حلت الفنانة رانيا يوسف كـ ضيفة على شاشة "الجديد" وتحدثت عن حياتها الشخصية والفنية وخلال الحوار  شاركت الفنانة الشهيرة تفاصيل صادقة ومؤثرة حول تجاربها في عالم الزواج والعلاقات الشخصية، تجسدت صراحتها عندما تحدثت عن زواجها الأول مع المنتج محمد مختار، حيث أكدت أن هذا الزواج كان محاولة للهروب من تحكم وسلطة والدتها، وأوضحت كيف كانت تعيش تحت ظل هذا التحكم والتأثير.

 

كما كشفت عن تجربة السعادة الفريدة التي عاشتها رانيا خلال فترة طفولة بناتها، حيث وصفت تلك الفترة بأنها الأكثر سعادة في حياتها، طمحت "يوسف" لتوفير بيئة آمنة وسعيدة لأسرتها وأشارت إلى اللحظات الجميلة التي قضتها مع بناتها كانت خلال فترة نموهن.

رانيا تتحدث عن علاقاتها الزوجية

فيما يتعلق بالعلاقات الزوجية، تحدثت رانيا عن تحدياتها وكيف تمكنت من تخطي الصعوبات والتعامل معها ببسالة. أكدت على أهمية التفاهم والتواصل في بناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل. استنتجت أن السعادة الحقيقية تأتي من خلال فهم الشريك وتقدير اللحظات السعيدة في الحياة اليومية.

تناولت رانيا أيضًا دور الفن في حياتها وكيف يعكس مشوارها الفني تحولاتها الشخصية، تجاوز الحديث الحياة الشخصية لتلقي الضوء على التحديات والنجاحات التي واجهتها في مسيرتها الفنية، مما أضاف نواحي أخرى مثيرة للحلقة.


خناقة ساخنة بين رانيا يوسف وطليقة كابتن كرة

قالت الفنانة رانيا يوسف في وقت سابق، إنّها لا تتابع التريندات ولا تهتم بها، خلال حوارها مع الإعلامية بسمة وهبة مقدمة برنامج "العرافة "، على قناة "المحور"، وواجهها شيخ الحارة بوجود شجار نشب بينها وطليقة خطيبها الجديد، لكنها تهربت منه، ونفت وقوع أي شجار.

لكنها عادت وقالت: "أنا معرفش دي مين"، ليرد عليها شيخ الحارة قائلا: "دي من طرف الكابتن بتاع الكرة.. الحب الجديد بتاعك".

وهنا غضبت رانيا يوسف، قائلة: "انت فيه حاجة في دماغك، أنت طينتها خالص، ايه اللي يخليني أتخانق مع طليقته وأضربها، ده أي كلام وهبل وفيه ناس بتفتري، هبت منك شوية يا شيخ الحارة، دي واحدة جات تتخانق معايا، وقالت لي أنا طليقة فلان الفلاني، قالت لي ليه يتقدم ليه، ده واحد من ضمن المتقدمين، مش حبيب، مفيش لا حب ولا خطوبة ولا زواج".  


رانيا يوسف وخلافها مع زينة

قالت الفنانة رانيا يوسف إنها لا يمكن أن تتعامل مع الفنانة زينة وفسرت ذلك قائلة: "كان في حاجات المفروض تتراعى بين الزملاء وهي لم ترعها، ولو قلبنا الوضع وعملت اللي هي عملته مكنتش سكتت".

وأضافت يوسف، خلال حوارها مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج العرافة أنها وقعت على مسلسل أرض النعام، على أن يشارك معها أحمد زاهر وروبي: «قبل التصوير بأسبوع اعتذر محمد سامي بسبب مشكلات بينه والمنتج، ثم جاءت غادة سليم بدلا منه".

