وصمة عار.. أرقام قياسية للقتلى الأطفال خلال حرب إسرائيل وغزة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
تجاوز عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، إجمالي العدد السنوي للأطفال ضحايا الصراعات المختلفة عبر العالم منذ عام 2019، وفقا لمنظمة "أنقذوا الأطفال".
وأوضحت المنظمة الدولية غير الحكومية، في بيان، أنه منذ السابع من أكتوبر، تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 3257 طفلا؛ بينهم 3195 طفلا على الأقل في غزة، و33 في الضفة الغربية، و29 في إسرائيل، بحسب أرقام وزارتي الصحة في غزة وإسرائيل.
وأعلنت السلطات الصحية بغزة، عن مقتل أكثر من 3 آلاف طفل بالقطاع، إضافة إلى حوالي ألف طفل آخر في عداد المفقودين، منذ يوم هجوم عناصر حماس على إسرائيل.
وقالت المنظمة الحقوقية إن عدد الأطفال الذين قُتلوا خلال ثلاثة أسابيع فقط في غزة "أعلى من عدد القتلى السنوي في النزاعات المسلحة الأخرى على مستوى العالم، في أكثر من 20 دولة ، خلال السنوات الثلاث الماضية".
"أرقام مروعة"وقال المدير الإقليمي منظمة إنقاذ الطفولة في الأراضي الفلسطينية، جيسون لي، إن "الأرقام مروعة ومع استمرار العنف وتوسعه في غزة الآن، لا يزال المزيد من الأطفال معرضين لخطر جسيم".
وقُتل ما مجموعه 2985 طفلا في 24 دولة في عام 2022، فيما لقي 2515 طفلا مصرعهم في عام 2021 و 2674 في عام 2020، وفقا للتقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال والصراع المسلح.
وفي عام 2019، أبلغت الأمم المتحدة عن مقتل 4019 طفلا في صراعات حول العالم.
وأفادت المنظمة بإصابة ما لا يقل عن 6.360 طفلا في غزة، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 180 طفلا في الضفة الغربية، وأكثر من 74 طفلا في إسرائيل، مشيرة أيضا إلى أن عددا من الأطفال ما يزالون مختطفين داخل غزة من طرف عناصر حماس.
ومن بين المختطفين لدى حماس جنود إسرائيليون ونساء وأطفال ومسنّون، بالإضافة إلى عمال أجانب وأشخاص يحملون جنسية مزدوجة.
ودعت منظمة "أنقذوا الأطفال" إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، معتبرة أن إعلان الجيش الإسرائيلي شن عمليات برية موسعة بالقطاع، من شأنه أن يؤدي إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
في هذا الجانب، قال المسؤول الإقليمي بالمنظمة إن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لضمان سلامة الأطفال، مشيرا إلى أن "على المجتمع الدولي أن يضع حياة الأفراد قبل السياسة".
وتابع أنه "كل يوم يقضيه المنتظم الدولي في المناقشات يُترك الأطفال قتلى وجرحى.. يجب حماية الأطفال في جميع الأوقات، وخاصة عندما يبحثون عن الأمان في المدارس والمستشفيات".
"انتهاكات جسيمة"من جانبها، قالت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، إن "قتل وتشويه الأطفال واختطافهم، والهجمات على المستشفيات والمدارس، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال".
وأضافت خضر في تصريحات نقلها موقع أخبار الأمم المتحدة، أن "الوضع في قطاع غزة يشكل وصمة عار متزايدة على ضميرنا الجماعي. إن معدل الوفيات والإصابات بين الأطفال صادمة".
وأعربت عن مخاوفها إزاء احتمال تزايد عدد القتلى ما لم يتم تخفيف التوتر والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود.
وتنفي إسرائيل استهداف الأطفال والمدنيين في الغارات التي تنفذها بالقطاع، وتتهم حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية.
