بدأت تداعيات تغير المناخ، تأثيرها على تونس، بشكل مباشر، على قطاع الزراعة، والغذاء والمياه، ما يهدد الأمن الغذائي في البلد، الواقع في شمال إفريقيا، ويأتي ذلك في ظل تفاقم أزمة الجفاف والارتفاع الكبير في درجات الحرارة والتغيرات القائمة في طبيعة الفصول.

وأثر تراجع الأمطار وعدم انتظامها خلال الفترة الماضية بشكل سلبي على المحاصيل الزراعية، حيث أشارت التقديرات إلى انخفاض مستويات محاصيل الحبوب بنسبة 60 بالمئة، عن مستوياتها المعتادة، وفق بيانات وزارة الزراعة التونسية.

وحسب بيانات وزارة الزراعة التونسية، تم جمع 2.7 مليون قنطار من الحبوب فقط في موسم العام الماضي، مقابل 7.5 مليون قنطار في الموسم الذي سبقه، و15 مليونا في 2020

وأرجح مراقبون أن تظهر الآثار السلبية للظاهرة بشكل أوسع وأسرع، خلال السنوات المقبلة، من خلال أزمة في الغذاء والزراعة.

يقول عضو مجلس نقابة المزارعين في تونس بيرم حمادة، إن أزمة الجفاف، وارتفاع الحرارة، ونشوب الحرائق وندرة المياه، تسببت في خفض المساحات المزروعة، وتراجع المحاصيل، وهو ما كبد المزارعين خسائر مالية كبيرة.

وأضاف أن هناك تراجعا كبيرا تجاوز 50 في المئة في عدة زراعات بسبب شح المياه والتغيرات المناخية، وأن إنتاج بعض الفاكهة مثل البرتقال بأنواعه تراجع إلى 300 ألف طن هذا الموسم، بعد أن كان يتجاوز في مواسم سابقة 500 ألف طن، كما تواجه بقية الزراعات مثل الزيتون، والذي يمثل أهم صادرات تونس، بدورها خطر التراجع الكبير وبالتالي زيادة عجز الميزان التجاري الغذائي للبلد الذي يعيش وضعا اقتصاديا حرجا.

ويواجه ما يقرب من 2.7 مليون أسرة في تونس نقصا في الخبز الذي يعتمد في الأساس على القمح الصلد واللين، وليس أمام الدولة أي خيار أمام نقص الإنتاج المحلي سوى زيادة واردات الحبوب من الخارج.

واضطر الكثير من المزارعين في التخلي عن آلاف الأبقار، بسبب الجفاف، وندرة الأعشاب وغلاء الأعلاف، مما خلف تراجعا كبيرا في إنتاج الحليب الذي اختفى من أغلب المتاجر، فيما آثار ذلك مخاوف السكان الذين يعانون صعوبات في الحصول على سلع أخرى، مثل السكر، والزيت، والزبد، والأرز.

ومع نقص الموار المائية، في تونس تتعاظم الخشية من العطش هذا العام، حيث لجأت الحكومة الشهر الماضي لرفع أسعار الماء الصالح للشراب في المنازل والفنادق سعيا لترشيده.

ويقول خبراء المناخ، إنه رغم التزام تونس دوليا في مسألة تغير المناخ، بما يتسق مع اتفاق باريس وبروتوكول كيوتو، لكن لم يتم الاهتمام بمسألة تغير المناخ بالشكل المطلوب، ولم يتم إدراجها في السياسات الحكومية، أو عبر وضع استراتيجية واضحة الأهداف للحد من تأثيرات الظاهرة.

ودعا الخبراء إلى إعلان حالة الطوارئ المائية في البلاد، بسبب الجفاف المستمر والتراجع المخيف لمنسوب السدود، شجعت الحكومة في قانون ميزانية 2023 السكان على حفر مخرات لتجميع مياه الأمطار.

من جانبه قال حكيم القبطني المدير العام لمركز بحوث وتكنولوجيات المياه ببرج السدرية، إن شهري الشهريين الماضيين، شهدا انخفاض هطول الأمطار بنسبة بلغت 95 بالمئة، مقارنة بالمعدلات العادية، وفق الدراسات المحلية.