وتابعت الفنانة: "بدأنا تصوير، وقعدنا شهرين أو شهر ونصف قبل رمضان وكانت روبي حامل، وحاولنا نجيب بديل، وكان البديل زينة، رحبنا به، ودخلت على أساس إنها هتكمل بدلا من روبي، خلصنا، وفي أول يوم عرض فوجئت بأن اسمي نازل جنب اسمها، وده مكنش في الاتفاق ومكنش مكتوب في العقد، والنقابة وقفت معي، والمنتج دفع الشرط الجزائي، وخسرت زميلة مكنش ينفع ده يطلع منها، كنت أحبها وأحترمها ولم أتوقع أن يصدر ذلك كله منها".


"بتحاربني من تحت لتحت"..رانيا يوسف تهاجم نادية الجندي

تحدثت الفنانة رانيا يوسف، عن توتر العلاقة بينها والفنانة الكبيرة نادية الجندي، موضحةً: "في دايما حرب من تحت لتحت، وفي حاجات من تحت، في ناس بتحارب بذكاء، أنا معنديش الذكاء ده، لأني لما بحارب حد بيبقى في وشه وقدام الناس ومباشر وفي العلن".

وأضافت يوسف، خلال حوارها مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامح "العرافة"، على قناة المحور، أنّها إنسان لا يجيد الحرب إلا بشكل مباشر، ولا يعرف الطرق الملتوية: "معنديش لف ودوران، أنا مش بحارب نادية الجندي، هي بعيدة عني خالص، مش هاخد أدوارها، هي محتاجة تاخد أدواري لأننا مش في سن بعض".

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: رانيا يوسف الفنانة رانيا يوسف أخر أعمال الفنانة رانيا يوسف تصريحات رانيا يوسف الفنانة رانیا یوسف

إقرأ أيضاً:

حصار السفارات وهدير المعصرة: مصر تستعيد قلبها الثائر

أصبحنا في زمن تُداس فيه الكرامة الإنسانية، وتُخنق فيه أصوات الحق تحت وطأة الطغيان، ينهض الشعب المصري -في الداخل والخارج- ليعلن رفضه للظلم وتحديه للقمع، خاصة بعدما قام النظام العسكري في مصر بمعاقبة نشطاء قافلة الصمود بالاعتداء عليهم واهانتهم فأصبحت صورته قميئة أكثر.

إن حراك السفارات المصرية في الخارج، وهجوم شبان على مكتب أمن الدولة في قسم المعصرة، ليسا مجرد حدثين عابرين، بل هما صرخة مدوية في وجه نظام فقد شرعيته، وخائن لقضية الأمة فلسطين، وقامع لحريات شعبه.

هذه الكلمات والسطور القادمة ليس سردا تاريخيا فحسب، بل هي محاولة تحليل عميق لتحركات شعبية تحمل في طياتها بذور ثورة جديدة، تهدف إلى استعادة مصر من قبضة الانقلاب العسكري، وإحياء دورها كقلعة الصمود العربي. سنستعرض هذا الحراك، ودوافعه، ودلالاته، وتأثيراته العميقة، مع تركيز تحليلي جريء على تناقضات النظام وسياقه السياسي والاجتماعي.

الجزء الأول: حراك حصار السفارات المصرية.. تمرد الجاليات على الخيانة

سياق الحراك: غزة تحت الحصار ومصر تحت الضغط

تواجه غزة، الجرح النازف في قلب الأمة العربية، منذ سنوات حصارا إسرائيليا خانقا يمتد لـعشرين عاما، يتفاقم بصمت مشين من النظام المصري. معبر رفح، الذي كان يوما رمزا للتضامن العربي، تحول إلى أداة للضغط على الفلسطينيين، حيث يُغلق أو يُفتح وفقا لأجندات سياسية تخدم مصالح إسرائيل والقوى الغربية.

