الشفافية لغة هي قابلية الجسم لإظهار ما وراءه، وتستعار للشخص الذي يظهر ما يبطن، فيقال تحدث بشفافية أي بوضوح تام، وإصطلاحا الشفافية هي قول أو فعل يتخذ بغرض عدم كتم أوحجب سر أو معلومة. وفي السياسة والحكم الرشيد تعني الشفافية أن تتوفر للمواطنين المعلومات الموثوقة المتعلقة بالسياسات والقرارات والإجراءات وعواقبها التي تتخذها المؤسسات أو القادة السياسيين.


والشفافية من سمات المجتمعات الديمقراطية، وبالطبع أنظمة الحكم الديمقراطية أكثر شفافية من الأنظمة الاستبدادية، ولا يستطيع القادة في الأنظمة الديمقراطية أن يتحرروا بالكامل من الإلتزام بالشفافية وقول الحقيقة. الشفافية تعزز الديمقراطية والمحاسبة والمشاركة السياسة، وشفافية المؤسسات والقادة السياسيين تعزز ثقة المواطنين فيهم وتجلب مزيدا من المؤيدين، كما أن الشفافية تقلل من الفساد بشكل عام والفساد السياسي كذلك. والشفافية في الأنظمة الديمقراطية ليست مطلقة فهناك معلومات محجوبة عن العامة، بل وأحيانا عن أعضاء المجالس النيابية، وعادة إتاحة هكذا معلومات تمس أسرارا عسكرية أو الأمن القومي للبلد قد تسبب أضرارا جسيمة، وبالرغم من ذلك تكون مثل تلك المعلومات متاحة للجان محددة في المجالس النيابية مثل لجنة الأمن والدفاع أو لجنة الشوؤن الخارجية، ومن ثم تكون متاحة للعامة بعد مضي عدد من السنين حسب قوانين حرية المعلومات والوثائق للبلد وقد تحذف منها أجزاء وأسماء للضرورة الأمنية.
مثلت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي لاحقا) الأطراف الثورية المدنية الساعية نحو التحول الديمقراطي منذ مفاوضات الوثيقة الدستورية، مرورا بالسلطة الإنتقالية ومفاوضات الإتفاق الإطاري وصولا للحرب التي تفتك بالشعب السوداني الآن. وخلال هذه المراحل لم تكن قوى الحرية والتغيير شفافة بالقدر المطلوب من قوى سياسية تسعى للتحول الديمقراطي ويفترض فيها تعزيز القيم الديمقراطية وبالتأكيد الشفافية إحدى هذه القيم.

