دخل العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة يومه الـ36 تواليًا، بتكثيف قوات الاحتلال، قصف وحصار المستشفيات والنازحين، مع تصاعد عمليات التوغل البري من عدة محاور، بعد تدمير شامل، وسط مقاومة شرسة.

وبعد منتصف ليل الجمعة/السبت، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات، محيط مجمع الشفاء الطبي وقصفت مولده الكهربائي، وسط غياب المعلومات الدقيقة عما يجري لانقطاع الاتصالات، ونزوح أغلب الصحفيين عن المجمع الطبي.

وقال مدير عام مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية: "هذه الليلة هي ليلة سوداء على العالم، في الوقت الذي يتعرض فيه مجمع الشفاء الطبي لهذه الاعتداءات من جيش الاحتلال، والجرحى في وضع خطير جداً وعددهم 650 جريحا ومريضا، إضافة إلى مئات الطواقم الطبية، وبعض الجرحى يستشهدوا وهم ينتظرون إسعافهم".

وأكد أن أي شخص يتحرك في محيط الشفاء يتم استهدافه من طائرات الاحتلال والقناصة، ولا نستطيع الخروج لإسعاف المصابين.

وبعد قصف متكرر على المستشفى الجمعة، أدى لشهداء وجرحى، اضطر عشرات آلاف النازحين بالمشفى لمغادرته.

في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة في غزة، توقف كل العمليات الجراحية في المستشفى الإندونيسي، شمال قطاع غزة، بسبب نفاد الوقود وبسبب القصف والاستهداف الإسرائيلي المتواصل لمحيط المستشفى.

اقرأ أيضاً

بلينكن يقر بمقتل مدنيين في غزة.. ويؤكد: نرفض التهجير وندعم حل الدولتين

كما قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن خدمات مستشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غزة، ستتوقف في غضون ساعات، وذلك بسبب نفاد الوقود.

وقالت الجمعية في بيان مقتضب، إن 500 مريض وجريح في المستشفى سيحرمون من الرعاية الصحية، بسبب التوقف عن العمل خلال الساعات المقبلة.

وأضافت أن المرضى في غرفة العناية المكثفة، والأطفال في الحاضنات معرضون سيفقدون حياتهم بسبب عدم توفر الوقود اللازم لعمل المولدات في المستشفى.

وخلال الأيام الماضية، قصفت طائرات الاحتلال مستشفى القدس ومحيطه، عبر سلسلة غارات.

وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر السبت، غارة على مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ونفذت قوات الاحتلال قصفا مدفعيا شرق خاينونس.

وبعيدا عن قصف المستشفيات، شنت طائرات الاحتلال غارات بالقرب من ساحة الشوا شرق مدينة غزة.

كما شنت غارة على منزل مأهول في مخيم الشاطئ غرب غزة.

اقرأ أيضاً

القصف الأعنف.. إسرائيل تدك محيط مستشفى الشفاء وسط اشتباكات مع المقاومة

وارتقى 6 شهداء على الأقل، وعدد من المصابين، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وقصفت طائرات الاحتلال ومدفعيته كذلك، عدة مواقع ومنازل في حي النصر، والشيخ رضوان.

ووفق قناة "الأقصى"، انتشل 7 شهداء من منزل منير الكحلوت بمنطقة حبوب بمشروع بيت لاهيا وجاري انتشال شهداء، واصابات آخرين من تحت ركام المنزل.

وارتقى 4 شهداء على الأقل بقصف طائرات الاحتلال منزلا في مخيم البريج وسط القطاع.

وتوالت الليلة الماضية الأنباء عن قصف قوات الاحتلال المباشر للنازحين، سواء على طريق صلاح الدين خلال انتقال المئات من غزة إلى جنوب الوادي ما أدى إلى عدد كبير من الشهداء والجرحى.

وكذلك خلال محاولة الخروج من مستشفى النصر بغزة الذي حاصرته دبابات الاحتلال، ولدى محاولة العديد من المواطنين مغادرة منازلهم بمدينة غزة.

وبالتزامن مع القصف، تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال التي تسعى للتوغل داخل القطاع.

وتحدثت مصادر إعلامية عن تمكن مقاومي كتائب "القسام" من نصب عدة كمائن لعدد كبير من دبابات الاحتلال واستهدافها بشكل مباشر، ما أدى إلى تدمير العديد منها.

كما يدور الحديث عن عدد كبير من القتلى بصفوف تلك القوات.

ومنذ 35 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية.

اقرأ أيضاً

اليوم الـ35 لطوفان الأقصى.. أكثر من 11 ألف شهيد والمقاومة تتصدى لتوغل إسرائيلي وتقصف تل أبيب

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الحرب على غزة غزة إسرائيل قصف المستشفيات مجمع الشفاء المقاومة طائرات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

طائرات "الإنزال الجوي".. صفيرها لأطفال مجوّعين وحمولتها لـ"مناطق حمراء"

غزة - خاص صفا

بعد أن انقطعت أنفاسهم وهم يركضون وأعينهم تحدق بالمظلات التي أسقطتها طائرات الإنزال الجوي للمساعدات، وإذ بها تستقر للمرة الثانية في منطقة يتواجد فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى أعتاب قريبة من منطقة قيزان النجار شرقي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، توقفت جموع اللاهثين وراء صناديق المساعدات التي أسقطتها إحدى الطائرات العربية، بتنسيق مع جيش الاحتلال، لتكون من نصيب الأخير.