هذا الحصار، الذي أدى إلى تجويع أكثر من مليوني فلسطيني وتدمير بنيتهم التحتية، لم يكن مجرد جريمة إسرائيلية، بل حمل بصمات تواطؤ مصري واضح. النظام المصري، الذي يبرر إغلاق المعبر بـ"الأمن القومي"، وأن المعبر مغلق من الجهة الأخرى وليس من جهتنا، يواجه اتهامات شعبية بالخضوع للضغوط الأمريكية والإسرائيلية، مما أثار غضب الجاليات المصرية في الخارج.

هذا الغضب تجسد في حراك حصار السفارات المصرية، الذي بدأ كاحتجاج على إغلاق معبر رفح، لكنه سرعان ما تحول إلى منصة لفضح النظام. في بلدان أوروبا مثل هولندا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، خرجت الجاليات المصرية رافعة شعارات مثل "افتحوا معبر رفح" و"كفي ظلما لغزة".

أما في هولندا، قام الشاب أنس حبيب، الذي أصبح رمز التحدي الشعبي، بإغلاق باب السفارة المصرية بأقفال حديدية، معلنا: "إذا كانت مصر تحاصر غزة، فسنحاصر سفاراتها". هذا الفعل، الذي بدا رمزيا في ظاهره، كان إعلانا صريحا للحرب على نظام تخلى عن دوره التاريخي كداعم للقضية الفلسطينية، وتحول إلى أداة في يد الاحتلال.

وتأسيا به، قام كاتب هذه السطور بمحاصرة السفارة الأردنية، ثم انفجر بركان الغضب وطوفان الجنازير التي أغلقت أبواب السفارات المصرية في بروكسل وباريس وبرلين وطوكيو والتشيك وأوسلو وجنوب أفريقيا وتونس وليبيا.

أهداف الحراك: من التضامن إلى الثورة

لم يكن حراك السفارات مجرد مظاهرات عفوية، بل كان تحركا منظما يحمل أهدافا سياسية وإنسانية واضحة:

1- كسر الحصار عن غزة:

حيث تمت المطالبة بفتح معبر رفح بشكل دائم ومستدام، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية، وإنهاء معاناة شعب غزة.

2- فضح تواطؤ النظام:

لقد كُشف التناقض بين خطاب النظام الرسمي، الذي يدّعي دعم فلسطين، وسياساته العملية التي تخدم الحصار وتشارك في إبادة جماعية مُمنهجة لأهلنا في غزة.

3- ربط القضية الفلسطينية بالقمع الداخلي: رفعت المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في مصر، الذين يُسجنون بسبب دعمهم لغزة أو انتقادهم للنظام.

4- إحياء الروح الوطنية:

أصبح واجب الوقت هو استعادة صورة مصر كقائدة للنضال العربي، بعيدا عن المواقف الرسمية التي تُرى كخاضعة للإرادة الصهيونية.

أشكال الحراك: من الشعارات إلى التحدي المباشر

لقد تعددت أشكال الاحتجاج أمام السفارات المصرية، من مظاهرات حاشدة إلى أعمال رمزية استفزازية.

ففي لندن، نظم النشطاء اعتصامات استمرت أياما، حاملين صورا لضحايا الحصار في غزة، ولافتات تتهم النظام بالتواطؤ، وتلاوة أسماء أكثر من 18 ألف طفل استشهدوا منذ بداية الحرب.

في باريس، كُتبت على جدران السفارة عبارات مثل "معبر رفح مغلق"، و"كرامة مصر مداسة"، في رسالة واضحة تهدف إلى إحراج النظام أمام المجتمع الدولي.

في برلين، ارتدى المتظاهرون أقنعة تحمل وجوه معتقلين سياسيين مصريين، ليربطوا بين القمع الداخلي والخذلان الخارجي.

