حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أشاد البروفيسور آدم ديكسون، رئيس آدم سميث في الرأسمالية المستدامة في منزل آدم سميث بانمور، جامعة «هيريوت وات»، بإعلان الإمارات مساهمتها بمبلغ 100 مليون دولار في صندوق «الخسائر والأضرار» المناخية للتعويض على الدول الأكثر تضرراً من تغيّر المناخ، في خطوة إيجابية في اتجاه تخفيف الفجوة المتعلقة بالتمويل بين دول الشمال والجنوب.

 
وقال لـ «الاتحاد»، إن الدعم المالي للبلدان النامية يعد أمراً بالغ الأهمية في التخفيف من تغير المناخ من خلال تمكينها من اعتماد التقنيات النظيفة، والانتقال إلى الطاقة المتجددة، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة تأثيرات المناخ، وتعزيز التنمية المستدامة، منوهاً بأن ذلك الأمر يعالج التفاوت في الموارد، والوفاء بالالتزامات العالمية، وتعزيز التعاون الدولي، وضمان أن جميع الدول يمكن أن تسهم بنشاط في الحد من الانبعاثات وبناء مستقبل أكثر استدامة.   
وأوضح ديكسون، أنه يمكن لتمويل العمل المناخي أن يمول اعتماد تقنيات الطاقة النظيفة، وتعزيز الزراعة المستدامة، ودعم البنية التحتية المرنة، والمساعدة في جهود التشجير وإعادة التشجير، وتسهيل تدابير التكيف، ومساعدة البلدان النامية في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها. 
وتابع «ويمكنه أيضاً تمويل مشاريع لتعزيز إدارة الموارد المائية، ومنع إزالة الغابات، ودعم المجتمعات المعرضة للنزوح الناجم عن المناخ، مؤكداً أنه بشكل عام، يلعب تمويل العمل المناخي دوراً حاسماً في تعزيز مجموعة واسعة من المبادرات التي تسهم في الجهود العالمية لمعالجة تغير المناخ ومكافحته».

أخبار ذات صلة 123 دولة توقع «إعلان COP28 بشأن المناخ والصحة» ‏إطلاق «ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز» لتسريع وتيرة العمل المناخي مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

