حقيقة ظهور الغيلان في ليبيا.. لماذا حذر منها النبي؟ أخطر أنواع الجن
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مقاطع فيديو تزعم ظهور الغيلان في درنة في ليبيا، بعدما تعرضت للإعصار دانيال ودمر معظم المنازل وقتل المئات، وأطلق العرب قديما اسم الغيلان على الجن والشياطين التي كانت العرب تعتقد أنها تظهر للإنسان أثناء سفره في الصحراء والأماكن الخالية لتضله عن طريقه ، وتظهر له بأشكال وأحوال مختلفة.
فيديوهات الغيلان في ليبيا
تعرضت درنة لفيضانات مدمرة ناتجة عن الإعصار "دانيال" في 10 سبتمبر الماضي، أدت إلى مقتل وفقدان الآلاف ومحو أحياء كاملة من المدينة.
وعلى مدى الأيام الماضية، تداولت صفحات وحسابات بمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة صورا ومقاطع فيديو، لما قيل إنها "ظلال غريبة تظهر تحت الأنوار الضعيفة في المناطق المعتمة ليلا"، أو "حرائق تتسبب فيها الغيلان". وانتشرت قصص "الغيلان" وهي جمع "غول"، كالنار في الهشيم، فهناك من يتحدث عن "شياطين" تتمثل في أشكال مخيفة أو مضيئة أو نار أو حيوانات مفترسة وتظهر للسكان، ويربط ظهورها بـ "كثرة حالات الموت" من جراء الكارثة الأخيرة.
كشف حقيقة الغيلان
وأسفرت التحريات الأمنية في ليبيا، عن التوصل لشخصين وراء هذه الدمى، حسب المسؤول في المكتب الإعلامي لدى اللواء 166 عقيلة الصابر.
واعترف المتهمان خلال التحقيق معهما، بصناعة الدمى وإشعال النار أمامها بين ركام المنازل، وافتعال أصوات وتصويرها على أنها "غيلان" بهدف نشر شائعات بين السكان.
وفي رواية حديث نبوي، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا سِرْتم في الخِصبِ، فأَمْكِنوا الرِّكابَ أسْنانَها، ولا تَجاوَزوا المنازِلَ، وإذا سِرْتم في الجَدْبِ، فاستَجِدُّوا، وعليكم بالدُّلَجِ؛ فإنَّ الأرضَ تُطْوى بالليلِ، وإذا تغوَّلَتْ لكم الغِيلانُ، فبادِروا بالأذانِ، وإيَّاكم والصَّلاةَ على جَوادِّ الطَّريقِ، والنُّزولَ عليها؛ فإنَّها مَأْوى الحيَّاتِ والسِّباعِ، وقَضاءَ الحاجةِ؛ فإنَّها الملاعِنُ”.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 14277 | خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره دون قوله: "وإذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان".
وفي حديث آخر، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا عدْوَى ، ولا طِيَرَةَ ، ولا هامَةَ ، ولا صفَرَ ، ولا غُولَ”الراوي : جابر بن عبدالله، فهل هذا الحديث ينفي وجود الغيلان.
قال علماء: " قوله: (لَا غُولَ) ليس معناه نفي الغول عينا وإبطالها كونا، وإنما فيه إبطال ما يتحدثون عنها من تغولها، واختلاف تلونها في الصور المختلفة، وإضلالها الناس عن الطريق، وسائر ما يحكون عنها مما لا يُعلم له حقيقة.
يقول : لا تصدقوا بذلك، ولا تخافوها، فإنها لا تقدر عل شيء من ذلك إلاّ بإذن الله عز وجل، ويقال: إن الغيلان سحرة الجن، تسحر الناس وتفتنهم بالإضلال عن الطريق.
وقال ابن الأثير: " وقيل: قوله ( لَا غُولَ ) ليس نفيا لعين الغول ووجوده، وإنما فيه إبطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله، فيكون المعنى بقوله ( لَا غُولَ ) أنها لا تستطيع أن تضل أحدا ... ".