لم تكن هذه التظاهرات لم تكن مجرد احتجاجات، بل كانت محاولة لاستفزاز النظام وكشف تناقضاته. فعلى سبيل المثال، تصريح اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، الذي قال فيه إن مصر لا تستطيع فتح معبر رفح بسبب "الضغوط الأمريكية"، أثار موجة من السخرية والغضب على منص إكس، حيث وصف النشطاء هذا التصريح بـ"اعتراف بالخيانة". هذا التصريح، الذي حاول النظام تبريره كجزء من "السيادة الوطنية"، أظهر في الحقيقة مدى خضوعه للإرادة الخارجية، مما عزز من زخم الحراك، ولا ننسى كلمات زعيم الانقلاب بأنه يجب الحفاظ على "أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

التأثير الرمزي والسياسي

لم يكن حراك السفارات مجرد احتجاج محلي، بل كان رسالة دولية. السفارات، التي يُفترض أنها تمثل سيادة مصر، تحولت إلى ساحات لفضح النظام. هذا التحرك أحرج السلطات المصرية، خاصة مع انتشار مقاطع الفيديو على منصات مثل إكس، حيث وثق النشطاء مظاهراتهم وأفعالهم الرمزية. حسابات مثل "@MaydanEG25" لعبت دورا محوريا في تنظيم هذه الاحتجاجات، داعية الجاليات العربية والإسلامية للانضمام لها، مما أعطى الحراك بعدا إقليميا. هذا التوسع جعل الحراك ليس مجرد قضية مصرية، بل جزءا من نضال عربي ضد الظلم والخذلان.

الجزء الثاني: اقتحام قسم المعصرة.. ثورة الشباب ضد القمع

ليلة التحدي: 25 يوليو 2025

هزت عملية نوعية أركان النظام العسكري وأصبحت بصمة راسخة في تاريخ النضال المصري ففي ليلة 25 تموز/ يوليو 2025.

استلمت مجموعة "الحديد 17"، بقيادة الشابين أحمد عبد الوهاب ومحسن مصطفى، مكتب أمن الدولة في الدور الرابع بقسم المعصرة في حلوان، في عملية وُصفت على منصة إكس بـ"زلزال الغضب". فباستخدام مسدس صوتي لخداع الضباط، احتجز الشابان عددا من ضباط الأمن الوطني لساعات، مطالبين بفتح معبر رفح وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

والحوار الذي دار بين الشابين وأحد الضباط، والذي سُجل ونشر على نطاق واسع، كشف عن عمق الأزمة. فعندما طالب الشابان بفتح المعبر، رد الضابط بكلمة واحدة: "مستحيل". هذه الكلمة لم تكن مجرد رفض، بل كانت إعلانا صريحا عن خضوع النظام للإرادة الخارجية، وتخليه عن دوره كحامٍ للأمة.

لكن الشابين لم يكتفيا بالاحتجاج، بل قاما بتسريب وثائق تكشف عن أسماء معتقلين بتهم مثل "دعم غزة" أو "المشاركة في مظاهرات"، في رسالة واضحة: "سنفضح قمعكم، مهما كلفنا ذلك"، وردا على اعتقال الفتيات اللواتي كن يتألمن من وجع أهلنا في غزة فقمن بجمع التبرعات للمجوعين في غزة العزة.

دلالات العملية: كسر حاجز الخوف

لم يكن اقتحام المعصرة مجرد فعل يائس، بل كان إعلان حرب على نظام بنى عرشه على الخوف. هذه العملية حملت دلالات عميقة:

1- عودة الشجاعة:

بعد سحق أحلام ثورة يناير في ظل القبضة الأمنية، كان اقتحام مكتب أمن الدولة إشارة إلى أن جيلا جديدا يرفض الخنوع، ويمتلك الجرأة لمواجهة رمز القمع الأكثر رعبا.

2- ربط القضية الفلسطينية بالحرية:

أظهرت العملية أن دعم غزة ليس قضية خارجية، بل جزء لا يتجزأ من النضال ضد القمع الداخلي. الشباب الذين اقتحموا المكتب ربطوا بين إغلاق معبر رفح وقمع النشطاء في مصر، مؤكدين أن النظام يخنق الحرية في الداخل كما يخنق غزة في الخارج.

