أكبر خدعة ايرانية .. الأعمال العسكرية التي خاضها فيلق القدس العسكري الإيراني خلال 40 عام لنصرة القدس (تحليل)
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أسس الإمام الشيعي الإيراني الخميني فيلق القدس العسكري مطلع ثمانيات القرن الماضي كأكبر فيلق عسكري في الشرق الأوسط للقتال من أجل استعادة القدس وفقا لإعلان التأسيس في أكبر عملية خداع يقوم بها الفرس بحق المسلمين .
وسنحاول في المشهد اليمني التطرق إلى أكبر خدعة ايرانية بحق المسلمين والتي يحاول تمريرها مرة أخرى اذيالها في المنطقة بدأ من حزب الله اللبناني في بيروت والمليشيا الحوثية في صنعاء وصولا إلى المليشيات الشيعية في سوريا والعراق .
أولا : بداية الأزمة الفلسطينية
مع حلول عام ١٩١٨م وضعت الحرب العالمية الأولى اوزارها وكان من تبعاتها سقوط الدولة العثمانية التي كانت تسيطرة على فلسطين ومعاهدة سيفر ومؤتمر سان ريمو وإتفاقية سايكس بيكو، رُسّمت حدود الإنتداب البريطاني على فلسطين، والتي اعقبها انسحاب قوات الاحتلال البريطاني وتسليم الأراضي العربية الفلسطينية لإسرائيل .
زرعت المخابرات الإيرانية الخميني وتم دعم انقلابه على نظام الشاة في ايران من خلال ما تسمى الثورة الإسلامية الإيرانية وتمت إعادة الخميني من العاصمة الفرنسية من خلال ثورته والتي اطلق عليها الغرب إسم " ثورة السيديهات " .
حاول الخميني تنصيب نفسه الدفاع عن الأمة الإسلامية اعلاميا فقط وإحلال طهران بدلا اسطنبول من خلال أكبر خدعة للمسلمين وتخذ شعارات مناوئة لأمريكا وإسرائيل منها " أمريكا الشيطان الأكبر " والتهديد بمسح وإزالة إسرائيل خلال 45 سنه وتم إنشاء ما يسمى فيلق القدس والذي لم يطلق اي أعمال عدائية ضد أمريكا وإسرائيل إلا في وسائل الإعلام ومناورات صاروخية كاذبة من أجل خداع الأمة العربية والإسرائيلية لكن فيلق القدس لم يقتل حتى جندي واحد أمريكي او إسرائيلي عدى اسرى ويتم اطلاق سراحهم من حلال قيام الدول العربية بتسليح إسرائيل وتحسين صورة الشيعة في الشعوب الإسلامية رغم انهم منذ ظهور الإسلام يقتلوا في المسلمين فقط .
تسبب فيلق القدس بقتل مليون عراقي ونصف مليون يمني و250 الف سوري وتدمير أربعة أنظمة عربية هي النظام العراقي والنظام السوري والنظام اليمني والنظام السوري .
ثانيا : فيلق القدس
فيلق القدس أو قوة القدس (بالفارسية: نیروی قدس) أو سپاه قدس) هي وحدة قوات خاصة للحرس الثوري الإيراني، ومسؤولة عن عمليات خارج الحدود الإقليمية.المسؤول الأول لفيلق القدس هو المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي. وقائدُها الأشهر هو قاسم سليماني، وتم احلال اسماعيل قاآني بدلا عنه بعد اغتيال الأول والذي تم التضحية به من قبل إيران من أجل إظهار انها تقاتل أمريكا وتبنت أمريكا العملية في إطار الخداع الإيراني الغربي بحق المسلمين .
تُعتبر المعلومات عن الفِرقة قليلة، حيث قُدِر عدد أفراده بـ 18,000 جندي سنة 2007وأُنشِئ فيلق القدس في حرب الخليج الأولى كوحدة خاصة من قوات حرس الثورة الإسلامية. وذلك أثناء وبعد الحرب، وقد دَعمت هذه الوحدة الأكراد في بحربهم ضد صدام حسين كما وَسع فيلق القدس عملياته إلى أفغانستان المُجاورة، أبرَزُها كان بمُساعدة عبد العلي مزاري رئيس حزب الوحدة الشيعي ضد حكومة محمد نجيب الله. ثم بدأ بتمويل ودعم التحالف الشمالي بقيادة أحمد شاه مسعود ضد حركة طالبان.