المتابع للشأن العام في السودان وخصوصا الوضع السياسي، يمكنه أن يدرك وبسهولة أن قوى الحرية والتغيير لم تكن شفافة بالكامل أو بالقدر الكافي مع قوى الثورة والتحول الديمقراطي، على الأقل مع تنظيمات الثورة المستقلة والافراد المستقلين المؤيدين للتحول المدني الديمقراطي، وهذا بإفتراض أن قوى الحرية والتغيير تتواصل بشفافية مع قواعدها الحزبية والمهنية وغيرها. لا يبدو هذا الغياب الكامل أو الجزئي للشفافية أنه نتاج تقدير موقف ظرفي في حالات معينة، بل هو أقرب إلى أن يكون نمط متكرر راتب. هناك الكثير من حالات القصور في الشفافية خلال المراحل منذ مفاوضات الوثيقة وحتى ما بعد حرب ١٥ أبريل، وأورد هنا نماذج على القصور في الشفافية أوردت من فاعلين سياسيين ومهتمين بالشأن السياسي، وهناك الكثير من الأمثلة على هذا القصور، فمثلا:
١. كتب البراق النذير، وهو السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في مداخلة مكتوبة أرسلت لورشة تقييم الفترة الإنتقالية التي نظمتها صحيفة الديمقراطي خلال الفترة من ٢٠ إلى ٢٤ يوليو ٢٠٢٢م، تعقيبا على ورقة تجربة الحرية والتغيير التي قدمها محمد الفكي عضو مجلس السيادة خلال الفترة الإنتقالية، كتب البراق عن التفاوض على الوثيقة الدستورية "لم تواجه الحرية والتغيير الشعب السوداني بوضوح بما يجري خلف الأبواب، وكانت بعض الأطراف تتحدث بلسانين من أجل الوصول لصيغة إتفاق، وذلك مرده لوقوعها تحت الضغط ما بين محاولات الإيفاء بمطلوبات الشارع من جانب، وضغط المجتمع الإقليمي والدولي من جانب آخر، وشح النفوس من جانب ثالث". (المصدر: كتاب ورشة تقييم الفترة الإنتقالية: أوراق ومداولات، ٢٠٢٢). يتذكر المؤيدون للثورة والتحول الديمقراطي والمهتمون بالشأن العام في ذلك الوقت ما رشح من أخبار أو إشاعات عن إجتماعات غير معلومة لهم مثل الإجتماع الذي ورد أنه جرى بمنزل أنيس حجار ولم تصدر الحرية والتغيير بيانا بشأن ما دار فيه، وكان هؤلاء المؤيدون للتحول الديمقراطي يلجأون إلى علاقاتهم الإجتماعية للحصول على المعلومات حول ما يدور بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري.
٢. كذلك عقبت زهرة إدريس في نفس الورشة على ورقة محمد الفكي قائلة: "ثالثا: المعيار الثالث معيار الشفافية، إذ لم تكن قوى الحرية والتغيير شفافة في مسألة الوثيقة الدستورية ونشرت نسخ عديدة منها وسط تساؤل الناس عن النسخة الحقيقية! وهذا سبب شرخا في الثقة، وهو أمر يجب معالجته لاحقا". (المصدر: نفس المصدر السابق).
٣. خلال مداولات ورقة "تجربة الحكومة الإنتقالية الإنجازات، الإخفاقات، والدروس المستفادة" التي قدمها خالد عمر يوسف، وزير شؤون مجلس الوزراء في الحكومة الإنتقالية، وقدمت الورقة في نفس الورشة، عقب عبد الرحمن العاجب بالقول أنه كان هناك ما يشبه الحماية للفساد من الحكومة ومجلس السيادة وضرب مثل بمخالفة مدير الشركة السودانية للمعادن، مبارك أردول، للوائح الشراء والتعاقد. رد عليه مقدم الورقة وزير شؤون مجلس الوزراء أنه هو من أثار هذه القضية مع مدير الشركة السودانية للمعادن في وجود وزير المالية ووزير المعادن ورئيس الوزراء (المصدر: نفس المصدر السابق). في وقت إثارة هذه القضية لم يخرج تصريح رسمي من وزارة شؤون مجلس الوزراء أو غيرها، وكانت هناك شبهة تعتيم وغموض في هذه المسألة وقت وقوعها، ولم تخرج تفاصيلها للعلن بالتصريحات المباشرة والتصريحات المضادة إلا بعد إنقلاب ٢٥ أكتوبر.
٤. في ١٣ فبراير ٢٠٢٣ أصدرت نقابة الصحفيين السودانيين بيانا إنتقدت فيه قرارا للحرية والتغيير المجلس المركزي بالإمتناع عن الإدلاء بأي معلومات للرأي العام بينما يحاور القوى غير الموقعة على الإتفاق الإطاري السياسي. نددت النقابة بهذا التعتيم و ذكرت بأن الحصول على معلومات تهم الرأي العام حق أصيل من حقوق الإنسان، وحذرت من خلق بيئة لنشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، وذكرت أن إمتناع السياسيين عن الإدلاء بالمعلومات يتناقض مع فضاء الديمقراطية المنشودة والمؤسسية المحروسة بروح الشفافية والمحاسبة (المصدر: صحيفة سودانايل الإلكترونية). هذا الكتمان لا يمكن تبريره بأمن قومي للبلد أو غيره مما يستدعي حجب معلومات، كما أن قوى إعلان الحرية والتغيير قد جربته سابقا في مراحل مختلفة مثل مفاوضات الوثيقة الدستورية ولم يكن في صالحها، بل أدى الأمر إلى تضعضع ثقة الشارع الثوري فيها تدريجيا مع تكراره، وأدى إلى إنعدام الثقة بين قوى الحرية والتغيير والشارع الثوري لاحقا، وهو ما يؤدي إلى خفض سقف تحقيق المطلوبات في المراحل التفاوضية وذلك بفقدان جزء من الكتلة المؤيدة للتحول الديمقراطي أو تعرضها للإنقسامات نتيجة عدم الشفافية.
٥. المثال الأخير هو خلال الفترة التي سبقت الحرب حيث بدأ الحشد والتلاسن بين قادة الجيش والدعم السريع بأشهر قبل الحرب، وخلال هذه الفترة أيضا اعتمدت قوى الحرية والتغيير نفس أسلوب التعتيم ولم توضح للشعب نتائج الكثير من المداولات و الإجتماعات مع الجيش والدعم السريع، ويبدو أنها لم تستفد من النقد الذاتي الذي قدمته سابقا في ورشة تقييم الفترة الإنتقالية، وحتى بعد بداية الحرب التزمت الصمت لفترة، ثم بعد ذلك خرجت تصريحات لعمر الدقير وطه عثمان وغيرهم على قنوات تليفزيونية بخصوص الإجتماعات مع قيادة الجيش والدعم السريع وما توصلوا له معهم في أيام ما قبل الحرب. استغل النظام السابق عدم الشفافية هذا مع إندلاع الحرب وتم تنميط قوى الحرية والتغيير إعلاميا بأنها تدعم الدعم السريع وبأنها دفعته للإنقلاب والحرب. جانب الصواب قوى الحرية والتغيير في عدم الإلتزام الصارم بالشفافية وهي مبدأ ديمقراطي وأداة سياسية في ظل محدودية الأدوات السياسية ووسائل الضغط لدى قوى الحرية والتغيير على الجيش والدعم السريع، خصوصا فترة ما قبل الحرب، وربما لو كانت قوى الحرية والتغيير شفافة مع الشعب منذ بداية الأزمة بين قيادتب الجيش والدعم السريع ربما كان بالإمكان تجنب حرب ١٥ أبريل. قد يجادل شخص بأن كتمان المعلومات ضرورة للتوسط بين قيادتي الجيش والدعم السريع وهذا قول مردود حيث أن رفض أي من الجيش والدعم السريع للتفاوض والنقاش بدعوى وجوب سرية التفاوض كان سيظهر الطرف الذي يسعى نحو الحرب ويعريه أمام الرأي العام الداخلي والدولي، وبالتالي قد يمنع التنصل من الإتفاق الإطاري، وربما قد يمنع الحرب، بالإضافة إلى أن موقف الحرية والتغيير من الشفافية يجب أن يكون موقف مبدئي حال طلب منها الجيش أو الدعم السريع أو الاثنين سرية الاجتماعات. لا توجد سابقة أن الشفافية وحدها منعت إندلاع حرب وشيكة، لكن الشفافية تساعد الأطراف المتنازعة على إعادة بناء الثقة ومنع الصراعات من خلال تبادل المعلومات وتقليل التوتر، وتمنع الفهم الخاطئ لتصرفات الطرف الآخر وبالتالي إتخاذ إجراءات تصعيدية. قد لا تمنع الشفافية الحرب، ولكن ربما إذا كانت الحرية والتغيير شفافة بالقدر الكافي خلال الفترة المباشرة قبل الحرب، لكانت على الأقل تجنبت الإدعاءات بأنها تسببت في الحرب ولم تجد هذه الإدعاءات آذانا صاغية بالعدد الذي وجدته، وبالتالي كانت الشفافية ساعدت على تعزيز موقف (لا للحرب) وجذبت مزيدا من المؤيدين لهذا الجانب وخصوصا السودانيين غير المتابعين للشأن السياسي بصورة لصيقة.

