الفاشر- أعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح -أمس الجمعة- عن إسقاط طائرة مسيّرة إستراتيجية كانت تحلق فوق مدينة الفاشر مستهدفة الأحياء السكنية، في حين اجتاحت السيول مخيم كارياري للاجئين السودانيين بشرق تشاد، تاركة آلاف الفارين من الحرب بلا مأوى أو حماية، وسط غياب كامل للاستجابة الإنسانية.

يأتي ذلك وسط استمرار عمليات القصف المدفعي الذي تنفذه قوات الدعم السريع منذ نحو عامين، في واحدة من أطول حملات الاستهداف ضد منطقة مدنية بالبلاد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غوتيريش: الكلمات لا تطعم أطفال غزة الجياعlist 2 of 2إسرائيل تتلف عشرات آلاف الأطنان من مساعدات غزةend of list

وقال المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى في تصريح للجزيرة نت إن الطائرة التي جرى إسقاطها كانت تشن غارات متواصلة على الفاشر، وتعتمد على تقنيات عالية في الاستطلاع والتوجيه الدقيق.

وأضاف مصطفى أن الوحدات الأرضية تعاملت معها باستخدام وسائل محدودة، لكنها نجحت في إصابة الهدف بعد رصد حركتها ومواقع إطلاقها.

نهج مقصود

وأشار مصطفى إلى أن هذه المسيّرات باتت تُستخدم بشكل متكرر لاستهداف المراكز الصحية والأسواق والمرافق العامة، مما يعكس "نهجا مقصودا لتدمير البنية التحتية وإحداث انهيار مجتمعي"، مؤكدا أن "استهداف الفاشر ليس معركة عسكرية فقط، بل هو محاولة ممنهجة لمحو المدينة من الوجود".

وتعد الفاشر إحدى آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور التي ظلت تحت سيطرة الحكومة السودانية، في حين فرضت قوات الدعم السريع حصارا عليها منذ نحو عامين.

وتفيد تقارير ميدانية بأن المدينة تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية، وسط استمرار النزوح لإعداد كبيرة من المدنيين إلى المناطق الغربية.

وتؤكد مصادر من داخل المدينة للجزيرة نت إن إسقاط المسيّرة يمثل تحولا نوعيا في المواجهة، ويعكس قدرة الجيش السوداني والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية على التفوق الجوي ولو بوسائل تقليدية، في حين يحذر سكان محليون من أن أي تأخر دولي في التدخل سيؤدي إلى كارثة إنسانية يصعب احتواؤها.

إعلان

ويؤكد العقيد مصطفى على أن "المعركة أصبحت تتجاوز حدود السلاح، إنها اختبار حقيقي لقدرة الناس على الصمود في وجه القصف والإبادة والتجاهل الدولي"، داعيا المجتمع الدولي إلى كسر دائرة الصمت والتحرك العاجل لحماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة للإغاثة.

نداءات استغاثة

وفي شرق تشاد وعلى بعد مئات الكيلومترات من الفاشر أطلق مئات اللاجئين في مخيم كارياري نداءات استغاثة -أمس الجمعة- بعد أن اجتاحت السيول مساكنهم البدائية، مما أدى إلى تدمير عشرات الخيام المؤقتة وغرق المواد الغذائية التي كانت تكفي بالكاد ليومين.

وقال محمد مرسال حسن -وهو ناشط إغاثي في المخيم- للجزيرة نت إن أغلب سكان كارياري هم من الفارين من مخيم زمزم ومدينة الفاشر، وقد وصلوا إلى تشاد منذ نحو 3 أشهر "دون أن يتلقوا أي مساعدات، ولا تزال آلاف الأسر تقطن في مجرى وادٍ مكشوف بلا خيام ولا ماء ولا حماية".

وأوضح أن الأمطار الغزيرة التي هطلت فجر الجمعة غمرت كل المساكن المؤقتة التي شيدها اللاجئون بأدوات خشبية ومشمعات مهترئة، مؤكدا أن الأطفال باتوا بلا مأوى، والنساء يجلسن فوق أكوام من الطين، في حين جرفت المياه المؤن والممتلكات.

ويصف مرسال حسن الأوضاع في كارياري بـ"غير القابلة للعيش"، حيث لا تتوفر مياه نظيفة أو حمامات، كما تنتشر الحشرات والأمراض الجلدية، وسط غياب كامل للمرافق الطبية أو فرق تدخل الطوارئ.