حسب وثيقة سنة 1998 لإتحاد العلماء الأمريكيين: "التركيز الأساسي لفيلق القدس هو تدريب الجماعات الإرهابية الشيعية الإسلامية"، وينُص أيضاً على أن فيلق القُدس مُرتبط بمكاتب إيرانية لحركات التحرر، التي تُحافظ على بناء إتصالات مع مُنظمات المُقاومة الإسلامية تحت الأرض في جميع أنحاء العالم الإسلامي.وفي يناير 2010، وفقاً لمركز أبحاث أمريكي، تم توسيع مهمة فيلق القدس جنباً إلى جنب مع حزب الله حملة جديدة من الهجمات ضد الدول العربية .
ثالثا : قاسم سليماني
قاسم سليماني (11 مارس 1955 -) هو جنرال إيراني وقائد فيلق القدس وهو فيلق تابع للحرس الثوري الإيراني.
خلال الحرب العراقية الإيرانية، قاد فيلق 41 ثار الله (وهو فيلق محافظة كرمان).في سنة 1998 تم تعيينه قائدا لقوة قدس الحرس الثوري خلفاً لأحمد وحيدي وفي 24 كانون الثاني/يناير 2011 ارتقت رتبة عسكرية قاسم سليماني من العقيد إلى رتبة اللواء بيد قائد الثورة الإيرانية علي خامنئي.
أثناء الحرب العراقية الإيرانية کان قائدا لفيلق 41 ثار الله وهو فيلق محافظة كرمان خلال الحرب. بعد انتهاء الحرب أرسل إلى الحدود الأفغانية لمكافحة تهريب المخدرات. وفي 1998 تم تعيينه قائدا لقوة قدس في الحرس الثوري خلفا لأحمد وحيدي وهي وحدة قوات خاصة للحرس الثوري الإيراني، ومسؤولة عن عمليات خارج الحدود الإقليمية.
أدرج إسم سليماني في القرار الأممي رقم 1747 وفي قائمة الأشخاص المفروض عليهم الحصار.في 18 مي 2011, فرضت الولايات المتحدة عليه العقوبات مرة أخرى مع الرئيس السوري بشار الأسد وغيره من كبار المسؤولين السوريين بسبب تورطه في تقديم دعم مادي للحكومة السورية.
في 24 يونيو 2011, المجلة الرسمية للإتحاد الأوروبي أن ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني أدرجوا في قائمة العقوبات لتوفيرهم أدوات للجيش السوري لغرض قمع الثورة السورية.
الإيرانيين المضاف إسمهم لقائمة العقوبات هم كل من محمد علي جعفري وقاسم سليماني وهم قادة الحرس الثوري وحسين طائب مدير مخابرات الحرس الثوري عوقب سليماني من قبل الحكومة السويسرية أيضا في سبتمبر 2011 بناءا على الأسباب التي أعتمدها الاتحاد الأوروبي.
حسب مجلة نيوزويك، أرسلت إيران العقل المدبر العسكري، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس وهذا علاوة للسلاح والزي العسكري والطيارين الذين أرسلتهم إلى العراق.وصف حشمت الله طبرزدي، زعيم الجبهة الديموقراطية الإيرانية وهي أبرز حركات المعارضة السلمية في إيران قاسم سليماني على أنه مجرم وإرهابي
لعب قاسم سليماني دورا مهماً في قتل اليمنيين والعراقيين وخاصة في العراق خلال المعارك التي دارت شمال محافظة صلاح الدين ومعركة تحرير مدينة آمرلي،ومعركة مدينة تكريت وهي أهم مدينة بين بغداد والموصل و لها قیمه استراتیجیه عالية، ومعركة الفلوجة في الانبار غرب بغداد، ومعارك ديالى شمالي العراق وناحية جرف النصر الإستراتيجية قرب بغداد وتم خلالها إبادة الجيش العراقي وقوات البعث العراقية تحت إسم مقاتلة داعش ! وهي التهمة نفسها والتي روجها الحوثيين لقتل الجيش اليمني والمواليين له تحت إسم قتال القاعدة ! .
