صواريخ سبيس إكس الخاصة بإيلون ماسك تحدث ثقوبا في السماء وتثير قلقا عالميا
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
اكتشف علماء الفلك في مرصد ماكدونالد في تكساس في الولايات المتحدة، نوعا جديدا من "الشفق القطبي" تم إنشاؤه بواسطة المعززات أو المراحل الأولى لصواريخ "سبيس إكس". التي تنتجها شركة إيلون ماسك مالك موقع إكس.
وتتسبب هذه المعززات في إحداث ثقوب مؤقتة في الغلاف الأيوني عند عودتها إلى الأرض بعد الانفصال عن سفن الفضاء.
وقال العلماء إن الثقوب المؤقتة في الغلاف الجوي العلوي للأرض، التي أحدثتها صواريخ "سبيس إكس"، تخلق تكوينات تشبه الشفق القطبي الأحمر الساطع في السماء، وقد تكون علامات على مشاكل غير معروفة حسب ما أورد تقرير نشرته جريدة إندبندنت البريطانية.
وأضاف التقرير أن هذه الظاهرة قد تم تسجيلها في السابق فقط أثناء إطلاق بعض الصواريخ، لكنها الآن ناجمة أيضا عن عودة معززات "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك.
SpaceX auroras.
De-orbiting SpaceX rockets are creating bright blobs of light in the sky. pic.twitter.com/pXQT56bA6K — Nite Grafix ???????????????????? (@NiteGrafix) November 29, 2023
وقال العلماء إن تأثير التكوينات ما يزال قيد التقييم وأن هذا الشفق القطبي الخاص بسبيس إكس على عكس الخطوط الموجودة في السماء من عمليات الإطلاق سابقا، "أحمر، وكروي تقريبا، ويمكن رؤيته بالعين المجردة لمدة تصل إلى 10 دقائق في المرة الواحدة".
وأشار العلماء إلى أنه ليس شفقا قطبيا كما نعرفه، ولكنه عبارة عن كرات حمراء ساطعة ناجمة عن احتراق محركات صواريخ "سبيس إكس" في الغلاف الأيوني.
وقال ستيفن هامل من مرصد ماكدونالد في تكساس: "إننا نشهد ما بين 2 إلى 5 منها كل شهر" وعلى عكس الخطوط الحمراء التي تمت ملاحظتها سابقا عند إطلاق الصواريخ، فإن الشفق القطبي الخاص بـ"سبيس إكس" ينتج عن سقوط الصواريخ أو مراحلها.
وفي حالة أحد الأمثلة التي تم رصدها في تشرين الثاني/نوفمبر، قال الدكتور هامل إن الكرة الحمراء نتجت عن المرحلة الثانية من صاروخ "فالكون 9" الذي أحرق محركاته من أجل الخروج من المدار والعودة إلى الأرض، ما أدى إلى خلق ثقب في الغلاف الأيوني أثناء هبوطه.
On the evening of July 19th, @SpaceX launched a #Falcon9 rocket from California. Sky watchers from southern California to Arizona witnessed a magnificent exhaust plume.
????© David Blanchard pic.twitter.com/rc6XbEYePh — Erika (@ExploreCosmos_) July 21, 2023
وأوضح الفيزيائي جيف بومغاردنر: "لاحظنا لأول مرة هذه الاحتراقات الناتجة عن مدار سبيس إكس فوق مرصد ماكدونالد في شباط/فبراير 2023".
وأثناء نزول الصاروخ، قال العلماء إنه يحرق ما يقارب 180 كغ من غازات العادم، معظمها من الماء وثاني أكسيد الكربون، بالقرب من حافة الغلاف الأيوني حيث يمكن أن يحدث ثقب كبير.
ويشعر العلماء بالقلق من أنه مع تخطيط شركة "سبيس إكس" لمزيد من عمليات الإطلاق في المستقبل، فإن تكرار هذه التوهجات الحمراء في السماء قد يزيد، ما قد يتداخل على الأرجح مع الملاحظات الفلكية.
وقال الدكتور هاميل: "ما يزال تأثيرها على العلوم الفلكية قيد التقييم" وقد أظهرت دراسات سابقة أن عددا متزايدا من عمليات إطلاق الصواريخ في جميع أنحاء العالم يحدث ثقوبا في الغلاف الأيوني للأرض، وهي طبقة من الغلاف الجوي العلوي للأرض تتكون من بحر من الجسيمات المشحونة كهربائيا تطفو على ارتفاع نحو 80-650 كيلومترا فوق السطح.
وتميل الصواريخ ولهيب عادمها إلى تغيير العملية التي تتشكل بها الجسيمات المشحونة في هذه الطبقة الديناميكية حول الأرض، ما يجعل الاتصالات اللاسلكية على الأرض ممكنة.
وأظهرت الدراسات أن الماء وثاني أكسيد الكربون الذي يتم رشه بواسطة الصواريخ سريعة الحركة نحو حافة الفضاء يمكن أن يقلل من العملية التي تتشكل بها هذه الطبقة بأكثر من الثلثين.
وقال العلماء إن الثقوب التي ظهرت في الغلاف الأيوني يمكن أن تثير أيضًا جزيئات الغاز في طبقته العليا وتؤدي إلى ظهور خطوط من الضوء الأحمر الساطع الذي يشبه الشفق القطبي.
ويتم التعرف على هذه الثقوب من خلال لونها الأحمر المميز بسبب تفاعل أيونات الأكسجين الموجودة في الغلاف الأيوني مع الإلكترونات الصادرة عن عادم الصاروخ.