إيصال التمويل
وفيما يخص الخيارات المتاحة لإيصال التمويل المناخي إلى البلدان النامية، أجاب البروفيسور آدم ديكسون، بأنه توجد 8 خيارات لتقديم التمويل المناخي إلى البلدان النامية، وهي (المساعدة الثنائية)، حيث يمكن للدول المتقدمة تقديم الدعم المالي المباشر للدول النامية من خلال الاتفاقيات الثنائية، وتعزيز التعاون والمبادرات المستهدفة.
وقال إن (صناديق المناخ المتعددة الأطراف) تقدم التمويل المناخي من خلال قيام مؤسسات مثل صندوق المناخ الأخضر (GCF) وصناديق الاستثمار في المناخ (CIFs) بتجميع المساهمات من بلدان متعددة لتمويل مشاريع المناخ في الدول النامية، حيث إنها تعزز الكفاءة والتنسيق. وأضاف أن (المساعدة الإنمائية الرسمية) (ODA) تمكن دمج تمويل المناخ في جهود المساعدة الإنمائية الأوسع، ما يجعل مشاريع المناخ متوافقة مع أهداف التنمية المستدامة، في حين أن (مشاركة القطاع الخاص) تمثل طريقة لإيصال التمويل المناخي عبر تشجيع الاستثمار الخاص في مشاريع المناخ من خلال آليات مثل أسواق الكربون، والسندات الخضراء، والشراكات بين القطاعين العام والخاص يعمل على جمع موارد وخبرات إضافية، مشيراً إلى أن (المرافق البيئية العالمية) بمقتضاها تقدم مؤسسات مثل مرفق البيئة العالمية، المنح والأموال الميسرة لمشاريع تعزيز التنوع البيولوجي، والتخفيف من آثار تغير المناخ، والتنمية المستدامة، وإضافة إلى ذلك يمكن إيصال التمويل المناخي بواسطة (آليات التمويل المبتكرة) حيث يمكن أن يساعد استكشاف الأدوات المالية المبتكرة، مثل التأمين المناخي، في إدارة المخاطر وجذب الاستثمارات الخاصة.
ووفقاً لـ ديكسون، فإن سابع الخيارات المتاحة لإيصال التمويل المناخي إلى البلدان النامية، يتمثل في (إعادة جدولة الديون) بحيث يمكن لإعادة جدولة الديون مقابل الالتزامات المتعلقة بالمناخ أن توفر وتحرر الأموال اللازمة للعمل المناخي. ونوه بأن أخر الخيارات يتمثل في  (نقل التكنولوجيا وبناء القدرات) لأن دعم نقل التكنولوجيات المقاومة للمناخ وبناء القدرات المحلية يعزز قدرة البلد على الوصول إلى التمويل المناخي واستخدامه بفعالية، منبهاً أنه يمكن أن تعمل هذه الأساليب المتنوعة، على تعزيز تمويل المناخ إلى البلدان النامية، وتلبية احتياجات التخفيف والتكيف مع تعزيز التنمية المستدامة.
التحديات
وعن أهم التحديات التي تواجه التمويل المناخي، أفاد ديكسون، بأن الحصول على التمويل المناخي واجه العديد من التحديات، وتتمثل إحدى القضايا الرئيسة في عدم توفير الأموال لتلبية الطلب المتزايد على المشاريع المتعلقة بالمناخ. 
وذكر أن البلدان المتقدمة تكافح للوفاء بالتزامها بتوفير 100 مليار دولار سنوياً، كما تعهدت في اتفاق باريس، ولكن هذا النقص يعيق قدرة الدول النامية على تنفيذ التدابير الحاسمة للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، علاوة على ذلك، يواجه صرف الأموال عقبات بيروقراطية، وتأخيرات، وغياب الشفافية، مبيناً أنه يمكن لعمليات الموافقة المعقدة والمعايير الصارمة أن تعيق تنفيذ المشاريع في الوقت المناسب، وغالباً ما تجد البلدان النامية صعوبة في الوصول إلى تمويل المناخ بسبب نقص القدرات والموارد اللازمة للتعامل مع هذه الأنظمة المعقدة.
وقال إن توزيع الأموال قد يتعرض للانتقاد لأنه غير متساو، مع تخصيص جزء كبير من الأموال لبلدان أكبر حجماً وأكثر نفوذاً على المستوى السياسي، بدلاً من البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ، ولذا يثير هذا الخلل في التوازن مخاوف بشأن التوزيع العادل للموارد وقدرة الدول الأكثر تضرراً على مواجهة التحديات المناخية المحددة التي تواجهها.
وأشار إلى أن القطاع الخاص، رغم أهميته الحاسمة لتوسيع نطاق تمويل المناخ، يواجه مجموعة من التحديات، ففي بعض الأحيان، قد لا تتماشى دوافع الربح مع الأهداف طويلة المدى للتنمية المستدامة، مما يؤدي إلى تضارب محتمل في المصالح، منوهاً بأنه بالإضافة إلى ذلك، فإن المخاطر المرتبطة بالاستثمارات المرتبطة بالمناخ يمكن أن تردع مستثمري القطاع الخاص، وخاصة في المناطق التي يسود فيها عدم الاستقرار السياسي.
إصلاح 
يرى البروفيسور آدم ديكسون، أن إصلاح تمويل المناخ في البلدان النامية يتطلب إصلاحاً شاملاً للآليات القائمة. فأولاً، يتعين على الدول المتقدمة أن تفي بالتزامها بتوفير 100 مليار دولار سنوياً، وضمان القدرة على التنبؤ واستدامة التمويل، ويتطلب هذا وضع جداول زمنية واضحة وآليات شفافة، وتعزيز الثقة والتعاون، واستطرد:« كما يعتبر تبسيط العمليات أمراً ضرورياً لتحقيق الكفاءة، ومن الممكن أن يؤدي تبسيط إجراءات الموافقة والصرف، والحد من العقبات البيروقراطية، وتنفيذ أنظمة سهلة الاستخدام وشفافة، إلى تسريع عملية توفير الأموال إلى حيث تشتد الحاجة إليها. وقال إنه بالإضافة إلى التوزيع العادل للأموال، ينبغي للإصلاح أن يعطي الأولوية لتوجيه الأموال إلى البلدان الأكثر ضعفاً والأقل نفوذاً سياسياً، مع الأخذ في الاعتبار التحديات والاحتياجات الإقليمية المحددة بدلاً من التركيز فقط على الحجم الاقتصادي.
ونبه إلى أنه يمكن أيضاً تعزيز مشاركة القطاع الخاص من خلال خلق حوافز للاستثمارات الصديقة للمناخ، ومن الممكن أن تعمل الأطر التي تعمل على مواءمة دوافع الربح مع أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب آليات تقاسم المخاطر، على جذب المزيد من رأس المال الخاص إلى مشاريع المناخ، مبيناً أن تعزيز أنظمة الرصد والإبلاغ أمر ضروري لتحقيق المساءلة، ويضمن تنفيذ آليات التتبع الموحدة استخدام الأموال بكفاءة ويسهل تقييم تأثير وفعالية مبادرات تمويل المناخ.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات المناخ التغير المناخي الاستدامة كوب 28 مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ إلى البلدان النامیة التنمیة المستدامة التمویل المناخی مشاریع المناخ تمویل المناخ القطاع الخاص تغیر المناخ أنه یمکن من خلال یمکن أن

