العدو الصهيوني يغطي فشله العسكري بارتكاب مجازر وحشية بحق المدنيين في قطاع غزة
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
الثورة / قاسم الشاوش
شكلت عملية طوفان الأقصى للمقاومة الفلسطينية – التي لاتزال تتواصل لليوم الرابع على التوالي ضد العدو الصهيوني – حالة من الرعب والخوف والهلع والارتباك في أوساط جيش العدو المحتل الذي لم يجد أمام فشله وهزيمته في هذه العملية التاريخية سوى التمادي في ارتكاب مجازر وحشية بحق المدنيين بقطاع غزة، حيث تعبر تلك الجرائم ديدنه العدواني الذي تعود عليه منذ عام 1948م .
وفي هذا السياق كثف الاحتلال الصهيوني غاراته أمس على مختلف مناطق قطاع غزة، مستهدفًا عشرات العمارات السكنية ومنازل المواطنين ومساجد ومرافق ومنشآت خدمية ومدارس مستخدمة كمراكز إيواء دون سابق إنذار وجميعها أعيان مدنية وفق القانون الدولي الإنساني.
وأدت هذه الغارات إلى ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 560 مواطناً، بالإضافة إلى 2900 إصابة بينهم أطفال ونساء، في ظل تواصل القصف العنيف الذي لم يتوقف .
وقالت وزارة الصحة في بيان مقتضب، إن عدد الشهداء ارتفع منذ بداية العدوان على غزة إلى 560 مواطناً وإصابة 2900 بجراح مختلفة.
وأشارت وزارة الصحة، إلى أن جيش الاحتلال استهدف 9 سيارات إسعاف منذ بدء العدوان، محذرة من استمرار قوات الاحتلال في الاستهداف المباشر والممنهج لسيارات الإسعاف.
كم تسبب العدوان الصهيوني بنزوح قرابة 80000 نازح يتواجدون الآن في 71 مركز إيواء في مختلف محافظات قطاع غزة.
وقالت وزارة الداخلية والأمن الوطني، إنّ طيران الاحتلال قصف منزل عائلة “أبو اشكيان” وسط مخيم جباليا – الترنس شمال القطاع؛ ما أدى لارتقاء عدد كبير من الشهداء والمصابين، فيما استهدف مسجد طيبة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
كما تعرض قبيل ظهر أمس مسجد السوسي في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة لقصفٍ عنيف بواسطة طيران الاحتلال الحربي؛ وأنباء تتحدث عن أعداد من الشهداء والجرحى، فيما قصفت منزلاً لعائلة قنيطة في نفس المنطقة.
كما دمرت طائرات الاحتلال منزل عائلة مشتهى في مربع مدرسة صفد بحي الزيتون شرق غزة، فيما شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة في محيط الجامعة الإسلامية بغزة.
من جهته، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف في بيان صحفي أمس، أنه وخلافًا لادعاءات الاحتلال باستهدافه مقدرات المقاومة فإن الساعات الأخيرة قد ارتكب فيها جيش الاحتلال مجازر بحق 15 عائلة قصف منازلها بشكل مباشر دون سابق إنذار، ما خلف عشرات الشهداء والإصابات غالبيتهم من النساء والأطفال، أبرزها قصف منزل لعائلة الزعانين واستشهاد 20 مواطنا بخلاف الإصابات.
وحمل الاحتلال مسؤولية ما يقوم به من مجازر بحق المدنيين، وهي تضاف إلى جريمة الحصار والعقاب الجماعي الذي شدده المحتل خلال عدوانه الحالي، ما يفاقم الواقع الإنساني الصعب في قطاع غزة.
إلى ذلك، قصفت طائرات العدو الحربية، منزلًا في منطقة كنعان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
ووفقا لمصادر محلية، فقد شنت طائرات العدو سلسلة غارات عنيفة على منزل في بلدة بيت لاهيا، كما شنت عدة غارات على محيط منطقة الكرامة في غزة، إضافة إلى سلسلة غارات عنيفة استهدفت منزلا في منطقة مصبح شمال رفح، وأخرى على مدينة دير البلح وسط القطاع.
وأضافت: إن بحرية العدو أطلقت نيرانها صوب شاطئ مدينة غزة والسودانية، فيما قصفت المدفعية عدة مواقع شرق محافظة خان يونس.
وقصفت الطائرات الحربية الصهيونية، ليلة أمس، مجمع أنصار ومحيطه غرب مدينة غزة، ما أدى إلى دمار هائل في المباني، كما شنت 13 غارة عنيفة على منطقة الفراحين شرق خان يونس جنوبا.
وقال معروف: هذا الواقع الإنساني الصعب يلقي مسؤولية على المجتمع الدولي، ويستدعي تدخلا عاجلا من منظماته المعنية للجم الاحتلال الذي يتبع سياسة الأرض المحروقة وسط المناطق المكتظة بالسكان، ولا يلقي بالا حتى لمراكز الإيواء التي ترفع شعار الأمم المتحدة.
وتمارس إسرائيل عدوانا شرسا ضد قطاع غزة منذ يومين، قتلت فيه مئات الفلسطينيين وجرحت الآلاف، فيما تستبسل المقاومة في صد العدوان وإيقاع الخسائر بقوات العدو.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
شرايين الإبادة .. كيف كشف اليمن تواطؤ أنظمة عربية في تمويل مجازر غزة وكسر الحصار عن العدو
في خضم معركة الجهاد المقدس والإسناد اليمني بعد العدوان الصهيوني على غزة، تتكشف يوماً بعد آخر خيوط تواطؤ إقليمي ودولي أوسع مما يظهر في العلن، فقد كشف تحقيق استخباراتي يمني تفاصيل خطيرة حول مخطط واسع النطاق تقوده عدة دول عربية، على رأسها السعودية، الإمارات، مصر، البحرين، وتركيا، بهدف كسر الحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على الكيان الصهيوني عبر توفير ممرات بحرية وبرية آمنة لتهريب الشحنات التجارية إليه.يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
يرصد التقرير حجم التعاون اللوجستي والسياسي الذي وفرته هذه الدول عبر موانئها ومجالاتها البحرية، في خرقٍ مباشر للزخم الشعبي الداعم لغزة ، كما يكشف التقرير عن تفاصيل دقيقة لخطوط تهريب شحنات العدو الإسرائيلي، سواء عبر البحر الأحمر أو عبر ممرات بديلة تمر برأس الرجاء الصالح، إضافة إلى أساليب التمويه والتغطية التي لجأت إليها شركات ودول متورطة.
تفاصيل المخطط ومحاولة كسر الحصار اليمني
أكدت تقارير استخباراتية يمنية أن مخططاً إقليمياً متكاملاً بدأ تنفيذه منذ إعلان القوات المسلحة اليمنية فرض الحصار البحري على العدو الإسرائيلي، ويهدف المخطط إلى تأمين تدفق الشحنات التجارية من وإلى الكيان، من خلال مسارات بحرية وبرية تمر عبر أراضي وموانئ دول عربية متواطئة.
ويعتمد المخطط على استخدام موانئ الخليج كمحطات تجارية وسيطة، وتسهيلات من مصر عبر قناة السويس، إضافة إلى شبكة برية تمر من السعودية إلى الأردن، ومنها إلى الأراضي المحتلة، في ما وصفته القوات المسلحة اليمنية بـأنه جسر بري واقعي تم تأمينه لصالح العدو.
أدوار الدول المتواطئة في تهريب شحنات العدو
السعودية .. استُخدمت موانئ مثل جدة والدمام كمنصات مؤقتة لتفريغ الشحنات، وعبرت شحنات تجارية للعدو الإسرائيلي أراضيها برًا في اتجاه الأردن، تحت غطاء شركات ’’طرف ثالث’’.
الإمارات .. شكّل ميناء جبل علي محطة رئيسية لإعادة شحن بضائع للعدو الإسرائيلي وإخفاء مصدرها، وعملت شركات شحن مسجلة في أوروبا وآسيا على تغطية العمليات التجارية المشبوهة.
مصر .. وفرت قناة السويس ممراً سريعاً وآمناً لعبور السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وسُجلت تحركات مشبوهة عبر معبر العوجة ومنطقة سيناء.
البحرين .. لعبت دوراً دبلوماسياً في إصدار تصاريح عبور للسفن والشركات ذات الارتباط الصهيوني، واستُخدمت لتسهيل تسجيل بعض الشحنات عبر شركات بحرينية أو شراكات صورية.
تركيا .. استُخدمت موانئ مرسين وإزمير كنقاط تصدير للشحنات الموجهة للعدو الإسرائيلي ، وتعاونت شركات تركية إسرائيلية على ترتيب العمليات اللوجستية، مستفيدة من الحماية الرسمية.
السفن والشركات المتورطة أو المستهدفة
أبرز العمليات اليمنية استهدفت سفنًا ثبت ارتباطها التجاري أو اللوجستي بالعدو الإسرائيلي :
Magic Seas (يونانية): غرقت في البحر الأحمر في يوليو 2025.
Eternity C: سُجّل استهدافها ومقتل اثنين من طاقمها، بعد التأكد من ارتباط وجهتها بميناء العدو الإسرائيلي (إيلات)
وقد أكدت القوات البحرية اليمنية أن عمليات التحليل الإلكتروني لمسارات السفن أظهرت محاولات تمويه باستخدام شركات نقل وسيطة وتغيير أعلام السفن، في خرق واضح للحظر المعلن.