وأضاف المدير العام لمركز بحوث وتكنولوجيات المياه ببرج السدرية، أن شهر سبتمبر من العام الجاري، كان الشهر الأكثر جفافا منذ 53 عاما في تونس، مما سبب جفافا شديدا، وتأثيرات كبيرة على الزراعة، قائلا إن هذا الجفاف أثر أيضا على الجانب البيئي، حيث تعيش بحيرة إشكل أكبر المحميات في تونس كارثة بيئية، تسببت في مغادرة الطيور المهاجرة، داعيا إلى ضرورة دعم المزارعين، ووقف الاعتداءات على الموارد المائية بطرق عشوائية وغير قانونية، حيث تفيد الأرقام الرسمية أن 60 بالمئة من الآبار غير قانونية. جاء ذلك وفق ما نشرته سكاي نيوز.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: تونس تغير المناخ الجفاف في تونس تغیر المناخ فی تونس

إقرأ أيضاً:

تأجيل امتحانات الشهادة الإعدادية لمدة ساعة بسبب الأمطار بالإسكندرية

أعلن الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية تأجيل ميعاد امتحانات الشهادة الإعدادية اليوم السبت لمدة ساعة لتبدأ في تمام الساعة العاشرة صباحا بدلا من الساعة التاسعة صباحا.

تهشم سيارات وسقوط لوحات إعلانية بسبب أمطار الاسكندريةاليوم.. أمطار خفيفة إلى متوسطة بمختلف أنحاء الإسكندرية

يأتي ذلك في إطار الحرص على إتاحة الفرصة للأجهزة والجهات المعنية لاتخاذ جميع التدابير اللازمة والتعامل الفوري مع تداعيات حالة عدم الاستقرار في الطقس والآثار السلبية الناجمة عنها، وحفاظًا على سلامة المواطنين.

وشهدت محافظة الإسكندرية عاصفة مطرية شديدة ترافقت مع رياح عاتية

وتسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة في إرباك حركة المرور، خاصة في مناطق سيدي جابر، سموحة، ومحرم بك، حيث سُجلت عدة بلاغات عن تهشم زجاج سيارات وتطاير قطع معدنية من اللوحات الإعلانية.

وباشرت الأجهزة التنفيذية وفرق الطوارئ في المحافظة جهودها لرفع المخلفات وتأمين الشوارع، فيما أهابت محافظة الإسكندرية بالمواطنين توخي الحذر وتجنب الخروج إلا للضرورة القصوى، مع الابتعاد عن أعمدة الإنارة والأجسام المعدنية.

وتأتي هذه العاصفة ضمن حالة من عدم الاستقرار الجوي التي تشهدها مناطق متفرقة من الجمهورية، وسط تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من استمرار موجة الطقس السيئ خلال الساعات المقبلة.

وشهدت مدينة الإسكندرية، موجة من التقلبات الجوية،  حيث تشهد عروس البحر المتوسط، أمطارا رعدية و ثلوج ونشاط لحركة الرياح مع الساعات الأولى من فجراليوم السبت.

و تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي من سكان الإسكندرية صورا من هطول الأمطار و تحطم اللوحات الإعلانية و غرف التوكتوك.

تابع الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية تداعيات حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية والتي كانت قد بلغت ذروتها منذ قليل، مؤكدًا على رفع درجة الاستعداد في جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة للتعامل مع تلك الحالة والتي تشير إلى تعرض المحافظة إلى أمطار ورياح متفاوتة الشدة تكون رعدية.

طباعة شارك أمطار امطار الاسكندرية اخبار الاسكندرية

مقالات مشابهة

  • دراسة: نصف سكان العالم تعرضوا لشهر إضافي من الحر الشديد بسبب تغير المناخ
  • تأجيل امتحانات الشهادة الإعدادية لمدة ساعة بسبب الأمطار بالإسكندرية
  • تسجيل جفاف في أكثر من 40% من مساحة أوروبا
  • ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في نيجيريا إلى 115
  • زراعة حمص بالتعاون مع الفاو تنفذ تقنيات حصاد المياه في عدد من القرى
  • وفاة 21 شخصًا بسبب الأمطار الغزيرة في نيجيريا
  • تغير المناخ يُضاعف أيام الحر الشديد في ألمانيا خلال عام واحد
  • “الفاو” توقّع اتفاقية لتصميم برك تخزين المياه المعالجة في جنوب الأردن
  • المياه النيابية تحذر من جفاف دجلة والفرات وتتهم السوداني بعدم المبالاة
  • نحو 8 ملايين نازح في أفريقيا بسبب تغير المناخ عام 2024