وأكد قائد في القوات الجوية الإسرائيلية، في تقرير سابق لقناة "الحرة"، أن "القوات الإسرائيلية تلتزم بقيمها وقوانين الحرب في ملاحقتها لحركة حماس والجهاد الإسلامي"، مشيرا إلى أن الحركتين تعملان في مناطق مأهولة بالسكان.
وأكد العسكري الإسرائيلي الذي فضل عدم ذكر اسمه لعمله العسكري، أن المدنيين الفلسطينيين يتأثرون لأن "حماس تستخدمهم كدروع بشرية"، مضيفا "نحن لا نستهدف المدنيين، بل نستهدف عناصر حماس".
وكذلك يشجع الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين على التوجه إلى جنوب قطاع غزة و"عدم البقاء بالقرب من أهداف حماس الإرهابية داخل مدينة غزة".
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في تصريح سابق، "في النهاية اندست حماس بين السكان المدنيين في أنحاء قطاع غزة. لذلك أينما ظهر هدف لحماس، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي سيضربه من أجل إحباط القدرات الإرهابية للحركة، مع اتخاذ الاحتياطات الممكنة لتخفيف الضرر عن المدنيين غير المتورطين"، بحسب رويترز.
وبدأت إسرائيل بقصف غزة، وفرضت حصارا مطبقا على القطاع بعد هجوم عناصر حماس على مواقع عسكرية ومناطق سكنية، ما أسفر عن مقتل 1400 شخص، معظمهم مدنيون، بالإضافة إلى اختطاف أكثر من 200 آخرين.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على غزة، في آخر أرقامها، ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 8 آلاف، معظمهم من المدنيين.
"صور ومقاطع لا تطاق"وأشارت المنظمة إلى أن خطر وفاة الأطفال بسبب الإصابات "أعلى من أي وقت مضى"، موضحة نقلا عن الأمم المتحدة أن ثلث المستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة لم تعد تعمل بسبب انقطاع الكهرباء و"الحصار الشامل".
ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، فإن النقص في التخدير الناتج عن غياب المعدات الطبية "يعني بتر أعضاء الأطفال دون تخفيف الألم".
وأكّدت منظمة أطباء بلا حدود، السبت، أن بعض العمليات الجراحية تجرى في قطاع غزة من دون تخدير عام للمرضى بسبب نقص عقاقير التخدير.
وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود المسؤولة عن الأراضي الفلسطينية، ليو كانز، لوكالة فرانس برس "نفتقر إلى عقاقير التخدير، ونفتقر إلى المهدئات، ونفتقر إلى العقاقير الأفيونية. نجري الكثير من العمليات بنصف جرعات من البنج، وهو أمر فظيع".
وقال "لا يكون الشخص مخدرا بالكامل كما يجب أن يكون. وفي بعض العمليات، في بعض الأحيان، تجرى (العمليات) من دون تخدير".
وتحدث كانز عن عملية أجريت هذا الأسبوع على "طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، اضطررنا إلى بتر نصف قدمه اليسرى تحت تأثير تخدير جزئي، على أرضية المستشفى في الممر لأن جميع غرف العمليات كانت ممتلئة".
وأضاف "كانت والدته وشقيقته حاضرتان. وشاهدتا العملية (...) على الأرض"، مشيرا إلى "صور ومقاطع فيديو مرضى لا تطاق" أرسلتها فرق منظمة أطباء بلا حدود.
وأشار أيضا إلى أن "طفلا يبلغ من العمر 12 عاما احترق 60% من جسده (...) وكان لا بد من تغيير ضماداته... قام الأطباء بذلك تحت تأثير الباراسيتامول" فقط.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أطباء بلا حدود عناصر حماس قطاع غزة أکثر من عن مقتل طفلا فی إلى أن فی غزة فی عام
إقرأ أيضاً:
فضيحة طبية في أوروبا: 197 طفلاً ولدوا من حيوانات منوية تحمل طفرة جينية تزيد خطر الإصابة بالسرطان
كشفت تحقيقات أجرتها شبكة European Broadcasting Union's Investigative Journalism Network، بمشاركة 14 قناة تلفزيونية من عدة دول (من بينها BBC)، عن بيع حيوانات منوية تحمل طفرة جينية تزيد بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالسرطان في الدنمارك من قبل بنك حيوانات منوية معروف. وقد أسفر ذلك عن ولادة حوالي 200 طفل في جميع أنحاء القارة، بعضهم أصيب بالمرض وتوفي في سن مبكرة.
