ما استراتيجية واشنطن إزاء هجمات الحوثيين المتصاعدة؟
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
مثل بيان القيادة المركزية الأمريكية بشأن هجمات "أنصار الله" الحوثيين الأخيرة، تغيرا ملحوظا في لهجة واشنطن إزاء الهجمات المتصاعدة، حيث اعتبرتها أنها "تمثل تهديدا مباشرا للتجارة الدولية والأمن البحري"، وهو ما يثير أسئلة عن استراتيجية الولايات المتحدة في التعامل أو الرد على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وقالت القيادة المركزية في بيانها: "لقد عرضوا حياة الطواقم الدولية التي تمثل بلدانا متعددة حول العالم للخطر".
وأضافت: "لدينا أيضا كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات، على الرغم من شنها من قبل الحوثيين في اليمن، تم تمكينها بالكامل من قبل إيران".
وأشارت القيادية المركزية: "ستنظر الولايات المتحدة في عدة أشكال للاستجابة المناسبة بالتنسيق الكامل مع حلفائها وشركائها الدوليين".
وكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، قد أعلن إن قواتهم البحرية نفذت صباح الأحد، عملية استهداف لسفينتين إسرائيليتين في باب المندب وهما سفينة "يونِتي إكسبلورر" وسفينة " نمبر ناين".
وأضاف سريع في بيان مصور، أنه تم استهداف السفينة الأولى بصاروخ بحري أما السفينة الثانية بطائرة مسيرة بحرية.
"تدخلات واشنطن مدمرة"
وتعليقا على هذا الأمر، قال الباحث اليمني في الشؤون الدبلوماسية، مصطفى ناجي إنه "ليس من الوارد للأمريكان الرد الآن على نزوات الحوثيين"، حد قوله.
وتابع ناجي في حديث لـ"عربي21" بأنه لا تزال التهديدات الحوثية عند مستوى منخفض وهامشية في ظل رغبة أمريكية في عدم توسيع رقعة التوترات في المنطقة والحيلولة دون انخراط أطراف إقليمية في الحرب في غزة.
لكن الباحث اليمني، لم يستبعد أن "يوسع الحوثيون هجماتهم لتصبح حينها خطرا لابد من مواجهته".
وأضاف أنه "لا يرد في خياله تصورا لكيف سيكون الحال عندها".
واستدرك الباحث في الشؤون الدبلوماسية قائلا: "لكن نماذج تدخلات واشنطن العسكرية في أفغانستان والعراق مدمرة جدا إلى حد لا تستطيع هذا البلدان المعنية النهوض إلا بعد عقود"، مؤكدا على أن "وضع كهذا أكبر من قدرة اليمن واليمنيين على مواجهته".
يأتي في وقت يشدد الحوثيون على " الاستمرار في هجماتها لمنع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة"، وفق المتحدث العسكري باسم الجماعة.
وحذر سريع "كافة السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيليين بأنها سوف تصبح هدفا مشروعا في حال مخالفتها لما جاء في هذا البيان والبيانات السابقة الصادرة عن القوات المسلحة التابعة للجماعة".
وفي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، أعلنت جماعة الحوثيين استيلاءها على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" التابعة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، حيث تم اقتيادها إلى الساحل اليمني، كتعبير عن التضامن مع "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
فيما قالت شركة الملاحة الإسرائيلية "زيم"، إنها غيرت خطوط ملاحة سفنها بعد تعرض سفينتين لقصف بالمسيّرات قبالة سواحل اليمن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية القيادة المركزية الحوثيين باب المندب الحوثيين البحر الاحمر باب المندب القيادة المركزية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تقر : لا سفن أميركية في البحر
مشيرًا إلى أن واشنطن لم تعد تحتفظ بأي وجود عسكري مباشر في البحر الأحمر منذ الأسبوع الماضي، في تطور يعكس تراجعًا واضحًا في القدرة الأميركية على الردع.
وبحسب الموقع، فقد أعلنت القوات اليمنية رسميًا ما أسمته "المرحلة الرابعة من التصعيد"، وهي مرحلة يُتوقع أن تشمل توسيع دائرة الاستهداف لتشمل كل سفينة ارتبطت بإسرائيل، حتى لو لم تكن إسرائيلية، في ما وصفه محللون عسكريون أميركيون بأنه "رسالة قوة لا لبس فيها".
التقرير لفت إلى أن العمليات السابقة، ومنها إغراق سفينتي إيترنيتي سي وماجيك سيز، كانت مؤشرًا واضحًا على هذا التحول النوعي في الأداء العسكري والعملياتي لدى البحرية اليمنية.
وأكد التقرير أن سفينة "إيترنيتي سي"، التي تم استهدافها وإغراقها من قبل اليمنيين، لم تتلقّ أي مساعدة عسكرية من القوات الأميركية أو حلفائها رغم معركة استمرت 16 ساعة، وأن عملية الإنقاذ تمت من قبل سفينة تجارية أخرى، ما اعتُبر فشلًا ذريعًا لتحالف "حارس الازدهار" الذي كانت واشنطن قد أعلنته سابقًا لحماية الملاحة.
ونقل الموقع عن محللين بارزين، من بينهم الأستاذ أفشون أوستوفار، أن غياب السفن الأميركية من البحر الأحمر يمنح انصار الله بيئة أكثر تساهلاً للتحرك، ويعزز من قدرتهم على تنفيذ هجمات موجعة دون خشية من الردع المباشر، في حين أشار خبراء آخرون إلى أن اليمنيين أصبحوا أكثر جرأة، ويتصرفون بوعي استراتيجي كامل لما يترتب على عملياتهم من رسائل دولية.
كما أورد الموقع تفاصيل جديدة عن مقطع الفيديو الذي نشرته القوات المسلحة اليمنية ويُظهر رهائن سفينة إيترنيتي سي، حيث تحدثوا عن سبب مرورهم عبر البحر الأحمر، بينما أظهر الفيديو أيضًا رعاية صنعاء للجرحى، واتصالات أُجريت بين البحارة المحتجزين وعائلاتهم، في خطوة وصفها الخبراء الأميركيون بأنها "رسالة ذكية تجمع بين الرسالة السياسية والتأثير الإنساني".
وحذّر التقرير من أن الهجمات اليمنية لم تعد مجرد إرباك لحركة الشحن، بل تحوّلت إلى نموذج تدريبي متقدم يرفع من كفاءة الحرب البحرية اليمنية في ميدان فعلي، ويختبر حدود رد الفعل الدولي. واعتبر التقرير أن اليمنيين لا يسعون بالضرورة لمهاجمة كل سفينة، بل فقط العدد الكافي لحفظ مصداقية الردع، مؤكدًا أن صنعاء مستعدة لتحمّل التبعات، كما أثبتت ذلك في وجه حملات القصف الأميركية والإسرائيلية السابقة.
واختتم الموقع بالإشارة إلى أن البحرية اليمنية باتت اليوم تمتلك زمام المبادرة في البحر الأحمر، في ظل غياب فاعل للأسطول الأميركي، وتفكك الرد الدولي، وأن صنعاء تُعيد رسم خرائط الملاحة والسيادة من بوابة غزة، فيما يقف العالم مشلولًا أمام هذا التحول الجيوسياسي الذي بات يفرض نفسه على الممرات البحرية الدولية.