لجريدة عمان:
2025-05-24@00:30:13 GMT

عن حق الفلسطينيين في تحرير أرضهم وقيام دولتهم

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

عن حق الفلسطينيين في تحرير أرضهم وقيام دولتهم

أكملت إسرائيل منذ أن بدأت حربها الهمجية والبربرية على قطاع غزة أربعة أسابيع كاملة أمام مرأى ومسمع العالم ومنظماته الأممية، ولم يسمع الفلسطينيون الصامدون فوق أرضهم أو العالقون منهم تحت الركام إلا بعض عبارات التنديد والشجب التي تصبح بلا دلالة في مقابل جسور الإمدادات العسكرية التي وصلت إلى إسرائيل، والدعم السياسي الذي يؤكد عليه كبار «قادة» العالم في اللحظة الأولى التي يصلون فيها إلى مطار بن غوريون في تل أبيب دعما لحق إسرائيل «في الدفاع عن نفسها»، أما عدا ذلك فلا يصل إلى أسماع أهل غزة إلا صوت الصواريخ وصوت الشهداء وهم يرتقون إلى السماء.

وإذا كان المجتمع الدولي يبكي سقوط 1400 قتيل إسرائيلي قضوا في يوم السابع من أكتوبر الماضي فإن غزة تتحدث عن أكثر من عشرة آلاف شهيد حتى الآن، أكثر من نصفهم أطفال ونساء استشهدوا في منازلهم وليس في ساحة قتال، وتتحدث غزة عن عدد مماثل، تقريبا، ما زالوا تحت الركام لا يستطيع أحد الوصول إليهم، فلا إمكانيات لطواقم الدفاع المدني، إن وجدت، ولا حرمة لدمائها، أيضا.. وفي الحقيقة لا وقت لأحد في غزة اليوم للقيام بإحصاء عدد الشهداء، فالمجازر تتبع بعضها بعضا وبين كل مجزرة ومجزرة مجزرة أخرى، وفي كل يوم يشهد القطاع عشرات الجرائم التي تضاعف عار الكيان الصهيوني وترسخ وحشيته، أما هذه الأعداد فهي التي تصل إلى المستشفيات التي أصبحت هدفا يوميا لصواريخ جيش الاحتلال الصهيوني. ولا أحد يعرف متى يصل الرقم إلى نقطة التعادل، وكم على إسرائيل أن تقتل من الأطفال مقابل كل محتل إسرائيلي قتل في هجوم حماس!

ورغم صور المجازر والمذابح والمحارق التي ارتكبها النظام الصهيوني في غزة خلال شهر كامل إلا أن قادة الغرب ومنظوماته لا يشغلهم إلا الحديث عن أمن إسرائيل وحدها وحقها في الوجود وفي الحياة بنعيم ورفاهية، أما الفلسطينيون فليس لهم حق في الأمن أو في بعضه على الأقل، وليس لهم حق في أن يروا أطفالهم يكبرون أمامهم مثل كل الأطفال في العالم، ويذهبون للمدارس في الصباح ويعودون للعب أمام بيوتهم في المساء دون خوف من أن تُقطّعهم صواريخ نتانياهو إلى أشلاء، فلا يستطيع آباؤهم أن يتعرفوا عليهم إلا إن كانوا قد طبعوا أسماءهم على كل جزء من أجسامهم.

إن العالم الغربي الذي يدعم إسرائيل ويحميها ويرى نفسه في قمة التحضر والتمدن سقط سقوطا أخلاقيا وقيميا بسبب صمته المخزي أمام ما تفعله دولة الاحتلال بالشعب الفلسطيني الذي لا ذنب له إلا أنه يدافع عن حقه في البقاء وفي العيش على أرضه وضمان أمن أطفاله. لم ير الغرب في ما قامت به حماس يوم السابع من أكتوبر إلا أنه عمل إرهابي ضد «إسرائيل»، لم ير أن ذلك كان انفجارا طبيعيا ومتوقعا بعد وضع قطاع غزة في سجن خانق لمدة عقد ونصف من الزمن لم يحاول فيه الغرب فك الحصار عن القطاع أو حتى نصح إسرائيل بشكل جاد وحاسم لترفع الظلم عن أهل القطاع قبل أن ينفجروا.. وعليها في ذلك الوقت أن تتحمل الثمن الباهظ للانفجار.

