أطياف -
قالت صحيفة الشرق الأوسط أمس إن مستشار قائد قوات «الدعم السريع» هارون مديخر، كشف لها عن سير المفاوضات مع الجيش السوداني في مدينة جدة السعودية وبشر بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وقال إن المفاوضات تسير بصورة ممتازة، و أنهم يعملون الآن على وقف إطلاق النار
وأضاف مديخر أن القرار في القوات المسلحة في الفترات السابقة لم يكن في يد القوات المسلحة بل في يد الذين اختطفوها من الاسلاميين، وأن أنصار النظام السابق رافضون للمفاوضات وللتسوية، معتبراً أنهم هم الذين أشعلوا الحرب الحالية
لكنه إستدرك قائلاً إن هناك فصيلاً داخل القوات المسلحة راغب في وقف الحرب وهذا أهم ماكشفه المستشار بعد خبر قرب وقف إطلاق النار ، فالرجل كشف بقصد أو دونه أن قرار العودة للتفاوض ليس قرار الإسلاميين داخل المؤسسة بالتالي هو ليس قرار الفريق البرهان لأنه هو في نفسه (مخطوف) من قبل الإسلاميين وأيضا هو ليس قرار إبراهيم جابر ولا ياسر العطا ولا غالبية الضباط برتبة فريق، إذن هذا يعني أن الفريق الكباشي أعلن قرار التفاوض دون رغبة العسكريين الإسلاميين وأنه تقدم بفصيل من الجيش ليخوض به عملية التفاوض بجدة، وهذا يؤكد ماذهبنا إليه عن تحرك الضباط الوطنيين داخل المؤسسة العسكرية الذين لاينتمون للحركة الإسلامية
والفصيل باللغة العسكرية يتكون من أكثر من ٣٠ ضابطا فهؤلاء أن كان نصفهم فقط من الرتب المتقدمة في الجيش فهم بلا شك قادرون على تغيير القرار داخل المؤسسة العسكرية هذا غير الضباط مادون اللواء الذين يمثلون الرأي الأغلب داخل المؤسسة بإنحيازهم الكامل لخيار السلام سيما انهم لاينتمون إلى الحركة الإسلامية
ومستشار الدعم السريع إن كان التفاوض هو قرار المؤسسة العسكرية وقياداتها الإسلامية وقائدها البرهان لما أبدى تخوفه بقوله (نتمنى أن يكون القرار بيد القوات المسلحة) أي أن يظل لأن القوات المسلحة قررت واختارت التفاوض
وأضاف مستشار الدعم السريع أن كل الشعب السوداني يترقب هذه المفاوضات الآن لأنه يعتبرها الحل الأمثل للقضية السودانية
وهذا صحيح ولكن يجب أن لايفوت على مستشار دقلو أن الشعب السوداني لاينتظر الدعم السريع ليطل عليه من الباب من جديد بعد أن قتل ونهب وسرق حتى (ضلفتي الباب)
فقرار الدمج هو قرار يخص المؤسسة العسكرية لها الحق في أن تدمج أو ترفض لكن ولطالما أن الجميع إلى الثكنات فالشعب السوداني ينتظر أن تتوقف الحرب الآن، لأن قرار من الذي يحكمه هو قرار يعنيه وحده ولا أحد سواه
ولهذا تحدثنا منذ بداية الحرب أن الشعب السوداني لم يقل كلمته بعد سيعود الشارع لأهله وسيعود الوطن إلى ماكان عليه وأفضل بإذن الله.
طيف أخير:
#لا_للحرب
و بدأ موسم هجرة الفلول من بورتسودان ولكن إلى أين القِبلة والوجهة والمصير!!
