رضوى جودة لـ "الفجر الفني": لم أتوقع أن تصبح شخصيتي في "ورق التوت" حديث السوشيال ميديا.. وهذه نصيحتي للفتيات (حوار)
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
جذبت رضوى جودة الأنظار لها بتجسيدها للفتاة المغلوب على أمرها في مسلسل “ ورق التوت” التي ينتهك عرضها ولا تستطيع الحديث خوفًا من عائلتها والمجتمع، أشاد الجمهور بها إشادات واسعة فبدورها روت أحداث وقصص كثيرة تحدث للفتيات جسدتهم جميعًا في شخصية واحدة، وكان لـ "الفجر الفني" حوارًا خاصًا معها لتحدثنا عن دورها في مسلسل “ ورق التوت”، وغيرها من الأمور.
تم ترشيحي من قبل المخرج حسام علي والكاستينج دايركتور أحمد تمام.
نورا ورق التوت هل توقعتي ردود الأفعال المبهرة على دورك؟
كنت أتوقع التعاطف مع نورا؛ لأنه تم إنتهاك عرضها، وذلك بسبب الإملاق، ولكن لم أكن أتوقع أن تتحول الشخصية إلى حديث السؤشيال ميديا بهذه الطريقة.
رضوي جودة ما الرسالة التي توجهها رضوي لنورا؟
رسالة لجمبع البنات وليس نورا فقط، فإذا تعرضتي للتحرش في يومًا ما يجب أن تاخذي حقك وتتجهي إلى القانون، وإذا تم انتهاك عرض أي فتاة لا تترك حقها وتظل مستمرة خلفه حتى يأتي ويعود حقها من جديد ولا يجب أن تخاف أو تخجل إذا كانت ضحية.
ما الرسالة التي توجهيها لوالد "نورا" والآباء الذين مثله ؟
إن كثرة الإنجاب من أجل أن يعملوا عندما يكبرون ويجلبون المال هذا غير صحيح وأنا على إقتناع تام؛ لأن الإنجاب في وجود الفقر يجلب الفقر، ولكن طفل أو إثنين يكون أفضل حتى يكبر وهو سوي ومتربي بشكل جيد، غير ذلك فهذا تدمير لهم وللمستقبلهم.
ماذا عن تعاونك مع صفاء جلال وخالد أنور و باقي فريق العمل؟
سعدت بالعمل معاهم للغاية وأتمنى تكرار التجربة مرة أخرى.
ما رأيك في تصرف حسن، هل الراحة كانت في قتل نورا والباقي ؟
بالطبع لا، أنا ضد أن يكون الحل هو الموت فيوجد حلول وطرق عديدة من الممكن أن يعود حقها بها غير الموت، أم الموت فهذا هروب وضعف.
مشهد القتل مشهد القتل
ما أحب المشاهد بالنسبة لك ؟
جميع المشاهد أحبها ولكن أكثرهم وهو مشهدي أمام خالد أنور عندما قُلت له “ مفيش حق بيتسكت عليه وبيرجع”فهذا المشهد أقربهم لقلبي.
ما الرسالة التي توجهيها للبنات إذا قام أحد بالتحرش بهم ومع أم ضد إن البنت تسكت ؟
ضد أن تسكت ويجب أن تصمد حتى تأخذ حقها.
ما أصعب المشاهد التي واجهتك؟
أصعب مشاهدي وهو مشهد الإعتراف لحسن عن ما حدث لنورا.
ما النهاية التي كنتِ تتمنيها لنورا بدلًا من ذلك ؟
كنت أتمني لها حياة سعيدة وتتزوج من عمر وتبدأ حياة جديدة معاه.
ما رأيك في تصرفات حسن في أخذ حق شقيقته ؟
تصرفات خاطئة وضدها لأن يوجد حلول وطرق قانونية عديدة تحافظ على حقهم.
إذا كانت نورا استمعت لشقيقها كانت هذه لم تكن نهايتها بهذه الطريقة، فمن وجهة نظرك في حالة نورا تستمع البنت إلي كلام شقيقها أم والدها ؟
تستمتع للشخص الذي يخاف عليها ويحرص على بُعد الأذي عنها.
ما الأعمال القادمة لكِ؟
يوجد أعمال ولكن لا أستطيع الحديث عنها في الوقت الحالي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رضوى جودة الفجر الفني مسلسل ورق التوت التحرش
إقرأ أيضاً:
بين الجَغِم والبلّ: خرائط الموت التي ترسمها الجبهة الإسلامية على أجسادنا
إبراهيم برسي
في بلادٍ تكسّرت فيها البوصلات، ولم يتبقَّ للناس سوى البكاء على ما لا يُبكى عليه، وجدنا أنفسنا في زمنٍ تُحكمه مفردتان فقط: “الجَغِم والبلّ”. ليستا مجازًا، بل تقنية للقتل الشعبي، تُمارَس في وضح النهار، ويباركها العقل المغسول تحت إيقاع أناشيد الحرب.
“الجَغِم” لم يعد فعلاً بدائيًا لشخص يبتلع ما ليس له، بل تحوّل إلى ماكينة مؤسسية تلتهم الذهب، والنفط، والموتى، وتُنتج بلاغات وفتاوى.
أما “البلّ”، فقد صار طقسًا شعبيًا لإضفاء الشرعية على هذا الجشع. كلمة تُقال بصوت خافت، لكنها تحمل في طيّاتها استسلامًا جماعيًا. كأنك تقول: دع الأمر للقدر، فالعدو دائمًا هو الآخر، والحرب دائمًا هي الحل.