وعلى سبيل المثال، أدى إطلاق صاروخ "فالكون 9" في تموز/يوليو الماضي حاملا أقمار "ستارلينك" الصناعية إلى إحداث ثقب فوق أريزونا جعل السماء تبدو حمراء لفترة وجيزة. ثم في أيلول/سبتمبر الماضي، تسبب إطلاق صاروخ تابع لقوة الفضاء الأمريكية في حدوث ثقب في الغلاف الأيوني فوق كاليفورنيا، ما تسبب في توهج السماء بلون أحمر باهت.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إيلون ماسك الأرض الغلاف الجوي الغلاف الجوي الأرض سبيس اكس إيلون ماسك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الغلاف الأیونی الشفق القطبی العلماء إن فی السماء سبیس إکس
إقرأ أيضاً:
رائدة فضاء من ناسا تلتقط صورة مدهشة لـعفاريت البرق
في ظاهرة نادرة تبدو وكأنها مشهد من أفلام الخيال العلمي، التقطت رائدة الفضاء نيكول آيرز من ناسا صورة ساحرة تُظهر "عفريتا أحمر عملاقا" على شكل قنديل بحر، يشتعل فجأة في سماء الليل فوق أميركا الشمالية.
هذا الحدث وقع يوم الخميس 3 يوليو/تموز، بينما كانت محطة الفضاء الدولية تحلق فوق عاصفة رعدية هائلة تغطي أجزاء من المكسيك والولايات الأميركية الجنوبية، مثل كاليفورنيا وتكساس.
آيرز، قائدة مهمة "سبيس إكس كرو-10" وعضوة بعثتي محطة الفضاء الدولية 72 و73، شاركت الصورة عبر حسابها على منصة إكس، وكتبت باندهاش: "يا للعجب! بينما كنا نحلق فوق المكسيك والولايات المتحدة هذا الصباح، التقطت هذا العفريت".
Just. Wow. As we went over Mexico and the U.S. this morning, I caught this sprite.
Sprites are TLEs or Transient Luminous Events, that happen above the clouds and are triggered by intense electrical activity in the thunderstorms below. We have a great view above the clouds, so… pic.twitter.com/dCqIrn3vrA
— Nichole “Vapor” Ayers (@Astro_Ayers) July 3, 2025
ما هذا "العفريت"؟لا نتحدث عن عفاريت بالطبع، ولكننا أمام نوع من الظواهر الجوية النادرة التي تسمى "عفاريت البرق"، وتنضم علميا تحت قائمة "الظواهر الضوئية العابرة" والتي تحدث عادة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، على ارتفاع 50 إلى 90 كيلومترًا فوق سطح الأرض.
وفي هذه الحالة، يؤدي النشاط الكهربائي العنيف في العواصف الرعدية إلى إطلاق تفريغ كهربائي ضخم يمتد للأعلى بدلاً من الأسفل، هذه الشحنة الكهربائية الهائلة يمكن أن تُحدث اضطرابًا في الطبقات العليا للغلاف الجوي.
هذا الاضطراب يُحفّز الأيونات والجزيئات في تلك المنطقة من الغلاف الجوي، مما يولد وهجا أحمر لامعًا يمتد للأعلى، بدلًا من النزول إلى الأرض مثل البرق التقليدي.
إعلانوعادة ما تتلون هذه الظواهر باللون الأحمر بسبب تفاعل التفريغ الكهربائي مع النيتروجين في الغلاف الجوي العلوي، حيث يبعث النيتروجين ضوءًا أحمر عند إثارة إلكتروناته.
ويعد أقدم رصد لهذه الظاهرة في عام 1886 بواسطة الباحثين توينبي وماكينزي وقد سجلا الملاحظة في دورية نيتشر، وتم توثيق أول صورة فوتوغرافية لها بالصدفة في 6 يوليو/تموز عام 1989 بواسطة علماء من جامعة مينيسوتا باستخدام كاميرا فيديو منخفضة الإضاءة، بعد سنوات قليلة سُمّيت هذه الظاهرة بـ"عفاريت البرق" بسبب طبيعتها الخفية وصعوبة رصدها.
منذ ذلك الحين، تم تصويرها من الأرض والطائرات وحتى الفضاء وأصبحت موضوعًا لأبحاث مكثفة، وفي عام 2019، التقط فريق علمي فيديو فائق السرعة بمعدل 100 ألف إطار في الثانية، كشف تفاصيل أدق عن كيفية تشكلها.
وفي دراسة بدورية "ريفيوز أوف جيوفيزكس" عام 1999 قسّم الفيزيائي كريج رودجر ظاهرة العفاريت إلى 3 فئات، حسب شكلها كما تُرى بالعين، الأولى هي عفريت قنديل البحر وهي ما سجلته رائدة الفضاء نيكول آيرز.
ويُعتبر الأضخم من بين كل عفاريت البرق، ويمكن أن يصل حجمه إلى مقطع مربع طوله وعرضه 50 كيلومترًا، ويشبه شكل قنديل البحر بأذرع ضوئية ممتدة لأسفل.
أما الثاني فهو عفريت العمود، ويظهر على شكل أعمدة طويلة وضوء ممتد عموديا من الأعلى للأسفل، وهو من أكثر الأشكال شيوعًا، وثالثا يأتي العفريت ذو الشكل غير المنتظم، ويتضمن أي أشكال أخرى، والتي تعد أقل شيوعًا.
وعلى الرغم من أن العلماء يدرسون هذه الظواهر منذ أكثر من 30 عامًا، فإن الكثير من أسرارها ما زال غامضًا، بما في ذلك كيفية تشكلها بدقة وتأثيرها على طبقات الغلاف الجوي العليا.
ومن ثم فإن هذه الصورة الملتقطة من الفضاء لا توثق مجرد حدث بصري مذهل، بل تمنح الباحثين نافذة جديدة لفهم القوى الكهربائية الهائلة التي تحكم كوكبنا.