3- فضح القمع:

كشف تسريب الوثائق عن حجم الاعتقالات التي تستهدف النشطاء الداعمين لغزة والاستهتار بحيوات الناس، مما أحرج النظام وأظهر تناقضه بين خطابه الرسمي وممارساته القمعية.

4- إلهام شعبي:

تم توثيق العملية عبر مقاطع الفيديو التي انتشرت كالنار في الهشيم، فألهمت جيلا جديدا من الشباب، وأعادت إحياء روح التحدي التي بدت وكأنها خمدت بعد 2013.

تأثير الحادثة: شرارة الثورة الجديدة

لم يكن اقتحام المعصرة حدثا معزولا، بل كان شرارة ألهمت تحركات أخرى في الداخل. مقاطع الفيديو التي نشرتها قناة "طوفان الأمة"، والتي أظهرت الشابين يتحديان الضباط بثقة، أثارت موجة من التعاطف والحماس. الشابان، اللذان أكدا في تسجيلهما عدم انتمائهما لأي تيار سياسي، عززا من قوة الرسالة: هذا حراك شعبي خالص، يعبر عن غضب الأمة، لا عن أجندات تنظيمية.

هذه العملية ألهمت تحركات أخرى في أحياء شعبية أخرى، حيث بدأ الشباب في تنظيم حملات لجمع التبرعات لغزة، رغم التضييق الأمني. هذه التحركات، وإن كانت محدودة، تشير إلى أن الشعب المصري بدأ يستعيد صوته، رافضا أن يظل أسيرا للخوف. كما أن تسريب الوثائق عزز من الشعور بالحاجة إلى استمرار المقاومة، حيث كشفت عن أسماء شباب سُجنوا لمجرد توزيعهم منشورات داعمة لغزة، مما أثار غضبا شعبيا متزايدا.

الجزء الثالث: تأثير الحراك على مناهضة الانقلاب العسكري

في الخارج: توحيد المعارضة تحت راية غزة

أعاد حراك حصار السفارات توحيد المعارضة المصرية في الخارج، التي عانت من التشتت والانقسامات منذ انقلاب 2013.

وفرت قضية غزة، بما تحمله من رمزية إنسانية ووطنية، منصة مشتركة جمعت شباب التيار الإسلامي، الحركات الشبابية، والنشطاء المستقلين.

حسابات مثل "@MaydanEG25" على منصة إكس لعبت دورا محوريا في تنظيم هذه الاحتجاجات، داعية الجاليات العربية والإسلامية للانضمام، في رسالة واضحة: "غزة توحدنا، والنظام المصري يفرقنا".

غيّر هذا الحراك قواعد اللعبة. بدلا من خطاب معارض يركز على إسقاط النظام، تحول الخطاب إلى فضح تناقضاته: كيف يدّعي النظام دعم فلسطين بينما يغلق معبر رفح؟ كيف يتحدث عن "الأمن القومي" بينما يسجن شبابا لمجرد دعمهم لغزة؟ هذه الأسئلة، التي طرحها النشطاء أمام السفارات، وجدت صدى دوليا، خاصة مع تصريحات مثل تلك التي أدلى بها اللواء خالد مجاور، والتي اعترف فيها بعجز مصر عن فتح المعبر بسبب "الضغوط الأمريكية". هذا الاعتراف، الذي وصفه البعض على إكس بـ"فضيحة القرن"، زاد من زخم الحراك، وجعل السفارات هدفا للاحتجاجات المستمرة.

ساهم حراك حصار السفارات في إعادة الحياة إلى صورة المعارضة المصرية دوليا. فبدلا من اتهامات النظام للمعارضة بأنها "إرهابية"، أظهر الحراك وجها إنسانيا، يدافع عن قضية عادلة ويكشف تناقضات النظام. هذا التحول عزز من تعاطف المجتمع الدولي، خاصة في أوروبا، حيث بدأت منظمات حقوقية في النظر إلى القضية المصرية من زاوية جديدة، تربط بين القمع الداخلي والمواقف الخارجية، وخاصة هولندا التي تم الاعتداء على نشطائها المشاركين في قافلة الصمود البرية.