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المؤسسة العسکریة القوات المسلحة الدعم السریع داخل المؤسسة
إقرأ أيضاً:
أكتوبر.. وعبقرية المصريين
كان يومًا فارقًا فى حياة هذا الوطن، ومسيرة هذا الشعب، وأصبح يومًا خالدًا فى سجلات التاريخ تتحدث عنه الأجيال، بعد أن سطر المصريون فى هذا اليوم أعظم ملحمة عسكرية فى التاريخ الحديث، وفاجأوا العالم بالمعجزة العسكرية فى تدمير خط بارليف بأيديهم، رغم أن كل التقديرات والنظريات العسكرية قد أكدت أن تدمير خط بارليف يحتاج إلى قنبلة نووية لاجتيازه.. دهشة العالم فى السادس من أكتوبر عام 73 كانت أكبر من أن يستوعبها الجميع بما فيها القوى العظمى فى هذا الوقت الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية نتيجة الظروف التى كانت تعيشها مصر على المستوى العسكرى والاقتصادى بسبب هزيمة 67، والتفوق العسكرى الهائل للكيان الصهيونى نتيجة الدعم الأمريكى والغربى، وأيضا وجود عائق مائى يتمثل فى قناة السويس، واستغلال إسرائيل لهذا العائق وتحويله إلى مانع حصين بعد إنشاء خط بارليف بارتفاع عشرين مترًا بكل تحصيناته وخطوط النابالم التى تحول مجرى القناة إلى كتلة لهب فى دقائق، وهو ما جعل استعادة سيناء أمرًا مستحيلًا فى ظل هذه التحصينات التى تحتاج إلى قنبلة نووية لفتح طريق الحرب والمواجهة المباشرة.
العبقرية المصرية فى السادس من أكتوبر، تجلت فى صور فريدة ومتعددة، بداية من أكبر خطة خداع استراتيجى عرفها العالم، وكان الهدف منها مباغتة العدو وشل حركته، وإفقاده لميزة التفوق العسكرى والتقدم التكنولوجى وهو الأمر الذى دعا الرئيس الراحل أنور السادات لتكليف جهاز المخابرات العامة والحربية لوضع خطة الخداع الاستراتيجى وإخفاء أية ملامح عن استعداد مصر للحرب، وفى سبيل تحقيق هذا الهدف نجحت الأجهزة المصرية فى ترسيخ مفهوم - اللا حرب واللا سلم - فى المجتمع المصرى، وصناعة وتصدير المشاكل مثل أزمات التموين ونقص السلع الغذائية، وتوجيه وسائل الإعلام لإبراز مظاهرات الطلبة واحتجاجات المواطنين ونشر أخبار تسريح أعداد من الضباط والجنود، والإعلان عن تيسير رحلات جوية لرجال الجيش إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، وكانت ذروة الخديعة الكبرى فى تحديد موعد لقاء وزير الخارجية المصرى محمد حسن الزيات بنظيره الأمريكى هنرى كيسنجر فى واشنطن يوم 6 أكتوبر.. وتوالت عبقرية المصريين من خلال إعداد المقاتل المصرى وتوظيفه فى مواجهة وتدمير المعدات العسكرية الثقيلة مثل الدبابات والمدرعات من خلال سلاح خفيف ومحمول وهو -آر بى جيه- ليسجل المقاتل المصرى معجزات عسكرية تدرس حتى الآن فى جميع الأكاديميات العسكرية حول العالم.
وكما تتقدم الاحتياجات العسكرية فى أوقات الحروب على ما عداها من احتياجات اقتصادية أو اجتماعية.. يأتى دور القوات المسلحة فى إعادة ترتيب أولويات الدولة فى الأحداث الكبرى التى تشكل تهديدًا مباشرًا لمسيرة ووحدة الوطن، كما عايشته مصر فى الفترة من 2011 وحتى 2013، واستطاعت القوات المسلحة المصرية بخبراتها المتراكمة وقيمها الوطنية الراسخة أن تحافظ على وحدة وتماسك وسلامة الدولة ومؤسساتها، بعد أن انحازت لإرادة الشعب المصرى فى ثورة الثلاثين من يونيو العظيمة التى شكلت عبورًا جديدًا فى حياة الأمة. وفى استلهام حقيقى لروح أكتوبر العظيم، جاء تلبية القوات المسلحة لنداء المسئولية الوطنية لإعادة بناء الدولة المصرية، وشهدت مصر فى السنوات العشر الأخيرة مشروعات عملاقة لم تعرفها على مدار عقود طويلة، وكان أهمها قناة السويس الجديدة بانفاقها التى أعادت ربط سيناء بالدلتا، وإعادة بناء وتحديث البنية الأساسية شملت معظم أرجاء مصر إضافة لإنشاء عشرات المدن الحديثة التى فتحت شرايين جديدة للتنمية، ومشروعات اقتصادية عملاقة لإنشاء الدلتا الجديدة وفى سيناء وتوشكى وغيرها الكثير، لتستعيد مصر مكانتها وحداثتها بين الدول العصرية.. رحم الله بطل الحرب والسلام الزعيم أنور السادات وكل شهداء الوطن وكل التحية لأبطال القوات المسلحة والأجهزة المصرية فى ذكرى النصر العظيم.
حفظ الله مصر