لعب سليماني دورا فی تنظيم الميليشيات وتنسيق العمليات العسكرية فی سورية ومساعدة الحكومة السورية لقتل الجماعات الإسلامية السنية تحت إسم قتال داعش وهي تنظيمات إرهابية تدعمها ايران سرا من أجل تبرير سيطرتها لقتال وتفكيك الدول العربية وإحلال نفسها للغرب كبديل لمحاربة الإرهاب .
اكتسب سليماني لقب "أقوى مسؤول أمني" في الشرق الأوسط وساعد سليماني في الأعوام الثلاثة الأخيرة الرئيس السوري بشار الأسد على قلب المكاسب التي حققها المقاتلون المعارضون في سورية بعدما بدا ان النظام السوري على وشك الإنهيار، وذلك لأن سورية تشكل نقطة أساسية في محور الممانعة في مواجهة نفوذ القوى الغربية في المنطقة.
التقى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الجنرال قاسم سليماني مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد يومين من الهجوم الإسرائيلي على القنيطرة وبعد لقاء حسن نصرالله توجه إلى روضة الشهيدين حيث وضع اكليلا من الزهور على ضريح عماد وجهاد مغنية وفي شهر مارس 2016 زار وقد من حماس طهران سرا والتقى بسلمياني.وقال سليماني في هذا اللقاء بالنسبة لحجم الدعم، ففي بعض الأوقات قد يتراجع الدعم، وهذا بسبب ظروفنا، وأوضاعنا الاقتصادية فقط وليس لتغير في الموقف السياسي اتجاه فلسطين، فنحن لا نغير في الأصول وستظل فلسطين عندنا عقيدة.
قال رئيس منظمة بدر هادي العامري بأنه لولا مساندة إيران وتواجد قاسم سليماني في العراق، لكانت حكومة حيدر العبادي الآن خارج العراق .في حين وصف رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بأن سليماني حليفا ضد تنظيم داعش .واتهمت أمريكا سليماني بالتدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه كما وصفته صحيفة واشنطن بوست من أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية.
وقد نشرت الغارديان في 2011 خبرا قالت فيه إن نفوذ سليماني في العراق كبير «إلى حد ان البغداديين يعتقدون انه هو الذي يحكم العراق سرا». وهو يُعتبر من أفضل القادة العسكريين الذين يتمتعون بإستراتيجية قتالية عالية.
ولكن الغريب في الأمر ان بعض الشباب العربي وخاصة في اليمن ولبنان والعراق يعولون على محور الممانعة والشيعة في تحرير القدس لكنهم احتلوا بلدانهم العربية والذي بات علينا هو النضال من أجل التحرر من الاحتلال الشيعي في العراق واليمن ولبنان من أجل استعادة كرامة الشعوب هذه وتحسين اقتصادياتها بدلا من افقارها خدمة للمشروع الفارسي الذي بات اكثر خطرا على العرب من إسرائيل .
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: الثوری الإیرانی للحرس الثوری قاسم سلیمانی الحرس الثوری فیلق القدس سلیمانی فی فی العراق فی الیمن من أجل
إقرأ أيضاً:
هل تحالف الإسلام السياسي وقوى اليسار لنصرة فلسطين؟
"حين يكون الإسلاميون في المعارضة، يجب أن تكون قاعدتنا: مع الإسلاميين أحيانا، وضد الدولة دائما" من كتاب "النبي والبروليتاريا" لمؤلفه المفكر الاشتراكي البريطاني الراحل كريس هارمن، والذي قدم فيه رؤيته للثورة الإسلامية في إيران.
ثمة ما يسوِّغ تسليط الضوء على بروبوغاندا التحالف الأخضر الأحمر، كما يروج له مناصرو الصهيونية، محاولين ربط الحراك العالمي من أجل فلسطين بتحالف قائم ومنظم بين الإسلام السياسي واليسار، ساعين لإضفاء صبغة أيدولوجية راديكالية تبدو منفرة في الغرب.
وهو تعبير لا يختلف من حيث منطلقات وغايات الربط التضليلي بمساعي ربط الإسلام بالإرهاب.