عدم التزام قوى إعلان الحرية والتغيير بالشفافية غير معروف الأسباب، ولكن يمكن التكهن بعدة أسباب منها مثلا: أن عدم الشفافية نتيجة لقرار إتخذته قوى الحرية والتغيير أن الشفافية مضرة بالنسبة لتحقيق هدف التحول الديمقراطي، وهو بالتأكيد خطأ استراتيجي فادح من قوى الحرية والتغيير إذا كانت إتخذت مثل هذا القرار، ومن الممكن أيضا أن غياب الشفافية هو نتيجة للقمع السياسي خلال ثلاثينية الإنقاذ و إعتياد السياسيين على العمل السري، ويمكن التكهن بأسباب أخرى كثيرة لعدم الشفافية. مهما كانت الأسباب التي دفعت الحرية والتغيير لعدم الإلتزام بالشفافية فهو خطأ فادح، لأن الشفافية لازمة ديمقراطية ليس بالإمكان تجاوزها وتحقيق إنتقال ديمقراطي ومن ثم ديمقراطية مستدامة، كذلك إتضح من خلال التجربة أن عدم الإلتزام بالشفافية لم يكن في وقت من الأوقات في صالح قوى الحرية والتغيير والتحول الديمقراطي، كذلك بعدم الشفافية فقدت قوى الحرية والتغيير أداة سياسية من الأدوات القليلة لديها لتحقيق هدف التحول الديمقراطي. رغم النقد الذاتي الصادر من قوى الحرية والتغيير بالتقصير في مبدأ الشفافية، إلا أنها لم تتخذ خطوات ملموسة ولم يحدث تحسن في أدائها من ناحية الشفافية. عدم الإلتزام بالشفافية ظاهرة عامة في العمل السياسي والمدني في السودان وهو أمر مضر، ولكن هناك اتجاه لمقاومة هذه الظاهرة فمثلا انتقد جعفر خضر في مقال على موقع سودانايل بتاريخ ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣م ذهاب الأعضاء في منتدى شروق الثقافي إلى إجتماع الجمعية العمومية وليس بحوزتهم خطابا الدورة والميزانية لأول مرة و ذكر بأنه تراجع مريع في تعزيز مبدأ الشفافية، كما قال جعفر "أعتقد دوما، ولا أزال، أن منتدى شروق بإمكانه أن يقدم النموذج الأمثل في تحقيق قيم المؤسسية والشفافية والمساءلة والديمقراطية. وهذه أعظم مساهمة يمكن أن يقدمها منتدى شروق لثورة ديسمبر ." (المصدر: صحيفة سودانايل). مهما تطاولت الحرب فإنها ستنتهي إلى تفاوض سياسي، فهل تصحح الجبهة المدنية الديمقراطية ما وقعت فيه الحرية والتغيير في تجاهل مبدأ الشفافية سهوا أو عمدا؟.