إن العالم الذي ما زال يسَوّغ لإسرائيل جرائمها أو يعتبر ما يحدث الآن ردة فعل طبيعية لهجوم يوم السابع من أكتوبر عليه أن يعود للتاريخ لمعرفة أصل المشكلة التي دفعت بحماس للقيام بما قامت به. لكن العالم لا يرى في حماس التي تقاوم من أجل إخراج المحتل ومن أجل قيام الدولة الفلسطينية التي دعت لقيامها المنظمات الدولية، إلا أنها منظمة إرهابية، فيما يغمض عيونه عن «دولة الإرهاب» الحقيقية التي ترتكب مجازر يومية في حق سكان غزة وتحاول جاهدة بموافقة دولية القيام بتطهير عرقي في غزة لتتخلص من السكان جميعا معتقدة أن تصفية حماس قد تنهي القضية إلى الأبد ولا تعلم أن الفلسطينيين لا يموتون حتى وإن قتلوا، مثلهم مثل كل أصحاب الحق في العالم وكل المناضلين من أجل قضاياهم العادلة.

إن حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية مثلهم مثل الشعب الأوكراني الذي يدافع عن نفسه، ومثلهم مثل الشعب الفيتنامي الذي دافع عن نفسه في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ومثلهم مثل كل قوى التحرر الوطني في العالم، ولعل هذه المقاربة تصل أسرع إلى وعي العالم ليعرف أن هذه المقاومة لا تفنى إلا بتحقيق تحررها وقيام الدولة الفلسطينية التي تواضع أهلها وقبلوا أن تكون عند حدود الخامس من يونيو 1967.

لقد دفع الفلسطينيون عبر التاريخ أثمانا باهظة من أجل قضيتهم، ولكن نضالهم لم يخفت أبدا، فهم يولدون من أجل الدفاع عن قضيتهم كما يرددون دائما لكن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعقّد مستقبلها مع كل جريمة ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني، وفي كل يوم تزداد أزمتها الداخلية وأزمتها مع محيطها.. فما أثقل ما عليها مواجهته خلال السنوات القادمة، وما أثقل ما على الغرب أن ينتظروه وفقا لنفس المقاييس التي نظروا عبر مرآتها لما حدث في غزة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من أجل فی غزة إلا أن

إقرأ أيضاً:

ميناء حيفا بوابة إسرائيل التي يتوعدها الحوثيون

الميناء الرئيسي والأهم في إسرائيل، وأحد أكبر موانئ شرق البحر الأبيض المتوسط، يضطلع بدور محوري في الاقتصاد الإسرائيلي، إذ يشهد نشاطا تجاريا وصناعيا مطردا على طول السنة، كما يحتضن مرافق عسكرية ومنشآت نفطية عدة، مما يجعله ذا أهمية أمنية وإستراتيجية بالغة.

في 19 مايو/أيار 2025 أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن وضع الميناء ضمن بنك أهدافها، واعتزامها بدء العمل على فرض حظر بحري عليه، ردا على تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعت جميع الشركات التي تستخدم الميناء إلى أخذ تحذيرها على محمل الجد.

الموقع

يقع ميناء حيفا على الساحل الشمالي الغربي لفلسطين المحتلة، عند الطرف الجنوبي لخليج حيفا المطل على البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من "قاعدة ستيلا ماريس"، وهي موقع عسكري إسرائيلي للرصد والمراقبة البحرية يطل على ميناء حيفا وخليجها.

يوجد الميناء في خليج طبيعي عميق ومحمي نسبيا بفضل السفوح الشمالية لجبل الكرمل، وتحيط به شبكات مواصلات برية (طرق سريعة وسكك حديد) تربطه بالمناطق الداخلية في إسرائيل، وذلك يجعل منه بوابة تجارية رئيسية تنفتح منها آسيا على أوروبا عبر المتوسط.

مرفأ السفن السياحية في ميناء حيفا (الجزيرة) المساحة

يمتد الميناء على مساحة واسعة تقدر بـ6.5 كيلومترات مربعة، ويغطي 3 كيلومترات على شاطئ مدينة حيفا، ويضم أرصفة ومحطات للحاويات، ومنشآت عسكرية وصناعية عدة، مما يجعله ذا أهمية إستراتيجية.