فما هي حقيقة ائتلاف الأخضر مع الأحمر؟ وما هو السياق التاريخي والفكري الذي تتقارب فيه الحركات الإسلامية مع اليسارية؟ وكيف تحاول إسرائيل توظيفه؟
تحاول مراكز الأبحاث والصحف العبرية اختزال الحراك العالمي من أجل فلسطين بألوان أيديولوجية تبدو راديكالية ومتنافرة في ذات الوقت، محاولة تصوير الحراك الحر من أجل فلسطين بتعدديته الواسعة، كتحالف تآمري "لقوى ظلامية" متناقضة جوهريا لكنها تجتمع على "العداء للسامية".
ويتجلى هذا الاختزال عبر مستويات مؤسسية متعددة ومتكاملة، انطلاقا من مبدأ "مكافحة نزع الشرعية" الذي أسّس له معهد ريوت الإسرائيلي في تقريره تحت عنوان "بناء جدار ناري سياسي ضد نزع الشرعية عن إسرائيل".
يصنف التقرير أي خطاب مناهض للتطرف الإسرائيلي أو يشكك في يهوديتها أو يُساوي بينها وبين نظام الفصل العنصري بوصفه تهديدا وجوديا، ويضع حركة المقاطعة والناشطين الأكاديميين ومنظمات حقوق الإنسان في خانة "شبكة نزع الشرعية" التي تستوجب الملاحقة والمواجهة.
وبموجب هذا، يتحول حتى النقد السياسي للاحتلال والمطالبة بحقوق الفلسطينيين من حيّز الخلاف المشروع وفقا لمبادئ الديمقراطية إلى فعل عدائي يتطلب المواجهة.
إعلانوقد تبنّت الحكومة الإسرائيلية هذا الإطار المفاهيمي، فأوكلت إلى وزارة الشؤون الإستراتيجية منذ عام 2015 مهمة "قيادة الحملة ضد حركة المقاطعة ومحاولات نزع الشرعية عن إسرائيل"، وصرّحت مديرتها العامة سيما فاكنين غيل، الرقيبة العسكرية السابقة، أمام الكنيست بأن "الانتصار يعني ألا تكون الرواية السائدة في العالم أن إسرائيل تساوي الفصل العنصري".
أما على الصعيد الأكاديمي البحثي، فتتضافر جهود شبكة من مراكز الفكر الإسرائيلية في تغذية المفهوم وترسيخه، وأنتج مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية مواد حول "التحالف الأخضر الأحمر".
كما أصدر سلسلة من الدراسات تصف الحراك الداعم لفلسطين بأنه بيئة خصبة لدعم حركة المقاومة الإسلامية حماس، بالإضافة إلى إدراج منظمات كـصوت يهودي من أجل السلام وطلاب من أجل العدالة في فلسطين ضمن هذا التحالف.
وتتولى مؤسسات مثل معهد دراسة معاداة السامية في واشنطن ترويج هذه الأطروحات في الأروقة السياسية الأميركية وتعمل بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، كما تمول الوزارة مراكز بحثية مثل معهد دراسة معاداة السامية، وهو المعهد الذي وصف منظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين بالتبعية لجماعة الإخوان المسلمين.
وقد أفردت وزارة شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية في تقريرها السنوي الصادر في أبريل/نيسان الماضي نقاشا تفصيليا حول "التحالف الأخضر الأحمر" ضمن توصيف التهديدات التي تواجه إسرائيل.
اختزال الحراكيوكد حجم الاحتجاجات وتركيباتها المتنوعة ما يناقض اختزال الحراك العالمي الداعم لفلسطين بتحالف "تآمري مشبوه" بين اليسار والإسلاميين. فقد وثق اتحاد إحصاء الحشود في كلية كيندي بجامعة هارفارد على سبيل المثال ما يقارب 12400 احتجاج مؤيد للحق الفلسطيني ورافض للإبادة عبر الولايات المتحدة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويونيو/حزيران 2024.
ووثق المعهد ذاته 3700 يوم احتجاجي فيما يزيد عن 500 مؤسسة أكاديمية أميركية، واعتبر ذلك أطول موجة احتجاجات أثارها حدث خارجي في الولايات المتحدة منذ بدء جمع البيانات في 2017.