إقرأ أيضاً:

«صندوق الوطن» يفتح باب التسجيل في البرامج الصيفية حتى 30 يونيو

أبوظبي - وام

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن إطلاق البرامج الصيفية للصندوق تحت شعار«قدوتي» يهدف إلى الإسهام في بناء أجيال المستقبل المؤمنة بهويتها الوطنية، وتحقيق الاستدامة من أجل مستقبل مشرق لهذا الوطن الغالي وفق الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، الذي يضع شباب الإمارات في مقدمة أولوياته.

وقال إن “الدورة الثانية من البرامج الصيفية لصندوق الوطن وهي تستعد لإطلاق أنشطتها بمختلف إمارات الدولة، تحرص على اجتذاب أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة من أبناء الإمارات مستلهمة رؤية صاحب السمو رئيس الدولة بأن تكون الهوية الوطنية القوية المستدامة النابضة بالحياة عنوانا للمبادرات والبرامج والأنشطة كافة”.

جاء ذلك عقب اطلاع معاليه على استعدادات صندوق الوطن لإطلاق البرامج الصيفية بالمدارس المختارة على مستوى الدولة، بما يضمن نجاحها في تحقيق أهدافها التي تركز على قيم الهوية والوطنية الإماراتية وكل ما يتعلق بها على الأجيال الجديدة.

ووجه معاليه بفتح باب التسجيل فورا، للمشاركة بالبرامج الصيفية لجميع أبناء وبنات الإمارات من طلاب المدارس الإماراتية وحتى 30 يونيو الجاري على أن تبدأ أنشطة البرنامج بجميع إمارات الدولة في 8 يوليو المقبل وتستمر 3 أسابيع.

واستقر صندوق الوطن على أن تنطلق أنشطة البرامج الصيفية لطلاب المدارس الحكومية والخاصة بمدارس أبوظبي الدولية بمدينة محمد بن زايد أبوظبي وجيمس جزيرة الريم أبوظبي، وأكاديمية جيمس العالمية الفجيرة، والثانوية الإنجليزية - العين، وأكاديمية ياس الأمريكية أبوظبي، ومدارس أدنوك بالظفرة، والدار رأس الخيمة، ولا يشترط في المتقدمين أن يكونوا من منتسبي هذه المدارس فقط وإنما الباب مفتوح لمشاركة الجميع.

ووجه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بأن تكون البرامج الصيفية لصندوق الوطن منصة تربوية وترفيهية تستطيع تقديم محتوى مميز وجذاب يمكنه الوصول إلى طلاب المدارس بشكل ممتع لتعريف الأجيال الجديدة بهوية الإمارات وقيمها الأصيلة وتراثها الخالد، ورموزها الوطنية، وتاريخها المجيد، إضافة إلى تشجيع المواهب وتعزيز الإبداع والابتكار، وتقديم شرح واف لأهمية الاستدامة مؤكدا أن النجاحات الكبيرة التي حققتها البرامج الصيفية للصندوق العام الماضي خير دافع للجميع لمزيد من التطوير الكمي والكيفي، بالتركيز على الأهداف والمنطلقات نفسها.

وأشار إلى أهمية التركيز الكامل من قبل المخططين والمنظمين والمدربين المشرفين على البرامج الصيفية على الهدف الرئيس وهو تعزيز قيم الهوية الوطنية الإماراتية في نفوس الصغار لتصبح أسلوبا لحياتهم جميعا من خلال تعريفهم بأهمية الحفاظ على جميع مكونات الهوية الوطنية وترسيخها من خلال الأنشطة والأساليب الممكنة، كالإبداع والترفيه والتدريب والمسابقات وغيرها، مشيدا بجهود وزارة الثقافة، والمدارس المشاركة في تنظيم البرامج الصيفية لصندوق الوطن واستضافة أنشطتها.

من جهته أكد ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن أن الأهداف الرئيسة للبرامج الصيفية تركز على التعريف بمكونات الهوية الوطنية، والحفاظ على اللغة العربية والولاء للدين الحنيف، وتعزيز الثقة والفخر بقيم الانتماء والولاء بالهوية الوطنية، وترسيخ الهوية الوطنية ونقلها لأجيال المستقبل، وإطلاق القدرات والمهارات الإبداعية والقدرة على الابتكار لدى الجيل الجديد، والتوعية وتعزيز مبادئ ومفاهيم الاستدامة.

وأوضح أن أنشطة البرامج الصيفية لصندوق الوطن تركز هذا العام على تقديم فقرات تعريفية وتوعية حول القيم والمعارف، وتنظيم حوارات ونقاشات تفاعلية من نجوم وفناني وكتاب ومؤثري الإمارات، إضافة إلى تنظيم دورات وورش عمل مكثفة لتعزيز المهارات الاجتماعية مثل (التعارف، العمل الجماعي، روح الفريق، وغيرها)، من خلال ضيوف مميزين ومتخصصين في تعليم وتدريب الناشئة، ولا تغفل البرامج الصيفية الأنشطة والألعاب الرياضية مثل(كرة سلة، كرة قدم، تنس، ألعاب تفاعلية) وكذلك الأنشطة المتعلقة بالموسيقى والفنون الشعبية والمسرح، والقراءة والكتابة الإبداعية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات، والمهارات والأشغال يدوية، والقصص الوطنية والتراثية الملهمة، إضافة إلى التركيز على اتقان مهارات اللغة العربية.

مقالات مشابهة

  • دفع الشطر الثاني من مساهمة الجزائر المالية للفلسطينيين
  • صندوق عُمان للموارد البشرية (2)
  • رئيس الرقابة المالية: تعزيز التمويل أحد محاور رؤية الهيئة لتحقيق التنمية المستدامة
  • الرقابة المالية: التمويل المستدام ركيزة أساسية لتحقيق التنمية
  • أمين صندوق تطوير التعليم: مشروعات الطلاب تدعم خطط التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030
  • تعاون بين «أنور قرقاش الدبلوماسية» و«g7+» و«التنمية البريطاني»
  • تعاون استراتيجي بين أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ومجموعة g7+ ومعهد التنمية الخارجية البريطاني
  • إطلاق آلية لتسهيل جهود التمويل المناخي
  • صندوق الوطن يفتح باب التسجيل في البرامج الصيفية
  • «صندوق الوطن» يفتح باب التسجيل في البرامج الصيفية حتى 30 يونيو