ما بين لقطة ضحك أضحكت قلوب الملايين، ومشهد صامت أبكى وجدان الشاشة، يسكن فنان اسمه "علاء مرسي"… رجل لم يسعَ يومًا للبطولة، بل صنعت منه الأدوار البسيطة نجمًا استثنائيًا لا يُشبه أحدًا.

هو ذاك "الممثل العارف"، الذي يتسلل إلى المشاهد من دون صخب، فيترك أثرًا أعمق من البطولة، وأصدق من البروباجندا. علاء مرسي، الذي حين تراه على الشاشة، تُقسم أنك تعرفه شخصيًا، كأنه ابن الحارة، ورفيق القهوة، وجارك اللي بيطبطب على الدنيا رغم ما فيها.

وفي عيد ميلاده، لم يصنع كعكة من زينة وهمية، بل كتب عبر "الفجر الفني" مشهده الخاص، من تأليفه، وإخراجه، وتمثيل كل من مرّوا بحياته من أصحابٍ وأحبّة، وراح يهمس لنا بجمل تشبه قلبه الكبير، وتليق بمسيرته التي تستحق أن تُدرّس في كُتب التمثيل تحت عنوان: "الصدق لا يمثَّل.. بل يُعاش."

نص الحوار

 

"لو عشت يوم عيد ميلادي داخل مشهد سينمائي من تأليفي.. فمن يكون المخرج؟ من الممثلين؟ وما الجملة التي تُقال عند النهاية؟"
سؤال قد يبدو بسيطًا، لكن علاء مرسي اختصر به فلسفته في الحياة، فأجاب من دون تردد: "المخرج هو عاطف الطيب.. والممثلين كل أصحابي.. وآخر جملة تتقال في نهاية المشهد: ربنا يخلينا لبعض".

علاء مرسي لم يختر مخرجًا عابرًا، بل استدعى روح الواقعية النبيلة في السينما المصرية، ذلك المخرج الذي كان بارعًا في الإمساك بلحظة الصدق وسط دوشة العالم، وكأن مرسي، في اختياره، أراد أن تكون حياته مشهدًا أخرجه "عاطف الطيب" بكاميرا نزيهة، وبطولة الأصدقاء، ووداعة الجملة الأخيرة.

وعن أمنيته في عيد ميلاده، قال الفنان علاء مرسي بكلمات مؤثرة: "أتمنى السلام لكل مخلوقات الله، وأن يحفظ الله البلاد، ويحسن الختام لنا جميعًا."

ليست أمنية شخصية، بل صلاة، تُشبه النور الخارج من قلب محبّ للحياة بكل أشكالها، يحملها ممثل عَبَر السنوات بملامح إنسانية خالصة، لم تُبدّدها أضواء الشهرة ولا ضجيج الأدوار.

هل لو جُسّد فيلم عن حياتك، كنت ستمثل نفسك؟ أم تزوق الحكاية؟
ضحك مرسي وقال بإيجاز صادق:

"مش هعرف أمثل نفسي."

تلك الإجابة وحدها كافية لتلخص أن هذا الرجل، برغم كونه فنانًا مخضرمًا وممثلًا يعرف كيف يتحرك داخل كل شخصية، إلا أن تجسيد نفسه يُربكه، ربما لأن الداخل أغنى من كل ما يمكن حصره في مشهد، وربما لأن الصدق لا يُزَيَّف حتى في الفن.

وسألناه: لو كانت الحياة مدينة ملاهٍ، وأنت تحتفل بعيد ميلادك.. فأي لعبة كنت تركبها؟
فقال مبتسمًا: "مبحبش الملاهي."

إجابة قصيرة، لكنها تقول الكثير. كأن هذا الفنان، الذي عرف الحياة جيدًا، بات يفضّل هدوء التأمل عن صخب الدوران. كأن العُمق عنده أهم من الإبهار، والصدق أغلى من الصخب.

علاء مرسي، في عيد ميلاده، لا يستعرض أرقامًا أو أدوارًا، بل يقدّم نفسه كما هو: إنسانًا بسيطًا، مليئًا بالمحبة، وممثلًا حقيقيًا لم يزاحم على البطولة، بل صنعها بطريقته الخاصة.

كتالوجه في الفن  ليس مجرد مشاهد متفرقة، بل رحلة ممتدة، جمعت الكوميديا بالوجع، والرقة بالذكاء، والبساطة بالتفرد.

في عيد ميلاده، نقول له:كل سنة وإنت بخير.. وكل سنة وإنت ممثل الناس الحقيقيين.. وصاحب الجملة الأصدق: "ربنا يخلينا لبعض".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: علاء مرسي آخر أعمال علاء مرسي الفجر الفني

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده.. أعمال درامية استلهمت أحداثها من روايات نجيب محفوظ

لا يزال الأديب العالمي نجيب محفوظ حاضرًا في الوجدان، رغم مرور 19 عامًا على رحيله، بما تركه من إرث روائي فريد تحول إلى علامة بارزة في تاريخ السينما والدراما المصرية، حيث مثلت أعماله الأدبية مصدرًا ثريًا اعتمد عليه كبار كتاب السيناريو في تقديم أعمال خالدة، من بينها فيلما «الحرافيش»، و«بين القصرين».