وشملت تركيبة الاحتجاجات منظمات من فئات مختلفة، ففي جامعة كولومبيا، ضمت الاحتجاجات أكثر من 100 مجموعة طلابية منها ما هو روابط طلابية تخصصية، وروابط ذات أصول قومية أو جغرافية، وروابط طلابية دينية كرابطة "صوت يهودي من أجل السلام"، التي تضم 32 ألف عضو فاعل. وقد جمعت مخيمات الاحتجاج في 117 جامعة طلابا من السكان الأصليين، والطلاب السود واللاتينيين.
ومما يدحض اختزال الحراك بثنائية أيديولوجية انخراط رجال دين مسيحيين، فقد وقع -على سبيل المثال- أكثر من 140 أسقفا وقياديا كنسيا من طوائف متعددة تشمل الكاثوليك واللوثريين والمينونايت والكويكرز الانجيليين على وثيقة داعية الى وقف الحرب ووقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
وعلى صعيد الكنائس الأميركية الأفريقية، وقّع أكثر من 1000 قسّ أسود يمثّلون مئات الآلاف من أبناء الرعايا على عريضة تطالب بوقف إطلاق النار، ونشروا إعلانا كاملا في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "قادة الإيمان المسيحي السود من أجل وقف إطلاق النار".
إعلانكما اعتُقل 135 من أتباع كنيسة المينونايت في مبنى الكونغرس في ديسمبر/كانون الأول 2023 وهم يرتّلون التراتيل الدينية ويطالبون بوقف إطلاق النار، وقد تبع ذلك احتجاج منظم لأتباع الكنيسة في 40 منطقة في الولايات المتحدة وكندا، وقد وصفته المنظمة الإنجيلية ريد لاتر كريستيان بأكبر يوم عمل مسيحي منسّق من أجل وقف إطلاق النار منذ بدء الحرب.
ولم يقتصر التنوع على الفضاءين الديني والأكاديمي، بل امتدّ إلى عالم الأعمال. ففي يناير/كانون الثاني 2024، على سبيل المثال، طالبت شركة "بن آند جيريز" للمثلجات -وهي شركة متعددة الجنسيات- علنا بوقف فوري ودائم لإطلاق النار.
وصرّحت رئيسة مجلس إدارتها أنورادها ميتال لصحيفة فايننشال تايمز بأنه "من المذهل أن الملايين يتظاهرون حول العالم في حين أن عالم الشركات صامت". وقد رفعت الشركة دعوى قضائية ضد شركتها الأم "يونيليفر" بسبب محاولات إسكات دعمها لحقوق الفلسطينيين.
تقارب ضمن حراك سياسي أوسع ومتعدد الألوانغير أن نفي اختزال الحراك العالمي بثنائية أيديولوجية لا يعني إنكار وجود تقارب بين اليسار والجماعات الإسلامية في سياق الحراك الداعم لفلسطين، إذ تشير الشواهد الميدانية إلى أن هذا التقارب لم ينبثق من تآمر أو تنسيق سري، بل تَشكّل كرد فعل على الأفعال الإسرائيلية المجرّمة دوليا ضمن فضاءات ديمقراطية مشتركة.
ولعل "حراك فيرغسون-غزة" في صيف 2014 تُجسّد هذه الديناميكية بوضوح حين تزامنت الاحتجاجات ضد مقتل مايكل براون على يد الشرطة الأميركية مع الحرب الإسرائيلية على غزة التي أودت حينها بحياة 2200 فلسطيني.
وقد وصف المؤرخ روبن كيلي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس هذا التزامن بأنه "العاصفة المثالية للتعبئة"، إذ أرسل ناشطون فلسطينيون عبر تويتر نصائح للمحتجين في فيرغسون حول كيفية التعامل مع الغاز المُدمع، في حين رفع المحتجون السود الأعلام الفلسطينية في شوارع المدينة.
وقد نتج عن هذا التضامن في 2015 ذهاب وفد من الناشطين إلى فلسطين بتنظيم من مؤسسة "حراس الحلم"، وضم الوفد مؤسِّسة حركة "حياة السود مهمة" باتريس كولورز.