في الداخل: إلهام للمقاومة الشعبية

كان اقتحام قسم المعصرة في الداخل، بمثابة زلزال سياسي. لأول مرة منذ سنوات، تجرأ شباب على مواجهة أمن الدولة، رمز القمع الأكثر رعبا في مصر.

ألهمت هذه العملية جيلا جديدا، يرى في النظام ليس فقط طاغية، بل خائنا للقضية الفلسطينية. الوثائق المسربة، التي كشفت عن اعتقال نشطاء بتهم واهية، أثارت غضبا شعبيا، وزادت من التعاطف مع الحراك.

هذا الحراك الداخلي لم يقتصر على المعصرة. تقارير على منصة إكس أشارت إلى تحركات مماثلة في أحياء شعبية أخرى، مثل الزاوية الحمراء ودار السلام، حيث بدأ الشباب في تنظيم حملات لجمع التبرعات لغزة، رغم التضييق الأمني. هذه التحركات، وإن كانت محدودة، تشير إلى أن الشعب المصري بدأ يستعيد صوته، رافضا أن يظل أسيرا للخوف. كما أن انتشار مقاطع الفيديو عزز من الشعور بالوحدة الوطنية، حيث رأى الشباب في المعصرة نموذجا للشجاعة يمكن تقليده.

التفاعل بين الداخل والخارج: ثورة موحدة

لم يكن حراك حصار السفارات واقتحام المعصرة حدثين منفصلين، بل هما وجهان لعملة واحدة. الحراك الخارجي وفّر غطاء إعلاميا وسياسيا لعملية المعصرة، حيث سلطت المظاهرات أمام السفارات الضوء على القمع الداخلي، مما جعل الحادثة جزءا من سياق أوسع. في المقابل، أعطت عملية المعصرة زخما للحراك الخارجي، حيث رأى النشطاء في الخارج أن هناك من يتحدى النظام من الداخل، مما عزز من عزيمتهم.

خلق هذا التفاعل ديناميكية جديدة، حيث أصبح الحراك الخارجي والداخلي يكملان بعضهما. على سبيل المثال، عندما نشرت قناة "طوفان الأمة" تسجيل الشابين، تلقفته الجاليات في الخارج، واستخدمته كدليل على وجود مقاومة شعبية داخل مصر. هذا التكامل بين الداخل والخارج يشير إلى أن الحراك يتجاوز الحدود الجغرافية، ليصبح تعبيرا عن إرادة شعبية موحدة.

الجزء الرابع: تحديات وآفاق المستقبل

التحديات: مواجهة الطغيان

على الرغم من زخم الحراك، إلا أنه يواجه تحديات جسيمة:

1- القمع الأمني:

يعتمد النظام المصري على سياسة القبضة الحديدية، سواء في الداخل من خلال الاعتقالات والمحاكمات العسكرية، أو في الخارج من خلال الضغط على الجاليات المصرية عبر التهديدات باعتقال الأهالي أو التضييق القانوني عدم تجديد جوازات السفر وعدم استخراج الأوراق الرسمية

2- الدعاية الرسمية:

يستخدم النظام إعلامه ولجانه الإلكترونية المعروفة باسم الذباب الإلكتروني لتصوير الحراك كـ"مؤامرة خارجية"، محاولا شيطنة النشطاء وتصويرهم كخونة أو عملاء لجهات أجنبية.

3- تشتت المعارضة:

تضعف الانقسامات بين التيارات المعارضة، سواء بين الإخوان المسلمين والحركات العلمانية، أو بين الأجيال القديمة والجديدة، وقد يذهب الزخم إذا لم يتم توحيد الجهود.

4- الضغوط الدولية:

يتلقى النظام دعما من قوى دولية، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يجعل من الصعب تحقيق تغيير جذري في سياساته.

