مبادرة الإنسانية من أرض السلام
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
من أرض السلام تبعث مصر رسالة للعالم بأنها أول من بادرت بالإنسانية وأول من تبنت القضية الفلسطينية وأول من بادرت بإرسال المساعدات لإخواننا بفلسطين الشقيقة، فمنتدى شباب العالم هذا العالم يختلف عن السنوات الماضية؛ فهو بمثابة مبادرة إنسانية لترسل رسالة للعالم أن مصر تطبق حقوق الإنسان أفعالا على أرض الواقع وليس مجرد شعارات كما تفعل بعض الدول.
أما عن سيناء فقد ذكرها الله سبحانه وتعالى فى العديد من الآيات القرآنية فهى مهبط لبعض الرسل، وكلم الله فيها وتجلى سبحانه وتعالى لسيدنا موسى عليه السلام، وتلك الشجرة وذلك الجبل يقع بسانت كاترين الذى يحتوى على العديد من المخطوطات والوثائق التاريخية النادرة، فمن سمع عن سيناء غير الذى رآها وتجوّل بداخلها وشاهد المعجزات الآلهية فى جميع أراضى سيناء، فالشُعب المُرجانية تملأ مستنقعات البحر الأحمر، كما أن الله سبحانه وتعالى وصف جزءًا من أرض سيناء بالقدسية، رغم أنه من المعلوم أنه المكان المُقدس الوحيد الذى نخلع النعل فيه عند الكعبة الشريفة بخلاف المساجد جميعها.
فالله سبحانه وتعالى أقسم فى بداية سورة التين؛ بالتين والزيتون وهما من منتجات سيناء، ثم أقسم بجبل الطور ونَسَبُه إلى سيناء «وطور سينين» ثم أقسم بمكة البلد الأمين، فسيناء جاءت فى الترتيب قبل مكة فى موضوع أقسم به رب العزة على خلق الإنسان فى أحسن تقويم، ومن يتمعن فى آيات الله يجد حديث الله عن الجبال بصفة عامة بدون "ال" التعريف، إلا جبل الطور الذى ذَكرهُ صراحة بـ«ال» التعريف، أى من بين جبال الكرة الأرضية ينفرد جبل واحد مبارك شهد الوحى الالهى لموسى، وشهد نزول الرسالة الالهية والأخيرة للبشرية قبيل قيام الساعة، فجبل الطور شَهَدَ أول وحى وحوار جرى بين موسى مع ربه جل وعلا، ونَزَلَ ذاك الوحى بدون سيدنا جبريل أى بدون واسطة ملك من الملائكة، كما كان ذلك اللقاء الذى رفع الله جل وعلا الجبل فوق بنى إسرائيل وأخذ عليهم فيه العهد والميثاق، وشهد جبل الطور أيضا نزول الألواح حيث واعد الله جل وعلا موسى أربعين ليلة وفيها تلقى الألواح من الله، وكذلك المكان المقدس بالشجرة المباركة حرص القرآن على تحديده بدقة يقول تعالى: «فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِى مِن شَاطِئِ الْوَادِى الأَيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ»، بخلاف أن هناك سورة كاملة باسم الطور، فهذا الوادى اكتسب قدسية بكلام رب العزة المقدس، فنحن هنا أمام ظاهرة فريدة جرت أحداثها فوق أرض مصرية فى جبل الطور، حيث تجلى الله تعالى للجبل فجعله دكّا وخرّ موسى صعقًا، ولم يحدث هذا فى أى مكان فى الكون إلا فى مصر، ماذا لو حدث هذا فى بلد آخر فى الكرة الأرضية؟ لظل يفخر به العالم، ولكن المؤرخين المسلمين تجاهلوا هذا الحدث الذى جاء فى القرآن الكريم! فحق مصر فى حقائق قرآنية وإلهية يجب أن يفخر بها كل مصرى.
وجعل الله تعالى فى مكان الشجرة سرًا وبركة اقتصادية نستكشفها من قوله تعالى :«ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين، وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه فى الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون، فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون». فهنا يتحدث الله تعالى عن خلق السماوات السبع والبشر وإنزال الماء من السماء وجنات النخيل والأعناب، وبعدها يقول تعالى: «وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين»، أى جعل شجرة الزيتون التى تنبت فى جبل الطور – فى الوادى المقدس – من نعم الله تعالى على الخلق شأن النعم التى سبقتها فى الآيات، وجعل نعمة هذه الشجرة مستمرة متجددة شأن المطر والجنات والبساتين والسماوات السبع، فبالتأكيد هناك خير اقتصادي يكمن فى زيتون سيناء، وأن هذا الخير الإلهى مستمد من ذلك الوادى المقدس، كما ذَكَرَ الله جل وعلا شجرة الزيتون السيناوية المباركة التى يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار، وهنا ربط بين النور المعنوى (الهداية) وزيت الزيتون باعتباره طاقة لم يتم استغلالها بعد ضمن عناصر الطاقة المعروفة لدينا وذلك استنجته بعد قراءة بعض الأبحاث، فكم أتمنى تكثيف الجهود للاستفادة من خيرات وموارد مصر التى تحدث عنها الله فى مُحكم كتابه، فمصر ستظل عبارة عن متحف أثرى ونحن حراسها، حفظ الله وطنى مصر.
