منطقة عازلة ومرونة عملياتية.. أولويات إسرائيلية في غزة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
قال مسؤولون إسرائيليون، إن بلادهم تعمل على "ضمان أمنها بما لا يدع مجالا لحدوث أي هجوم" من قطاع غزة، شبيه بما حدث في السابع من أكتوبر، بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
وذكرت الصحيفة، الأربعاء، أن الافتراض هنا هو أن إسرائيل "ستسيطر على قطاع غزة حتى إجراء ترتيبات جديدة لحكم القطاع وتنفيذ دوريات فيه، مما قد يستغرق وقتا طويلا".
يأتي ذلك بعد تصريحات من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، أكد فيها أنه "لا إعادة احتلال لغزة بعد انتهاء الصراع الحالي"، مضيفًا أنه ربما تكون هناك حاجة إلى "فترة انتقالية"، لكن بعد الأزمة الحالية يتعين على الفلسطينيين أن يحكموا القطاع، بحسب رويترز.
جاء ذلك بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قال فيها، الإثنين، لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، إن إسرائيل "ستتولى مسؤولية الأمن في غزة إلى أجل غير مسمى".
ونقلت "نيويورك تايمز"، عن المسؤولين الإسرائيليين أيضًا، أن "إسرائيل لن تثق أبدا بشكل كامل في أي قوات فلسطينية أو حتى حفظ سلام دولية للحفاظ على أمن إسرائيل"، في إشارة إلى قطاع غزة.
وأوضح المسؤولون أن "أولوية إسرائيل تنصب على الأمن"، وأنها ستواصل الحفاظ على ما تقول إنها "مرونة عملياتية"، مما يعني القدرة على دخول غزة في الوقت الذي تشعر فيه بأن أمنها "معرض للخطر".
كما أضاف المسؤولون للصحيفة: "إسرائيل تعتزم خلق منطقة عازلة جديدة داخل غزة، والتي يقول المنطق أنها ربما تشمل مساحة على الحدود المصرية، وتمنح إسرائيل السيطرة الكاملة على الحدود البرية لغزة".
وتسيطر إسرائيل على كل المنافذ لقطاع غزة عدا منفذ رفح البري على حدود القطاع مع مصر، والذي تدخل منه المساعدات الإنسانية حاليًا.
ولفتت الصحيفة أيضًا إلى أن المسؤولين تحدثوا عن "تقسيم قطاع غزة إلى مناطق مثل التي في الضفة الغربية، حيث تمتلك القوات الإسرائيلية حرية تنفيذ عمليات، بتعاون مفترض مع السلطة الفلسطينية في مناطق سيطرتها".
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتيه، قد صرح الإثنين، لشبكة "بي بي إس"، بأن السلطة الفلسطينية "مستعدة لأن تكون جزءا من حل في قطاع غزة، يتعامل مع القضية الفلسطينية ومع مسألة الاحتلال".
وتابع: "الهدف الأساسي لإسرائيل هو قتل كل احتمالية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة"، وأكد: "لن نذهب إلى غزة على متن دبابة للجيش الإسرائيلي".
وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة منذ عام 2007، بعد نزاع مع حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وفشلت محادثات على مدار سنوات لإجراء مصالحة بين الفصيلين الفلسطينيين.
واندلعت الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس، بعد هجوم مباغت شنته الأخيرة على مناطق وبلدات في غلاف غزة، في السابع من أكتوبر، أدى إلى سقوط أكثر من 1400 قتيل، غالبيتهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وخطف نحو 241 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وبلغت حصيلة القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ ذلك الحين، أكثر من 10 آلاف شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب أحدث حصيلة لسلطات القطاع الصحية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عضو بالتحرير الفلسطينية: نتنياهو يفاوض تحت النيران لفرض شروطه على حماس
قال الدكتور أحمد المجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يفضل التفاوض تحت النيران، إذ تستمر العمليات العسكرية في قطاع غزة بالتزامن مع جهود التفاوض الجارية، مشيرًا إلى أن تل أبيب تسعى لاستخدام التصعيد العسكري كأداة لفرض شروطها على حركة حماس، خاصة فيما يتعلق بتسليم سلاحها وخروج قياداتها من القطاع.
وأضاف المجدلاني، في تصريحات مع الإعلامي عمرو خليل، مقدم برنامج "من مصر"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ إرسال إسرائيل 5 فرق عسكرية إضافية إلى تخوم غزة يندرج ضمن هذا التوجه، مؤكدًا أن نتنياهو يسعى لتحقيق احتلال كامل للقطاع، ويعتقد أن التصعيد يمنحه ورقة ضغط تفاوضية لفرض أجندته.
وتابع، أنّ الإدارة الأمريكية سبق أن أبرمت صفقة مع حركة حماس قبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، تم بموجبها إطلاق سراح جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية، مقابل فتح حوار مع الحركة، وممارسة ضغوط على حكومة نتنياهو، إلا أن هذه الصفقة انعكست سلبًا بسبب توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، ما زاد من تصلب الموقف الإسرائيلي.
وأكد أن المفاوضات المكثفة التي تجري حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة، برعاية مصرية وقطرية، تسعى للوصول إلى وقف إطلاق نار مؤقت وتبادل للأسرى والرهائن، لافتًا إلى أن الأولوية لدى القيادة الفلسطينية هي وقف إطلاق النار بشكل عاجل، لما يتسبب به استمرار الحرب من خسائر بشرية ومادية فادحة.