أكبر و أعنف هجوم بمسيرات روسية على العاصمة الأوكرانية منذ بدء الحرب
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
قالت كييف إن موسكو اختارت الذكرى السنوية لـ«المجاعة الكبرى»، التي راح ضحيتها ملايين الأوكرانيين في ثلاثينات القرن الماضي، للقيام بأعنف هجوم ليلي بالمسيرات ضد العاصمة الأوكرانية.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية، السبت، إن روسيا شنت أكبر هجوم بطائرات انتحارية من طراز «شاهد» حتى الآن على أوكرانيا خلال الليل، واستهدفت في الهجوم كييف بشكل أساسي.
وسمع شهود من «رويترز» في كييف دوي محركات طائرات مسيرة وانفجارات طوال الليل.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن ما يقرب من 200 مبنى في العاصمة، بما في ذلك 77 مبنى سكنياً، انقطعت عنها الكهرباء نتيجة الهجوم.
وقال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط 71 مسيرة هجومية. وأوضح أن «غالبيتها دمرت في منطقة كييف».
وبدأ الهجوم بضرب مناطق مختلفة في كييف في الساعات الأولى من صباح السبت، مع توالي المزيد من الضربات مع شروق الشمس. واستمرت الإنذارات من الغارات الجوية 6 ساعات في المجمل.
وأشاد قائد القوات الجوية ميكولا أوليشوك بفاعلية وحدات «النيران المتنقلة»، وهي عادة شاحنات صغيرة سريعة مزودة بمدافع آلية أو مضادة للدروع مثبتة على سطحها.
وقال إن هذه الوحدات أسقطت ما يقرب من 40 بالمائة من الطائرات المسيرة.
وذكر عمدة المدينة، فيتالي كليتشكو، السبت، أن حالة الإنذار الجوي في المدينة استمرت 6 ساعات، كما أدى سقوط حطام المسيّرات إلى اندلاع حرائق وإلحاق أضرار ببعض المباني في مختلف أنحاء العاصمة.
وقال كليتشكو إن حطاماً من المسيرات، التي أسقطتها دفاعات جوية أوكرانية سقطت في المدينة. ونتيجة لذلك، نشبت حرائق في الكثير من الأماكن، بما في ذلك مبنى سكني وروضة أطفال.
وكتبت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» على موقع التواصل الاجتماعي «إكس» أن كييف تتعرض لهجمات من قبل مسيرات، وأنه جرى نشر دفاعات جوية. وذكر مراسل لوكالة الأنباء الألمانية أنه لاحظ نيراناً كثيفة ومستمرة مضادة للطائرات.
وقالت وزارة الطاقة في بيان: «صبيحة 25 نوفمبر (تشرين الثاني) تسبّب هجوم واسع شن بمسيّرات بانقطاع خط للتيار الكهربائي»، في حين انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
ونتيجة للهجوم انقطع التيار عن 120 منشأة في وسط العاصمة، مؤكدة أن أعمال الصيانة جارية.
وكانت قد حذرت أوكرانيا من أن روسيا سوف تستهدف البنية التحتية ومراكز الطاقة من حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، كما قامت بذلك العام الماضي.
وأكد الجيش الأوكراني أن كييف كانت «الهدف الرئيسي» للهجوم، مشيراً إلى أنه تدخل أيضًا في جنوب البلاد، وتصدى لصاروخ روسي فوق منطقة دنيبروبتروفسك (وسط).
وانقطع التيار الكهربائي في هذه المنطقة، وفق السلطات.
ومع اقتراب فصل الشتاء، تتوقع أوكرانيا زيادة في الهجمات الروسية على بنيتها التحتية الحيوية، خصوصاً منشآت الطاقة، وتخشى وضعاً مشابهاً لما حدث في شتاء 2022 عندما حرمت الضربات الروسية ملايين الأوكرانيين من التيار الكهربائي لساعات في ظل انخفاض درجات الحرارة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الهجوم وقع في الساعات الأولى من اليوم الذي تحيي فيه أوكرانيا ذكرى مجاعة «هولودومور» التي أودت بحياة ملايين الأوكرانيين في عامي 1932 و1933.
وكتب على «تلغرام»: «الإرهاب المتعمد... تتباهى القيادة الروسية بأنها قادرة على القتل».