mkaawadalla@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الجیش والدعم السریع قوى الحریة والتغییر الوثیقة الدستوریة الفترة الإنتقالیة عدم الإلتزام خلال الفترة قبل الحرب

إقرأ أيضاً:

حسام صلاح: قصر العيني ليس مبنى عمره 198 عامًا بل منبر للعلم والتغيير

انطلقت اليوم، الخميس  29 مايو، فعاليات المؤتمر الطبي السنوي لكلية طب قصر العيني، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، وبحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، إلى جانب لفيف من قيادات جامعة القاهرة وكلية الطب، أبرزهم الدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا.

في كلمته الافتتاحية، رحّب الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، بالحضور الكريم، معربًا عن فخره بانعقاد المؤتمر في توقيت يشهد تطورًا ملحوظًا في المنظومة الصحية والتعليمية في مصر.

وأكد مراد أن كلية طب قصر العيني لم تكن يومًا مجرد مبنى تاريخي يمتد لأكثر من 198 عامًا، بل كانت ولا تزال منبرًا لصناعة التغيير والابتكار في المشهد الطبي المصري والعالمي، مشيرًا إلى أن الكلية، منذ تأسيسها في عهد محمد علي باشا، كانت نواةً للنهضة العلمية، ومركزًا اجتذب علماء من مختلف دول العالم.