يستهزىء محمد شراب أحد الشبان الذين حاولوا الوصول للمساعدات الجوية: "هذا نظام منكم وإليكم"، في إشارة لسقوطها بمنطقة يتواجد بها الجيش.

وبدأت طائرات من بعض الدول العربية منها الإمارات والأردن ومصر، بعمليات إنزال جوي للمساعدات عبر المظلات، بعد سماح جيش الاحتلال لها بذلك، في ظل حرب إبادة ومجاعة تتعرض لها غزة منذ خمسة أشهر.

منهم وإلى الجيش

يضيف شراب "بالأمس نزلت المظلات قرب جورت اللوت وما لحقناها، واليومي قيزان النجار، وبالتأكيد الجيش هناك يتلقفها".

يكمل متعجبًا "لما فكّر العرب يساعدوننا، أنزلوا المساعدات على الجيش الذي يقتلنا!".

وباستخدام هاتفها النقال وثقت الفتاة شيماء أبو تيم، سقوط مظلات المساعدات قرب سجن أصداء ظهر اليوم.

وهي تقول: "وين مكان الجيش نزلت، وكأن الطيّار حاسبها بالملم".

وتضيف "الناس تركض وراء المظلات وبعضهم أكمل طريقه والمعظم عاد، لأن الدبابات قريبة من مدينة حمد، وأصدر ومن يصل هناك يستشهد، لأنها منطقة حمراء".

لكن الطفل عَمر وأقرانه لا يتمتعون إلا بصوت ومنظر الطائرة وهي تمر من فوق خيامهم بمنطقة المواصي في خانيونس، غير آبهين لما تحمله من طعام، رغم وجوههم الشاحبة جوعًا وفقرًا وحربًا.

وفي الوقت الذي تسقط فيه صناديق الإنزال الجوي بمناطق يصنفها جيش الاحتلال بأنها حمراء، ويقتل كل من يخطوها، تقتل صناديق أخرى بعض المجوعين داخل خيامهم أو منتظريها، بسقوطها المفاجىء فوق رؤوسهم.

وتؤكد منظمات أممية أن عمليات الإنزال الجوي ليست سوى مزيد من الإذلال والتجويع، وهي لا تكفي أدنى احتياجات سكان القطاع، الذين يعانون من مجاعة، أودت بحياتك ما يزيد عن 147 مدنيًا معظمهم أطفال.

وخلال عمليات الإنزال الجوي أصيب عشرات المواطنين بجراح متفاوتة، مع العلم أن هذه العمليات سبق وأن ثبت فشلها وعدم نجاعتها، حينما تم تنفيذها خلال فترة وجيزة من العام الأول لحرب الإبادة على غزة، المستمرة منذ أكتوبر عام 2023.

ويتم إسقاط حوالي 52 طردًا في اليوم على قطاع غزة من قبل الأردن ومصر والإمارات، بشكل عشوائي، وهو ما يجعل بعضها يسقط في مياه البحر.

ومن المتوقع أن تنضم ألمانيا وفرنسا أيضًا إلى عمليات الإنزال الجوي.

وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن الإسقاط الجوي للمساعدات في غزة يحدث ضجة إعلامية لكن ليس له أي تأثير على الأرض.

وتشير الوكالة الأممية إلى أن ما ألقي على قطاع غزة من خلال الإنزالات الجوية يساوي أقل من 1% من حاجة قطاع غزة اليومية.

ويؤكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر  أن واحدًا من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام.

ووصفت حركة "حماس" عمليات الإنزال الجوي بأنها "مسرحية هزلية"، مؤكدة أن إدخال الغذاء والدواء فوراً وبطريقة كريمة هو التعبير الجدي والحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات.

وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" حرب إبادة جماعية وجريمة تجويع، أدت لاستشهاد ما يزيد عن 59,821 شهيدًا بالإضافة لـ 144,851 إصابة، منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة شهداء الاستهداف الإسرائيلي من طالبي المُساعدات في غزة إلى 16 شهيدًا
  • طائرات "الإنزال الجوي".. صفيرها لأطفال مجوّعين وحمولتها لـ"مناطق حمراء"
  • منذ فجر اليوم.. استشهاد 71 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بقطاع غزة
  • منذ فجر اليوم.. استشهاد 43 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بقطاع غزة
  • 189 يومًا للعدوان على جنين.. تصاعد الاقتحامات والاعتداءات
  • مستشفى “شهداء الأقصى” بغزة تحذر من توقف خدماته خلال ساعات
  • غزة: مستشفى شهداء الأقصى يُحذّر من كارثة وشيكة نتيجة نفاد السولار
  • مستشفى شهداء الأقصى يُحذر من كارثة وشيكة نتيجة نفاد السولار
  • «فتح»: غزة بلا ملاذ آمن.. والاحتلال يقصف كل مكان
  • في جولته الجنوبية الأولى على المستشفيات... ماذا أعلن وزير الصحة؟