وأظهرت النتائج أن عدد الأطفال الذين تم تسجيلهم كمصابين بالطفرة من هذا المتبرع المجهول – الذي لم يكن على علم بالخلل الجيني – قد بلغ 197 طفلاً خلال فترة 17 عاماً ظلت فيها العينات مجمدة. وقد تم التعرف على المتبرع كطالب سابق بدأ في عام 2005 يحصل على أجر من Denmark's European Sperm Bank وفقاً للتشريعات السارية في الدنمارك.
ونقلت BBC عن خبراء قولهم إن الطفرة الجينية، عند انتقالها، تجعل من النادر أن يظل الطفل سليماً من الأمراض السرطانية طوال حياته. وأضافت أن البنك الدنماركي لم يبيع الحيوانات المنوية الملوثة لأي عيادة في المملكة المتحدة، حيث لا توجد علاقات تجارية هناك؛ إلا أن خريطة نشرت مع التقرير أظهرت أن إيطاليا لم تتأثر، بينما تأثرت ألمانيا، أيرلندا، آيسلندا، بلجيكا، بولندا، إسبانيا، عدة دول البلقان وجورجيا.
وقد اعترف بنك الحيوانات المنوية الدنماركي بالواقعة، مؤكداً حسن نيته ونوايا المتبرع “الجاهل” وقت التبرع. كما أعرب عن “تعاطفه العميق” مع الأسر المتضررة وأقر بأن الحيوانات المنوية قد استخدمت في بعض البلدان لإنجاب عدد مفرط من الأطفال.
تم اكتشاف الطفرة متأخراً بعد ظهور تحذيرات بعد وقوع الحادثة، حيث كان المتبرع يبدو سليماً في جميع الفحوصات الروتينية. والجين المتضرر هو TP53، الذي يلعب دوراً حاسماً في منع تكوين الخلايا السرطانية. وقد تبين أن 20 % من الحيوانات المنوية تحمل هذه الطفرة، بينما كان الحمض النووي للمتبرع نفسه محصناً ضدها.
الأطفال الذين ورثوا الطفرة يعانون من متلازمة لي‑فروميني (Li‑Fraumeni syndrome)، التي ترفع احتمالية الإصابة بأي شكل من أشكال السرطان بنسبة تصل إلى 90 % خلال الطفولة أو سرطان الثدي في مرحلة البلوغ للإناث.
أثارت القضية قلقاً لدى أطباء الجمعية الأوروبية للهندسة الوراثية (European Society of Human Genetics)، الذين قاموا بفحص 67 طفلاً بعد انتشار البيانات الأولية، ووجدوا آثار الطفرة في 23 منهم.
وقالت الدكتورة إدويج كاسبر، أخصائية الأورام الجينية بمستشفى روان في فرنسا، أنها اطلعت على ملفات طبية لـ “العديد من الأطفال الذين أصيبوا بنوعين مختلفين من الأورام، وبعضهم توفي في سن مبكرة”. وأضافت أن “ليس لدي أي عداء تجاه المتبرع غير الواعي”، لكنها شددت على أن “استخدام مواد غير نظيفة وغير آمنة وخطيرة غير مقبول”.
وذكرت أم فرنسية، تمت الإشارة إليها باسم مستعار “سيلين”، أنها استخدمت عينة الحيوانات المنوية المعرضة للخطر قبل 14 عاماً في عيادة بلجيكية، وقالت: “لا يمكن قبول حقن شيء غير نظيف وغير آمن وخطير”.