تاريخ الميناء

يعود تاريخ ميناء حيفا إلى منتصف القرن 18، حين كان مرفأ صغيرا في عهد الأمير "ظاهر العمر الزيداني" (1695-1775) الذي استخدمه لنقل البضائع إبان سلطته المحلية للمنطقة الممتدة بين حيفا وصيدا، تحت حكم الدولة العثمانية، مستفيدا من موقعه الطبيعي في خليج محمي على البحر الأبيض المتوسط.

إعلان

ومع بداية الانتداب البريطاني على فلسطين في عشرينيات القرن العشرين، عملت السلطات البريطانية على توسيع الميناء، وربطه بشبكة السكك الحديد وبخط أنابيب النفط الممتد من مدينة كركوك في العراق إلى حيفا، الأمر الذي جعل منه مركزا لتصدير النفط نحو أوروبا.

وعقب إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، انتقلت إدارة الميناء إلى السلطات الإسرائيلية التي واصلت تطوير بنيته التحتية. وشهدت العقود التالية توسعة الأرصفة، وبناء مرافق مخصصة للبضائع والحاويات، إضافة إلى تحديث أنظمة المناولة والربط مع شبكة المواصلات الداخلية.

تحول الميناء في العقود الأخيرة من القرن العشرين إلى منشأة صناعية وتجارية كبيرة، فأصبح أحد أكبر الموانئ في شرق البحر الأبيض المتوسط، ليضطلع بدور محوري في الاقتصاد الإسرائيلي عبر استيراد البضائع وتصديرها وارتباطه المباشر بالأسواق العالمية.

مخازن الحبوب في ميناء حيفا (الجزيرة) خصخصة الميناء

في مطلع عام 2023 خصخصت الحكومة الإسرائيلية ميناء حيفا، وفوضته مقابل 1.15 مليار دولار إلى مجموعة تتألف من شركة موانئ "أداني" الهندية وشركة "سديه غادوت" الإسرائيلية، ويستحوذ الشريك الهندي على ثلثي أسهم الميناء، بينما تمتلك الشركة الإسرائيلية الثلث.

أهميته الإستراتيجية

يستمد الميناء أهميته الإستراتيجية لدولة الاحتلال الإسرائيلي من عوامل عدة، نوجزها في ما يلي:

يقع في خليج حيفا عند الطرف الجنوبي، محاطا بجبل الكرمل، وذلك يوفر له حماية طبيعية من الرياح والأمواج، ومن ثم لا يعرف الميناء توقفات كبيرة قد يسببها تقلب الظروف الجوية. يشكل بوابة بحرية لإسرائيل نحو الأسواق الأوروبية، ومحطة مهمة في ممرات التجارة العالمية الجديدة، ضمن مبادرة "ممر الهند-الشرق الأوسط-أوروبا" التي تهدف إلى ربط جنوب آسيا بأوروبا عبر الخليج وإسرائيل (مشروع أميركي منافس لمبادرة الحزام والطريق الصينية). يتوفر على تجهيزات متقدمة تشمل أرصفة للحاويات ومنشآت تخزين، وخطوط سكك حديد تربطه مباشرة بالداخل الإسرائيلي، مما يجعله نقطة توزيع رئيسية للبضائع الواردة والصادرة. يحتضن منشآت أمنية وعسكرية يستغلها الاحتلال في عملياته العسكرية، وترسو فيه بوارج وغواصات حربية، الأمر الذي يجعله مضطلعا بدور محوري في "الأمن القومي الإسرائيلي". يضم مصانع وشركات كبيرة في مجالات متعددة، لا سيما في الصناعة البتروكيماوية، مما يجعل منه مرفقا حيويا للاقتصاد الإسرائيلي. يرتبط بشبكات أنابيب الغاز والنفط، وتستخدمه إسرائيل لتصدير المواد الكيماوية ومنتجات الطاقة، وذلك يجعله محورا في إستراتيجيتها لتسويق مواردها في شرق المتوسط. إعلان أبرز المنشآت التي يحتضنها الميناء مجموعة "بازان"

كانت تسمى سابقا "شركة مصافي النفط المحدودة"، وهي إحدى أبرز شركات تكرير النفط والبتروكيماويات في إسرائيل، وتدير أكبر مصفاة نفط في البلاد، بقدرة تكريرية تصل إلى نحو 9.8 ملايين طن من النفط الخام سنويا.