عضو مجلس النواب
Email:[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مسافة السكة ارض السلام مصر رسالة سبحانه وتعالى الله تعالى
إقرأ أيضاً:
لماذا نقرأ سورة الملك قبل النوم كل ليلة؟.. لـ9 أسباب و10 أسرار
لعل أهمية معرفة لماذا نقرأ سورة الملك قبل النوم ؟، تنبع من كثرة الوصايا النبوية التي تحث على قراءة سورة الملك قبل النوم ، حيث إن معرفة السبب تزيد الحرص ومن ثم اغتنام هذه الوصية النبوية الشريفة، التي حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على اغتنامها ، لما لها من فضل عظيم، من هنا فإنه ينبغي معرفة الفضل من خلال إجابة سؤال : لماذا نقرأ سورة الملك قبل النوم ؟.
قد ورد عن لماذا نقرأ سورة الملك قبل النوم ؟، عدة أسباب أو بصيغة أخرى العديدُ من الفضائل التي تعودُ بالخير على المسلم، وفيما يلي بعضٌ من فضائل قراءة هذه السورة في الليل:
1. مانعةٌ لعذاب القبر.
2. ومنجّية لمَن يحافظ ويداوم على قراءتها في ليلته قبلَ نومه.
3. مجادِلةٌ عن صاحبها يوم القيامة، فهذه السورة تأتي يوم القيامة وتجادلُ عن صاحبها لتدخلَه إلى جنان النعيم.
4. وتبعدُ عنه عذابَ جهنّم، إذ تطلب من ربّها أن ينجّي صاحبها من النار.
5. مسبّبةٌ للحسنات والثواب لصاحبها، فمن يحافظ على قراءتها يوميًّا قبل نومه يحصلْ على الكثير من الحسنات والثواب، فبكلِّ حرفٍ من القرآن حسنة، والحسنةُ بعشرةِ أمثالها والله يضاعفُ لمن يشاء، حيث يحصلُ المسلم على الكثيرِ الوارفِ من الثواب والحسنات إذا داومَ عليها.
6. شافعةٌ لصاحبها حتّى يُغفر له يومَ القيامة.
7. ذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها شفيعةٌ لأصحابها، فقال في فضلها: (إنَّ سورةً من القرآنِ ثلاثون آيةً، شَفَعَتْ لرجلٍ حتى غُفِرَ له، وهي: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).
8. كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يحبّ سورة الملك، ويداوم على قراءتها كلّ ليلةٍ، وذُكر أنّه يودّ لو أنّها في قلب كلّ مسلمٍ.
9. اتّبع أصحاب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- خطاه في اهتمامهم بسورة الملك، فذات مرّةٍ سأل ابن عبّاس أحد جلسائه أن يحدّثه بحديثٍ يفرح له، فما كان قوله إلّا أن أوصاه بسورة الملك، يتعلّمها ويعلّمها صبيانه وأهله وجميع جيرانه.
سورة الملكتُعرَفُ سورة الملك بأنّها المنجّية من عذاب القبر والمانعة عنه، وهي واحدة من السور المكيّة، وترتيبها 67، وعددُ آياتها 30، وهي السورة الأولى من جزء تبارك الجزءِ التاسع والعشرين، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: «مَن قرأ تبارك الذي بيده الملك كلَّ ليلة منعَه اللهُ بها من عذاب القبر، وكنّا في عهد رسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم- نسمّيها المانعة؛ لِما تمنعُ عن صاحبها من شرٍّ وتنجيه من العذاب والألم في القبر ويومِ القيامة».
وتعد سورة الملك هي سورة مكية نزلت على رسول الله قبل الهجرة، عدد آياتها ثلاثون، وترتيبها السابع والستون في القرآن الكريم، وقد سميت هذه السورة بالملك لاحتوائها على أحوال ملك الله تعالى من الإنسان وغيره من الكون، كما سميت بأسماء أخرى مثل تبارك الملك، والمنجية، والواقعة، والمانعة، والمجادلة، ويدور محور موضوعاتها على معالجة أركان العقيدة، وتعظيم قدرة الله الحي القيوم، وبيان أدلة تثبت وحدانية الله تعالى، كما تحدثت عن عاقبة المكذبين بالبعث و باليوم الآخر، وعن مصير الكافرين وعذابهم بالآخرة.
