محللون: اتفاق تبادل الأسرى المرتقب أول خطوة لإنهاء الحرب وتبييض السجون
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
بعد كثير من التهديد والوعيد، يقترب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من الرضوخ لرغبة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، بعدما أكدت قدرتها على صد العدوان وإلحاق خسائر فادحة بجيش الاحتلال في الميدان، كما يقول خبراء عسكريون وسياسيون.
وحسب التسريبات، فإن حكومة الاحتلال أوشكت على قبول هدنة مدتها أيام والسماح بإدخال مزيد من المساعدات، بما فيها الوقود إلى قطاع غزة، وهي أمور أعلن نتنياهو رفضه لها مرارا منذ بدء الحرب قبل نحو 50 يوما، في حين أكدت المقاومة أنه "لن يجد بدا عن القبول بها".
ورغم ضبابية الموقف الإسرائيلي من الصفقة حتى الآن، فإن الخبير الإستراتيجي اللواء فايز الدويري يقول إن العمليات التي نشرتها كتائب عز الدين القسام يومي الاثنين والثلاثاء، وقصفها تل أبيب -اليوم الثلاثاء- خلال اجتماع للمجلس الحكومي المصغر، وحديث "أبو عبيدة" أمس الاثنين عن تعطيل حكومة الاحتلال للصفقة، كلها تدفع إسرائيل باتجاه قبول الهدنة المرتقبة.
وأكد الدويري خلال برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" أن العمليات العسكرية هي التي تحكم الجانب السياسي في هذه الحرب، وأن إسرائيل لو كانت تدرك أنها قادرة على تحقيق أهدافها بالطرق العسكرية لما جلست لحظة واحدة للتفاوض.
والأمر نفسه ذهب إليه الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة بقوله إن الجميع في إسرائيل أصبح يريد هذه الصفقة بعدما تأكدوا من استحالة تحرير أسراهم بالطرق العسكرية.
ورغم أن نتنياهو قد يعطل الصفقة إلى حين عرضها على المحكمة العليا كما حدث في صفقة جلعاد شاليط، فإن الأمور تمضي باتجاه تنفيذها، وهي التي تمثل بداية سقوط لاءات نتنياهو وحكومته، وربما تكون بداية وقف الحرب وترتيب أوضاع غزة مستقبلا، حسب قوله.
أما الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، فيؤكد أن نتنياهو لن يستطيع الهروب من الصفقة التي تعني كسر إرادته وإرادة حكومته، لأنها ليست هدنة، وإنما وقف مؤقت لإطلاق النار، وفق تعبيره.
وأضاف البرغوثي "التوصل للاتفاق من أجل تبادل أسرى يعني كسر موقف إسرائيل الذي كان يرفض مبدأ وقف الحرب تماما، وسيكون بداية نهاية العدوان، كما أنه كسر فكرة رفض تبادل الأسرى مقابل الأسرى".
وفيما يتعلق ببعض الأصوات الرافضة لصفقة التبادل داخل إسرائيل، قال الدويري إن "إيقاع المعركة هو الذي يحرك الأمور، وإن المقاومة كلما أرسلت رسائل عسكرية، دفعت العملية السياسية للأمام".
وفي السياق نفسه، يقول هلسة إن "ما يحدث داخل إسرائيل ليس جعجعة لا قيمة لها، لأن هناك إجماعا شعبيا وحكوميا على حتمية القبول بفكرة التبادل بعدما تيقنوا أنهم لن يستعيدوا أسيرا واحدا عبر الحرب، بسبب صمود المقاومة على الأرض وتمسكها بشروطها".
وأضاف هلسة "الشارع سينتفض من حول نتنياهو خصوصا بعدما تكشفت أكاذيبه التي صدقها المجتمع وأيده في الحرب من أجل إطلاق سراح الأسرى، ثم اكتشف أن هذا ليس ممكنا".
أسباب رضوخ نتنياهو
إلى جانب الخسائر الفادحة التي لحقت بقوات الاحتلال داخل غزة حتى الآن، فإن البرغوثي يرى أسبابا كثيرة لنزول نتنياهو من على "شجرة وعيده" الذي لم يحقق شيئا واحدا منها، في مقدمتها صمود الفلسطينيين على أرضهم ورفضهم تماما لفكرة التهجير وتحملهم في سبيل ذلك ما لا يتحمله أحد.