وأوضح مراد أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشهد نهضة شاملة تنعكس بوضوح على مؤسسات التعليم العالي، ومنها قصر العيني، الذي يسير بخطى متسارعة نحو التحديث والتطوير بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، والاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أُطلقت في مارس 2023.

الدكتور حسام صلاح مراد عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية 

وكشف خطوات جادة اتخذتها الكلية خلال السنوات الأخيرة لدعم منظومة البحث العلمي والابتكار، أبرزها إنشاء مركز قصر العيني لدعم البحوث والابتكار في سبتمبر 2023، مؤكدًا أن الكلية تعتمد نهجًا متكاملًا لتطوير الأداء الأكاديمي والإداري، عبر رفع كفاءة الموارد البشرية، باعتبارها ركيزة التميز.

وأضاف أن الكلية وضعت ضمن أولوياتها تدريب وتأهيل كافة الكوادر، من أعضاء هيئة التدريس إلى التمريض والإداريين، مشددًا على أن الاستمرارية في التعلم والتطوير هي الطريق الحقيقي نحو القمة، وأن مقاومة التغيير تمثل أحد التحديات الجوهرية التي يجب التغلب عليها.

وفي سياق تطوير الحوكمة، أشار مراد إلى تفعيل لجان الجودة والاعتماد الأكاديمي، وإعادة هيكلة المناهج لضمان تجربة تعليمية متميزة، موضحًا أن الكلية تدير شبكة من المستشفيات والمراكز الطبية تضم أكثر من 18 وحدة علاجية تخدم قرابة 2 مليون مواطن سنويًا، ما يستلزم أعلى معايير الجودة والمساءلة في الإدارة.

وأشار إلى أبرز التحديات التي تواجه الكلية، مثل ضعف الميزانيات، والبيروقراطية، ونقص التدريب، داعيًا إلى لامركزية مسؤولة تحقق الإنجاز دون التفريط في الرقابة.

وفي إطار التعاون الدولي، استعرض مراد مجموعة من الشراكات التي أبرمتها الكلية مع دول مثل فلسطين، والصين، واليابان، وفرنسا، وألمانيا، وموريتانيا، بالإضافة إلى التعاون مع جهات وطنية ودولية مثل مؤسسة "SDF" في مجالات دعم الأبحاث الطبية.

ومن المبادرات البارزة، أشار إلى إطلاق برنامج تعليمي فرنسي جديد يستهدف الطلاب الأفارقة الناطقين بالفرنسية، في إطار دور مصر الرائد في القارة، حيث تم تدريب أعضاء هيئة التدريس على اللغة الفرنسية وترجمة المناهج بالكامل.

كما أعلن عن إطلاق دبلومة الطوارئ الطبية بالتعاون مع الأكاديمية الطبية العسكرية، وإصدار أول عدد من مجلة Journal of Emergency and Disaster Medicine المتخصصة.

وفي مجال التحول الرقمي، أوضح أن الكلية أنشأت وحدة متخصصة لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ووحدة تسويق مؤسسي تعمل بأسلوب الشركات الكبرى، مؤكدًا أن الابتكار أصبح أداة رئيسية لتطوير الصناعات الطبية، وأن الجامعات يجب أن تتحول إلى مراكز لتصنيع المعرفة، لا مجرد مؤسسات تعليمية نظرية.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن الكلية ستواصل مسيرتها بروح الفريق، ضمن استراتيجية واضحة ترتكز على التميز والكفاءة وخدمة المجتمع، وصولًا إلى مكانة دولية تليق بتاريخ قصر العيني وتخدم مستقبل الطب في مصر والمنطقة.

الدكتور عمر عزام وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة

من جانبه، تحدث الدكتور عمر عزام، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، مؤكدًا أن مؤتمر هذا العام يركز على قضايا صحية ملحة تمس احتياجات المجتمع، من بينها الابتكار في علاج الأمراض المزمنة، والتقنيات الحديثة في التشخيص، والوقاية والصحة العامة.