تعد أوكرانيا وأكثر من 30 دولة أخرى «الهولودومور» إبادة جماعية تعرض لها الشعب الأوكراني على يد الاتحاد السوفياتي الذي كان يحكم أوكرانيا في ذلك الوقت، وسعى إلى سحق رغبتها في الاستقلال.
وتنفي موسكو أن تكون الوفيات قد نجمت عن سياسة إبادة جماعية متعمدة، وتقول إن الروس ومجموعات عرقية أخرى عانوا أيضاً بسبب المجاعة.
وشدد زيلينسكي في بيان: «يستحيل علينا نسيان جرائم الإبادة الفظيعة التي تكبدها الأوكرانيون خلال القرن العشرين، ناهيك عن فهمها والصفح عنها».
وأضاف: «لقد حاولوا إخضاعنا وقتلنا وإبادتنا» لكنهم «فشلوا». وشكر زيلينسكي كذلك الدول التي أقرت رسمياً أن هذه المجاعة هي «جريمة إبادة متعمدة».
ومن جهة أخرى قال الرئيس الأوكراني إن أوكرانيا تعد إصلاحات في برنامجها لتعبئة القوات في ظل احتدام الحرب مع روسيا بلا نهاية تلوح في الأفق. ولا تفصح كييف عن خسائرها من القوات أو الأعمال المتعلقة ببرنامج التعبئة الخاص بها، وهو برنامج مستمر منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.
وأضاف زيلينسكي أنه أصدر أوامر لمسؤولين كبار بإعداد مقترحات. وتابع في مؤتمر صحافي: «ستوضع الخطة، وستكون كل الإجابات موجودة، سأطّلع على الخطة في الأسبوع المقبل».
ولم يفصح زيلينسكي عن تفاصيل الإصلاحات. وقال إن المشكلات في اللجان الطبية العسكرية ومراكز التجنيد ستُحل. وهزت مكاتب التجنيد فضائح من بينها الفساد أو أساليب شديدة الوطأة في التجنيد
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
تحسبًا لهجوم انتقامي.. أوكرانيا تضرب أنظمة صواريخ روسية
كييف- الوكالات
أعلنت القوات الأوكرانية أنها شنت ضربات على أنظمة صاروخية روسية في منطقة بريانسك لدى استعدادها لمهاجمة البلاد.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في منشور على تطبيق "تيليغرام" للتراسل: "جرى تفجير منصة إطلاق صواريخ روسية، ولحقت أضرار على الأرجح باثنتين".
وأضافت أن العاصمة الأوكرانية كييف كانت على الأرجح هي هدف الهجوم الذي كانت تعد له وحدة أنظمة الصواريخ في بريانسك.
بالتزامن مع ذلك، أفاد مسؤولون، الخميس، بأن هجوما روسيا بطائرات مسيرة استهدف مدينة خاركيف شرقي البلاد في أوكرانيا خلال الليل، وأسفر عن إصابة ما لا يقل عن 17 شخصا.
ومن بين المصابين طفلان على الأقل وامرأة حامل، وفق ما كتب الحاكم العسكري أوليه سينيهوبوف على تليغرام.
وأضاف سينيهوبوف أن الهجمات بالطائرات المسيرة تسببت في أضرار للمباني العالية، وكسر النوافذ، وتضرر الشقق السكنية.
وقال: "ليلة أخرى صعبة بلا نوم لسكان خاركيف".
وفي الوقت نفسه، أفادت السلطات الروسية التي تحتل جنوب أوكرانيا بحدوث انقطاع واسع في التيار الكهربائي عقب موجة من الهجمات بالطائرات المسيرة الأوكرانية.
وكانت 7 مناطق في إقليم خيرسون بدون كهرباء في وقت متأخر من الأربعاء، حسبما نشر الحاكم المعين من موسكو للمنطقة، فلاديمير سالدو، على تليغرام، مشيرا إلى انقطاع التيار عن 120 ألف شخص.
وأوضح سالدو أن أعمال الإصلاح كانت صعبة خلال الليل بسبب التهديد المستمر لهجمات الطائرات المسيرة.
وكشف الكرملين، الخميس، أن "روسيا سترد على الهجوم على المطارات (قبل أيام) بالطريقة والموعد الذي يراه الجيش مناسبا".
وأضاف: "أبلغ ترامب بالفعل أن روسيا سترد على الهجوم على المطارات.. ويفضل الكرملين أن يسمع من ترامب كلمات إدانة للهجمات الإرهابية التي نفذها نظام كييف".
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن "أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت 154 طائرة مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة".