غيب الموت اليوم الاكاديمي والمتخصص بالنقد الادبي الدكتور عبدالحميد المحادين، والذي يعتبر واحدا من ابرز الكوادر التي عرفها قطاع التعليم في المملكة منذ الستينات من القرن الماضي.
ولد الراحل في محافظة الكرك- جنوب الاردن التي تنتمي اليها عشيرته في الأردن، وحصل على دبلوم المعلمين في الأردن ثم الليسانس في الأداب من جامعة بيروت العربية.


انتقل الراحل إلى البحرين في العام 1960 ليعمل مدرسا لأكثر من ثلاثة عقود في مدرسة الهدايا الخليفية. وفي ذات الوقت اكمال مسيرته العلمية. حيث حصل على دبلوم الدراسات الاسلامية من معهد الدراسات الاسلامية في القاهرة، ومن ثم الماجستير من جامعة القاهرة العام 1976 وماجستير في الآداب من جامعة البحرين في العام 1997 حتى أتم دراسته العليا «الدكتوراة» من معهد الدراسات العربية في القاهرة في العام 2001.
وبعدها أصبح استاذًا مساعدًا بجامعة البحرين منذ العام 2001، وفي ذات الوقت عمل محاضرا في دبلوم معلمي الابتدائي، كما شارك أيضًا في تأليف العديد من كتب اللغة العربية لنظام الساعات المعتمدة.
كما تولى الراحل مهام إدارية أبرزها عميد لشؤون الطلبة بجامعة البحرين من العام 2002 حتى العام 2004 ، كما عين خبيرًا إعلاميًا للأمانة العامة لمجلس التعليم العالي بوزارة التربية والتعليم في العام 2007.
نال الراحل العديد من الشهادات التكريمية، إذ حصل على ميدالية «المعلم المتميز» من الامير الراحل المغفور له باذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله في العام 1987، وميدالية «الخدمة الطويلة» وكذلك شهادة تقدير روّاد العمل الوطني في العام 1997 ووسام الكفاءة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم في العام 2013 كما حصل أيضًا على درع يوم الشعار العالمي في العام 2019.
وللراحل العديد من المؤلفات التي اثرت المكتبة في البحرين وخارجها، منها: الهداية بين 1919-1948 ورؤية الظل العام 1983، ونوافذ عام 1985، ورجال وآفاق في العام 1989 وأوراق من دفاتر التعليم العام 1995 ورجال كانوا هنا العام 1995 وجدلية الزمان والمكان في الرواية الخليجية العام 2001 وغيرها من المؤلفات كما للراحل مشاركات ومساهمات ثقافية ومنها مشاركته في ملتقى محمد الماجد العام 1987 ومشاركته في كتاب الثقافة في البحرين في ثلاثين عامًا في العام 1992 وملتقى طرفة بن العبد العام 1998 وملتقى الشعر العربي في الخليج العام 1997، وملتقى القرين عام 1998، وملتقى عبدالله الزايد الأدبي - العام 1998 والمشاركة في كتاب البحرين والإشعار الثقافي العام 1997 وغيرها، بالإضافة إلى مساهمات مختلفة تمثلت في المحاضرات والندوات وتحكيم المسابقات على مستوى البحرين وخارجها.
والجدير بالذكر أن الدكتور عبدالحميد المحادين ألّف نشيد عيد العلم لعامين متتاليين 1983-1984 كما شارك في منتديات خارج مملكة البحرين (الكويت والقاهرة والشارقة وبيروت وغيرها).

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا فی العام

إقرأ أيضاً:

رسالة إلى العالم الآخر

تحت الرماد تختبئ جمرات لا تعرف شيئا اسمه الهدوء.. كذلك الفراق هو جزء من تلك الجمرات الملتهبة بمشاعر الفقد والألم، فكلما انزاح جزء من رماد خامد حتى طفت على الوجه حمرة الوجد، وكلما أبحرت الأيام في طريقها تظل بعض الشظايا معلقة في سقف الذكريات.

إلى كل الذين فقدناهم في تفاصيل حياتنا اليومية.. إلى أولئك الراحلين سيرا نحو حياة الخلود..وللذين توقف نبض قلوبهم وانطفأت شموع منيرة برحيلهم وخفتت أصوات إلى الأبد..«سلاما».