إضافة إلى ذلك، فإن صمود المقاومة على الأرض، وانهيار الاقتصاد الإسرائيلي وتحرك الشوارع العالمية كلها تضامنا مع فلسطين، كلها دفعت نتنياهو نحو الرضوخ، برأي البرغوثي، الذي قال إن "فلسطين أصبحت القضية التحررية الأولى في العالم بعد هذا العدوان".
علاوة على ذلك -يقول البرغوثي- فإن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قدم الدعم الكامل للعدوان الإسرائيلي أملا في أن يحقق مكاسب في الانتخابات المقبلة، أصبحت شعبيته في أدنى مستوياتها بسبب هذا الموقف.
ورغم إقرار الجميع باحتمال نفاد اتفاق المؤقتة قريبا، فإن الدوري يؤكد أن الحديث عن توقف القصف الجوي لمدة 6 ساعات يوميا -كما تقول بعض التسريبات- يعني أن ما قبل وما بعد هذه الساعات سيكون أكثر عنفا.
وأكد الخبير العسكري أن على المقاومة أن تضع في حساباتها احتمال استغلال إسرائيل لهذه الفترة من أجل ترتيب القوات وإعادة التموضع.
ويرى البرغوثي أن الهدنة المرتقبة ربما تكون بداية لمزيد من الهدن مقابل إطلاق سراح مزيد من الأسرى، مضيفا "المهم أن مبدأ عدم وقف الحرب تم كسره واضطر نتنياهو للتفاوض مع المقاومة، وهذه بشرى للأسرى الفلسطينيين".
وقال البرغوثي إن نزول إسرائيل على رغبة المقاومة "دليل على أن تناول الإعلام الغربي والحديث عما بعد حماس وإقامة مستوطنات في غلاف غزة قد سقطت أمام المقاومة وإرادتها، وسيكون مقدمة لوقف الحرب وتبييض السجون".
ورغم اتفاق هلسة مع هذا الحديث، فإنه يعتقد أن الاتفاق محل الحديث محفوف بالألغام لأن جيش الاحتلال ما زال داخل غزة، ومن الممكن أن ينفجر الموقف في أي لحظة، خصوصا أن إسرائيل تعاني فوضى حكومية وشعبية بسبب الهزيمة التي تعرضوا لها، وفق تعبيره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
هذه هي تعديلاتنا - حماس: ننتظر موافقة إسرائيل على ردنا بشأن المقترح
أكد قيادي في حركة حماس ، اليوم السبت 5 يوليو 2025، أن حركته تنتظر موافقة حكومة الاحتلال على ردها بشأن المقترح المقدّم لوقف إطلاق النار في غزّة.
وأضاف في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن "الحركة قدّمت تعديلات على ورقة مقترح وقف النار تتضمن ضمانات للانتقال سريعاً إلى مفاوضات إنهاء الحرب".
وأشار إلى أن "التعديلات تضمّنت أيضاً توسيع دائرة الضامنين وتفاصيل مرتبطة بإدخال المساعدات وأخرى بخرائط الانسحاب".
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن إسرائيل تواصل فحص رد حركة " حماس " على مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى، لافتة إلى أن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) سيجتمع مساء السبت لبحث المقترح.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي لم تسمه إن "إسرائيل تواصل دراسة الملاحظات التي قدمتها حماس بشأن المقترح"، دون تقديم تفاصيل أخرى بالخصوص.
وأضاف المصدر: "من المقرر أن يجتمع الكابينت عند الساعة 22:00 (19:00 ت.غ) لمناقشة المقترح، ومستقبل القتال في غزة، وقد يُناقش أيضا رد حماس".
ومساء الجمعة، قالت حماس إنها سلمت الوسطاء ردها على المقترح بعدما أكملت بخصوصه مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية.
ووصفت ردها على المقترح بأنه "اتسم بالإيجابية"، وأكدت "جاهزيتها بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ" المقترح.
المصدر : وكالة سوا - العربي الجديد اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يقتحم مقر انتخابات النقابات في بيت حنينا ويستدعي عضو اقليم فتح 8 شهداء ومصابون بقصف الاحتلال حي الزيتون وجباليا البلد إصابة عاملَين أميركيَّين بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" في هجوم بالقطاع الأكثر قراءة الأونروا: نظام المساعدات الأميركي الإسرائيلي في غزة تحول إلى "ساحة للقتل" عائلات الأسرى الإسرائيليين: الوقت يدهمنا ويجب إبرام صفقة شاملة الجيش الإسرائيلي : العمليات البرية في غزة اقتربت من الاستنفاد 3 شهداء في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025