تقول عالمة النفس الفرنسية ماري فرانس هيريجوين:
“الأنظمة السلطوية لا تحتاج لإقناعك، بل فقط لإرباكك، لتخلق مساحة ذهنية تُمكِّنها من غرس أفكارها كحقائق.”
وهذا بالضبط ما فعلته الجبهة الإسلامية حين تسلّلت إلى المؤسسة العسكرية، لا كضيف، بل كمضيفٍ أعاد تعريف معنى الوطن، والعدو، والموت.
في بورتسودان، تُدار الدولة من ثكنة عسكرية، ويُحكم البلد عبر فتاوى القهاوي.
في نيالا، يُدفن الموتى دون أسماء.
في الفاشر، صارت المقابر أكبر من المدارس.
في أم درمان، تُخفي العائلات أبناءها لا من العدو، بل من الجيش.
ولفهم ما نحن فيه، لا بد أن نتذكّر ما حدث في رواندا عام 1994.
حينها، لم يكن السلاح هو المشكلة، بل الكلمة. في راديو “ميل كولين”، كانت الأغاني الشعبية تُغنّى، ثم تتبعها دعوة صريحة:
“اقطعوا التوتسي كالأنشاب.”
هكذا تبدأ المجازر: بمصطلحات تبدو عفوية، بعبارات يُردّدها الناس دون إدراك، ثم ينفجر العنف.
“بلّ بس”، اليوم، تُشبه تمامًا تلك العبارات. تُفتح بها أبواب الجحيم، وتُشرعن بها مجازر لا تُشبه المجازر، بل تُشبه النشيد الوطني بصيغة جنائزية.
يقول أنطونيو غرامشي:
“الهيمنة لا تتحقق بالعنف وحده، بل بالموافقة الصامتة للمقهورين.”
وهذه الموافقة هي ما تفعله الجبهة الإسلامية كل يوم، حين تحوّل المواطن إلى “متلقٍ”، ثم إلى “مُبرِّر”، ثم إلى “جلّاد”، باسم الدولة أو الدين أو القبيلة.
أما الذين يجغمون بالفعل، فهم ليسوا على الجبهات، بل في البنوك، في دبي، في أنقرة، في الدوحة، وفي القاهرة.
يجغمون العقود، والشركات، والذهب، والمستقبل.
يحرقون البلاد، ثم يتهمون المواطن بأنه لم “يبلّ بما فيه الكفاية”.
هل هذا وطنٌ أم مسرح عمليات؟
هل هذه حربٌ أم إعادة تموضع للجبهة تحت رايات جديدة؟
هل ما زلنا بشرًا، أم مجرّد وقود بين “الجَغِم والبلّ”؟
لكننا نعرف.
نعرف أن الجبهة لا تحارب لتنتصر، بل لتحكم.
وأن المواطن لا يموت فقط، بل يُعاد إنتاجه كأداة للقتل.
نعرف أن “الجَغِم” صار مصيرًا، و ”البلّ” صار عقيدة.
لكننا، رغم كل شيء، نعرف.
ومن يعرف، لا ينجو بالمعرفة… بل يُساق بها إلى النفي.
أشد أنواع الغسيل دموية، ليس ذاك الذي يُبيّض القميص، بل الذي يُغطّي الجريمة بلون الراية.
وحين تتدفق الأكاذيب من الشاشات إلى الدماغ، يتحوّل المواطن إلى جندي دون أن يرتدي الزي العسكري.
يضحّي بابنه، ويصفّق لمن نهب راتبه، ويقولها دون تفكير:
“بلّ بس… نحنا في معركة وجود وكرامة.”
تستعيد ذاكرتنا نموذج سيراليون، حيث تحوّل الأطفال إلى قتلة باسم “الوطن”.
تقول الباحثة الكندية نومي كلاين:
“حين يُعاد تعريف العنف كضرورة أخلاقية، تنهار البنية النفسية للإنسان، ويصبح القتل فعلَ طمأنينة.”
وهذا ما نراه:
مواطنون يتعاملون مع الحرب كأنها زواج مقدّس، ومع الموت كأنه استثمار مضمون في سوق الوطنية.
في “الخوي والنهود”، لم يعد الناس يتساءلون عمّن هو على حق، بل عمّن لا يزال على قيد الحياة.
في “دنقلا وكسلا”، لا يُسأل الأب عن حلم ابنه، بل عن موقعه على الخارطة:
في الجيش؟ في الدعم؟ أم في المقابر؟
السودان اليوم ليس بلدًا، بل سجن مفتوح يدور فيه الحارس والضحية في حلقة “بلّ وجَغِم”، بين رصاصتين، ورايتين، وبيانين.
نحن الذين كُتب علينا أن نعيش بين “الجَغِم والبلّ”، لا نملك حتى ترف الصمت.
لأن الصمت نفسه صار مشاركة في الجريمة.
لأن “البلّ” اليوم يعني أنك قبلت أن تُمحى،
و ”الجَغِم” يعني أنك صرت جزءًا من ماكينة المحو.
وحدهم الذين لا يبلّون ولا يجغمون، من يكتبون بأجسادهم معنى الوطن.
أما الباقون، فقد اختاروا شكلهم في الجنازة: بين قاتلٍ يبتسم، ومبرّرٍ يبرّر، وجثةٍ تصفّق في الغياب.