ما سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم
ورد أنه سُميت سورة الجن بهذا الاسم بسبب ورود قصة فيها عن الجن الذين استمعوا إلى آياتِ القرآنِ الكريم، وآمنوا بها بعد أقروا بندمهم على ما سبق من الضلال، وتوبتهم إلى الله تعالى، وبراءتهم من مَنهج إبليس اللعين، فبينما كان النبي - عليه الصلاة والسلام - متوجهاً هو وأصحابه إلى سوقِ عُكاظ، لاحظ الجن أنَّ أمراً ما استجدَ وتغير؛ فبعدَ أنْ كان الجن يسترقونَ السمع إلى خبر السماء وما يُقدرُه الله تعالى للخلائق من أمورِ الغيب، أصبح الأمر صعباً وشاقاً للغاية، فقد سخر الله تعالى الشُهُب والنيازك تَتَربص بالجن الذين يسترقون السمع، وتقذفهم من كل جانبٍ يأتونَ منه.
وجاءَ الجن إلى أقوامهم لِيُعلِموا الخبر ويستبينوا المسألة فقال بعضهم: أذهبوا في مشارق الأرض ومغاربها حتى تعلموا ما استجد من أمر ذلك، فذهب بعضهم نحو تهامة إلى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - وهو يُصلي بأصحابهِ صلاة الفجر، وفي هذه اللحظات استمع الجن إلى آيات القرآن الكريم فعلموا الأمر، فسارع الجن إلى أقوامهم يعلمونهم الخبر وكيف أنّهم استمعوا إلى القرآن العجب الذي لم يَسبق لهم سماعُ مثل آياته، وآمن الجن بدعوة الله تعالى وامتثلوا لرسالة التوحيد بعد أنْ أدرَكوا أنّهم لنْ يعجزوا الله تعالى في الأرض، وبعد أنْ أدركوا أنَّ الرّشد والبعد عن الضلالة هو السبيل الوحيد لنيل رضى الله تعالى وثوابه، ونَعتَ الجن حال البشر الذين يلوذون بالقاسطين منهم ظانين أنّ عندهم الخبر واليقين، وهم في واقع الحال لا يزيدونهم إلا رهقاً وتعباً وعجزاً.
سورة الجن
ورد أن سورة الجنِّ هي سورة مكيَّة بالاتفاق، من المفصل، وعدد آياتها هو 28 آية، وترتيبها في المصحف 72، في الجزء التاسع والعشرين ، ومن المرجّح نزولها في السنة العاشرة للبعثة، فقد وردت آثار تقول بأنّها نزلت عقب عودة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الطائف بهدف دعوة قبيلة ثقيف، وقد نزلت بين سورتي الأعراف ويس، وتقع بين سورة نوح والمزّمل في ترتيب سور المصحف، وتسمَّى بسورة (قل أوحيَ)، بدأت بفعل أمر قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، نزلت بعد سورة الأعراف، وقد بينت سورة الجن أن الجن مكلفون كبني آدم، ومنهم المؤمن الكافر، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما عليه إلا التبليغ بالرسالة، وإيصال القرآن الكريم؛ ليكون منهجًا للمسلمين في الحياة الدنيا، ولكي يصل بهم إلى السعاد الدنيوية والآخروية.
الإنس والجن
خاطب الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز صِنفين من مخلوقاته وهما الإنس والجن؛ فالإنس هم ذرية آدم - عليه السلام - الذين استخلفهم الله تعالى في الأرض وأمرهم بعبادته وتوحيده، ورتب لهم يوم القيامة ثواباً للصالحين وعقاباً للمسيئين، والإنس كرمهم الله تعالى على كثيرٍ من خلقه بأنْ خلقهم في أحسنِ تقويم، ورزقهم من صنوف الطيبات والخيرات المسخّرة لهم في البر والبحر. الجن هم خلق الله الآخر؛ إذ خُلقوا من نار بينما خُلق الإنس من طين، والجِن فيهم الصالحون الذين آمنوا برسالاتِ الله تعالى السماوية والتي أنزلها على أنبيائه، ومنهم القاسطون والظالمون الذين تمرّدوا على أمر الله تعالى وفسقوا وطغوا، وزعيم هؤلاء هو إبليس عليه لعنةُ الله تعالى الذي أبى الامتثالِ لأمرِ الله تعالى والسجودِ لآدم، وقد وَرد ذكر الجن في مواطنَ عدةَ في القرآن الكريم، كما سُمّيت سورةٌ في القرآن باسم الجن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الغيلان الغيلان في ليبيا الغول ظهور الغيلان درنة الغیلان فی الله تعالى الله علیه فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
كيف كان يقضي النبي يوم الجمعة؟.. الطريقة كما وردت في كتب السنة
الله اختار الجُمعة فَجعل يَومها عيداً، وَاختارَ لَيلتها فَجعلها مثلها ، وَإنّ من فَضلِها أنْ لا يسأل الله عزّ وَجلّ أحد يَوم الجُمعة حاجة إلّا استَجيب لَهُ.
