حزب الله لم يُعط ضمانات.. والحكومة تستعدّ لأي طارىء!
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
لا يزال التوتّر الأمني والعسكري يسيطر على الحدود اللبنانية مع فلسطين المُحتلّة في ظلّ تصعيد مستمرّ ومتصاعد من قِبل "حزب الله" عبر استهدافه لجيش العدوّ الاسرائيلي، حتى أنّ استهداف المستوطنات دخل حيّز التنفيذ، وهذا ما فتح الباب بشكل جلّي على إمكانية الذهاب إلى معركة مفتوحة في الأيام المُقبلة، في حال عدم حصول تسويات حقيقية تخفّف الضغط أقلّه إنسانياً عن غزّة المُحاصرة.
من الواضح أن "حزب الله" يعمل بشكل لافت مع القوى السياسية الداخلية، باستثناءات بسيطة، على مناقشة التطورات الحاصلة ووضع معظم الأحزاب بأجواء التصعيد من دون أن يصرّح لا من بعيد ولا من قريب عن خطّته المُرتقبة وسقف التصعيد لديه، لكنّه يفتح باب التنسيق المرتبط بقضايا موازية مع حلفائه وحتى مع بعض المتمايزين عنه.
تقول مصادر ديبلوماسية مطّلعة بأنّ كل محاولات بعض الديبلوماسيين للوصول الى أجوبة وضمانات من "حزب الله" وصلت الى حائط مسدود، إذ إن "الحزب" لم يُعطِ أي إشارة واضحة تؤكّد فكرة عدم دخوله في الحرب، لكنّه في الوقت نفسه لم يحسِم هذا الأمر، وبالتالي فإن الغموض لا يزال يسيطر بشكل كامل على خطوات "الحزب" الامنية والعسكرية للمرحلة المقبلة.
هذا الأمر يحصل بالتوازي مع أنشطة يقوم بها حلفاء "الحزب" تحضيراً للأسوأ، من خلال وضع خطة عملية مرتبطة باستقبال المُهجّرين من مناطق القصف وتحديداً من مناطق نفوذ "حزب الله"، وكذلك تحضير الأمور اللوجستية المرتبطة بالاسعافات الاولية والمساعدات الغذائية والاجتماعية وغيرها.
كل ذلك يسير بالتوازي أيضاً مع خطّة حكومية متكاملة يتابعها الرئيس نجيب ميقاتي، بالقدر الممكن من الإمكانيات بهدف الوصول الى تخطّي أي صدمة مرتبطة ببدء الحرب بحيث يكون لبنان الرسمي جاهزاً أيضاً وإن بنِسب معينة لاستيعاب أي طارىء وهذا الامر لم يكن سائداً في كل المراحل السابقة.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء بأن حزب الله اللبناني عقد سلسلة لقاءات مع وجهاء القرى الشيعية في جنوب لبنان خلال الأيام الأخيرة، في إطار الاستعداد لسيناريو حرب جديدة مع إسرائيل.
ووفقًا للمصادر، طلب الحزب من الوجهاء فتح المساجد وقاعات المناسبات أمام الأهالي والنازحين، تحسبًا لتجدد القتال.
ويأتي هذا الحراك بالتزامن مع تزايد التحذيرات الأمريكية لحزب الله بضرورة نزع سلاحه جنوب نهر الليطاني، تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1701. غير أن الحزب، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام، لا يبدي أي نية للاستجابة للضغوط، معتبرًا المهل الزمنية "تأويلات سياسية لا تستند إلى أرضية واقعية".
استعدادات ميدانية وتشديدات أمنية
وأوضحت مصادر أمنية لبنانية أن حزب الله اتخذ إجراءات ميدانية صارمة في الجنوب، شملت توزيع معدات ولوجستيات على عدد من القرى، وتقييد استخدام الهواتف المحمولة بين عناصره تجنبا للاختراقات التقنية.
كما رُصدت تحركات داخلية تهدف إلى إعادة تأهيل بعض المراكز والمستودعات التي استهدفت في جولة القتال الأخيرة في سبتمبر 2024.
وبحسب مصدر أمني في التنظيم، فإن الحزب يتعامل مع المرحلة المقبلة بجدية مطلقة، ويستعد لثلاثة سيناريوهات رئيسية:
الحفاظ على الوضع القائم مع استمرار الضربات المحدودة.
توسيع رقعة الاشتباكات دون الدخول في حرب شاملة.
انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة مشابهة لما جرى في عملية "سهام الشمال".
ضغوط أمريكية وتحذيرات لبنانية
وكانت واشنطن قد شددت لهجتها مؤخرا، مطالبةً بانسحاب كامل لحزب الله من الجنوب والتزام رسمي من الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الميليشيا، كشرط مسبق لاستئناف المساعي الدبلوماسية.
وأعلنت الخارجية الأمريكية أن مبعوثها إلى الشرق الأوسط، توم باراك، لن يزور بيروت قبل صدور موقف واضح من الدولة اللبنانية.
من جهتها، حذرت قوى المعارضة اللبنانية من تداعيات تصعيد جديد، مشيرة إلى أن استمرار حزب الله في تجاهل قرارات الشرعية الدولية "يعرض لبنان إلى عزلة دولية وعقوبات إضافية".
إسرائيل: لا انسحاب من الجنوب والقرى لن تعاد بناؤها
في المقابل، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن "هناك احتمالا حقيقيًا لنزع سلاح حزب الله هذه المرة"، مشيرًا إلى أن "القيادة الإيرانية، وعلى رأسها خامنئي، فقدت اهتمامها بمصير التنظيم".
وأضاف خلال مؤتمر "تعزيز الشمال": "الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من المواقع التي يسيطر عليها داخل الأراضي اللبنانية... القرى الشيعية التي دمرت لن تعاد بناؤها".
مناورات سياسية وتحضير عسكري
وفقا للتقارير فأنه رغم تأكيد الحزب أنه لا يسعى إلى التصعيد، إلا أن الاستعدادات المكثفة في الجنوب تشير إلى أن التنظيم يتعامل مع المرحلة المقبلة كأنها مفصلية في مسار الصراع مع إسرائيل.
وقال مصدر مقرب من قيادة الحزب: "ثمن الحرب باهظ، لكن ثمن الاستسلام أثقل. إذا لم تُزعج إسرائيل سلاحنا، فلماذا تصر على تجريده؟".