وأشار عزام إلى أن الكلية تهدف من خلال المؤتمر إلى تعزيز التعاون مع المجتمع المدني والقطاع الصحي، بما يدعم تطوير المنظومة الصحية المصرية من منظور تكاملي ومستدام، يستفيد من مخرجات البحث العلمي، ويحولها إلى خدمات صحية ملموسة للمواطن.

الدكتور عبد المجيد قاسم وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث

بدوره، أوضح الدكتور عبد المجيد قاسم، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، أن المؤتمر يُعد منصة علمية فعالة لعرض نتائج الأبحاث الحديثة، ومناقشة سبل تطبيقها في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.

وأشار إلى أن الهدف هو توجيه الباحثين نحو دراسات ذات جدوى عملية تستجيب لأولويات القطاع الصحي في مصر، خصوصًا في مجالات تطوير الأدوية، وتوطين التكنولوجيا الطبية، مؤكدًا أن الكلية تسعى لأن تكون حلقة الوصل بين المعمل والواقع الإكلينيكي.

 أكدت الدكتورة حنان مبارك، وكيلة الكلية لشؤون التعليم والطلاب، أن المؤتمر يمثل فرصة ثمينة لتطوير منظومة التعليم الطبي من خلال التفاعل المباشر بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، واستعراض أحدث الاتجاهات العالمية في تعليم العلوم الطبية.

الدكتورة حنان مبارك وكيلة الكلية لشؤون التعليم والطلاب

وشددت على أن الكلية تولي أهمية بالغة لتنمية مهارات البحث العلمي والعمل الجماعي لدى الطلاب، من خلال إشراكهم في المؤتمرات والفعاليات العلمية، ما يسهم في تخريج كوادر طبية تجمع بين التفوق الأكاديمي والكفاءة العملية.

شهد المؤتمر على مدار يومين عددًا من الجلسات العلمية وورش العمل التطبيقية، تتناول أحدث ما توصل إليه البحث العلمي في مجالات الجراحة، الباطنة، الأورام، الذكاء الاصطناعي في الطب، والتكنولوجيا الحيوية، بالإضافة إلى مناقشة تحديات النظم الصحية في مصر والمنطقة.

ويشارك في المؤتمر نخبة من كبار العلماء من جامعات ومراكز بحثية محلية ودولية، إلى جانب ممثلي الوزارات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، في إطار تعزيز التكامل بين الأكاديميا وصُنّاع القرار، ودفع عجلة الابتكار الطبي في مصر.

ويمثل المؤتمر امتدادًا لجهود كلية طب قصر العيني لترسيخ مكانتها كأحد أبرز الصروح الطبية في المنطقة، جامعًا بين تاريخ أكاديمي عريق ورؤية طموحة للنهوض بالتعليم الطبي والخدمة الصحية في مصر والعالم العربي.

مقالات مشابهة

  • الديمقراطية تدعو حماس لمضاعفة جهودها للتوصل لاتفاق بوقف العدوان على غزة
  • على خلفية أزمة الرواتب.. الحزب الديمقراطي الكوردستاني يدعو الأحزاب الكوردية لإجتماع موسع
  • لو عايز تطلع بطاقة .. طرق استخراجها أون لاين ومن مقار الأحوال المدنية
  • خطوات إقامة الدعوى المدنية عن بعد
  • الحرية يستقبل اتحاد شباب العمال لتعزيز التنسيق في الاستحقاقات الانتخابية
  • حسام صلاح: قصر العيني ليس مبنى عمره 198 عامًا بل منبر للعلم والتغيير
  • الأحوال المدنية تقدم خدماتها خلال إجازة عيد الأضحى
  • الديمقراطي الكوردستاني يندد بقرار المالية بايقاف تمويل رواتب موظفي الاقليم
  • السيد القائد الحوثي: العدو الإسرائيلي يحاول استعادة الردع من خلال هذا العدوان المتكرر على المنشآت المدنية في بلدنا
  • لوحة أسماء المجاهدين وصور الشهداء تزين مقر الجبهة الوطنية بجنوب سيناء