كان النبي يقضي يومه، بافتتاحه بذكر الله والصلاة والدعاء والاجتهاد في العبادة، كما كان النبي الكريم يقضي يومه في خدمة أهله ونفسه، كما كان يقضي النبي يومه بقضاء وقت كبير في الدعوة والنصح والتوجيه والتشريع.
كما كان النبي يقضي يومه بتفقد أحوال الناس في معاشهم وتعاملاتهم وأسواقهم، كما كان النبي يجالس الناس ويسأل عنهم ويزور المريض منهم، وكان النبي يقضي يومه في إجابة الداعي ويمشي في حاجة الضعيف والمسكين.
كيف كان الصحابة يقضون يوم الجمعة؟كما كان الصحابة يقضون يوم الجمعة بالدعاء، فكان سعيد بن جبير بعد أن يصلي العصر ؛ حيث أنه كان لا يكلم أحدًا حتى تغرب الشمس ، وذلك لانشغاله بالدعاء.
كما كان الصحابة يقضون يوم الجمعة بالطاعة والانفراد للعبادة وذكر الله عز وجل، فكان حال " طاووس بن كيسان" إذا صلى الجمعة استقبل القبلة يدعو الله ويناجيه، ولا يكلم أحدا حتى المغرب.
كما كان الصحابة يقضون يوم الجمعة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً، لقول الشيخ الطوسي أن خير الأعمال في هذا اليوم هي الصلاة على الرسول صل الله عليه وسلم ألف مرة ويستحب أن يقول فيه: «اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين أو الآخريين».
كما كان يحرص الصحابة على الغسل، وقد روي أحد المواقف مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو قائم في خطبة يوم الجمعة ؛ حيث دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي صلّ الله عليه وسلم ؛ فناداه عمر قائلًا ” أية ساعة هذه” ، قال “إني شغلت فلم أنقلب إلي أهلي حتى سمعت التأذين فلم أزد أن توضأت فقال والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل” ، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال : “غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم.
فضل يوم الجمعةرُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: خيرُ يومٍ طلعت فيهِ الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ أُهْبِطَ، وفيهِ تيبَ علَيهِ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ تقومُ السَّاعةُ، ما علَى الأرضِ من دابَّةٍ إلَّا وَهيَ تصبحُ يومَ الجمعةِ مُصيخةً، حتَّى تطلعَ الشَّمسُ شفقًا منَ السَّاعةِ إلَّا ابنَ آدمَ، وفيهِ ساعةٌ لا يصادفُها مؤمنٌ وَهوَ في الصَّلاةِ يسألُ اللَّهَ فيها شيئًا إلَّا أعطاهُ إيَّاه فقالَ كعبٌ: ذلِكَ يومٌ في كلِّ سَنةٍ، فقلتُ: بل هيَ في كلِّ جُمُعةٍ،).
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال فيه "ساعة " لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها رواه البخاري
عن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن يوم الجمعة سيّد الأيام وأعظمها عندا لله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، وفيه خمس خِلال: خلق اللهفيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل اللهَ فيها العبدُ شيئا إلا أعطاه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة. ما منملَك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا بحر إلا وهُنّ يشفقن من يوم الجمعة“ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَدرونَ ما يومُ الجُمعةِ؟ قال: قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، ثُمَّ قال: تَدرونَ ما يومُ الجُمعةِ؟، قُلتُ: اللهُ عزَّ وجلَّ ورسولُه أعلمُ، قال: قُلتُ في الثَّالثةِ أو الرَّابعةِ: هو اليومُ الذي جُمِعَ فيه أبوكَ أو أبوكم، قال: لكنِّي أُخبِرُكَ بخَبرِ يومِ الجُمعةِ: ما مِن مُسلمٍ يَتطهَّرُ، ثُمَّ يَمشي إلى المسجدِ، ثُمَّ يُنصِتُ حتى يَقضيَ الإمامُ صَلاتَه؛ إلَّا كانتْ كَفَّارةُ ما بيْنَه وبيْنَ يومِ الجُمعةِ التي قبلَها، ما اجتُنِبَتِ المَقتَلةُ).