجهود جمهورية تشاد في إطار الاستجابة للتخفيف من أثار الوضع الإنساني الناتج عن توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين الفارين من بلدهم بسبب الأوضاع التي يمر بها السودان الشقيق. يشرف على إدارة المستشفى الفريق الإنساني الإماراتي الذي يتكون من ممثلين عن جهات ثلاث هي هيئة الهلال الاحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وتعمل هذه الجهات بالتنسيق مع مكتب المساعدات الخارجية بوزارة الخارجية .
وأعرب عدد من أعضاء الكادر الطبي في المستشفى عن فخرهم بأداء هذا الواجب الإنساني والمساهمة في علاج الأشقاء السودانيين الذين لجأوا إلى تشاد وتقديم العلاج اللازم لهم.. وأشاروا إلى أن عملهم بالمستشفى خلال هذه الفترة واجب وطني ومسؤولية لطالما حرصت دولة الإمارات على الاضطلاع بها مؤكدين أن دولة الإمارات قدمت ولا تزال نموذجا فريدا في العطاء الإنساني ومساندة الدول الشقيقة والصديقة في أوقات المحن والشدائد.
وعبر عدد من متلقي الخدمات الطبية في المستشفى عن شكرهم لدولة الإمارات على هذه المبادرة الإنسانية وأشادوا بالرعاية والخدمات الكبيرة التي تقدمها دولة الإمارات لهم مثمنين جهود الكادر الطبي والتمريضي الذي أسهم في تخفيف معاناتهم.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
اتساع دائرة الكوليرا على جانبي الحدود بين السودان وتشاد
الفاشر/إنجمينا- سجلت السلطات الصحية المحلية في مخيمات النازحين واللاجئين على الحدود بين السودان وتشاد، تفشيا متسارعا لوباء الكوليرا، ولا سيما غربي مدينة الفاشر بإقليم دارفور.
وكشفت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور غربي السودان عن تسجيل 26 حالة وفاة وأكثر من 1430 إصابة مؤكدة بالكوليرا في مدينة "طويلة" الواقعة على بُعد 68 كيلومترا غربي الفاشر.
وحذرت المنسقية من "تفشّ متسارع" للوباء يهدّد المخيمات ومراكز الإيواء غير المجهزة في المنطقة.
وقال المتحدث الرسمي باسم المنسقية آدم رجال للجزيرة نت إن "المنطقة تسجّل يوميا ما بين 45 و90 حالة إصابة جديدة، في وقت ترقد فيه 220 حالة في العزل المحلي".
وأشار إلى تاريخ أول عودة لظهور المرض في 21 يونيو/حزيران الماضي بالمنطقة. وذكر أن انتشار الكوليرا بدأ مع موجات النزوح الكبيرة للفارين من مختلف مناطق السودان جراء الحرب الدائرة في البلاد.
وبحسب رجال، فإن السلطات المحلية ناشدت المنظمات الإنسانية الدولية بتقديم الدعم العاجل، بما في ذلك إقامة مراكز طبية للعزل وتوفير محاليل وريدية، في ظلّ نقص فادح في الخدمات الصحية داخل مدينة "طويلة".
ويُعد هذا التفشي امتدادا لموجات سابقة ضربت عددا من ولايات السودان مثل كسلا والقضارف ونهر النيل والجزيرة والخرطوم والشمالية خلال سبتمبر/أيلول 2024، قبل أن تنجح السلطات في تطويقه جزئيا آنذاك.
ويقول الناشط الإغاثي في منطقة الفاشر أحمد فوكس إن "الكوليرا تفشت بشكل غير مسبوق في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء بـ"طويلة" وخاصة مخيمي "دبة نايبرة" و"طويلة العمدة".
وأشار إلى "غياب كامل للمحاليل الوريدية، وغياب البيئة الصحية، مع انتشار كثيف لنواقل الأمراض مثل الذباب والبعوض".
وأضاف أن المناطق المكتظة بالنازحين أصبحت بيئة خصبة لتكاثر العدوى، خاصة في ظل انعدام خدمات الصرف الصحي، والاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، مطالبا بتدخل عاجل من الفرق الصحية والجهات الأممية لتطويق الوباء.
إعلانورغم ما تعانيه مدينة "طويلة" من نقص في الخدمات، فقد تحولت خلال الأشهر الماضية إلى وجهة رئيسية للنازحين القادمين من مخيمي "زمزم" و"أبو شوك" في مدينة الفاشر، بحثا عن منطقة آمنة بعد اشتداد المعارك في محيطهم.
وتقع مدينة طويلة تحت سيطرة حركة جيش تحرير السودان -جناح عبد الواحد نور- التي التزمت الحياد في الحرب الدائرة حاليا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما وفّر نوعا من الاستقرار النسبي، وجعل المدينة وجهة مفضلة للأسر الفارة رغم شح الإمكانيات.