آفاق المستقبل: نحو ثورة شاملة

يعتمد مستقبل هذا الحراك على قدرته على الاستمرار والتصعيد والإتيان بأفكار جديدة وغير تقليدية.

يجب أن تتحول المظاهرات في الخارج إلى حملات منظمة، تضغط على النظام دوليا من خلال فضح انتهاكاته في المنظمات الحقوقية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية.

كما يجب على الجاليات المصرية بناء شبكات تعاون مع منظمات المجتمع المدني الدولية، لتسليط الضوء على القمع الداخلي والتواطؤ في حصار غزة، وأن النظام المصري هو مشارك في إبادة جماعية مُمنهجة لأهلنا في غزة.

في الداخل، يحتاج الحراك إلى استراتيجيات جديدة لتجنب القمع الأمني. العصيان المدني، مثل المقاطعة الاقتصادية أو الإضرابات العمالية، يمكن أن يكون أداة فعالة للضغط على النظام. كما أن استمرار حملات جمع التبرعات لغزة، رغم التضييق، يمكن أن يوسع قاعدة الحراك الشعبي، ويجعل من الصعب على النظام قمعها بالكامل.

يكمن الأمل في الشباب، الذين أثبتوا في المعصرة أنهم قادرون على تحدي المستحيل. إذا استمر هذا الحراك في ربط القضية الفلسطينية بالنضال ضد القمع، فقد يكون نواة لثورة جديدة، تستعيد مصر نفسها من قبضة الانقلاب، وتعيدها إلى مكانتها كقلب الأمة النابض.

هذه الثورة لن تكون سهلة، لكنها ممكنة، إذا استمر الشعب في رفض الخنوع والإصرار على الحرية.

ختاما: مصر تستيقظ من سباتها

إن حراك حصار السفارات واقتحام المعصرة هما إعلان عن استيقاظ أمة تم تنويمها. هذه التحركات، التي جمعت بين نصرة القضية الفلسطينية ورفض القمع الداخلي، أعادت إحياء الروح الوطنية المصرية، التي طالما ارتبطت بالدفاع عن العدالة والحرية. إنها دعوة لكل مصري -في الداخل والخارج- ليرفع صوته، ويرفض الظلم، ويحيي روح يناير التي لم تمت.

غزة ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي شعلة الثورة التي ستضيء درب مصر نحو الحرية. معبر رفح ليس مجرد بوابة جغرافية، بل رمز لكرامة أمة ترفض الخضوع. ولتكن مصر، كما كانت دائما، صوت الأمة وقلبها النابض. فلنقاوم، فلنصرخ، ولنثُر، حتى تستعيد مصر عزتها، وتعود غزة إلى الحياة، فإن تحرير فلسطين يبدأ من تحرير القاهرة من جلاديها ومغتصبيها.

مقالات مشابهة

  • أتعس يوم في حياتي.. هالة صدقي تحيي ذكرى وفاة والدتها
  • فنانة مصرية ردت بحزم على شائعة انفعال ابنتها عليها: كلام فارغ لا أساس له
  • تفاصيل استخراج البطاقة الشخصية 2025 خلال ساعات
  • إحنا ناس محترمة وشبعانة.. شهيرة ترد على شائعة انفعال ابنتها رانيا محمود ياسين عليها
  • شهيرة دغاعا عن ابنتها رانيا محمود ياسين: «احنا ناس محترمة وشبعانة»
  • حصار السفارات وهدير المعصرة: مصر تستعيد قلبها الثائر
  • «الرئيس مبارك كان معجب به».. يوسف معاطي يكشف أسرار وكواليس فيلم «طباخ الريس»
  • إيزاك يوافق على شروط ليفربول الشخصية
  • هند صبري توجه رسالة امتنان لمن ساندها في محنة وفاة والدتها «صورة»
  • هند صبري: أسال الله لا يريكم حزنا في عزيز عليكم