أيها الاغتراب، رفقا بقلوب الناس، فكم من رحيل أصبح موجعًا للإنسان !، لكل الذين رحلوا عنا جسدا.. أنتم باقون في ثنايا الروح لا تفارقنا رائحة الطيب التي تركتموها وراءكم في لحظات الوداع. في الفقد هناك اختناق ذاتي يعيش معنا لسنوات طويلة حتى لو غفلنا فيها عن إخراج مشاعرنا الإنسانية الممتلئة بألوان مزهرة من الحب والأمان. ها نحن اليوم، نخبركم بأن وجودكم قلعة شامخة في سوداء القلب، وأن بهاء حضوركم وروعة أماكنكم ستظل بيننا خالدة بخلود الأثر.. عذرًا منكم فمشاعركم اللطيفة لا تزال تهب كالريح الشتاء الجميلة، «فكم نحن كنا ممتنين لله تعالى على وجودكم».

نسأل أنفسنا، هل كانت تلك الطاقة العاطفية محتجزة فينا أو كنا نحن مكبلين بسلاسل الغفلة.. لا أعلم ؟!...كلمات بقيت على قيد الصمت، وعلى رفوف الأيام موصودة بقفل التعابير الباهتة. كل شيء كان محاطا بانشغال الوقت، وتفاصيل حياتية لم تتركنا نلتقط أنفسنا،أو ندرك قيمة الأوقات التي نجالس حضوركم، ونخلق ذكريات مغلفة بشرائط مشاعر حريرية تبقينا موصولين بكم وأنتم خلف مشاهد الحياة وضوئها الساطع..هنا تستحضرني مقولة لتوفيق الحكيم حين قال:»لا شيء يجعلنا عظماء إلا ألم عظيم».. فالموت من أعظم مصائب الحياة حتى وإن كان لطيفا في بعض المرات !.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فراق ابنه إبراهيم: «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون»..

وفي الأدب العالمي يقول الكاتب الأمريكي الراحل جيف ماسون: «الميلاد والموت هما ركيزتا حياتنا. العيش نحو الموت في الزمن يمنح الحياة اتجاهًا وإطارًا لفهم التغييرات التي تُحدثها الحياة.

يختلف العالم تمامًا بين الشباب والكبار. الشباب ينظرون إلى الأمام، والكبار ينظرون إلى الماضي. ما يهمنا يتغير مع تقدمنا في العمر. احتمال الموت يُلهم هذه التغييرات. لدى الشباب فهمٌ فكريٌّ بأن الموت آتٍ إلينا جميعًا، لكن فناءهم لم يُدرك بعد. أما بالنسبة للكبار، فيبدأون يستوعبون الموت».

نحن نقول: بعد رحيلكم الخاطف بتنا نجتهد طويلا لرسم صور حية لذكرياتكم وتفاصيل أحاديثكم معنا، وكأننا نحاول أن نفهم كل الغاز الماضي التي كنتم تخبرونا بها، واليوم نحاول أن نبقيكم بيننا من خلال صفحات الذكريات، كأننا لم نستفق من الحلم إلى الحقيقة، كل ما يفعله الغياب بأرواحنا المتعبة شيء يفوق الخيال..

نتذكر دوما كلماتكم الأخيرة، وضحكاتكم الآتية من صدى الذكريات، وأشياء لطالما بقيت تربطنا بالماضي منها: فنجان قهوتكم الصباحية، وحبات من ثمرة، وفاكهة تعيد إليكم جميل نهاركم بعد غروب الشمس وسطوع ضوء القمر.

كل تلك الذكريات الآن تطفو فوق أحاديثنا بنكهة الحضور البهي.. نعيد سرد ذكرياتكم القديمة معنا؛ لأننا لا زلنا نتشبث بحبل حضوركم، وإن كنتم تحت الثرى في حياة أخرى فأنتم على مقربة منا.. ستظل رسائل الذكرى نحو العالم الآخر مفعمة بوجود الإنسان وما تحمله الذكريات من وجع ينغرس في باطن الأرض، لذا ينطق قلبي النابض بالحياة كلمات ود إلى قلوبكم الصامتة «أحبكم بحجم هذا الكون».

مقالات مشابهة

  • رسالة إلى العالم الآخر
  • مصدر: الزمالك يتحرك لإعادة عبدالحميد معالي بعد فسخ عقده
  • مؤشرا البحرين العام والإسلامي يغلقان على ارتفاع
  • الإداراتُ الأكاديميّةُ و متلازمةُ النجاحِ أو الفشلِ!
  • عبدالله السعيد يغيب عن الزمالك أمام حرس الحدود بسبب الإصابة
  • مرصد الأزهر يرحب بالملتقى الأكاديمي لجامعة إسبانية حول فلسطين
  • تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي بين جامعتي الإسكندرية ومطروح
  • الموت الإسفيري!
  • مبابي يغيب عن تدريبات الريال قبل مواجهة سيتي
  • الموت يغيب الإعلامي الشاب محمد محمود حسكا