وقالت النازحة من مخيم أبو شوك فاطمة عثمان للجزيرة نت إنها وصلت إلى "طويلة" بصحبة 4 أطفال بحثا عن مأوى، لكنها وجدت نفسها في مواجهة وباء يهددهم جميعا، مضيفة "هربنا من الحرب، لكننا الآن نواجه الموت من نوع آخر".
مبادرات محلية
وفي ظلّ شح الاستجابة الدولية، يعتمد سكان "طويلة" على شبكات دعم محلية يقدمها أفراد المجتمع من خلال المبادرات الذاتية وما تُعرف بـ"التكايا".
وقال محمد عمر، الناشط المدني الذي يعمل في إحدى هذه التكايا، للجزيرة نت "نقوم بتعبئة المياه ونقلها يوميا، لكننا لا نملك أدوات التعقيم ولا إمكانيات الوقاية". وأضاف "الناس يشربون من مصادر غير آمنة، ونحن لا نملك البديل".
ويأمل سكان المدينة أن تلتحق المنظمات الإنسانية بالجهود المحلية، وتبادر إلى إقامة نقاط طبية متنقلة ومرافق عزل عاجلة، مؤكدين أن "معدلات الإصابة بالكوليرا مرشحة للارتفاع، خاصة في ظل الأمطار الغزيرة وتكدّس السكان في ظروف غير صحية".
تحذيراتوالأربعاء الماضي، حذّرت الأمم المتحدة من تدهور الوضع الصحي في ولاية شمال دارفور، مشيرة إلى أن ارتفاع معدلات الإصابة بالكوليرا والحصبة والملاريا يهدد آلاف المدنيين.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك إن أكثر من 380 ألف نازح في محلية "طويلة" يحتاجون لمساعدات عاجلة، منهم 327 ألف شخص فرّوا من مخيم "زمزم" والمناطق المحيطة به منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
من جانبه، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن خطط الاستجابة الإنسانية تم توسيعها لتشمل قطاعات الغذاء، والمياه، والصحة، والمأوى، لكن تنفيذها يتطلب تمويلا يبلغ 120 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وأكد المكتب أن انقطاع الإنترنت على نطاق واسع في الفاشر ومحيطها، إلى جانب نقص أدوات التشخيص السريع، أعاق عمليات الرصد والسيطرة على الوباء، موضحا أن أكثر من 32 مرفقا صحيا أُغلق بالكامل في الفاشر نتيجة انعدام الأمن.
على الناحية الأخرى من الحدود، أعلنت وزارة الصحة العامة في تشاد تأكيد وجود إصابات بوباء الكوليرا في مخيم "دوكي" للاجئين السودانيين بشرقي البلاد.
وقالت الوزارة، في بيان نشر الجمعة، إنه تم التأكد من الإصابات بالوباء بعد فحص حالتين من 4 حالات وفاة، و42 حالة مرضية مشتبها بها.
ونُقلت العينات إلى العاصمة إنجمينا، وبعد الفحص المخبري تأكد أن عينات الوفيات في المخيم الذي يقع في ولاية "وداي" شرقي تشاد مصابة بالكوليرا.
إعلانولم يتبيّن حتى الآن إذا كانت حالات العدوى هي للاجئين قادمين حديثا من السودان التي أعلن في وقت سابق تفشي المرض في بعض مناطقها أم أنها حالات عدوى جديدة من المخيم نفسه.
ونبّهت وزارة الصحة السكان في المناطق المعنية إلى ضرورة اتخاذ تدابير وقائية خاصة، وتجنب جثامين المتوفيين المشتبه بإصابتهم دون اتخاذ تدابير مناسبة، أو طلب مساعدة عمال الصحة، والحد من التجمعات خاصة حفلات الزفاف والجنائز والمناسبات الجماهيرية الأخرى والاحترام الصارم لقواعد النظافة الصحية.
وبحسب إحصاءات الهيئة الحكومية المختصة بشؤون اللاجئين في تشاد، فإن نحو مليون ونصف مليون لاجئ مسجلين في البلاد، غالبيتهم العظمى سودانيون، فروا من الحرب المستمرة في بلادهم، ولا سيما من منطقة دارفور الحدودية مع تشاد.
ويتوزع اللاجئون على أكثر من 20 مخيما مكتظا في شرق تشاد، تعاني من شح المساعدات وضعف الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وخدمات صحية.
ويعتمد اللاجئون في معيشتهم على العون الذي تقدمه المنظمات الإنسانية، وهو في تناقض بسبب قلة ما يقدمه المانحون ووقف الولايات المتحدة الأميركية لدعمها المقدم عن طريق الوكالة الأميركية للتنمية (يو إس إيد).