وأضاف "نحن نطرق أبواب المنظمات الإنسانية كل يوم، ولكن لا أحد يجيب، إذا لم يصلنا الدعم قريبا فإن المخيم سيشهد كارثة لا يمكن احتواؤها".

عدد اللاجئين السودانيين في مخيم كارياري تجاوز 20 ألفا حتى منتصف عام 2025 (حساب عبد العظيم قولو على فيسبوك) عجز

وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في شرق تشاد، يعد مخيم كارياري من بين المواقع التي تستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين السودانيين الفارين من النزاع في دارفور، خاصة من مدينة الفاشر ومخيم زمزم.

ومع استمرار تدفق الوافدين تشير التقديرات إلى أن عدد اللاجئين في كارياري تجاوز 20 ألف شخص حتى منتصف عام 2025، معظمهم من النساء والأطفال.

ولا تزال المنظمات الإنسانية عاجزة عن الوصول إلى المخيم بسبب صعوبات لوجستية، بحسب مصادر من داخل تشاد، في حين تحذر تقارير أممية من أن مخيمات اللاجئين السودانيين في المناطق الحدودية مع دارفور "تشهد تسارعا في معدلات الانهيار الغذائي والصحي"، في ظل غياب استجابة دولية فعالة.

وطالب الناشط محمد مرسال كل الجهات الإنسانية والدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ من تبقى في مخيم كارياري، قائلا "نحن لا نطالب بالكثير، فقط خيام تقي الأطفال من السيول، ودواء للأمراض التي تنتشر في الطين، وماء صالح للشرب، هذه مطالب لا تحتمل المماطلة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات غوث اللاجئین السودانیین فی حین

إقرأ أيضاً:

تعرف على مواعيد الرحلة الثانية لـ”قطار عودة السودانيين” من مصر

القاهرة- متابعات تاق برس- تنطلق، الإثنين المقبل، الرحلة الثانية لقطار “العودة الطوعية” للسودانيين المقيمين في مصر.

 

وتأتي هذه المبادرة المجانية بتنظيم من منظومة الصناعة الدفاعية بالتنسيق مع الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بهدف تسهيل عودة السودانيين إلى وطنهم عبر وسيلة نقل أكثر راحة وتنظيمًا.

 

وسيتم تشغيل قطار مخصوص لنقل السودانيين من القاهرة إلى محافظة أسوان، ومن ثم إلى ميناء السد العالي النهري تمهيدًا لدخول السودان.

وينطلق القطار كل يوم إثنين من محطة القاهرة في تمام الساعة 11 صباحًا، ويصل إلى أسوان في تمام الساعة 11 مساءً، وفق جدول أسبوعي منتظم.

 

وقد كلّف الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، قيادات السكة الحديد بتقديم أفضل الخدمات الممكنة لراحة الركاب السودانيين خلال الرحلة وحتى وصولهم بسلام إلى وجهتهم النهائية.

 

يذكر أن أولى رحلات العودة قد انطلقت بالفعل يوم الإثنين الماضي، حيث أقلّ القطار الأول نحو 1000 مواطن سوداني، في إطار خطة شاملة لتيسير العودة تنص على تنظيم رحلة أسبوعية عبر قطار مخصص لهذه الغاية.

العودة الطوعية للسودانيينقطار عودة السودانيين من مصر

مقالات مشابهة

  • اتساع دائرة الكوليرا على جانبي الحدود بين السودان وتشاد
  • تنفيذ مبادرة مجتمعية لاستصلاح الأراضي المتضررة من السيول في المراوعة
  • تعرف على مواعيد الرحلة الثانية لـ”قطار عودة السودانيين” من مصر
  • مجددا.. مصرع عشرات السودانيين قبالة السواحل الليبية
  • ترحيل اللاجئين الأفغان من طاجيكستان.. ضغوط سياسية أم إجراءات أمنية؟
  • تعلن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن إنزال مناقصة عامة
  • أوكرانيا تكثّف هجمات المسيّرات على روسيا وزيلينسكي يرجّح لقاء بوتين
  • وفاة 5 أشخاص في حوادث المرور والغرق خلال يوم!
  • إطلاق المسح الجوي لمشروع طريق يربط بين مصر و ليبيا - صور