توفر الشركة تشكيلة واسعة من المنتجات التي تستخدم في قطاعات الصناعة والزراعة والنقل، كما تقدم خدمات متكاملة تشمل تخزين مشتقات الوقود ونقلها.

مخازن المواد الخام للصناعة البتروكيماوية

يضم الميناء مواقع تعدّها إسرائيل "مخزنا إستراتيجيا وطنيا" للأمونيا والميثانول والإيثيلين، المواد الخام في إنتاج الأسمدة وأحد أسس الصناعة العسكرية، ويشكل مصنع "حيفا للكيماويات" ورصيف الشحن الكيميائي "هاكيشون" ومصانع الأسمدة التابعة لشركة "آي سي إل" أبرز هذه المواقع.

خزانات النفط والمصافي 

تقع في منطقة كريات حاييم المتاخمة للميناء، ويضم الموقع 41 خزانا، سعتها الإجمالية 937 ألف متر مكعب من النفط الخام، إضافة إلى 17 خزانا آخر بسعة 157 ألف متر مكعب توجد داخل الميناء الرئيسي، مخصصة لتخزين النفط الخام الثقيل والخفيف والديزل والكيروزين والغازولين.

مطار حيفا

مطار دولي أُسّس عام 1936، كان في البداية قاعدة عسكرية بريطانية، قبل أن يتحول تدريجيا إلى مطار تجاري صغير. يعد محطة نقل مهمة تخدم أساسا الرحلات المحلية، كما تربط حيفا بعدد محدود من الوجهات الدولية.

يقع المطار بالقرب من مرفأ كيشون داخل ميناء حيفا، ويحظى بأهمية أمنية خاصة، إذ يضم منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية لصدّ الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف الميناء.

محطة كهرباء حيفا

إحدى أبرز محطات توليد الطاقة في شمال إسرائيل، تعمل بالوقود الأحفوري بقدرة إنتاجية تصل إلى 1022 ميغاواتا، مما يجعلها ركيزة أساسية في شبكة الكهرباء الوطنية، إذ تزود مدينة حيفا والمناطق المحيطة بها باحتياجاتها من الكهرباء، وخصوصا المجمعات الصناعية الكبرى.

قاعدة حيفا البحرية إعلان

تضم مركز قيادة البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط، كما تضم أنظمة دفاع جوي وصاروخي لحماية "المنشآت الإستراتيجية"، وتتمركز بها وحدة الحوسبة 3800 المكلفة بتتبع الاتصالات والنقل اللاسلكي والحوسبة والسيطرة على المعلومات العسكرية والاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي.

وتحتضن القاعدة سفنا عسكرية من طراز "ساعر 6" وغواصات "دولفين 2″، التي يرجح أنها تحمل رؤوسا نووية.

محطات شحن حاويات البضائع

تقع في الميناء 8 محطات شحن، تنقل أكثر من 30 مليون طن من البضائع سنويا، من بينها: محطة داجون لنقل الحبوب، ومحطة كيشون لنقل البضائع العامة، ومحطة خاصة بنقل المواد البتروكيماوية، فضلا عن محطة متصلة بخط سككي لنقل البضائع، توجد بالجهة الشرقية من الميناء.

مقالات مشابهة

  • الدبلوماسي العاري.. من هو المبعوث الأممي توم فليتشر الذي يقف في وجه إسرائيل؟
  • مركز القدس للدراسات: إسرائيل تستغل الدعم الدولي وتقتـ ل الفلسطينيين أمام العالم
  • حماس تدعو دول العالم إلى معاقبة إسرائيل وحماية الفلسطينيين
  • أبرز الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثيين على إسرائيل عام 2025
  • الأورومتوسطي .. إسرائيل تهندس التهجير والتجويع لتنفيذ خطة طرد الفلسطينيين جماعيًّا من غزة
  • حماس: نحذّر من الواقع المأساوي الذي يهدد حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين
  • أبرز مضامين اتفاقية الشراكة التي يهدد الاتحاد الأوروبي بمراجعتها مع إسرائيل
  • ميناء حيفا بوابة إسرائيل التي يتوعدها الحوثيون
  • أوروبا تحذر إسرائيل من تجويع الفلسطينيين بعد 20 شهرا من الحرب
  • الكنيست يمدد قانونا مؤقتا يحظر الإعلام الأجنبي الذي يمس بأمن إسرائيل