أسماء سورة الملك وسبب تسميتهاسُمّيت سورة الملك بهذا الاسم؛ لأنها تشتمل على العديد من الموضوعات التي تُبيّن آثار الملك ومنها: قدرة الله -تعالى- على الإحياء، والإماتة، والغفران، والغلبة، وتزيين البلاد، والعدل بين الرعية، واختبار أعمال الناس، ونصر من يوالي الله، وقهر من يعاديه، وغير ذلك من الموضوعات، وقد سُمّيت أيضاً بسورة تبارك.
وقد حظيت سورة تبارك على النصيب الأكبر من اسمها، لأنها تعرض بركات الله في هذه الدنيا، وتُظهر أنَّه المبدع، المدبّر، الحكيم، الرزّاق، المهيمن، الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه، وتحثّ الإنسان على التفكّر في هذا الملكوت العظيم وخلق الله -تعالى- للأرض، والسماء، والإنسان، والهواء والماء، والنبات، والفضاء، والسمع والبصر ليصل الإنسان بنفسه من خلال بحثه واستنباطه إلى قدرة الله -تعالى- وعظيم فضله على جميع المخلوقات.
وقد سُمّيت بأسماء أخرى أيضاً، فقد سماها أبو شهاب بالمجادلة؛ لأنها تجادل عن صاحبها في القبر، وسُمّيت بالمانعة؛ لأنها تقي وتمنع صاحبها من عذاب القبر أيضاً، وأُطلق عليها اسم الواقية والمنجية أيضاً.
وإجمالاً فقد ذُكر لسورة الملك ثمانية أسماء وهي:
تبارك؛ فقد أطلق عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- اسم (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).الملك؛ بسبب افتتاحيتها.الدافعة؛ لأنها تدفع بلاء الدنيا والآخرة عن صاحبها.المُنجّية؛ لأنها تنجي قارئها من العذاب.المانعة؛ لأنها تحمي صاحبها وتمنعه من عذاب القبر.الشافعة؛ لأنها تشفع يوم القيامة لقارئها.المجادلة؛ لأنها تجادل منكر ونكير كي لا يؤذيا قارئها.المُخلِّصة؛ لأنها تُخلِّص صاحبها من زبانية جهنّم.أسرار سورة الملكتناولت سورة الملك أسرارًا وموضوعات عديدة منها:
خلق الله -تعالى للإنسان، والحيوان، والنبات، والماء، والهواء، والفضاء، والسماء والأرض، وتوزيع الأرزاق فيها.حثّت الإنسان على التفكر في عظيم هذه النعم.استحقاق الله -تعالى- للملك الذي هو موضوع السورة الرئيسي.مسألة الإحياء والإماتة.تزيين الله -تعالى- للسماء بالنجوم والكواكب، وحفظه للطيور من السقوط بقدرته.عقوبة المنكرين، وجزاء المتقين، وفرقت بين حال أهل الضلالة وأهل الهداية.تهديد الله -تعالى للمشركين بزوال النعمة.الدعوة إلى الإيمان بالله -تعالى- بمختلف الطرق؛ كالترهيب والترغيب والدعوة بالدليل.وقد ابتُدِئت السورة بتعريف المؤمنين معاني عظمة الله -تعالى- وتفرّده بالملك، والتفكّر في صنعه المتقن، وانفراده بخلق العوالم العليا، وتحذير الناس من كيد الشياطين، وحثّهم على اتّباع الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن في ذلك نجاتهم، وفي تكذيبه الخسران لهم، وكل من يحاول إيذائه بالسر أو العلن فهو مكشوف أمام الله -تعالى-، وتحدّثت عن خلق الأرض، ودقة نظامها، وملاءمتها لحياة البشر، وأنَّ فيها سعيهم ومنها رزقهم.ذكرت أن الله قادر على إفساد ذلك النظام فيصبح الناس في كرب وعناء ليتذكروا قيمة النعم بتصور زوالها، وذكر الله حال الضلالة التي وقع فيها المشركون، ووبّخهم على كفرهم، واستخفافهم بوعيده -سبحانه وتعالى-، والتشكيك بوقوعه، واستعجالهم موت الرسول للاستراحة من دعوته إياهم، ووعدهم الله أنهم سيعلمون ضلالتهم حين لا ينفعهم ذلك العلم يوم القيامة، وما سيحل بهم من قحط وغيره، وقد لقّن الله -تعالى- نبيّه الكريم أقوى الحجج ليقف بها أمام المبطلين الكافرين.