ما هي أبرز الأعمال الأدبية لـ نجيب محفوظ التي تم تحويلها إلي أفلام؟

ووصل عدد الروايات التي تحولت إلى أفلام لـ الأديب نجيب محفوظ إلى 21 رواية وهي: «اللص والكلاب، بين القصرين، بداية ونهاية، زقاق المدق، الطريق، القاهرة 30، خان الخليلي، قصر الشوق، السمان والخريف، ميرامار، السراب، ثرثرة فوق النيل، السكرية، الشحاذ، الحب تحت المطر، الكرنك، عصر الحب، الشيطان يعظ، وكالة البلح، قلب الليل، الحب فوق هضبة الهرم».

بينما وصل عدد الروايات التي تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية إلى 8 روايات، وهي: «اللص والكلاب، الباقي من الزمن ساعة، بين القصرين، قصر الشوق، حضرة المُحترم، الأقدار، حديث الصباح والمساء، أفراح القبة».

نجيب محفوظ مسيرة نجيب محفوظ الأدبية

- نشر نجيب محفوظ 34 رواية وأكثر من 350 قصة قصيرة والعشرات من سيناريوهات الأفلام وخمس مسرحيات خلال مسيرته الأدبية التي استمرت 70 عامًا، تركزت أعماله حول حياة الشعب المصري، وكانت ثلاثية القاهرة التي نشرت في الفترة بين عامي 1956-1957 من أبرز أعماله.

- بدأ نجيب محفوظ بنشر بعض القصص القصيرة، عندما كان يعمل موظفًا إداريًا في جامعة القاهرة، وفي العام التالي لتعيينه سكرتيرًا لوزير الأوقاف الإسلامية بالبرلمان في وزارة الأوقاف.

- كما نشر نجيب محفوظ رواية «حكمة خوفو» والمعروفة باسم «عبث الأقدار».

- في عام 1943 نشر روايته رادوبيس وتلاها رواية خان الخليلي في 1945.

- بعد انتقاله إلى مكتبة الغوري في القاهرة عام 1945، وعمله على مشروع القرض الحسن نشر ثلاثيته وهي عبارة عن ثلاث روايات تصور حياة ثلاثة أجيال في القاهرة بدايًة من الحرب العالمية الأولى وحتى ثورة عام 1952، وكانت أسماء الروايات بين القصرين عام 1956، وقصر الشوق 195، والسكرية عام 1957، ونشرت روايته أولاد حارتنا في عام 1959.

- كتب نجيب محفوظ 35 رواية و19 مجموعة قصصية، تحولت عشرات منها إلى أعمال فنية: أفلام ومسرحيات ومسلسلات، وفي كل عمل منهم نعيد اكتشاف النص المحفوظي وكأنه يقرأ أو يُرى لأول مرة.

أهم الجوائز التي حصل عليها نجيب محفوظ

حصل نجيب محفوظ على عدة جوائز هامة:

جائزة نوبل للآداب 1988.

الوسام الرئاسي من الجامعة الأمريكية عام 1989.

شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية.

كرم في العام 1992، وعين عضوًا فخريًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، وانتخب عضوًا في عام 2002.

جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية خان الخليلي عام 1946.

جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1968.

جائزة قلادة النيل العظمى عام 1988.

جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 1999.

جائزة كفافيس عام 2004.

اقرأ أيضاًغدًا.. ورشة «دروب مصر» بمتحف نجيب محفوظ بمناسبة الذكرى الـ 114 لميلاده

من شوارع القاهرة إلى جائزة نوبل.. كيف صنع نجيب محفوظ مجده؟

احتفالا بالذكرى الـ 114 لميلاده.. غدا ورشة بعنوان «سينما أدب نجيب محفوظ»

مقالات مشابهة

  • البيت الفني للمسرح يحصد 4 جوائز عن عرض «يمين في أول شمال» بمهرجان المنيا
  • تعلن محكمة جنوب شرق الأمانة أن على المدين علاء بهرم بسداد الدين
  • عن فيلم أم كلثوم!
  • ابنة نجيب محفوظ تتحدث عن أعمال والدها في ذكرى ميلاده
  • شرطة دبي تضبط شاباً احتفل بعيد ميلاده بإشعال النار على شارع عام
  • بث مباشر .. أحمد العوضي يوزع جوائز بـ 300 ألف جنيه في عيد ميلاده
  • في ذكرى ميلاده.. أعمال درامية استلهمت أحداثها من روايات نجيب محفوظ
  • وظيفة الأحلام.. راتب بالدولار مقابل قيادة سيارة تشبه الهوت دوج
  • أقوى الرجال.. هاجر أحمد توجه رسالة لزوجها في عيد ميلاده
  • أيمن الجميل : أدعو رجال الأعمال للاستثمار فى التصنيع الزراعى والاستفادة من النجاحات التنموية الكبرى وزيادة فرص التصدير