المسار البحري البديل .. تجاوز الحصار عبر رأس الرجاء الصالح
في محاولة للالتفاف على الحصار اليمني للبحر الأحمر، لجأت شركات الملاحة المرتبطة بالعدو إلى مسار أطول ، الإمارات أو الهند ــــ سنغافورة
↓
المحيط الهندي
↓
رأس الرجاء الصالح – جنوب أفريقيا
↓
المحيط الأطلسي
↓
مضيق جبل طارق
↓
موانئ وسيطة (فالنسيا، بيريوس، مارسيليا)
↓
ميناء حيفا أو أسدود – إسرائيل
ورغم طول وكلفة المسار، إلا أنه استُخدم لتجاوز الحصار اليمني في باب المندب.
أساليب التمويه والتغطية المستخدمة
رصدت القوات المسلحة اليمنية عدة تقنيات احتيالية استخدمتها السفن لتمويه وجهاتها منها تغيير الأعلام واستخدام أعلام ليبيريا، بنما، جزر مارشال، وإيقاف نظام التتبع AIS لإخفاء موقع السفن ووجهتها، وكذلك إعادة شحن في موانئ وسيطة لتغيير الوثائق وإخفاء الأصل، وشركات واجهة وهمية لتوقيع العقود باسم أطراف ثالثة
التواطؤ العربي .. الضوء الأخضر لإبادة غزة وتجويع شعبها
لم يكن التواطؤ الذي مارسته هذه الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني مقتصرًا على التسهيلات اللوجستية والتجارية، بل شكل عمليًا الغطاء السياسي والميداني الذي استند عليه العدو في تكثيف عدوانه الوحشي على غزة، حين شعر الكيان الصهيوني أن هناك ممرات آمنة ومدعومة من دول إقليمية لتمرير احتياجاته من الغذاء، الوقود، المواد الخام والذخائر، عبر البحر الأحمر أو موانئ بديلة، اعتبر ذلك ضوءًا أخضر لتصعيد حرب الإبادة، دون أن يخشى نفاد الإمدادات أو ضغطًا لوجستيًا واقعيًا، وهكذا، تزامن الدعم الميداني غير المعلن مع قصف مكثف على المدنيين والمستشفيات والمخيمات، وفرض حصار خانق على شمال وجنوب القطاع، واستخدام المجاعة كأداة حرب ممنهجة، وارتكاب مجازر جماعية موثقة بأدلة دولية، وبهذا، لم تعد هذه الدول مجرد متواطئة، بل تحوّلت إلى شركاء فعليين في الجريمة، عبر توفير استقرار اقتصادي لكيان يرتكب جرائم حرب، وإطالة أمد قدرته على الاستمرار في المجازر.
الرد اليمني .. توسيع رقعة المواجهة البحرية
في مواجهة هذا التواطؤ، أعلنت القوات المسلحة اليمنية توسيع نطاق الحصار البحري، لتشمل استهداف أي سفينة تتعامل مع شركات لها علاقة بالعدو، بغض النظر عن موقعها، وتنفيذ عمليات نوعية في أعالي البحار، باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ بحرية، كما وجهت تحذير إلى الملاحة العالمية من مغبة التعاون مع الكيان، لكي لا تكون تحت طائلة الاستهداف العسكري المباشر، من هذا المنطلق، لم يكن فرض الحصار اليمني مجرد خطوة تضامنية، بل محاولة حقيقية لقطع شرايين الإبادة عبر تعطيل شحنات الغذاء والسلاح التي تُبقي آلة القتل الإسرائيلية تعمل، وهذا ما يفسر تصعيد القوات المسلحة اليمنية لعملياتها البحرية، ورفضها لأي تفاوض دون توقف العدوان على غزة بالكامل.
خاتمة
تكشف هذه المعطيات أن اليمن بات لاعبًا إقليميًا فاعلًا لا في الجبهة اليمنية فقط، بل في قلب معركة السيادة على البحر الأحمر والمياه الدولية، وأن مشروع الحصار لم يعد مجرد ردّ تضامني، بل تحول إلى سلاح استراتيجي يحكم السيطرة على الممر البحري الدولي الذي طالما استُخدم لدعم كيان العدو الإسرائيلي ، وإنّ كل شحنة مرّت عبر موانئ الإمارات أو البحرين أو مصر أو تركيا، ووصلت إلى كيان العدو، كانت بمثابة صاروخ إضافي سقط على أطفال غزة، وإنّ من سكت عن هذا التواطؤ، أو غض الطرف عنه، فقد ساهم في جرائم الحرب، ولو بصمته.
# إسرائيل# العدو الإسرائيلي# العدوان على غزة# القوات المسلحة اليمنية# تل أبيب#باب المندبالبحر الأحمرالتواطؤ العربي