كيف يتآلف الإسلام واليسار؟تتخلص منطلقات اليسار لشراكة نفعية حذرة مع الإسلاميين في مقولات كريس هارمان أحد قادة حزب العمال الاشتراكي البريطاني في كتابه الذي أطلق عليه اسم "النبي والبروليتاريا"، وقد وضح فيه منطلق الشراكة مع الإسلاميين، إذ أفاد بوضوح "الإسلاميون ليسوا حلفاءنا"، لكنه دعا اليساريين إلى عدم التعامل معهم "تلقائيا كرجعيين وفاشيين" أو "تلقائيا كتقدميين ومعادين للإمبريالية " وأن "الشعور بالثورة لدى أتباعهم يمكن توظيفه لأغراض تقدمية".
في المقابل، يستند الإسلاميون في شراكتهم مع اليسار وغيرهم من الفاعلين المخالفين للعقيدة الإسلامية إلى تأصيلات فقهية كفقه الأولويات عند محمد الوكيلي والذي يجيز تأخير الخلافات الأيدولوجية لصالح مواجهة تهديدات أكبر.
بالإضافة إلى فقه الموازنات والمصالح المرسلة الذي يبيح التعاون على أهداف مشتركة كمقاومة الظلم بما لا يستلزم التوافق العقدي الكامل.
كما يستدعى الإسلاميون مفهوم حلف الفضول الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وسلم نصرة للمظلومين قبل بعثته، والذي ينظر إليه كنموذج للتحالف المرحلي على أساس أخلاقي مشترك غير عقدي.
تعود الجذور التاريخية للتقارب بين الإسلاميين واليساريين إلى الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وقد زار المفكر الفرنسي ميشيل فوكو إيران مرتين ونشر 13 مقالة يشيد فيها بالثورة كروحانية سياسية جديدة تمثل بديلا ما عن الحداثة الغربية.
ووفرت أعمال فكرية كأعمال المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد التأسيسية الاستشراق والمسألة الفلسطينية بنية فكرية تغذي مساحة ربط مطاطية بين كلا التيارين، إذ ربط بين نقد الإمبريالية الغربية والاضطهاد الممارس ضد الفلسطينيين، والذي تضعه الحركات الإسلامية على سلم أولويات فعلها النضالي.
إعلانويرتكز التقارب بين الإسلاميين واليساريين على قيم مشتركة محددة مثل: مناهضة الاستعمار، والتضامن ضد الظلم وعنف الدولة غير المشروع.
وتُظهر الدراسات الأكاديمية، كدراسة كريستيان ديفيس بيلي المنشورة في مجلة "أميركان كوارترلي" عام 2015، أن الناشطين على جانبي النضال يرون روابط بين عنف الدولة والاحتلال والعرق، حيث يعاني الأميركيون السود والفلسطينيون من السيطرة العسكرية سواء من قوات الاحتلال الإسرائيلية أو من جهاز الدولة البوليسي الأميركي.
كما أن إطار "التقاطعية" الذي تبنته حركات العدالة الاجتماعية يوفر مساحة نظرية للتضامن دون الحاجة إلى تجانس أيديولوجي كامل.
وتؤكد دراسة لودفيغ سونّيمارك المنشورة عام 2025 في مجلة "علم الاجتماع النقدي" أن حركة التضامن الطلابية تُشكّل "بيئة تضامنية" تربط الطلاب النشطاء بفاعلين دوليين وبالقيادة الفلسطينية ضمن كتلة عالمية مناهضة للهيمنة، حيث تتكيف ممارسات التضامن وخطاباته باستمرار مع السياقات المحلية والوطنية والعالمية المتغيرة.
وبذلك، فإن التقاء الأخضر والأحمر في مساحات الاحتجاج لا يعكس مؤامرة مُدبّرة بقدر ما يعكس استجابة مشروطة ومحدودة لقضايا مشتركة، تتشكل عبر الفضاءات الديمقراطية من جامعات ومنصات رقمية وتجمعات احتجاجية، وتُحرّكها الأفعال الإسرائيلية أكثر مما يُحركها التنسيق المسبق.